• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

غزوة بدر

غزوة بدر
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 14/3/2023 ميلادي - 21/8/1444 هجري

الزيارات: 6414

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غزوة بدر

 

بعد الاستعداد النفسي والتحرك بمجموعات صغيرة للصدام مع قريش من أجل كسر حاجز الرهبة من قريش، خلال سنة تقريبًا من جولات السرايا في محيط المدينة وقريبًا من مكة، بينما لم يكن لقريش ردة فعل تذكر، وبهذا الإعداد جاء دورُ التصدي الأكبر لتحطيم جبروت قريش وما اقترفته بحق المسلمين؛ فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم قافلة لقريش من الشام بقيادة أبي سفيان وهي محملة بالبضائع وفيها جل تجارة قريش، فندب المسلمين للخروج معه للاستيلاء على هذه القافلة، فقال: ((هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها؛ لعل الله يُنفِّلكموها))، فخرج معه جمع من المسلمين، وكان خروج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة في رمضان لثمان ليال خلون منه، واستعمل فترة غيابه أبا لبابة بن المنذر على المدينة وعبدالله بن أم مكتوم على الصلاة، وأعطى اللواء لمصعب بن عمير، وكانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ، وكان عدد جيش النبي صلى الله عليه وسلم 317 رجلًا ومعهم سبعون جملًا، وكانوا يتعاقبون على الجمل الواحد، الاثنان والثلاثة والأربعة، يركب أحدهم ويسير بقية الرفقة إلى أن يأتي الدور للثاني، وهكذا، وكان معهما فرسان، إحداهما للمقداد بن عمرو، والثانية لمرثد الغنوي، وقيل: للزبير بن العوام.

 

كان المقصد بدر؛ حيث المكان الذي تمر منه القافلة العائدة من الشام، حتى إذا كان قريبًا منها عند بئر الروحاء أرسل بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء، وهما من جهينة، ليتحسسا له خبر القافلة، ثم تقدم نحو وادي ذفران، وهناك أتاه الخبر بأن قريشًا جمعت له جيشًا لحربه واستنقاذ القافلة، ووصل بسبس وعدي بدرًا واستقيَا من بئرها، وهناك سمعا الخبر بوصول القافلة بعد يوم أو يومين من جاريتين كانتا تنتظران القافلة، فركِبا ناقتيهما وعادا ليخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

كان قائد القافلة أبو سفيان - وكان شديد الحذر - منذ أن دخل الحجاز يقدم رجالًا للاستطلاع وتنصُّت الأخبار، وكلما مر بمكان يسأل، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل طلحة بن عبيدالله وسعيد بن زيد ليتحسَّسا له خبرَ العير، فنزلا عند كشد الجهني وهو مقيم بالنخبار وراء ذي المروة على الساحل، فمكثا عنده في خباء حتى مرت القافلة ونظَرَا إليها من مكان مرتفع، وأرسل أبو سفيان إليه يسأله: يا كشد، هل رأيت أحدًا من عيون محمد؟ فأجابهم: وأنى عيون محمد بالنخبار - اسم هذا المكان - منكرًا أن يكون رأى أحدًا؛ لذلك لم يكن أبو سفيان غافلًا، فكان حدسه قويًّا، كأنما يتوقع مفاجأة أو داهية تصيبه، فما كان يتوقف بالقافلة إلا قليلًا ثم يواصل سيره متبعًا الليل بالنهار، وقبل أن يرد بدرًا تقدم يسأل، فقدم على مجدي بن عمرو في بدر يسأله، فقال: يا مجدي، هل أحسست أحدًا؟ تعلم والله ما بمكة من قرشي، ولا قرشي له نش - نصف أوقية فضة - فصاعدًا إلا وقد بعث به معنا، ولئن كتمتنا شأن عدونا لا يصالحك رجل من قريش ما بل بحر صوفة، فقال مجدي: والله ما رأيت أحدًا أنكره، ولا بينك وبين يثرب من عدو، ولو كان بينك وبينها عدو لم يخف علينا، وما كنت لأخفيه عليك، إلا أني رأيت راكبين أتيا إلى هذا المكان فأناخا به ثم استقيا بأسقيتهما وانصرفا، فجاء أبو سفيان مكان الراحلتين فوجد بعرًا من أثرهما فقبضه وفركه فإذا فيه نوى تمر - وكان أهل المدينة يطعمون الإبل من نوى التمر - فقال: هذه والله علائف يثرب، هذه عيون محمد وأصحابه، ما أرى القوم إلا قريبًا، فضرب وجه بعيره وقاد القافلة باتجاه الساحل، وأخذ طريق العدوة القصوى، ومع ذلك أرسل ضمضم إلى مكة سريعًا ليستنفر أهلها لنجدته، وخرج ضمضم حتى وصل مكة وصرخ صرخات ثلاث وهو يقول: يا معشر قريش، اللطيمة اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث، وكان قد جدع أنف بعيره، وحوَّل رحله، وشق قميصه؛ وذلك ليعلمهم هول الحدث.

 

وبتدبير أبي سفيان واحترازه أفلت من الكمين، وخرج بالقافلة سالمًا، فلما اطمأن إلى أنه خرج من دائرة الخطر أرسل إلى قريش يخبرهم بذلك، ويطلب منهم العودة، غير أن أبا جهل المحب للانتقام والشر أصر على متابعة الطريق وقتال المسلمين، وقد واتته الفرصة باجتماع هذا الجيش الذي هب لنجدة أمواله وقد ملأه الغيظ من محمد وصحبه، فأراد أبو جهل أن يستغل هذه الحماسة ويضرب ضربته الانتقامية، فلم يستمع لنداء العودة والكف عن الحرب، ومضى قدمًا في شره، لكن بعض الناس رجعوا عنه؛ كبني زهرة وبني عدي.

 

علِم النبي صلى الله عليه وسلم بحشد قريش وقدومها لحربه، فجمع أصحابه وأطلعهم على عزم قريش، وشاورهم في العودة إلى المدينة أو اللقاء والتصدي لقريش، فقام أبو بكر فتكلم فأحسن، ثم قام عمر فقال فأحسن، ومما قال: يا رسول الله، إنها والله قريش وعزها، والله ما ذلت منذ عزت، والله ما آمنت منذ كفرت، والله لا تسلم عزها أبدًا، ولتقاتلنك، فاتهب لذلك أهبته، وأعد لذلك عدته، ثم قام المقداد بن عمرو، فقال: يا رسول الله، امض لأمر الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24]، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والذي بعثك بالحق، لو سِرْتَ بنا إلى برك الغماد - لعله اليوم منطقة القنفذة - لسرنا معك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا، ودعا له بخير، ثم قال: أشيروا عليَّ أيها الناس، وهو يريد الأنصار؛ لأن كل الذين تكلموا كانوا من المهاجرين، وكان يظن أن الأنصار لا تنصره إلا إذا هوجمت المدينة، فقام سعد بن معاذ: أنا أجيب عن الأنصار، كأنك يا رسول الله تريدنا، قال: ((أجل))، قال: إنا قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن كل ما جئت به حق، وأعطيناك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا نبي الله؛ فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلَّف منا رجل واحد، وصِل من شئت واقطع من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وما أخذتَ من أموالنا أحب إلينا مما تركت، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقَرُّ به عينك.

 

بعد الحماسة التي ظهرت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتوقهم لجهاد العدو والرغبة الصادقة في الجهاد، والاستعداد النفسي للمواجهة، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سِيروا على بركة الله؛ فإن الله وعدني إحدى الطائفتين - العير وسلبها، أو النصر على قريش - والله لكأني أنظر مصارع القوم))، وقد أراهم المكان الذي سيصرع فيه كل واحد ممن سمَّاهم، وهنا أيقن الصحابة أن الحرب واقعة، وأن العير قد نجَتْ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة