• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثرد. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر شعار موقع الدكتور عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر / مقالات في الطب النبوي


علامة باركود

الاستشفاء بالعسل في السنة النبوية

الاستشفاء بالعسل في السنة النبوية
د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر


تاريخ الإضافة: 3/12/2023 ميلادي - 21/5/1445 هجري

الزيارات: 9378

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاستشفاء بالعسل في السنة النبوية

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

يقول الله تعالى في سورة النحل: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 68، 69]، والتنكير في قوله تعالى: ﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ يفيد أنه شفاء لبعض الأدواء لا كلها، ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف لبعض الأدواء غير العسل، ولو كان العسل شفاءً لكل داءٍ لاكتفي به.

 

وقال أبو بكر بن العربي: العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، ومع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذَّى به، فإن كان المراد بقوله في العسل: ﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ الأكثر الأغلب، فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى".

 

وثبت عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكيَّة نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي"[1]. وفي حديث جابر قال: سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن كان في شيء من أدويتكم خيرٌ، ففي شرطة محجم، أو شربة عسل، أو لذعة نار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي»[2].

 

وصحَّ عن ابن مسعود رضي الله عنه: "عليكم بالشفاءين: القرآن، والعسل"[3].

 

والعسل شفاء لأمراض البطن والنزلات المعوية ومقوٍّ للجهاز المناعي؛ فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسقِه عسلًا" فسقاه، ثم جاء فقال: إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسقِه عسلًا"، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة، فقال: قد سقيته فلم يزده إلا استطلاقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق الله وكذب بطن أخيك"، فسقاه فبرأ[4].

 

وقوله: "يشتكي بطنه"؛ أي: من ألم أصابه بسبب إسهال حصل له.

 

وقوله: "صدق الله"؛ يعني: في قوله تعالى: ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69].

 

قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله-: "معنى "كذب بطنه"؛ أي: لم يصلح لقبول الشفاء؛ بل زل عنه، وقد اعترض بعض الملاحدة، فقال: العسل مسهل، فكيف يوصف لمن وقع به الإسهال؟ والجواب: أن ذلك جهل من قائله، بل هو كقوله تعالى: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ﴾ [يونس: 39]، فقد اتفق الأطباء على أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف السن، والعادة، والزمان، والغذاء المألوف، والتدبير، وقوة الطبيعة،....ولا شيء في ذلك مثل العسل، لا سيما إن مزج بالماء الحار، وإنما لم يفده في أول مرة: لأن الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب الداء، إن قصر عنه لم يدفعه بالكلية، وإن جاوزه أوهى القوة، وأحدث ضررًا آخر، فكأنه شرب منه أولًا مقدارًا لا يفي بمقاومة الداء، فأمره بمعاودة سقيه، فلما تكررت الشربات بحسب مادة الداء برأ بإذن الله تعالى.

 

وفي قوله صلى الله عليه وسلم "وكذب بطن أخيك": إشارة إلى أن هذا الدواء نافع، وأن بقاء الداء ليس لقصور الدواء في نفسه، ولكن لكثرة المادة الفاسدة، فمن ثم أمره بمعاودة شرب العسل لاستفراغها، فكان كذلك، وبرأ بإذن الله"؛ "فتح الباري" (10/  169، 170).

 

ويمكن أخذ العسل مباشرة، ويمكن خلطه مع غيره، مثل التلبينة، وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن"[5]، والتلبينة: حساء من دقيق أو نخالة فيه عسل أو لبن، سميت تلبينة؛ لأن لونها يميل للبياض ولشبهها باللبن في رقته[6].

 

كما يمكن خلطه بالسمن؛ ليخفف من مرارة السنا (السنامكي = العشرق)، ففي حديث عبدالله بن حرام رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "عليكم بالسنا والسنوت؛ فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام"[7]؛ يعني: الموت. واختلف في السنوت؛ فقيل: هو العسل المخلوط بالسمن[8].

 

ومن طريف ما يروى عند ابن أبي شيبة [25237] عن علي قال: إذا اشتكى أحدكم شيئًا فليسأل امرأته ثلاثة دراهم من صداقها، فيشتري به عسلًا، فيشربه بماء السماء، فيجمع الله الهنيء المريء، والماء المبارك، والشفاء.

 

وفي رواية ابن أبي حاتم في التفسير [4779] عن علي قال: إذا اشتكى أحدكم شيئًا، فليسأل امرأته ثلاثة دراهم أو نحو ذلك فليبتع عسلًا، ثم يأخذ ماء السماء، فيجتمع هنيئًا مريئًا شفاءً مباركًا؛ ا هـ سند صالح لا بأس به.

 

هذا ما تيسَّر جمعه، والحمد لله أولًا وآخرًا.



[1] رواه البخاري (5681).

[2] البخاري (5/ 2152، 2157) (5359، 5375، 5377)، مسلم (4/ 1729) (2205).

[3] رواه الحاكم (4/ 200)، وابن أبي شيبة (7/ 445) بسند صحيح، وصحح وقفه البيهقي وابن كثير، وقال ابن حجر في الفتح (10/ 170): رجاله رجال الصحيح.

[4] رواه البخاري (10/ 139،168)، ومسلم (2217).

[5] أخرجه البخاري (9/ 550،10/ 146) مع الفتح ومسلم (2216).

[6] ينظر: الفتح (10/ 146).

[7] أخرجه ابن ماجه (3457)، والحاكم (4/ 201)، وصحَّحه وتعَقَّبه الذهبي بأن فيه عمرو بن بكر السكسكي متروك.

[8] الآداب الشرعية (2/ 398).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • الدراسات والأبحاث
  • مسائل علمية
  • مقالات
  • مقولات في تربية ...
  • قضايا المصرفية ...
  • نوزل الألبسة
  • مقالات في الطب ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة