• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثرد. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر شعار موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر / مقالات في الطب النبوي


علامة باركود

العناية بالقدمين في السنة النبوية

العناية بالقدمين في السنة النبوية
د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر


تاريخ الإضافة: 21/7/2025 ميلادي - 26/1/1447 هجري

الزيارات: 161

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العناية بالقدمين في السنة النبوية


الانتعال حماية للأقدام:

تسبِّب كثرةُ الاحتفاء جفافَ القدم وتشقُّقاتها، وتشققات القدمين - (وخاصة الكعبين المتشققة) - تُعدُّ من الحالات الشائعة في طب الأمراض الجلدية، لكنها ليست مرضًا بحد ذاته، بل هي عرضٌ لحالة جلدية أو صحية، ويعالجها طبيب الأمراض الجلدية العام، ولا تتطلب غالبًا تخصصًا دقيقًا إلا في بعض الحالات.

 

وأكثر الأسباب شيوعًا لتشققات القدمين:

1- الجفاف وقلة الترطيب.

 

2- الوقوف الطويل أو المشي حافيًا.

 

3- زيادة الوزن ضغط زائد على الكعب.

 

4- داء السكري يؤدي لجفاف الجلد ومشاكل في الدورة الدموية.

 

5- الشيخوخة تقلل من إفراز الزيوت الطبيعية من الجلد.

 

6- الجلد السميك أو القاسي (Hyperkeratosis).

 

7- أمراض جلدية مزمنة؛ مثل: الأكزيما (التهاب الجلد التأتبي)، والصدفية، والسماك الجلدي (Ichthyosis).

 

8- القدم الرياضية (عدوى فطرية).

 

وقد ورد الأمر بالانتعال في صحيح مسلم (2096) عن جابر قال: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ في غَزْوَةٍ غَزَوْنَاهَا: اسْتَكْثِرُوا مِنَ النِّعَالِ؛ فإنَّ الرَّجُلَ لا يَزَالُ رَاكِبًا ما انْتَعَلَ.

 

وفي لفظ عند أبي داود 4133 عن جابر قال صلى الله عليه وسلم: أكثِروا من الانتعال فإن الرجل لا يزال راكبًا ما انتعل.

 

وورد الأمر بدهن الجلد الجاف؛ كما في جامع الترمذي (1851) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ)، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

 

الحناء حماية للقدمين:

مما لحظته على كبار السن من سكان الجبال في جنوب الجزيرة العربية (السعودية واليمن) - استعمال الحناء في الأقدام، والحناء في الأقدام يسكن الآلام، ويُزيل الصدوع، وقد جرَّبته فوجدته مزيلًا لآلام باطن الأقدام، ‏وقد ثبت في السنة النبوية الحث على خضاب باطن الأقدام لإزالة الآلام، فقد ثبت عن سَلمى قالَت: "ما كانَ أحدٌ يشتكي إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجعًا في رأسِهِ إلَّا قالَ: احتجم، ولا وجعًا في رجليهِ، إلَّا قالَ اخضِبهُما"، ‏وفي رواية: "كان إذا اشتكى أحد رأسه قال: اذهب فاحتجِم، وإذا اشتكى رجله قال: اذهب فاخضبها بالحناء"؛ ‏الصحيحة (2059).

 

ما كانَ أحدٌ يَشتَكي إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجعًا في رأسِهِ إلَّا قالَ: احتجِم، ولا وجعًا في رجليهِ، إلَّا قالَ اخضِبهُما؛ رواه أبو داود وحسَّنه الألباني في صحيح السنن 3858.

 

وأما تزيُّن الرجال بالحناء، فإن خضاب اليدين والرجلين بالحناء من زينة النساء، وليس من زينة الرجال، فقد روى أبو داود (4166) والنسائي (5089) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَوْمَتْ امْرَأَةٌ مِنْ وَرَاءِ سِتْرٍ بِيَدِهَا كِتَابٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَبَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، فَقَالَ: (مَا أَدْرِي أَيَدُ رَجُلٍ أَمْ يَدُ امْرَأَةٍ؟ قَالَتْ: بَلْ امْرَأَةٌ، قَالَ: لَوْ كُنْتِ امْرَأَةً لَغَيَّرْتِ أَظْفَارَكِ - يَعْنِي بِالْحِنَّاءِ)؛ حسنه الألباني في "صحيح أبي داود"، قال في "عون المعبود": "وَفِي الْحَدِيث شِدَّة اِسْتِحْبَاب الْخِضَاب بِالْحِنَّاءِ لِلنِّسَاءِ"، وروى أبو داود (4928) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِمُخَنَّثٍ قَدْ خَضَّبَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ بِالْحِنَّاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (مَا بَالُ هَذَا؟ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ! فَأَمَرَ بِهِ فَنُفِيَ إِلَى النَّقِيعِ)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"، وقال النووي: (إسناده فيه مجهول)؛ المجموع 1/294-295؛ قال الإمام النووي: أما خضاب اليدين والرجلين، فمستحب للمتزوجة من النساء للأحاديث المشهورة فيه، وهو حرام على الرجال إلا لحاجة التداوي ونحوه، وقد اعتبر ابن حجر المكي الهيتمي خضب الرجل ليديه وقدميه من كبائر الذنوب! الزواجر 1/ 348.

 

سنة الاحتفاء:

تحتاج الأقدام للاحتفاء على الرمال النظيفة أو الحصباء الصغيرة، لمن لا يعاني من السمنة الشديدة أو مرض السكري، وفي الاحتفاء فوائد للأقدام؛ منها:

1- تقوية عضلات القدمين والكاحلين.

 

2- تحسين التوازن، بحيث يُعزز الإحساس بالأرض من خلال ما يُعرف بـ"التغذية الراجعة الحسية" (sensory feedback)؛ مما يساعد على تحسين التوازن والتنسيق الحركي.

 

3- تحسين وضعية الجسم، فهو يساعد في توزيع الوزن بشكل طبيعي، وقد يقلِّل من آلام الظهر أو المفاصل الناتجة عن الحذاء غير المناسب.

 

4- تنشيط الدورة الدموية؛ لأن تحريك القدم بدون حذاء يزيد تدفق الدم للأنسجة والأعصاب، وقد روى أبو داود في "السنن" (4160)، وأحمد في "المسند" (23969) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْرَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ،

 

فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ أَنَا وَأَنْتَ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَمَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الْأَرْضِ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الإِرْفَاهِ، قَالَ: فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاء؟

 

قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا"، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"؛ قال ابن الأثير في "النهاية" (2/ 247): "(الْإِرْفَاهِ): هُوَ كثْرةُ التَّدهُّن والتَّنَعُّم، وَقِيلَ: التَّوسُّع فِي المَشْرَب والمَطْعَم، وَهُوَ مِنَ الرِّفْهِ: وِرْد الْإِبِلِ، وَذَاكَ أَنْ تَرِد الماءَ مَتَى شاءَت، أرادَ: تَرْك التَّنَعُّم والدَّعة ولينِ الْعَيْشِ؛ لِأَنَّهُ مِنْ زِيّ العَجم وأرْباب الدُّنيا"؛ انتهى.

 

وقوله: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا"؛ أي: نمشى حُفاة حينًا بعد حين، فذهب غير واحد من أهل العلم إلى أنه يُستحب الاحتفاء أحيانًا.

 

والحكمة من هذا: تعويد النفس على الخشونة، وإبعادها عن الدعة، وتطبيعها على الزهد، واحتقار الدنيا.

 

وقال القاري رحمه الله: "(نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا)؛ أَيْ نَمْشِيَ حُفَاةً؛ تَوَاضُعًا وَكَسْرًا لِلنَّفْسِ، وَتَمَكُّنًا مِنْهُ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ إِلَيْهِ، وَلِذَلِكَ قَيَّدَهُ بِقَوْلِهِ: (أَحْيَانًا): أَيْ حِينًا بَعْدَ حِينٍ"؛ "مرقاة المفاتيح" (7/ 2827).

 

وقال ابن عبد القوي رحمه الله في "منظومته":

وَسِرْ حَافِيًا أَوْ حَاذِيًا وَامْشِ وَارْكَبَنْ
تَمَعْدَدْ وَاِخْشَوْشِنْ وَلَا تَتَعَوَّدِ

قال السفاريني رحمه الله: "(وَسِرْ) حَالَةَ كَوْنِك (حَافِيًا) بِلَا نَعْلٍ أَحْيَانًا، اقْتِدَاءً بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (أَوْ) سِرْ فِي حَالِ كَوْنِك (حَاذِيًا)؛ أَيْ مُنْتَعِلًا"؛ انتهى من "غذاء الألباب" (2/ 340).

 

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "لُبس النعال من السنة، والاحتفاء من السنة أيضًا، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الإرفاه، وأمر بالاحتفاء أحيانًا، فالسنة أن الإنسان يلبس النعال لا بأس، لكن ينبغي أحيانًا أن يمشي حافيًا بين الناس؛ ليُظهر هذه السنة التي كان بعض الناس ينتقدها إذا رأى شخصًا يمشي حافيًا قال: ما هذا؟ هذا من الجهال! وهذا غلطٌ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن كثرة الإرفاه، ويأمر بالاحتفاء أحيانًا"؛ "شرح رياض الصالحين" (6/ 387).

 

قال المناوي رحمه الله: "إن أمِن تنجُّس قدميه، ككونه في أرض رملية مثلًا ولم يُؤذه، فهو محبوب أحيانًا - يعني المشي حافيًا - بقصد هضْم النفس وتأديبها، ولهذا ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي حافيًا ومنتعلًا، وكان الصحب يمشون حُفاة ومنتعلين"؛ "فيض القدير" (1/ 317).

 

نسأل الله للجميع الهدى والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • الدراسات والأبحاث
  • مسائل علمية
  • مقالات
  • مقولات في تربية ...
  • قضايا المصرفية ...
  • نوزل الألبسة
  • مقالات في الطب ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة