• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

من أحق بالبر ؟

من أحق بالبر ؟
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 26/6/2014 ميلادي - 27/8/1435 هجري

الزيارات: 16151

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أحق بالبر؟

الوصية الثانية: قوله تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ (1)

ذلكم وصاكم به ( الوصايا العشر )


أمر الله سبحانه وتعالى ببِر الوالدين كليهما، واختص الأمَّ بمزيد من البِرِّ والصِّلة؛ لكونها امرأةً ضعيفة، والرجل أقوى وأشد، ولكونها حملت بولدها، وأرضعت وسهِرت، فالرجُل استودع فيها النطفة، وهي التي تحمَّلت تبعاتها تسعة أشهر تقاسي وتعاني، فكان أشق شيء عليها يوم الوضع، وكم من أم ماتت وهي تضع وليدَها، أو طرقتها حمَّى النِّفاس بعد الوضع، وقد بين القرآنُ الكريم شيئًا من هذه المعاناة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ﴾ [الأحقاف: 15]، وفي الحديثِ الشريف عن أبي هريرة قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَن أحق الناسِ بحُسْن صَحابتي؟ قال: ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أبوك))[1]؛ رواه البخاريُّ ومسلم.

 

في رواية أبي داود قال: ((أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب)).

 

وعند النَّسائي عن معاوية بن جاهمة، أن جاهمةَ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أردتُ أن أغزوَ، وقد جئت أستشيرك فقال: ((هل لك من أمٍّ؟))، قال: نعم، قال: ((فالزَمْها؛ فإن الجنةَ عند رِجْلها))[2].

 

وقد فضَّل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم برَّ الوالدين على الجهاد؛ ففي الصحيحين عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد، فقال: ((أحيٌّ والداك؟))، قال: نعم، قال: ((ففيهما فجاهِدْ))، وفي رواية لمسلم قال: أقبَل رجُل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أُبايِعُك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجرَ من الله، قال: ((فهل من والديك أحدٌ حيٌّ؟))، قال: نعم، بل كلاهما حي، قال: ((فتبتغي الأجر من الله؟))، قال: نعم، قال: ((فارجِعْ إلى والديك فأحسِنْ صحبتهما))"[3]، وأما قولُه صلى الله عليه وسلم: ((ففيهما فجاهِدْ))؛ أي: ابذُلْ ما تستطيع من جهدٍ في رضائهما، يكون لك أجرُ الجهاد كما لو جاهدتَ الأعداءَ فعلاً.

 

ومهما قدَّم الولد لوالديه من معروف، فلن يجزيهما حقَّهما، بل يُعد مقصرًا؛ لذلك عليه ألا يمُن ولا يستكثر ما يقدم؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزي ولدٌ والدَه إلا أن يجدَه مملوكًا فيشتريه فيُعتقه))؛ أي إن رآه بهذه الحالة فاشتراه فأعتقه ليحوز له الحرية، فيكون قد كافأه، وقدَّم له معروفًا مساويًا لمعروف والده من التربية والإنجاب؛ لأن الأب كان سببًا في وجود ابنه، والابن كان سببًا في تحرير والده من العبودية، والحرية هي الحياة.

 

ولما شكا أحدُ الأبناء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أخذ أبيه لماله، مال مع الأبِ، وعدَّ الابن كسبًا لأبيه؛ فعند أبي داود أن رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي مالاً وولدًا، وإن أبي يجتاح مالي - أي يأخُذُ منه أخذًا إلى حد الاستئصال - فقال: ((أنت ومالُكَ لأبيك، إن أولادكم من أطيبِ كَسْبِكم، فكُلُوا من كسبِ أولادكم))[4]، وهو حديث حَسَنٌ، وله طرق كثيرة.

 

ولهذا قصة، فقد رُوِي أنه جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، إن أبي أخَذ مالي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((اذهَبْ فأتِني بأبيك))، فنزل جبريلُ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: إذا جاءك الشيخُ، فسَلْه عن شيء قاله في نفسِه ما سمعته أذناه))، فلما جاء الشيخ قال: ((ما بال ابنِك يشكوك، تريد أن تأخذ ماله؟))، قال: سَلْه يا رسول الله، هل أنفقتُه إلا على إحدى عمَّاته أو خالاته أو على نفسي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إيه، دعنا من هذا، أخبِرْني عن شيء قلتَه في نفسك ما سمِعَتْه أذناك))، فقال الشيخ: والله ما يزال اللهُ يزيدنا بك يقينًا، لقد قلتُ في نفسي شيئًا ما سمعَتْه أذناي، فقال: ((قل وأنا أسمع))، فقال:

غذوتُك مولودًا وصُنتك يافعًا
تُعَل بما أجني عليك وتنهَلُ
إذا ليلةٌ ضافَتْك بالسُّقم لم أبِتْ
لسُقمِك إلا ساهرًا أتململُ
تخاف الرَّدى نفسي عليك وإنها
لتعلمُ أن الموت وقتٌ مؤجَّل
فلما بلغت السنَّ والغاية التي
إليها مدى ما كنت فيك أؤمِّلُ
جعلتَ جزائي غلظة وفظاظة
كأنك أنت المُنعمُ المتفضلُ
فليتَك إذ لم تَرْعَ حقَّ أبوتي
فعلتَ كما الجار المجاور يفعلُ
فأوليتَني حقَّ الجوار فلم تكُنْ
عليَّ بمال دون مالِك تبخَلُ

 

عند ذلك أخَذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال: ((أنت ومالُك لأبيك))[5].



[1] جامع الأصول ص397 ج1.

[2] جامع الأصول ص403 ج1.

[3] جامع الأصول ص402 ج1.

[4] جامع الأصول، ص399، ج1.

[5] ص28 ج1، كشف الخفاء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة