• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع العلامة محمد بهجة الأثريالعلامة محمد بهجه الأثري شعار موقع العلامة محمد بهجة الأثري
شبكة الألوكة / موقع العلامة محمد بهجة الأثري / ديوان الأثري


علامة باركود

دمشق .. جمال وتاريخ قصيدة

دمشق .. جمال وتاريخ قصيدة
العلامة محمد بهجه الأثري


تاريخ الإضافة: 26/3/2013 ميلادي - 14/5/1434 هجري

الزيارات: 23257

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دمشق .. جمال وتاريخ

 

أبِكَ ارْتَوَى وَاخْضَلَّ وَابْتَرَدا
ها ذا الجْمَال الغَضُّ، يا (بَرَدَى)؟[1]
شَغَفَ الفُؤادَ سَناً وَأسْكَرَهُ،
فَانْسابَ في مَرْآهُ واتَّحَدا.
يا دِينَ قَلْبِيَ، والهَوَى قَدَرٌ!
قَلْبِي أحَبَّ، وناظِرِي رَصَدا![2]
هذا مَطَافُ الحُسْنِ، مُقْتَرِبٌ
مِنّي، وَحِسِّيِ فِيهِ قَدْ بَعُدا!
و(دِمَشْقُ) خَضْراءٌ مُنَوِّرَةٌ
فَيْحاءُ، نافِحَةُ الشَّذا أبَدا
نَفَسُ العَذارَى، ما تُناسِمُهُ.
أشَمَمْتَ أطْيَبَ مِنْهُ إنْ مَأدا؟[3]
وَخَمائِلٌ رَيّا، انْتَشَتْ، وَزَهَتْ
بَهَجاً، وَرَفَّ نَعيمُها غَيَدا[4]
وأطايبٌ، يُعْطِيكَ لَيِّنُها
نُعْمَى الحياةِ هَنِيئةً رَغَدا
وكَأنَّما (بَرَدَى) بِسَلْسَلِهِ
عَسَلٌ وصَهبْاءٌ قدِ ابْتَرَدا[5]
وَ (الرَّبْوتَانِ) - وَإنَّ حُسْنَهُما
ما بانَ عَنْ عيني، وإنْ شَرَدا-[6]
بابٌ إلى (الفِرْدَوْسِ)، تَحْتَهُما
(رِضْوانُ) شَدَّدَ حَوْلَهُ الرَّصَدا:[7]
♦ ♦ ♦
(الغُوطَتانِ) رُؤىً وأخْيِلَةٌ
ونَعِيمُ دُنْيا مِنْ سَدىً ونَدَى[8]
جَمَعَ الجْمالُ لَدَى فَوارِدِها
ما كان مِنْ أنْواعِهِ بَدَدا
ضَحِكَتْ وُجُوهُ فُتُونِها، وَبَدَتْ
والحُسْنُ فَوْقَ أديِمِها سَجَدا
و(النَّيْرَبانِ) مَنارِةٌ، رَقَصَتْ
زَهَراً، وَغَنّى طَيْرُها غَرِدا[9]
اللَّيْلُ فِيها: كُلُّهُ سَحَرٌ
زاهٍ، وسِحْرٌ يَخْلُبُ الكَبِدا
وهُناكَ.. مَنْ يَعْشَقْ، يَجِدْ صُوَراً
عَجَباً، تَعالَى حُسْنُها صَعَدا
ما دارَ في خَلَدٍ تَصَوُّرُهُ،
فاقَ الخْيَالَ، وَجازَهُ أمَدا!
♦♦♦♦
ناغَيْتُ (جِلَّقَ) عاشقاً بَلَداً
نَزِهاً، وناساً أشْبَهُوا البَلَدا!
أسْكَنْتُهُمْ لِجَلالِهِمْ خَلَدِي
حُبّاً، كما أسْكَنْتُها الخَلَدا[10]
وَطَنُ السَّناءِ، أنافَ ساكِنُهُ
بِكَرِيمَتَيْنِ: عُرُوبَةٍ وَهُدَى![11]
جُذَّتْ يَدا مَنْ سامَهُ ضَرَراً
واسْتُؤْصِلَ الأرَحْامَ والوَلَدا[12]
♦ ♦ ♦
أ (دِمَشْقُ) يا أخْتَ الضُّحَى
ذَهَباً، ويا رِئْدَ العُلَى صَيَدا[13]
أسَلِيلَةَ الأحَقْابِ، وارِثَةً
زَهْوَ الحَضِارَةِ جَلْوَةً ورِدا[14]
بِنْتَ العُرُوبَةِ، نَبْتَ ترْبَتِها
وعَرِينَها المُتَأشِّبَ الأسِدا[15]
(غَسّانُ).. أثَّلَ فِيكِ مملكةً،
غَنَّى لها (حَسّانُ) واحْتَشَدا[16]
كُبَراؤُها، يَسْقُونَ مَنْ وَرَدُوا
صًفْوَ الرَّحِيقِ مُمازِجاً (بَرَدَى)[17]
وعُلاكِ في (الإسْلام): كُلُّ عُلاً
سَجَدَتْ لَهُ وتخاوَصَتْ حَسَدا![18]
مُلْكٌ عَرِيضٌ.. شَدَّ (أنْدَلُساً)
ِ (السِّنْدِ) مُحْتَشِداً وَمُتَّحِدا
وجَحافِلٌ في البَرِّ، وازِعَةٌ
نَزْوَ الغُزاةِ وَمَنْ بغى وَعَدا[19]
وسَفائِنٌ في البَحْرِ، حارِسَةٌ
حُرَمَ الثُّغُورِ، طَوالِعٌ مَدَدا[20]
أصْبَحْتِ بِ (الإسْلامِ) قاعِدَةً
(لِلْمَشْرِقَيْنِ)، ومَؤْئِلاً فَرَدا
كنْتِ (الثُّريّا)، والوَرَى احْتَشَدُوا
كانُوا (الفُرُودَ الزُّهْرَ) و(السُّعُدا)[21]
أعْلَتْ (أمَيَّةُ) فِيكِ رايَتَهُ
شَمّاءَ تَحْسِرُ ناظِراً رَصَدا
وَحَوَيْتِهِ، فَحَوَيْتِ جَوْهَرَةً
كالكَوْكَبِ الوَهّاجِ قَدْ وَقَدا
يَفْرِي الظَّلامَ سَنَا تَألَقُّهِ
ويُحِيلُ مِثْلَ الصُّبْحِ ما كَمَدا[22]
ويُرِي البَصائِرَ، إذْ يُجَنّبُها
شَرَّ العِثارِ، طَرِيقَها الجَدَدَا[23]
أطْلَعْتِهِ شَمْساً على أمَمٍ
غَشَّى الظَّلامُ عُيُونَها رَمَدا
عَلَّمْتِها ما لَيْسَ تَعْلَمُهُ
وَحَبَوْتِها الإيمانَ والرَّشَدا
وَرَئِمْتِها عَطْفاً ومَرْحَمَةً
رَأْمَ الثَّواكِلِ تُرْضِعُ الوَلَدا[24]
وهَدَيْتِ دانِيَهُمْ وقاصِيَهُمْ
فَسَمَوْا مَعالِيَ وارْتَقَوْا سُدَدا[25]
نَعِمُوا، وكانُوا في ضَلالَتِهِمْ
عُمْيَ القُلُوبِ مَعاشِراً بِدَدا
بادِينَ في تَيْهاءَ مُظْلِمَةٍ
في رَذْلِ عيشٍ جاوَزَ الأمَدَا[26]
مَنْ دانَ لِلأصَنْامِ يَعْبُدُها
وَجْهاً، وَمَنْ لِلنّارِ قد سَجَدا
♦ ♦ ♦
تابَعْتِ (طَيْبَةَ) سُنَّةً وهُدىً،
والخَيْرُ ما سَنَّتْهُ وامْتَهَدا[27]
(أمُّ الخِلافَةِ)، أصْلُ دَوْحَتِها
طابَتْ وطابَ بِها الوَرَى رَغَدا[28]
لَوْلا خِلافَتُها وسِيرَتُها
ما قامَ مُلْكُكِ بَسْطَةً وَيدا
مِنْ رَحْمَةِ (الرَّحْمانِ) ما نَفَحَتْ،
يا طِيبَ ما نَفَحَتْ، وما وَفَدا!
كَرَوائِحِ (الفِرْدَوْسِ) ناشِرَةً
طِيباً، وعابِقَ سَوْسَنٍ، ونَدَى[29]
تَغْدُو على ذاوٍ فَتُنْعِشُهُ
وتَرُبُّ ما ألْوَى وما هَمَدا[30]
أوْحَتْ، فَسَطَّرْتِ الهُدَى سِيَراً
وُشِيَتْ طِرازاً، وازْدَهَتْ بُرَدا[31]
♦ ♦ ♦
(تارِيخُكِ المَيْمُونُ)، مَخْبَرُهُ
أصْبَى هَوايَ إلِيكِ، واعْتَبَدا[32]
يَتَرنَّحُ (العَرِبَيُّ) قارِئُهُ
طَرَباً، وتَسَمْوُ نَفْسُهُ صُعُدا
يُوحِي إلى الأبَنْاءِ ما سَطَرَتْ
أنْباؤُهُ العَزَماتِ وَالْجلَدا
مَجْدٌ على الأيَّامِ.. لَوْ وَزَنُوا
مَجْدَ الأنَامِ بِبَعْضِهِ، مَجَدا![33]
ألْوَتْ بِهِ الأعْداءُ، غَيْرَ سَنَا
ذِكْرٍ، كَلألاءِ الضُّحَى، خَلَدا[34]
هَلْ يُسْتَعادُ جَلالُ سُدَّتِهِ؟
حُضِيّ البَنِينَ عليه والحُفَدا[35]
نَسْتَعذِبُ الذَِكْرَى، وَلَيْسَ بِنا
فَخْرٌ، لِنَبْعَثَ وانِياً قَعَدا!

 


[1] أخضل: ابتل، وعيش مخضل: ناعم. - ابترد الماء: شرب الماء ليبرد كبده، ومنه قول الشاعر:

إذا وجدتُ أوارَ الحبّ في كبدي
أقبلتُ نحوَ سقاءِ القومِ أبتَرِدُ

الغض: الطري الناضر. - بردى: نهر دمشق.

[2] يادين قلبي من حبها: معناه ياداء قلبي القديم من حبها.

[3] ماد: اهتز.

[4] البهج: الفرح والسرور. - الغيد: لين الأعطاف والتثني.

[5] السلسل: الماء العذب. - الصهباء: الخمر.

[6] بان: انفصل. - الربوة: تقوم على جبل قاسيون في فم وادي دمشق، وهما ربوتان عن يمين وشمال.

[7] الفردوس: حديقة في الجنة. - رضوان: خادم الجنة.

[8] السدى: الشهد، و - ندى الليل، وهو حياة الزرع.

[9] النيربان، والنيرب، تذكر بالصيغتين: قرية مشهورة بدمشق، على نصف فرسخ منها في وسط البساتين، قال ياقوت: هي «أنزه موضع رأيته» ذكرها أبو المطاع وجيه الدولة بن حمدان في شعره بلفظ «النيربين» فقال:

سقى الله أرضَ الغوطتين وأهلَها
فلي بجنوب الغوطتين شجونُ
وما ذكرتْها النفس إلاَّ استخفَّني
إلى برْدِ ماءِ النيربين حَنينُ
وقد كان شكي للفراق يروعني
فكيف يكون اليومَ وهو يقينُ؟

[10] الخلد: البال، والقلب، والنفس.

[11] السناء: الرفعة. أناف على الشيء: أشرف.

[12] جُذَّتْ: قطعت.

[13] الرئد: الترب، وهو من ولد معك. - الصيد: رفع الرأس كبرًا.

[14] الردا: مقصور الرداء.

[15] المتأشب: الملتف. - الأسد: من قولهم أسد الرجل، صار كالأسد في جرأته وأخلاقه.

[16] غسان: قبيلة عربية مشهورة، أثلت، أي أصلت، في (الشام) مملكة قبل الإسلام، وكان الشعراء يؤمون رؤساءها طلبا لرفدهم، ومنهم (حسان بن ثابت الأنصاريّ)..

[17] تلميح إلى قصيدة (حسان بن ثابت) في مدحهم، ومنها قوله:

لله در عصابة نادمتهم
يومًا ب (جلق) في الزمان الأوّلِ
أولاد (جفنة) حول قبر أبيهم
قبر (ابن مارية) الكريم المفضِلِ
يسقون من ورد (البريص) عليهم
(بردى) يصفق بالرحيقِ السلسَلِ

الرحيق: صفوة الخمر، وفي التنزيل قوله تعالى: (من رحيق مختوم)، قال الزجاج: «الرحيق الشراب الذي لا غش فيه». - والمختوم: الذي لم يبتذل لأجل ختامه.

[18] التخاوص: أن يغض الإنسان من بصره شيئًا، وهو في ذلك يحدق النظر، كأنه يقوم قدحا «بكسر أوله وسكون ثانيه».

[19] الجحافل: جمع الجحفل، وهو الجيش الكثير. - وازعة: اسم فاعل، من وزعه، إذا كفه، فاتزع هو: كف. - والوازع: الزاجر.

[20] الثغور: جمع الثغر، وهو ما يلي دار الحروب، وموضع المخافة من فروج البلدان.

[21] الفرود: النجوم الفرود، وهي كواكب زاهرة حول (الثريا)، قرأها (المستشرقون) «القرود» بالقاف، فصارت «النجوم القرود» وترجموها كذلك (monkeis) أي القرود. - السعد: سعود النجوم، وهي الكواكب التي يقال لكل منها: سعد كذا، وهي عشرة، سعد بلع، وسعد الأخبية، وسعد الذابح، وسعد السعود، وهذه الأربعة ينزل بها القمر، والستة الباقية لا ينزل بها.

[22] يفري: يشق. - يحيل: يحول ويغير. - كمد اللون: تغير، وذهب صفاؤه، وبقي أثره.

[23] الجدد: الأرض المستوية، وفي المثل: «من سلك الجدد أمِنَ العثار»، يريد: من سلك طريق الإجماع، فكنى عنه بالجدد.

[24] رئم الشي: أحبه، ورئمت الأم ولدها: عطفت عليه، ولزمته - الثواكل: جمع الثاكلة، وهي من فقدت الحبيب أو الولد.

[25] السدد: جمع السدة، وهي باب الدار، يقال: غشيت سدة فلان، قال الشاعر:

ترى الوفود قيامًا عند سدته
يغشون باب مزور غير زوّارِ

[26] بدا القوم بدًا: خرجوا إلى البادية، وقوم بداوي وبداوى: بادون. - التيهاء: الأرض التي لا يهتدي فيها، وفلاة تيهاء: مضلة يتيه فيها الإنسان . - الأمد: الغاية كالمدى.

[27] طيبة: المدينة النبوية المنورة. - أمتهد: انبسط وارتفع.

[28] الدوحة: الشجرة العظيمة.

[29] الشبم: البارد. - الخضل: الندي المبتل.

[30] تربُّ: تصلح وتنمي. - الوى: ذوي. - همد: سكن.

[31] البرد: جمع البردة، نوع من الأكسية.

[32] أصباه: شاقه. - أعتبده: أتخذه عبدًا.

[33] مجده: غلبه في المجد، يقال: ماجده مجادا، عارضة بالمجد، وما جدته فمجدته أمجده، أي: غلبته بالمجد.

[34] ألوت به: ذهبت به.

[35] الحفدا: مقصور الحفداء، واحدها حفيد، وهو ولد الولد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- رائع...
عبد الله بن نجاح آل طاجن - مصر 13-06-2013 11:16 PM

شكر الله لناظمها، ولقد أصبح العنوان الأول في الشعر والنثر وسائر أنواع الكلام: (الشام) و (سوريا)، فك الله أسر بلاد الشام عاجلا.

1- العلامة الأثري فقيد العلم والادب والعروبة والإسلام
مروان عدنان العزي - العراق 28-03-2013 08:32 PM

رحم الله العلامة محمد بهجة الأثري ..عالم فذ ..وأديب بارع ..وشاعر مجيد..ونحوي مجدد... وشكرا للألوكة على تأسيس موقع بأسم الأثري وشكرا على هذه الخريدة الرائعة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب
  • ديوان الأثري
  • قالوا عن الأثري
  • مراسلات
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة