• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
موقع العلامة محمد بهجة الأثريالعلامة محمد بهجه الأثري شعار موقع العلامة محمد بهجة الأثري
شبكة الألوكة / موقع العلامة محمد بهجة الأثري / مقالات


علامة باركود

الألفاظ الحضارية ودلالاتها وأمثلة منها ( البرفرا )

العلامة محمد بهجه الأثري


تاريخ الإضافة: 14/12/2013 ميلادي - 11/2/1435 هجري

الزيارات: 11037

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الألفاظ الحضارية ودلالاتها وأمثلة منها

(البرفرا)

 

مقدمة

أجمعَ أهلُ العلم على أن لغة العرب هي من السَّعَة بحيثُ لا يستطيع أن يُحِيط بها أحد، وأنها لم تنتهِ إلينا كُلُّها، وأنَّ الذي جاء عن العرب قليل من كثير، ولا ريب في أن أئمة اللغة والرُّواة الأوائل قد أبلغوا في الجهد في تحصيل هذه اللغة العظيمة بمشافهة العرب العاربة بها في ديارهم بالبادية، فأتقنوها روايةً ودرايةً، ولم يألوا في ذلك نصحًا، ولا ادَّخروا وُسْعًا، والتزموا في تدوينها الأمانة والصِّدق كما يفرضهما الدِّين، وأسوق في حديثي الآن أمثلةً من هذه الألفاظ التي ضِيمَتْ في كتب اللغة أو أهملت فيها، تكون فيها منبهةٌ لما أريده..

 

ومن هذا النَّوع: (البرفرا).

 

نقرأ في شعر "النُّواسي قولَه متغزِّلاً (الديوان: جمع حمزة بن الحسن، 423 - 424، ط: المطبعة الحميدية/ مصر، 1322هـ):

الحبُّ في الأحشاءِ قد عسكَرا
والدمعُ في خدِيَّ قد أثَّرا
ونومُ عيني في الدُّجى ضائعٌ
ضيَّعه حبُّ رشًا أحوَرَا
لوجهِه شمسُ الضُّحى أسفرت
والبدرُ في الظلماءِ قد أسفَرَا
وقاعدٌ (هاروتُ) في طَرْفِه
يغتصبُ المُقبِلَ والمُدبِرَا
بدا من "الخُلْدِ" لنا غُدْوَةً
في قَصَبٍ من صُنْعِ "إِسْكندَرَا"
في موكبٍ تحميه خِصْيانُه
كما رأيتُ المَلِك الأكبرا
فخِلْتُ أن الشمسَ لما بدا
لابسةٌ عِقْدَيْه و(البرفرا)

 

فما البرفرا؟

النواسي إذ يتحدث في شِعره هذا عن صورة هذا الرشَّأِ الأحور الذي فتنه، ويشير إلى أنه أمير من أبناء البيت العباسي، يتحدث أيضًا عن زيه ولباسه، وأنه قصب من صنع "الإسكندر"، يعني الإسكندر بن فيلبس الملك اليوناني المشهور، وإنما أضاف صنعة القصب إليه ليرمز إلى أن ثوب هذا الأمير من نسيج يوناني، وأنه قصب ممزَّج بالذهب، كما يفهم من البيت الخامس:

بدا من "الخُلْدِ" لنا غُدْوَةً
في قَصَبٍ من صُنْعِ "إِسْكندَرَا"

 

ومن البيت الأخير:

فخِلْتُ أن الشمسَ لما بدا
لابسةٌ عِقْدَيْه و(البرفرا)

 

وواضح من هذا السياق أن (البرفرا) - وأحسب النواسي قد تفرد بين الشعراء بإدخاله في الشعر - هو إما لون، وإما غِلالة مصبوغة بهذا اللون.

 

وقد نقَّرْتُ عن هذا اللفظ في المعاجم القديمة وفي كتب المعرب والدخيل، فلم أصبه في شيء منها، ثم أصبتُه بعد لأيٍ في معجم حديث، هو "محيط المحيط"، فإذا هو يذكره بصيغتين ليس في آخرهما ألف: "البرفير" بزيادة ياء مثناة بعد الفاء، و"الفرفير"، بفاءين، ويقول في تفسيره: "ضرب من الألوان مركب من الأحمر والأزرق، والثوب صبغ به، ويعرف بالأرجوان، فارسي".

 

وسياق شعر النواسي يشير إلى هذين المعنيين جميعًا، ويشير أيضًا إلى أصل هذا اللفظ إشارة تمنع أن يكون إلا يونانيًّا محضًا، لا فارسيًّا، ونطقه باليونانية كما يستظهره العارفون "برفيرا: "porfira' Kopy'upa"، فعرَّبه النواسي "البرفرا"، وعلى هذا تُضَم ياؤه وتُسكَّن راؤه وتُكسَر فاؤه، وتكون الألف في آخره أصلية وليست حرف إطلاق، وقد فسروه بأنه يقابل "الأرجوان في العربية"، والأرجوان الأحمر، ورد في الشعر الجاهلي، وعليه بيت عمرو بن كلثوم في معلقته:

كأن ثيابَنا منَّا ومنهم
خُضِبْنَ بأُرجُوانٍ أو طُلِينا

 

والعرب يقولون: أحمر أرجوان؛ أي: قانئ، وفي "الصحاح" و"أساس البلاغة": قطيفة حمراء أُرجُوانٌ، وقال ابن الأثير: والأكثر في كلامهم إضافة الثوب أو القطيفة إلى الأرجوان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رحمه الله
مروان عدنان - العراق 16-12-2013 07:42 PM

رحم الله العلامة محمد بهجة الأثري على جهوده العظيمة في خدمة اللغة العربية الأصيلة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • كتب
  • ديوان الأثري
  • قالوا عن الأثري
  • مراسلات
  • مقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة