• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. محمد منير الجنباز شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. محمد منير الجنباز / مقالات


علامة باركود

الهجرة الثانية إلى الحبشة

الهجرة الثانية إلى الحبشة
د. محمد منير الجنباز


تاريخ الإضافة: 22/8/2022 ميلادي - 24/1/1444 هجري

الزيارات: 22210

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الهجرة الثانية إلى الحبشة


سمع مَن خرج في المرة الأولى بإسلام قريش، بعد أن قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم - وسيذكر لاحقًا الخبر مفصلًا - فعاد أغلبهم، لكنهم وجدوا قريشًا أكثر شراسة وهيجانًا مما كانت عليه، فعاد منهم من عاد، وتبعهم كثيرون بعد أن اطمأنوا إلى أنهم سيأمنون على دينهم وعيشهم في الحبشة، وتتابع عدد المهاجرين حتى وصل إلى ثلاثة وثمانين رجلًا وأربع وعشرين امرأة، وكان على رأسهم جعفر بن أبي طالب، وقد أحسن النجاشي جوارهم، فمكثوا آمنين على دِينهم وأنفسهم.

 

وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا فيها خير جار النجاشي، أمِنَّا على ديننا، وعبدنا الله تعالى لا نؤذى ولا نسمع شيئًا نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشًا ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين منهم جَلْدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة، وكان من أعجب ما يأتيه منها الأدم، فجمعوا له أدمًا - الجلود - كثيرًا، ولم يتركوا من بطارقته بطريقًا إلا أهدَوْا له هدية، ثم بعثوا بذلك عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص، فأمروهما بأمرهم، وقالوا لهما: ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم، ثم قدِّما إلى النجاشي هدايا، ثم اسألاه أن يسلمهم إليكما قبل أن يكلمهم، قالت: فخرجا حتى قدما على النجاشي، ونحن عنده بخير دار عند خير جار، فلم يبقَ من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي، وقالا لكل بطريق منهم: إنه قد ضوى - لجأ - إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى الملك فيهم أشرافُ قومهم ليردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا، ولا يكلمهم؛ فإن قومهم أعلى بهم عينًا وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم، ثم إنهما قدما هداياهما إلى الملك، فقبلها منهما، ثم كلماه، فقالا له: أيها الملك، إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاؤوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعَثَنا فيهم أشرافُ قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم، فهم أعلى بهم عينًا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه، قالت: ولم يكن أبغض إلى عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم، قالت: فقالت بطارقته حوله: صدقا أيها الملك، قومهم أعلى بهم عينًا، وأعلم بما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم، قالت: فغضب النجاشي ثم قال: الله، إذًا لا أسلمهم إليهما، ولا يكاد قوم جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم، فإذا كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما، وأحسنت جوارهم ما جاوروني، قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم، فلما جاءهم رسوله اجتمعوا، ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذ جئتموه؟ قالوا: نقول والله ما علمنا، وما أمرنا به نبينا، كائنًا في ذلك ما هو كائن، فلما جاؤوا - وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله - سألهم فقال لهم: ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا ديني ولا في دين أحد من هذا الملل؟ فكان الذي تكلم جعفر بن أبي طالب، فقال: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية؛ نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، قالت: فعدَّد أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاءنا به من الله، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرَّمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك، فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قال: نعم، فقال النجاشي: فاقرأه علي، فقرأ عليه صدرًا من (كهيعص)، قالت: فبكى والله النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكى أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا؛ فلا والله لا أسلمهم إليكما.

 

قالت: فلما خرجوا من عنده، قال عمرو: والله لآتينه غدًا عنهم بما أستأصل خضراءَهم، فقال عبدالله - وكان أتقى الرجلين فينا -: لا تفعل، فإن لهم أرحامًا وإن كانوا قد خالفونا، والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى ابن مريم عبد، قالت: ثم غدا عليه من الغد، فقال: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولًا عظيمًا، فأرسِلْ إليهم فسلهم عما يقولون فيه، فأرسل إليهم ليسألهم عنه، قالت: ولم ينزل بنا مثلها قط، فاجتمع القوم، ثم قال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول والله ما قال الله وما جاءنا به نبينا، كائنًا في ذلك ما هو كائن، فلما دخلوا عليه، قال لهم: ماذا تقولون في عيسى ابن مريم؟ قال جعفر: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم، هو عبدُ الله ورسوله ورُوحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فأخذ منها عودًا، ثم قال: والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، قالت: فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال: وإن نخرتم والله، فقال للمسلمين: اذهبوا فأنتم شيوم - آمنون - بأرضي، من سبكم غرم، قالها ثلاثًا، ما أحب أن لي دبرًا - جبلًا - من ذهب، ثم التفت إلى عمرو وعبدالله، وقال: ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بها، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد عليَّ ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس فيَّ فأطيعهم فيه، فخرجا من عنده مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءا به، قالت: وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار.

 

ثم قالت: وإنا لعلى ذلك إذ نزل به رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فوالله ما علمنا حزنًا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك، تخوفًا أن يظهر ذلك الرجل على النجاشي، فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه، وسار النجاشي إليه وبينهما عرض النيل، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن رجل يأتينا بالخبر؟ فقال الزبير بن العوام: أنا، فقالوا: فأنت - وكان أحدث القوم سنًّا - فنفخوا له قِربة فجعلها في صدره ثم سبَح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم، ثم انطلق حتى حضرهم، قالت: فدعونا الله تعالى للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده، قالت: فوالله إنا لعلى ذلك متوقعون لما هو كائن إذ طلع الزبير وهو يسعى فلمع بثوبه وهو يقول: أبشِروا فقد ظفر النجاشي وأهلك الله عدوه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قصائد
  • صوتيات ومرئيات
  • قصص الأطفال
  • إعراب القرآن
  • معارك إسلامية خالدة
  • كتب
  • بحوث ودراسات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة