• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

بعض ما فعله المشركون في المدينة ضد المسلمين

بعض ما فعله المشركون في المدينة ضد المسلمين
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 17/4/2014 ميلادي - 16/6/1435 هجري

الزيارات: 14861

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بعض ما فعله المشركون في المدينة ضد المسلمين

الوصية الأولى: الإيمان بالله تعالى وعدم الشرك به (4)

ذلكم وصاكم به ( الوصايا العشر )


كان زعيمُهم في المدينة عبدالله بن أبي ابن سلول، كان يُعَد سيّدًا، حتى إنهم أجمعوا على تتويجه ملِكًا على يثرب قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد فشِل هذا المشروع بدخول أهل المدينة في الإسلام؛ حيث بدَّلهم الله سبحانه وتعالى بالظلام نورًا، فالتفوا حول النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهنا أخذتْ هذا المنافقَ العزةُ بالإثم، فعمِل على الكيد للإسلام والمسلمين، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رفَع مكانته وقدره، إلا أنه كان كثيرَ الغدر، ينتظر الفُرَص للوثوب على المسلمين، أو لإحداث فِتَن لشق الصفوف.

 

في غزوة بني قينقاع:

لما نقَض بنو قينقاع العهدَ مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتبَعوا ذلك بالاعتداء على المرأة المسلمة، حاصَرهم النبي صلى الله عليه وسلم، فنزَلوا بعد خمسة عشر يومًا على حُكمه، فشد وَثَاقهم، فأقبَل عبدالله بن أبي ابن سلول ليشفَع لهم عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان هو الذي عصَّاهم وأمَرهم بالتحصُّن والوقوف ضد النبي، لكن الله قذَف في قلوبهم الرعب، ونزَلوا على حُكم النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فجاء ابن سلول ليفكَّهم، فمنَعه الحرس من ذلك؛ قال الواقدي: "فوثَب ابن أبيٍّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأدخَل يدَه في جَنْب دِرع النبيِّ صلى الله عليه وسلم من خلفه، فقال يا محمد، أحسِنْ في مواليَّ، فأقبل عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم غضبانَ متغيِّر الوجه، فقال: ويلك، أرسِلْني، قال: لا أُرسلُك حتى تحسنَ في مواليَّ، أربعمائة دارعٍ، وثلاثمائة حاسرٍ، منَعوني يوم الحدائق، ويوم بُعَاث من الأحمر والأسود، تريدُ أن تحصُدَهم في غداةٍ واحدةٍ؟ يا محمد، إني امرؤٌ أخشى الدوائرَ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خَلُّوهم، لعَنهم اللهُ، ولعَنه معهم))"[1].

 

فأنت ترى جَفاءَه وغِلظته مع النبي، ومناصرته لليهود أعداءِ الإسلام، كما تلاحظ خطابَه للنبيِّ باسمِه لا بالرسالة، وكان يريد أن يحرِّكَ بهذه الحادثة قومَه من الخزرج؛ لكي يحصلَ قتالٌ وانشقاق، لكن النبيَّ صلى الله عليه وسلم فوَّتَ عليه هذه الفرصة.

 

في غزوة بني النضير:

وهم يهودُ بني النضير الذين نقَضوا العهد، وتآمروا على قتلِ النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ مع نفَرٍ من أصحابه تحت ظل جدار لبيت من اليهود ينتظرُ منهم أن يُحضِروا له ديَة لرجلين قُتِلا من قِبَل حليف لهم، فقالوا له: انتظر وسندفع لك، فأرسلوا عمرَو بن جحاش ليلقيَ عليه حجرًا أو رحًى، فأخبَره الله بالوحي، فغادر المكان مسرعًا، ثم أرسل إليهم بالجَلاء عن المدينة، ووجَدوا أنه لا بد لهم من ذلك وإلا حاربهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وأعطاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم مهلة عشَرة أيام لكي يخرجوا بأموالهم ومتاعهم، وبينما هم يتجهَّزون للخروج منصاعينَ أتاهم الخبر من ابن سلولَ يقول لهم: "لا تخرُجوا من دياركم وأموالكم، وأقيموا في حصونِكم؛ فإن معي ألفينِ من قومي وغيرهم من العرب، يدخُلونَ معكم حصنَكم، فيموتون من آخرِهم قبْلَ أن يوصَلَ إليكم، وتمدكم قريظة وغَطَفان".

 

وهكذا منَّاهم الأمانيَّ في البقاء والعصيان على أمر النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقام حييُّ بن أخطَبَ زعيمُ بني النضير وأرسَل إلى النبي: إنا لا نبرَحُ من دارنا وأموالِنا، فاصنَعْ ما أنت صانع.. فكبَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال: ((حاربت يهودُ))، وانطلَق لحصارهم، وكان جَلاؤُهم.

 

في غزوة المريسيع:

ظهَر في هذه الغزوة حقدُه الدفين على الإسلام ونبيِّ المسلمين، وحدَث على ماء المريسيع بعد أن انقطعت الحرب، أنِ اختلف "سنان بن وبر الجُهَني وهو حليف لبني سالم من الأنصار، وجهجا بن سعيد الغِفاري وكان مولًى لعمرَ بن الخطاب، فلطم جهجا سنانًا فشجَّه، فنادى سنان: يا آل خزرج، ونادى جهجا: يا آل قريشٍ، يا آل كنانة، وشهروا السِّلاح، وكادت تحصُلُ فتنة عظيمة، ثم هدأت الأمورُ، وكُلِّم سنان أن يتنازَلَ عن حقه ويعفوَ ويصفح، وألا يرفع الأمرَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبِل، وبلغت هذه الحادثة ابنَ أبيٍّ ابنَ سلولَ فلم يشَأْ أن تُحَلَّ بهذه الحكمة، بل أراد أن تكون نارًا تشب بين الفريقين، ثم قال: "ما رأيتُ كاليوم مذلة، والله إنْ كنتُ لكارهًا لوجهي هذا، ولكن قومي غلَبوني، وقد فعَلوها، قد نافَرونا وكاثَرونا في بلدنا، وأنكروا منَّتَنا، والله، ما صِرْنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائلُ: "سمِّنْ كلبَكَ يأكُلْكَ".

 

ثم يقول: ﴿ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ﴾ [المنافقون: 8].

 

وسمِع زيدُ بن أرقم هذا الكلام، فغضب من ابن أبيٍّ، وقام فنقل الكلام للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكره النبيُّ أن يسمعَ مِثل هذا الكلام وقال له: لعلك غضبتَ عليه؟ قال: لا والله، لقد سمعتُه منه، قال: لعله أخطأ سمعُك، قال: لا يا نَبيَّ الله، قال: لعله شُبِّه عليك، قال: لا والله لقد سمعتُه منه يا رسول الله، وأسرع عددٌ من كبار الأنصار إلى ابنِ أبيٍّ ابن سلولَ يستفسرون ويؤنِّبونه على قوله، ويطلبون منه الاعتذارَ أمام النبي والتوبة، فأنكر ذلك وحلَف أنه لم يقُلْ شيئًا، ولو أنه اعترف لاستغفَر له رسولُ الله، لكنه أصرَّ على كذبه، واتهم زيدَ بن أرقم بنقل الكلام كذبًا، لكن صدَق زيد؛ فقد نزل قرآن يتلى بهذه الحادثة، وظهَر كذبُ ابنِ سلولَ للجميع، وظهر نفاقُه، ونزلت مرتبتُه أمام الناس؛ لأن الشريف عندهم لا يكذِب، فقد كذَب وأصبح بمرتبة الوضيع، لقد نزلت سورة "المنافقون" وهم عائدون من المريسيع، تذكُر خبر ابن سلول، فلما سُرِّي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أخَذ بأذن زيد بن أرقم فرفَعها وهو يقول: وفَتْ أذنُك يا غلام، وصدَّق الله حديثَك؛ قال الله تعالى: ﴿ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 7، 8].

 

في غزوة أُحُد:

شاور النبيُّ في هذه الغزوة أصحابه في لقاء العدو في أُحُد، أو في التصدي لهم في المدينة، وكان الرأي السائد أن يخرجوا لملاقاة العدو في أُحُد، وانطلق الجيش إلى أُحُد، وفي الطريق انسحب ابن سلول بثُلث الجيش؛ وذلك ليفُلَّ من عزيمة المسلمين، وليعطي المبررَ لمن بقي بالهزيمة، ولما اشتد القتال أشاعوا أيضًا مقتل النبي لتوهين العزائم، ولكن اللهَ ردَّ كيدهم إلى نحورِهم، وحمى اللهُ نبيَّه والمسلمين.

 

قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 46، 47].

 

في غزوة الخَندق:

لما ضاق على المسلمين ما هم فيه من حصار قُرَيش وحلفائها، ومِن نقض يهودِ بني قريظة العهدَ، نشط المنافقون أيضًا في المدينة، ونشروا الشائعات والأكاذيب حتى يزلزلوا ثباتَ المؤمنين، وتكاثَر الأعداء من الداخل والخارج يريدون القضاءَ على المسلمين واستئصالَهم، وتدخَّلت إرادةُ الله فبعَث جُنده: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31]، وكان النصرُ، وكان انكشافُ المنافقين أيضًا انكشافًا جليًّا؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9 - 14].

 

بناء مسجد الضِّرار:

وزيادةً في المكر والإيذاء تفتَّق ذهنُ المنافقين عن بناء مسجد، يكون ظاهرُه للعبادة، وباطنه للاجتماع والتآمُرِ على الإسلام والمسلمين، وليكون مرصدًا لحركات المسلمين، ووَكْرًا للمنافقين يجتمعون فيه، ويقرِّرون فيه مخططاتِهم الخبيثة؛ لذلك أخبَر الله نبيَّه عن حال هذا المسجد، وسمَّاه مسجد الضِّرار؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [التوبة: 107].

 

وفي أثناء عودة النبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن غزوة تبوكَ أمَر بعض أصحابه بتحريقِ هذا المسجد وإبطالِه.

 

المُنافقون يستهزئون بالمسلمين داخل المسجد:

وبلَغ من خُبث المنافقين وتجرُّئِهم على المسلمين أنهم دخلوا مسجدَ النبي صلى الله عليه وسلم، والتفُّوا حول بعضهم، وبدؤوا يتغامزون على المسلمين، ويسخَرون منهم، ويستهزئون بدِينهم، فرآهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتحدَّثون فيما بينهم خافضي أصواتهم قد لصق بعضُهم ببعض، فأمَر بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأُخِرجوا من المسجد إخراجًا عنيفًا؛ حيث قام أبو أيوبَ إلى عمرو بن قيس فأخَذ برِجْله فسحَبه حتى أخرجه من المسجد، وكان عمرُو بن قيس يصرُخ ويقول: أتُخرجني يا أبا أيوب من مِربَد بني ثعلبةَ؟ - حيث كان المسجد مربدًا، واشتراه رسول الله وأقام عليه المسجدَ، ومن نفاقه أنه لا يعترف بأنه مسجد، بل يسميه باسمه الذي كان عليه - ثم أقبل أبو أيوب أيضًا إلى رافع بن وديعة فلبَّبه - أي: أخَذ بتلابيبه - بردائِه، ثم نتره نترًا شديدًا، ولطم وجهه، ثم أخرجه من المسجد، وكان أبو أيوبَ يقول له: أفٍّ لك منافقًا خبيثًا، أدراجك يا منافق من مسجدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي: ارجِعْ من الطريقِ التي أتيتَ منها، وإياك أن تعودَ إلى المسجدِ - وقام عمارة بن حزم إلى زيدِ بن عمرو، وكان رجلاً طويل اللحية، فأخذ بلحيته فقاده بها قودًا عنيفًا حتى أخرَجه من المسجد، ثم جمَع عمارة يديه فلدَمه بها في صدره لدمةً خرَّ منها - واللَّدمُ: الضرب ببطن الكف - فقال المنافق: خدشتني يا عمارة، قال عمارة: أبعَدَك الله يا منافقُ! فما أعد اللهُ لك من العذابِ أشدُّ من ذلك، فلا تقرَبَنَّ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام أبو محمدٍ وهو من بني النجار، وكان بدريًّا، وهو مسعود بن أوس، إلى قيس بن عمرو بن سهل، وكان قيس غلامًا شابًّا، وكان لا يُعلَمُ في المنافقين شابٌّ غيره، فجعل أبو محمدٍ يدفع في قفاه حتى أخرَجه من المسجد.

 

وقام رجل من بني خُدْرَةَ رهطِ أبي سعيد الخُدْريِّ يقال له: عبدُالله بن الحارث إلى رجل يقال له: الحارث بن عمرو، وكان ذا جُمَّة، فأخَذ بجُمَّته فسحبه سحبًا عنيفًا على ما مر به من الأرض حتى أخرَجه من المسجد، وقام رجل من بني عمرو بن عوف إلى أخيه زوي بن الحارث فأخرَجه من المسجد إخراجًا عنيفًا.

 

فكان هذا حالَ المسلمين مع المنافقين الذين أظهَروا الإيمان، وأضمروا الكفرَ والحِقْد والكيد للمسلمين، فكانوا من شدَّةِ حِقدهم يطفُون على السطح، ويُبدون رؤوسهم الماكرة، خصوصًا إذا مر المسلمون بأوقاتٍ عصيبة؛ كيوم الخندق، ومن هذا الظهور كانوا يُعرَفون، وقد أطلَع النبيُّ صلى الله عليه وسلم حذيفةَ بن اليمان على أسمائهم، وذلك قبيل وفاته؛ ليعلمَهم ويراقبهم؛ لخطرِهم على المسلمين، ويكفي للتدليل على كفرِهم ما ورد في القرآن الكريم بشأنهم؛ قال الله تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [المنافقون: 1 - 3].



[1] السيرة النبوية لابن هشام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة