• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

الوفاء بالوعد

الوفاء بالوعد
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 19/3/2015 ميلادي - 28/5/1436 هجري

الزيارات: 18695

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوفاء بالوعد

قال الله تعالى: ﴿ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ﴾ [الأنعام: 152] (5)

ذلكم وصاكم به (الوصايا العشر)


الوعد: هو أن يعِدَ الإنسان بشيء لإنسان آخر، فينجز ما وعد به؛ كأن يعدَه بأن يعطيه مالاً، أو يرد له دَينًا، أو أن يزوره في يوم كذا، أو أن ينجز له عملاً في يوم كذا فينجزه، وهكذا، وقال في مختار الصحاح: الوعد يستعمل في الخير والشر، يقال: وعدته خيرًا، ووعدته شرًّا، لكني إذا أسقطت كلمة خير أو شر، فيكون في الخير: الوعد والعِدة، وفي الشر: الإيعاد والوعيد، وتواعد القوم: وعَد بعضُهم بعضًا، وأما في الشر فيقال: اتعدوا، والتوعُّد: التهدد، والميعاد والمواعدة: الوقت والموضع، وكذا: الموعد.

 

وفي غزوة بدر ألقى النبيُّ صلى الله عليه وسلم قتلى الكفار في القليب - بئر - وقال أنس: "إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثًا، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم: ((يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن عتبة، أليس قد وجدتُم ما وعدكم ربكم حقًّا؛ فإني قد وجدتُ ما وعدني ربي حقًّا؟))، فسمع عمر بن الخطاب قولَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف يسمعون؟ أو أنَّى يُجيبون وقد جَيَّفوا؟ قال: ((والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمَعَ لِما أقول منهم، ولكنهم لا يقدِرون أن يجيبوا))، ثم أمر بهم فسُحِبوا فأُلقُوا في قليب بدرٍ"[1]؛ رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبَّةٍ يومَ بدر: ((اللهم أنشُدُك عهدك ووعدَك، اللهم إن تشَأْ لا تعبد بعد اليوم))، فأخَذ أبو بكر بيدِه، وقال: حسبك يا رسول الله، ألححتَ على ربك كثيرًا، فخرج يثِبُ في الدرع وهو يقول: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ﴾ [القمر: 45، 46][2]؛ أخرجه البخاري، وفي حديثٍ لمسلم: "فاستقبل نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم القِبْلةَ، ثم مد يديه، فجعَل يهتف بربه يقول: ((اللهم أنجِزْ لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني))، فبماذا وعَد اللهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال: 7]؛ فالوعد كان بإحدى الطائفتين، العِيرِ أو النفير، فكان النصرُ على الجيش في بدر ونجاة العير، وعند الترمذي عن ابن عباس قال: لما فرغ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بدرٍ، قيل له: عليك العير، ليس دونها شيء، قال: فناداه العباس من وَثاقه - وكان أسيرًا - لا يصلُحُ لك؛ لأن الله وعدك إحدى الطائفتينِ، وقد أعطاك اللهُ ما وعدك، قال: ((صدقتَ))[3].

 

وآيات الوعدِ من الله تعالى في القرآن كثيرةٌ؛ حيث أخبَر المؤمنين بما وعدهم من جنات يوم القيامة، ثوابًا لهم، ومكافأة لإيمانهم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 9]، وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72]، كما وعَد الكفَّار نار جهنم، ومن معهم من المنافقين؛ قال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 68]، ويُذكِّر المؤمنون الكفارَ يوم القيامة بهذا الوعد؛ قال الله تعالى: ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 44]، وعندما كذَّب أهلُ الشر والفساد الرسلَ، واستضعفوهم واستهزؤوا بهم، قالوا من باب التهكم: ائتونا بما تعدوننا به، فأخبَر الله عنهم ذلك، وفي قوم صالح المَثَل لكل المكذِّبين؛ قال الله تعالى: ﴿ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [الأعراف: 77، 78].

 

وأما الشيطان فإنه يعِدُ ويُخلِف، ويلبس على أتباعه أمورًا كثيرة، فيتبعون وراءه السراب، وهو في الحقيقة يعِدُهم عكس ما يظنون أو يتوقَّعون؛ قال الله تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268]، وقال أيضًا مخبِرًا عن حبائلِ الشيطان، ومُظهِرًا لنواياه تجاه البشر: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا * إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 116 - 120]، ويوم القيامة يكشِفُ عن نفسِه تمامًا؛ قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [إبراهيم: 22]، وأما وعدُ الله للمؤمنين في الدنيا، فقد وعَدهم بالاستخلاف والتمكينِ في الأرض وعدًا مشروطًا بالطاعة والعملِ بكتاب الله، وقد أعطاهم ذلك عندما نفَّذوا الشَّرط، وسحَبه منهم عندما خالَفوها، وهذا الوعدُ ساري المفعول في هذه الدنيا، فإن التزَموا بشرطِه، استُخلِفوا ومُكِّنوا، وإن أساؤوا نُزِع منهم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].



[1] جامع الأصول 6033.

[2] المصدر نفسه 6017.

[3] جامع الأصول 6044.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة