• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

الحجاج بن يوسف وسعيد بن جبير

الحجاج بن يوسف وسعيد بن جبير
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 2/10/2014 ميلادي - 7/12/1435 هجري

الزيارات: 29713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحَجَّاج بن يوسف وسعيدُ بن جُبير

الوصية الخامسة: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 151] (4)

ذلكم وصاكم به (الوصايا العشر )

 

قال أهل التأريخ: اختبأ سعيدُ بن جبير من الحجَّاج مدة بمكَّة، فأرسله والي مكةَ خالدُ بن عبدالله القسريُّ مكبَّلاً إلى الحجَّاج في الكوفة، ولما قدِم على الحَجَّاج قال له: ما اسمُك؟ قال: سعيدٌ، قال: ابنُ من؟ قال: ابنُ جُبَير، قال الحجَّاج: بل أنت شقيُّ بنُ كُسَير، قال سعيد: أمِّي أعلمُ باسمي واسم أبي، قال الحجاجُ: شقِيتَ وشقيَتْ أمُّك، قال سعيد: الغيب يعلمه الله، قال الحجاج: لأوردنَّك حِياض الموت، قال سعيد: أصابت إذًا أمِّي اسمي، قال الحجاجُ: لأبدلنك بالدنيا نارًا تلظى، قال سعيد: لو أعلمُ أن ذلك بيدِك، لاتخذتُك إلهًا، قال الحجاج: فما قولك في محمد؟ قال سعيد: نبيُّ الرحمة وإمام الهدى، قال الحجاج: فما قولُك في الخلفاء؟ قال سعيد: لستُ عليهم بوكيل، كل امرئٍ بما كسَب رهين، قال الحجاج: أشتمُهم أم أمدَحُهم؟ قال سعيد: لا أقول ما لا أعلم، قال الحجاج: أيهم أعجبُ إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي، قال: فأيهم أرضى للخالق؟ قال: عِلْم ذلك عند الذي يعلَمُ سرهم ونجواهم، قال الحجاج: صِفْ لي قولهم في علي، أفي الجنةِ هو أم في النار؟ قال سعيد: لو دخلتُ الجنة فرأيتُ أهلها علمتُ، ولو رأيت مَن في النار علمتُ، فما سؤالُك عن غيبٍ قد حُفِظ بالحجاب؟!

 

قال الحجاج: فأيُّ رجل أنا يوم القيامة؟ قال سعيد: أنا أهونُ على الله من أن يُطلِعَني على الغيب، قال الحجاج: أبَيْتَ أن تصدُقَني، قال سعيد: بل لم أُرِدْ أن أكذِبَك، قال الحجاج: دَعْ عنك هذا كله وأخبِرني، ما لك لم تضحك قط؟ قال: لم أرَ شيئًا يضحكني، وكيف يضحك مخلوقٌ من طين، والطين تأكُلُه النار، ومنقلبه إلى الجزاء؟! قال الحجاج: فأنا أضحك، قال سعيد: كذلك خلَقنا الله أطوارًا، قال الحجاج: هل رأيت شيئًا من اللهو؟ قال: لا أعلم، فدعا الحجاجُ بالعود والناي، فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي، بكى سعيد، قال الحجاج: ما يبكيك؟ قال: هو الحزن، ذكرتني أمرًا عظيمًا، أما هذه النفخة فذكرتَني يوم النفخ في الصور، وأما العود فشجرةٌ قُطِعت في غير حق، وأما الأوتار فمن الشاء، تبعثُ معها يوم القيامة، فقال الحجاج: أنا أحبُّ إلى الله منك، أنا مع إمام الجماعة، وأنت مع إمام الفُرقة، قال سعيد: ما أنا بخارجٍ على الجماعة، ولا أنا براضٍ عن الفتنة، ولكن قضاء الرب نافذٌ لا مردَّ له، قال الحجاج: كيف ترى ما نجمع لأمير المؤمنين؟ قال سعيد: لم أرَه، فدعا الحجاج بالذهب والفضة والكسوة والجوهر، فوضع بين يديه، قال سعيد: هذا حَسَن إن قمتَ بشَرْطه، قال الحجاج: وما شرطُه؟ قال: أن تشتريَ له بما تجمع الأمنَ من الفزع الأكبر يوم القيامة، قال الحجاج: أتحبُّ أن تنال منه شيئًا؟ قال: لا أحب ما لا يحب الله، قال الحجاج: ويلك! قال سعيدٌ: الويل لمن زُحِزح عن الجنةِ فأُدخِلَ النار، قال الحجاج: اذهبوا به فاقتُلوه، فلما أدبَر ضحك، قال: ما يضحكك يا سعيد؟ قال: عجبتُ من جرأتِك على الله، وحِلْم الله عليك، قال الحجاج: اضربوا عُنقه، قال سعيد: دعني أصلِّي ركعتين، فاستقبَل القبلة وهو يقول: إني وجهتُ وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، قال الحجاج: اصرفوه عن القِبلة، قال سعيد: فأينما تولوا فثمَّ وجهُ الله، إن اللهَ واسع عليم، قال الحجاج: لم نوكَلْ بالسرائر، وإنما وكلنا بالظواهر، قال سعيد: اللهم لا تُسلِّطْه على أحد يقتله بعدي، ثم ضُرِبت عنقه.

 

ويروى أن دمَه فار حتى ملأ الغرفة وامتد إلى ما تحت كرسي الحجاج، فخاف الحجاجُ وبدأ يهذي فقال: القيد، القيود، فظن الحراسُ أنه يريد القيد الذي في أرجلِ سعيدٍ، فقطعوا ساقيه بالسيوف واستخرجوا القيود، وحُمَّ الحجاجُ بعدها، ولم يعِشْ أكثر من أربعين يومًا، وكان قبل موته يقول: ما لي ولابن جبير؟!.. متندمًا على ما فعل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة