• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   شعار موقع الدكتور حسن الجميليأ. د. حسن سهيل الجميلي شعار موقع الدكتور حسن الجميلي
شبكة الألوكة / موقع د. حسن سهيل الجميلي / مقالات


علامة باركود

تأملات معتمر

أ. د. حسن سهيل الجميلي


تاريخ الإضافة: 5/11/2017 ميلادي - 15/2/1439 هجري

الزيارات: 7632

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تأملات معتمر


اعتمرت كثيراً وزرت المسجد النبوي والمسجد الحرام وهذا من توفيق الله لي وفي كل مرة أتّحصل فيها على دروس وعبر.

وفي زيارتي هذه وانا ازور رسولنا وحبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم وعند اقتراب الخطى من الواجهة الشريفة حيث زحمة المكان وكثرة الزائرين بجميع الوانهم ولغاتهم تذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته وكيف خرج طريداً من مكة يتعقبه قومه لينالوا منه وكيف استقبلته ثلة مؤمنة قليلة بهم فتح العالم واسلمت الدنيا لهذا الدين الجديد فقلت في نفسي هل رسولنا الكريم الآن فرح مسرور بهذه الجموع الغفيرة؟ وهل هو راض عنا؟


ثم رجعت الى واقعنا المحزون وأجَلت خاطري وفكري فيه، يا ترى أي شيء من واقعنا يفرح؟ وأي شيء يدخل السرور الى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وما هي الاشياء التي ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

 

رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضيه وحدتنا واجتماعنا وكوننا جسداً واحداً اذا اشتكى منه عضو تداعا له الجسد كله بالسهر والحمى، فالقرآن الذي جاءنا به يقول ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا.... ﴾ [آل عمران: 103] وقال ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46]

وواقعنا اليوم غير ذلك فقد أصبحنا دولاً شتى وانتماءاتٍ مختلفة وافكارنا متفرقة، بلادنا محتلة وممزقة الاوصال.

 

والمحزن في هذا أن بلادنا كانت موحدة تحت راية الخلافة فغزاها الاعداء وقسموها أقساما ً عديدة ومزقوها شر ممزق وخطوا لها خطوطاً وحدوداً ثم جئنا نحن فتعصبنا لهذه الحدود وانتمينا لها والأدهى من ذلك أننا قاتلنا اخواننا من اجلها واعتدى بعضنا على بعض.

 

حينئذ أتساءل هل واقعنا هذا يفرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

رسولنا صلى الله عليه وسلم يحب من يتقن عمله وأمرنا بذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم رسولنا " ان الله يحب أحدكم اذا عمل عملاً أن يتقنه " واوصانا بالاحسان في كل شيء ونهانا عن الغش والخديعة وما حادثة صاحب الطعام الذي جعل السيء تحت والحسن أعلاه فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا يا صاحب الطعام فقال أصابته السماء يا رسول الله فقال له هلا جعلته فوق ليراه الناس من غشنا فليس منا.

 

وواقعنا اليوم غش وخديعة وإهمال في العمل حتى أننا أصبحنا في ذيل الامم فلم تعد لنا صناعات واذا كانت فهي هزيلة وغير متقنة ولا تخضع لأدنى مقاييس الجودة بل حتى طعامنا أصبحنا نستورده من الاخرين وممن هم يظهرون لنا العداء، فملابسنا وطعامنا وادواتنا بل حتى بيوتنا نستوردها أو موادها الاولية من غيرنا، وأمة لا تصنع طعامها ودواءها وسلاحها أمة ميتة هذا حالنا فهل تراه يفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

رسولنا يفرح بالعلم والتعلم وأمر به وحين دخل المسجد ووجد حلقتين الاولى تذكر الله والثانية تتعلم جلس مع الثانية وقال صلى الله عليه وسلم "انما بعثت معلماً " واول كلمة جاء بها القرآن ونزلت عليه الصلاة والسلام هي " أقرأ " وقال علية الصلاة والسلام " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " والعلم كله مأمور به ولا يقتصر على الشرعي منه أعني العلوم المتعلقة بالشرع كما أكد هذا العلماء في كتبهم رحمهم الله فهو عليه الصلاة والسلام يطلق سراح الأسرى في بدر شريطة أن يعلم كل واحد منهم عشرة ً من المؤمنين القراءة والكتابة هكذا ينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم للعلم وأهله.

 

واليوم أمة الاسلام أمة أقرأ لا تجد فيها القراء فننسبة القراء في امتنا تكاد لا تقارن بنسبة القراء في الامم الاخرى لذا اصبحنا من الهوان بمكان، ضاعت اقرأ فضاعت قوتنا وعزتنا، واصبحنا في العدَ لا عداد لنا وان كان كثيراً عديدنا، نعم غثاءُ كغثاء السيل كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم والأدهى من ذلك اذا برز فينا عالمٌ نوصب العداء وضيق عليه وأهمل وربما قتل وكثير منهم هرب الى بلاد الغرب فاحتضوه وقدروه وأعلو كعبه فأصبح خيره لغيرنا بل ربما استخدم ذلك العلم الذي تحصل عنده سلاحاً نقتل به. بالله عليكم أهذا يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفرحه؟

 

رسول الله يرضيه أن تكون تعاليمه مطبقة في حياتنا وأن يكون حاضراً معنا في اسواقنا وبيوتنا ومدارسنا وشوارعنا وليس فقط في مساجدنا!

 

والناظر لواقع المسلمين اليوم يجد العكس فقد غاب عن واقعنا حبيبنا ورسولنا، لم يعد رسولنا حاضراً في بيوتنا فلا رحمة ولا حب ولا تفاهم ولا وئام بين افراد العائلة فهي مشغولة بمواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت بحق مواقع تقاطع بين أفراد الاسرة فلا يجمعهم الا سقف البيت أما ماعدا هذا فلا.

 

غاب عن مدارسنا فما عاد هم المعلم الا قضاء الايام ليأتي نهاية الشهر ويأخذ المرتب الشهري وهناك الاسوأ فمنهم من يقصر في رسالته وتعليمه لكي يضطر الطلاب الراغبون في النجاح والتعلم الاتيان اليه ليأخذهم دروساً خصوصية يكلفهم أموالاً باهضة وما عاد الطلاب بحالة أفضل من حالة اولئك المقصرين من المعلمين فلا تعلّم ولا دراسة وانما مجرد ضياع وقت وجهد ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم هذا واقعنا، نكسات وانتكاسات، ومن سيْ الى اسوأ وما ادري بعد هذا أتراه عليه الصلاة والسلام راض عنا وهو فرح بنا ونحن بجموعنا الغفيرة نمر من أمامه نسلم عليه الجواب لديكم احبابي القراء الكرام.

 

لعلي اكون مخطئاً أو مبالغاً أو متشائماً لكن هي الحقيقة يا سادة تقول بملئ الفم أفهموني وتدبروني كي لا يصيبكم الشطط.

هذه تأملات معتمر
سطرتها والقلب فيه معتصر
لأمتي وقد أصابها القهر
أرجو من الله يهديها النظر
وترفع عن كاهلها الشرر




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة