• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثرد. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر شعار موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر / مقالات في الطب النبوي


علامة باركود

العلاج بأبوال الإبل في السنة النبوية

العلاج بأبوال الإبل في السنة النبوية
د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر


تاريخ الإضافة: 25/8/2025 ميلادي - 2/3/1447 هجري

الزيارات: 52

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العلاج بأبوال الإبل في السنة النبوية

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فتستخدم أبوال الإبل في علاج بعض الأمراض الباطنية، وهذا موجود في الطب العربي القديم، والطب المصري، وغيرهما.

 

بول الإبل المخلوط بالحليب يسميه أهل البادية "الوَزَر"، وطريقة استخدامه بأن يُؤخذ مقدار فنجان قهوة؛ أي: ما يعادل حوالي ثلاث ملاعق طعام من بول الناقة، ويفضَّل أن تكون بِكرًا وترعى في البَر، ثم يُخلط مع كأس من حليب الناقة، ويُشرب على الريق.

 

وفي هذا المقال جمعٌ لِما في السنة النبوية والآثار الواردة عن الصحابة في استخدام أبوال الإبل في العلاج، وهو ضمن مشروع موسوعة الطب النبوي التي أعمل عليها من سنة 1415هـ، ومن الله أستمد العون.

 

المطلب الأول: العلاج بأبوال الإبل في الأحاديث النبوية:

صحَّ عن أنس بن مالك، قال: ((قدِم أناس من عُكل أو عُرينة، فاجتَووا المدينة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح، وأن يشربوا من أبوالها وألبانها ...))؛ [الحديث رواه البخاري (233)، ومسلم (1671)].

 

ومعنى: ((اجتووا))؛ أي: لم يوافقهم طعامها، وفسَّره ابن العربي بأنه داء يأخذ من الوباء، وفي رواية أخرى: ((استوخموا))، قال: وهو بمعناه، وقال غيره: داء يصيب الجوف، وفي رواية أبي عوانة عن أنس في هذه القصة: ((فعظمت بطونهم)).

 

ومعنى قوله: ((فاجتووا المدينة))؛ أي: أصابهم الجوى؛ وهو داء الجوف إذا تطاول، أو كرهوا الإقامة بها لِما فيها من الوخم، أو لم يوافقهم طعامها؛ [إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (1/ 299)].

 

قال الحافظ ابن حجر: "والظاهر أنهم قدموا سقامًا، فلما صحوا من السقم، كرهوا الإقامة بالمدينة لوخمها.

 

فأما السقم الذي كان بهم، فهو الهزال الشديد، والجهد من الجوع، فعند أبي عوانة من رواية غيلان عن أنس: ((كان بهم هزال شديد))، وعنده من رواية أبي سعد عنه: ((مصفرة ألوانهم)).

 

وأما الوخم الذي شكَوا منه، بعد أن صحَّت أجسامهم، فهو من حمى المدينة، كما عند أحمد من رواية حميد عن أنس"؛ ["فتح الباري" لابن حجر (1/ 337)].

 

وقد ثبت عن ابن شهاب، قال: إنه سأل أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: هل نتوضأ أو نشرب ألبان الأتن، أو مرارة السبع، أو أبوال الإبل؟ قال: ((قد كان المسلمون يتداوون بها، فلا يرَون بذلك بأسًا، فأما ألبان الأتن: فقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحومها، ولم يبلغنا عن ألبانها أمر ولا نهيٌ))؛ [أخرجه البخاري (5780، 5781)، ومسلم (1932)].

 

وروى عبدالرزاق [17140] عن إبراهيم قال: "لا بأس بأبوال الإبل، كان بعضهم يستنشق منها، قال: وكانوا لا يرَون بأبوال البقر والغنم بأسًا"، وروى الطحاوي [658] عن إبراهيم قال: "كانوا يستشفون بأبوال الإبل، لا يرون بها بأسًا"؛ ا.هـ.

 

المطلب الثاني: استخدام أبوال الإبل لعلاج الأمراض الجلدية:

روى عبدالرزاق [16044] عن طارق بن شهاب: "أن رجلًا كان به جدري، فخرج إلى البادية يطلب دواء، فلقيَ رجلًا فنعت له الأراك يطبخه - أو قال: ماء الأراك بأبوال الإبل - وأخذ عليه ألَّا يخبر به أحدًا، ففعل، فبرأ، فلما رآه الناس سألوه، فأبى أن يخبرهم فجعلوا يأتونه بالمريض، فيلقونه على بابه، فسأل ابن مسعود، فقال: لقد لقيتَ رجلًا ليس في قلبه رحمة لأحد، انعَته للناس".

 

وروى ابن أبي شيبة [25205] عن طارق بن شهاب قال: كان رجل به خنازير، فتداوى بأبوال الإبل والأراك، تطبخ أبوال الإبل والأراك، فأخذ الناس يسألونه فيأبى، فلقيَ ابن مسعود فقال: أخبر الناس به".

 

وروى الطبراني [9153] عن طارق بن شهاب "أن رجلًا لقي رجلًا به خنازير، فقال: لولا أنه قد أُخذ عليَّ لحدثتك، فبلغ ذلك عبدالله بن مسعود، فلقيه فقال: حدِّث، فقال: إنه قد أُخذ عليَّ ألَّا أحدث به أحدًا، فقال له عبدالله: إنه لم يكن ينبغي أن يأخذ عليك، كفِّر من يمينك وحدث به، قال: اعمد إلى أبوال إبل أراك - يعني تأكل الأراك - فاطبخه حتى ينعقد، ثم اشربه، وخذ ورق الأراك فدقه وذره عليه، قال: ففعل فبرأ"؛ [ا.هـ. صحيح].

 

المطلب الثالث: الدراسات السريرية حول استخدام أبوال الإبل في العلاج:

في بحث قامت به الدكتورة أحلام العوضي، نُشر في مجلة الدعوة في عددها 1938، 25 صفر 1425هـ، 15 أبريل 2004 م، حول الأمراض التي يمكن علاجها بحليب الإبل، وذلك من واقع التجربة: أن هناك فوائدَ جمة لحليب الإبل، وهنا بعض ما جاء في بحث الدكتورة أحلام:

أبوال الإبل ناجعة في علاج الأمراض الجلدية كالسعفة – التينيا - والدمامل، والجروح التي تظهر في جسم الإنسان وشعره، والقروح اليابسة والرطبة، ولأبوال الإبل فائدة ثابتة في إطالة الشعر ولمعانه وتكثيفه، كما يزيل القشرة من الرأس، وأيضًا لألبانها علاج ناجع لمرض الكبد الوبائي، حتى لو وصل إلى المراحل المتأخرة، التي يعجز الطب عن علاجها".

 

وقال الأستاذ الدكتور عبدالفتاح محمود إدريس:

"وأُبين في هذا الصدد ما ينفع بول الإبل في علاجه من الأمراض، قال ابن سينا في قانونه: (أنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو النجيب)، وبول الإبل يفيد في علاج مرض الحزاز – الحزاز: قيل: إنه وجع في القلب من غيظ ونحوه - وقد استُخدمت أبوال الإبل - وخاصة بول الناقة البكر - كمادة مطهِّرة لغسل الجروح، والقروح، ولنمو الشعر، وتقويته، وتكاثره، ومنع تساقطه، وكذا لمعالجة مرض القرع، والقشرة، وفي رسالة الماجستير المقدمة من مهندس تكنولوجيا الكيمياء التطبيقية محمد أوهاج محمد، التي أُجيزت من قسم الكيمياء التطبيقية بجامعة الجزيرة بالسودان، واعتُمدت من عمادة الشؤون العلمية والدراسات العليا بالجامعة في نوفمبر 1998م بعنوان: (دراسة في المكونات الكيميائية وبعض الاستخدامات الطبية لبول الإبل العربية)، يقول محمد أوهاج:

إن التحاليل المخبرية تدل على أن بول الجمل يحتوي على تركيز عالٍ من: البوتاسيوم، والبولينا، والبروتينات الزلالية، والأزمولارتي، وكميات قليلة من حامض اليوريك، والصوديوم، والكرياتين.

 

وأوضح في هذا البحث أن ما دعاه إلى تقصي خصائص بول الإبل العلاجية هو ما رآه من سلوك بعض أفراد قبيلة يشربون هذا البول، حينما يصابون باضطرابات هضمية، واستعان ببعض الأطباء لدراسة بول الإبل؛ حيث أتوا بمجموعة من المرضى، ووصفوا لهم هذا البول لمدة شهرين، فصحَّت أبدانهم مما كانوا يعانون منه، وهذا يثبت فائدة بول الإبل في علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي.

 

كما أثبت أن لهذا البول فائدةً في منع تساقط الشعر، ويقول:

إن بول الإبل يعمل كمدرٍّ بطيء مقارنة بمادة الفيروسمايد، ولكن لا يخل بملح البوتاسيوم والأملاح الأخرى التي تؤثر فيها المدرات الأخرى؛ إذ إن بول الإبل يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والبروتينات، كما أنه أثبت فعالية ضد بعض أنواع البكتيريا والفيروسات، وقد تحسَّن حال خمس وعشرين مريضًا استخدموا بول الإبل من الاستسقاء، مع عدم اضطراب نسبة البوتاسيوم، واثنان منهم شُفوا من آلام الكبد، وتحسنت وظيفة الكبد إلى معدلها الطبيعي، كما تحسن الشكل النسيجي للكبد، ومن الأدوية التي تستخدم في علاج الجلطة الدموية مجموعة تسمى FIBRINOLTICS، تقوم آلية عمل هذه المجموعة على تحويل مادة في الجسم من صورتها غير النشطة PLASMINOGEN إلى الصورة النشطة PLASMIN، وذلك من أجل أن تتحلل المادة المسببة للتجلط FIBRIN، أحد أعضاء هذه المجموعة هو UROKINASE الذي يُستخرج من خلايا الكلى أو من البول كما يدل الاسم (12) (URO).

 

وقد كشف عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية البروفسير أحمد عبدالله أحمداني عن تجربة علمية باستخدام بول الإبل، لعلاج أمراض الاستسقاء وأورام الكبد، فأثبتت نجاحها لعلاج المرضى المصابين بتلك الأمراض، وقال في ندوة نظمتها جامعة الجزيرة:

"إن التجربة بدأت بإعطاء كل مريض يوميًّا جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوطًا بلبنها؛ حتى يكون مستساغًا، وبعد خمسة عشر يومًا من بداية التجربة انخفضت بطون أفراد العينة، وعادت لوضعها الطبيعي، وشفوا تمامًا من الاستسقاء.

 

وذكر أنه جرى تشخيص لأكباد المرضى قبل بداية الدراسة بالموجات الصوتية، وتم اكتشاف أن كبد خمسة عشر مريضًا من خمس وعشرين في حالة تشمع، وبعضهم كان مصابًا بتليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا، وقد استجاب جميع المرضى للعلاج باستخدام بول الإبل، وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب جرعات بول الإبل يوميًّا لمدة شهرين آخرين، وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم جميعًا من تليف الكبد، وقال:

إن بول الإبل يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم، كما يحتوي على زلال ومغنسيوم؛ إذ إن الإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربع مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء، وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم؛ إذ إن الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيرًا؛ لأنه يرجع الماء إلى الجسم.

 

وأوضح أن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال، أو في البوتاسيوم، وبول الإبل غنيٌّ بهما.

 

وأشار إلى أن أفضل أنواع الإبل التي يمكن استخدام بولها في العلاج هي الإبل البكرية.

 

وقد أشرفت الدكتورة أحلام العوضي، المتخصصة في الميكروبيولوجيا بالمملكة العربية السعودية على بعض الرسائل العلمية امتدادًا لاكتشافاتها في مجال التداوي بأبوال الإبل، ومنها رسالتا عواطف الجديبي، ومنال القطان، ومن خلال إشرافها على رسالة الباحثة منال القطان، نجحت في تأكيد فعالية مستحضر تم إعداده من بول الإبل، وهو أول مضاد حيوي يُصنع بهذه الطريقة على مستوى العالم، ومن مزايا المستحضر كما تقول الدكتورة أحلام:

إنه غير مكلف، ويسهل تصنيعه، ويعالج الأمراض الجلدية: كالإكزيما، والحساسية، والجروح، والحروق، وحب الشباب، وإصابات الأظافر، والسرطان، والتهاب الكبد الوبائي، وحالات الاستسقاء، بلا أضرار جانبية، وقالت:

إن بول الإبل يحتوي على عدد من العوامل العلاجية كمضادات حيوية (البكتيريا المتواجدة به والملوحة واليوريا)، فالإبل تحتوي على جهاز مناعي مهيأ بقدرة عالية على محاربة الفطريات والبكتريا والفيروسات، وذلك عن طريق احتوائه على أجسام مضادة، كما يستخدم في علاج الجلطة الدموية، ويُستخرج منه FIBRINOLYTICS، والعلاج من الاستسقاء (الذي ينتج عن نقص في الزلال أو البوتاسيوم، حيث إن بول الإبل غني بهما)، كما أن في بول الإبل علاجًا لأوجاع البطن، وخاصة المعدة والأمعاء، وأمراض الربو وضيق التنفس، وانخفاض نسبة السكر في المرضى بدرجة ملحوظة، وعلاج الضعف الجنسي، ويساعد على تنمية العظام عند الأطفال، ويقوي عضلة القلب، ويستخدم كمادة مطهِّرة لغسل الجروح والقروح، وخاصة بول الناقة البكر، ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، ولمعالجة مرض القرع والقشرة، كما يستخدم بول الإبل في مكافحة الأمراض بسلالات بكتيرية معزولة منه، وقد عُولجت به فتاة كانت تعاني من التهاب خلف الأذن يصاحبه صديد وسوائل تُصب منها، مع وجود شقوق وجروح مؤلمة، كما عُولجت به فتاة لم تكن تستطيع فرد أصابع كفيها بسبب كثرة التشققات والجروح، وكان وجهها يميل إلى السواد من شدة البثور، وتقول الدكتورة أحلام:

إن أبوال الإبل تستخدم أيضًا في علاج الجهاز الهضمي، ومعالجة بعض حالات السرطان، وأشارت إلى أن الأبحاث التي أجرتها هي على أبوال الإبل أثبتت فاعليتها في القضاء على الأحياء الدقيقة؛ كالفطريات والخمائر والبكتيريا.

 

وأجرت الدكتورة رحمة العلياني من المملكة العربية السعودية أيضًا تجارب على أرانب مصابة ببكتريا القولون؛ حيث تم معالجة كل مجموعة من الأرانب المصابة بدواء مختلف، بما في ذلك بول الإبل، وقد لُوحظ تراجع حالة الأرانب المصابة التي استُخدم في علاجها الأدوية الأخرى باستثناء بول الإبل الذي حقَّق تحسنًا واضحًا؛ ["مجلة الجندي المسلم" العدد 118، 20 ذو القعدة 1425 هـ، 1/ 1/ 2005 م].

 

وقال الدكتور عبدالله المصلح في رسالته: قواعد تناول الإعجاز العلمي والطبي في السنة وضوابطه: والآن وبعد أن اكتملت الصورة في أذهاننا حول مرجعية الإعجاز العلمي ومرتكزاته وضوابطه على نحو عامٍّ، والطبي على وجه الخصوص، نعود إلى رياض هذا الإعجاز لنستجليَ نماذج أخرى منه في آفاق الكون الرحيب؛ علويِّه وسفليِّه، بل وفي ذات النفس الإنسانية التي تجعل المتعاملين من العلماء المنصفين أمثالكم يزدادون تيقنًا وخشوعًا لله، لدى وقوفهم على تطابق الخبر عنها مع حقيقة الأثر لدى رؤيتها.

 

المثال الخامس: عجائب وأسرار العلاج بأبوال الإبل: يُعد البول من المواد الإخراجية الهامة، التي يتخلص منها الإنسان والحيوان، ولأهمية البول فقد ورد ذكره في الإسلام من وجهين مختلفين: أحدهما يمثل الضرر، والآخر يمثل النفع، وهذا مما يُظهر اهتمام الإسلام بدقائق الأمور التي تهم الفرد المسلم ليجدها نُصب عينيه واضحةً جليةً في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

 

لذا فإننا سنقف بين هذين الأمرين حين يدعو أحدهما إلى الوقاية منه، والآخر إلى العلاج به.

 

فالطب الوقائي يعني حفظ صحة الفرد، وذلك باتباع كل ما يعود عليه بالصحة والنشاط، والابتعاد عن كل شيء يعود عليه بالضرر؛ لذا يظهر أهمية هذا الأمر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)).

 

أما الطب العلاجي فإنه يتسم بالتقنيات المختلفة التي يستخدمها الإنسان لإزالة المسبب المرضيِّ الذي يُخرج الإنسان من الاتزان الطبيعي - الذي يتمتع به أثناء صحته - إلى مرض قد يكون سببًا يؤدي به إلى الوفاة؛ لذا نجد أن البول الذي يعد من المواد الإخراجية التي يتخلص منها الإنسان أو الحيوان، قد يكون بعضه علاجًا وبعضه ممرضًا.

 

من هنا يظهر لنا صورة الإعجاز العلاجي من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرويه الإمام البخاري عن أنس رضي الله عنه: ((أن رهطًا من عُرينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا اجتوينا المدينة فعظُمت بطوننا، وارتهشت أعضادنا، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعي الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت بطونهم وألوانهم)).

 

وقد وردت أحاديث حول الأبوال الممرضة: منها نهيه عن البول في الماء الراكد، وحديث الاستبراء من البول، وغيرهما.

 

ومن خلال تلك الأحاديث يتبين لنا الفرق بين بول الإنسان الذي يسبب الكثير من الأمراض، وبول الإبل الذي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بشربه لغرض العلاج.

 

وهناك أشياء كثيرة حذرنا الإسلام من تناولها، وأخرى أمرنا باستخدامها مادة علاجية؛ مثل: النحل يخرج من بطونها شفاء للناس، وهناك حشرات تخرج من بطونها جراثيمُ، حذرنا الإسلام منها.

 

والذي يهمنا الآن هو أبوال الإبل وما فيها من فوائد علاجية هامة، ففي جامعة الجزيرة بالسودان بكلية المختبرات أُجريت التجارب العديدة على يد البروفيسر أحمد عبدالله محمداني؛ حيث ذكر أن التجارب أُجريت على 25 شخصًا مدة خمسة عشر يومًا، وهؤلاء المرضى مصابون بمرض الاستسقاء، وبدأت التجربة معهم بإعطاء كل مريض منهم يوميًّا جرعة محسوبة من بول الإبل، مخلوطًا بلبنها، حتى يكون مستساغًا وبعد 15 يومًا من بداية التجربة، كانت النتيجة مذهلة؛ حيث انخفضت بطونهم وعادت لوضعها الطبيعي، وشُفي جميع أفراد العينة من الاستسقاء، وكان من الحاضرين للتجربة بروفيسر إنجليزي أصابته الدهشة والذهول، وأشاد بالتجربة العلاجية، وأُجريت التجربة على الكبد وغيرها وكانت النتائج رائعة جدًّا.

 

وسُئل الدكتور زغلول النجار عن التداوي بأبوال الإبل: فأجاب بأن إحدى الشركات الكبرى المصنعة للأدوية - شركة سورانو - انطلقت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول لإنتاج دواء؛ للتشجيع على الحمل للسيدات اللاتي يعانين من مشكلات أو قصور في الحمل، وما زال هذا العلاج ينتج حتى الآن، ويُستخدم بول الإبل في العلاج من غير الشرب لعلاج السعفة والدمامل والجروح التي تظهر في جسم الإنسان، والشعر والقروح، وغير ذلك من الفوائد العلاجية الكثيرة.

 

هذا، وقد تبين من خلال الدراسة وتتبع أغذية الإبل أنها تتغذى بأنواع كثيرة من الأشجار، التي تعجز عنها معظم الحيوانات.

 

وقد قامت الدكتورة أحلام العوضي بتحليلات على أبوال الإبل، فوجدته عالي الملوحة وكثيرَ الفوائد العلاجية، ومن خلال التجارب التي أجرتها الدكتورة العوضي والجديبي، اتضح أن بول الإبل يعمل على بلزمة محتويات فطر ANYGER وخميرة ALBICANS.

 

وعلى إثر هذه التحاليل قامت الدكتورة أحلام العوضي باستخراج مستحضر من بول الإبل؛ حيث تم صنع هذا المستحضر وأخذت عليه براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وقد أطلقت على هذا المستحضر "أ-وزرين"؛ حيث تبين أن بول الإبل هو العلاج الفعال للإصابات الجلدية، وقد قامت الأستاذة منال قطان بأطروحة لنيل درجة الماجستير، أثبتت من خلال دراسة معملية على المستحضر أنه يقضي على البكتريا والخميرة المسببة للأمراض الجلدية، كما أُجريت دراسة تطبيقية على عدد من المتطوعين لديهم إصابات جلدية مختلفة، تم علاجهم بمرهم "أ-وزرين"، وقد أبدى العلاج نجاحًا عظيمًا على جميع الإصابات، ومن بينها إصابات لم تجد الشفاء بالعلاج الطبي، وعُولجت بمرهم "أ-وزرين"؛ فشُفيت بإذن الله.

 

هذا، وقد تم علاج 39 متطوعًا لديهم إصابات جلدية تم شفاؤهم بإذن الله، وقد شملت هذه الأمراض إصابات الأظافر بالفطريات، بالإضافة لإصابة مكنيكية السعفة – التينا - والتهابات عن طريق الخمائر الحساسية ومن بينها الأكزيما، وشروخ في الشرج، والحروق وحب الشباب والدمامل، وغير ذلك من الأمراض التي تصيب الجلد وغيره؛ ا.هـ.

 

المطلب الرابع: طريقة استخدام أبوال الإبل لأمراض الباطنية:

الثابت في قصة العُرنيين أنهم شربوا من أبوال الإبل وألبانها، وخلط البول واللبن يسمى الوَزَر، وهنا يجدر التنبيه إلى طريقة شرب الوزر ليكون مفيدًا للأمراض الباطنية:

• اختيار الإبل السليمة الخالية من الأمراض، التي ترعى على النباتات العشبية الطبيعية.

 

• التأكد من نظافة البول وعدم تلوثه بأي بكتيريا أو مسببات للأمراض.

 

• الشرب بكميات قليلة، مثل ملعقة أو ملعقتين صغيرتين على الريق، مع خلطها في كمية من الحليب.

 

• المدة: يفضَّل أن تكون المدة قصيرة، حتى أسبوع واحد.

 

والحمد لله أولًا وآخرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • الدراسات والأبحاث
  • مسائل علمية
  • مقالات
  • مقولات في تربية ...
  • قضايا المصرفية ...
  • نوزل الألبسة
  • مقالات في الطب ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة