• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   شعار موقع الدكتور أنور زناتيد. أنور محمود زناتي شعار موقع الدكتور أنور زناتي
شبكة الألوكة / موقع د. أنور محمود زناتي / الاستشراق / مستشرقون منصفون


علامة باركود

مستشرقون منصفون .. العلامة عبدالكريم جرمانوس

مستشرقون منصفون .. العلامة عبدالكريم جرمانوس
د. أنور محمود زناتي


تاريخ الإضافة: 3/6/2013 ميلادي - 24/7/1434 هجري

الزيارات: 19432

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مستشرقون مُنصِفون

العلامة عبدالكريم جرمانوس

"عشرة علماء في واحد"


عالِم مَجَرِي، وصفه العقَّاد بأنه (عشرة علماء في واحد)، أتقن ثمانيَ لغات، وألَّف بها؛ وهي: العربية، والفارسية، والتركية، والأوردية، والألمانية، والمجرية، والإيطالية، والإنجليزية، وكان عضوًا في مجامع اللغة العربية في دمشق، والقاهرة، وبغداد، والرباط، وله أكثر من مائة وخمسين كتابًا.


وتعتبر رحلة "عبدالكريم جرمانوس" أو "جيولا جرمانوس" إلى الإسلام بمثابة النقلة النوعية[1] التي حوَّلت حياته؛ فكما يصفُها بنفسه قائلاً: "هي لحظةٌ من لحظات الإشراق"؛ فهو واحد من أصحابِ التفكير الحرِّ، الذي وجد في دين الإسلام ما يستولِي على الإعجاب، وما يَهدي إلى الإقناع بذهن مستنير؛ فهو الأستاذ الجامعي المَجَرِي الذي قضى نصف سنوات عمره بعد إسلامه مدافعًا عن قضايا الإسلام.

 

النشأة وبداية الطريق:

ولد "عبدالكريم جرمانوس" في مدينة بودابست - عاصمة المجر - عام 1884م، ونشأ فيها نصرانيًّا، وإثر تخرُّجه في جامعة بودابست رأى القائمون على أمرِها أن يتخصَّص في دراسة اللغة التركية، فبعثتْه الجامعة سنة 1903م إلى جامعة إستانبول ليتعلمَ اللغة التركية، وقد استطاع خلال عامين أن يُجِيد اللغة التركية قراءةً وكتابةً ومحادثة، وشاء الله - خلال مدة وجوده في جامعة إستانبول - أن يقرأ تفسيرًا للقرآن الكريم باللغة التركية؛ لتكون البداية الأولى لتحوُّله واهتمامه بالإسلام والقرآن؛ فقد جذبه التفسير إلى معرفة حقائق الإسلام من مصدره الأوَّل بعد أن رأى في ضوء التفسيرات التي طالعها باللغات المختلفة مغالطاتِ المبشِّرين ممن يحمِّلون الإسلام ما ليس فيه ويَحمِلون عليه؛ ليكون ذلك دافعًا له ليقفَ وقفاتٍ طويلة مقارنًا بين ما يكتبه القساوسة عن الإسلام وما هو مسجَّل في القرآن الكريم بحقٍّ؛ ليتُوقَ أيضًا إلى قراءة ترجمة الأحاديث النبوية باللسان التركي؛ ليعرفَ أقوال نبي الإسلام كما نقلت من مصادرِها الصحيحة.

 

وبعد مطالعتِه عَجِب أشدَّ العجب لِما وجدَ من أمور الهداية التوجيهية في إصلاح العالَم بأسره، وظهرت صورةُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - في ملامحها الصادقة، بعيدةً عن الكذب والتضليل الذي وقع عليه خلال علمه.

 

وبعودة "جرمانوس" إلى المَجَر من جامعة إستانبول وجدَ أساتذتَه الكبار من المستشرقين يتحدَّثون عن الإسلام بما ليس فيه، وبعد أن جادل أحد الناقلين عن خاتَم الأنبياء في أقوال نسبت إليه، وتضمَّنت دعوات للإباحيةِ والانغماس في الشهوات، وكانت أقوالاً مخالفة تمامًا لما قرأه في تركيا - طلب تحديدَ موعدٍ لإلقاء محاضرة تبيِّن وجهة الإسلام فيما يخوض فيه الخائضون دون اطلاع، وعكف أسابيع عدَّة جامعًا كلَّ ما يُلصَق بالإسلام زورًا، كاشفًا عن افتراءِ كلِّ تلك الأقاويل.

 

وبعد تلك الحادثة قرَّر جرمانوس تعلم اللغة العربية من منابعها، بعد أن وجدها لغةً تملأ مفرداتُها اللغةَ التركية، فدَرَسها إلى أن حذقَها بعد أن أتقنَ الفارسية التي لا تبعد كثيرًا عن التركية.

 

وكان تفوُّقه سببًا في أن يعيَّن عام 1912م أستاذَ اللغات العربية والتركية والفارسية، وتاريخ الإسلام وثقافته في المدرسة العليا الشرقية ببودابست، ومن ثَمَّ في القسم الشرقي من الجامعة الاقتصادية هناك.

 

وبعد مدة قصيرة من عمله بجامعة بودابست دعاه الشاعرُ الهندي طاغور؛ ليعلم في جامعات دلهي ولاهور وحيدر آباد خلال الأعوام (1929-1932)، وهناك أعلن إسلامه في مسجد دلهي الأكبر، وألقى يومئذٍ خطبة الجمعة، وتَسمَّى منذ ذلك الحين بـ"عبدالكريم جرمانوس"، بعد أن كان اسمه السابق "جيولا جرمانوس".

كانت رغبةُ جرمانوس العميقة في التعرف على الإسلام والمسلمين جعلتْه يبادر إلى توطين عَلاقته مع أبرز شعرائهم، وكم كانت سعادته بصداقته للشاعر الإسلامي الكبير "محمد إقبال"، الذي خاض معه كثيرًا في قضايا الإسلام والمسلمين، وخاصة فيما يتعلَّق بالمستشرقين، والنشاط التبشيري الذي ساد بشدة آنذاك.

 

ولحبِّ جرمانوس العربية تطلعت أنظارُه للقاهرة ليأنسَ بسماع الفصحى في عاصمة الإسلام الأولى؛ ليفاجأ غداة قدومه إلى الإسكندرية بمن يضحكون منه لتكلمِه الفصحى! ويردُّون عليه بألفاظ عامية لا يُدرِك معناها؛ فأدركه الغضب، فصاح متضايقًا: "جئتُ هنا لأتعلَّم منكم لغة القرآن! أأقابل بالضحك والاستهزاء؟!".

 

وقد وجد جرمانوس في جامعة بودابست - التي شغل أستاذ التاريخ والحضارة بها لأكثر من أربعين عامًا - مَن ينشرُ البحوث داعيًا إلى إحياء اللغات العامية في الوطن العربي، ويعدُّها كاللاتينية التي هُجِرت إلى غيرها بتطور الزمن، ويحلمُ بالزمن الذي تُصبِح فيه لغة مصر غيرَ لغة العراق، ولغة المغرب غير لغة الشام؛ سعيًا إلى تفتُّت كِيان متماسك تربطه اللغة الفصحى بأقوى الروابط.

 

ولكن جرمانوس حارب أولئك أعنفَ محاربةٍ في عواصم أوروبا ومواطن الاستشراق الاستعماري، بما امتلك من حُجةٍ دامغة، ومنطقٍ أصيل، وتعرَّض بذلك إلى خصومات حاقدة كان نتاجُها طردَه من عمله الجامعي، بحجة أنه يسير في غير الاتجاه المرسوم.

 

غير أن تلاميذه وقفوا إلى جانب علمه، وأقرُّوا فضله، ورَأَوا عمق تأثيره في جامعات الشرق والغرب التي زار أكثرها كأستاذٍ زائر مسجِّلاً لبلاده مجدًا لا يلحق، فبقي الداعية المسلَّح برأيه المستنير أستاذًا للتاريخ في جامعته العريقة رغم أنف الرافضين.

 

وقد حَرَصت المجامعُ العلمية في البُلْدان العربية على أن يكونَ هذا العالِم الجليل واحدًا من أعضائها؛ فانتخبه المجمع العلمي العراقي سنة 1962م عضوًا مراسلاً فيه، كما انتخب عضوًا في مجمعي اللغة العربية في القاهرة ودمشق.

 

ولجرمانوس مساعٍ جليلة في جمع شملِ المسلمين في بلاده؛ إذ ألَّف من بينهم - وهم قرابة ألفين - جماعةً تنظم شؤونهم، واستطاعوا هنالك أن يحملوا الحكومة على الاعتراف بالإسلام دينًا من الأديان الرسمية.

 

وكان جرمانوس أحدَ الأوروبيين القلائل الذين زَارُوا الأماكن المقدسة في مكة والمدينة؛ حيث سافر عام 1935م من مصر إلى جُدَّة، وكتب مذكرات رحلته إلى الأماكن المقدَّسة باللغة المَجَرِية تحت عنوان "الله أكبر"، وتُرجِم هذا الكتاب إلى لغات عدة.

 

وقد ألحَّ عليه حبُّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعاودة الحج للمرة الثانية، فعاد إلى الأراضي المقدسة عام 1939م.

 

ولجرمانوس مؤلَّفات عدة؛ نذكر منها: "الرومي" - "الأدب العربي في المهجر" - "أضواء الشرق" - "اكتشاف الجزيرة العربية" - "بين فكرين" - "تاريخ الأدب العربي" - "تاريخ العرب" - "التيارات الحديثة في الإسلام" - "دراسات في التركيبات اللغوية العربية" - "الرحَّالة العرب" - "الشعر الجاهلي" - "شوامخ الأدب العربي" - "على هدى نور الهلال" وهو بمثابة مذكراته الشخصية - "القومية العربية" - "الله أكبر" - "محمود تيمور والأدب العربي الحديث" - "منتخب الشعراء العرب" - "نهضة الثقافة العربية".

 

وقد توفِّي - رحمه الله تعالى - في 7 نوفمبر عام 1979م، بعد أن قضى قرابةَ الخمسين عامًا في خدمة الإسلام والمسلمين.

 

يقول الدكتور عبدالكريم جرمانوس: "حُبِّب لي الإسلام؛ لأنه دينُ الطُّهر والنظافة - نظافة الجسم - والسلوك الاجتماعي، والشعور الإنساني، ولا تستهنْ بالنظافة الجسمية؛ فهي رمز، ولها دلالتها".

 

"أَلفيتُ في قلوب المسلمين كنوزًا تفوقُ في قيمتِها الذهبَ، فقد منحونِي إحساسَ الحب والتآخي، ولقنُّوني عمل الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى المسلمين أن يَعَضُّوا بالنواجذِ على القِيَم الخُلُقية التي يمتازون بها، ولا ينبهروا ببريقِ الغرب؛ لأنه ليس أكثر من بريقٍ خاوٍٍ زائف".

 

"لا يوجد في تعاليم الإسلام كلمةٌ واحدة تعوقُ تقدُّم المسلم، أو تمنعُ زيادةَ حظِّه من الثروة، أو القوة، أو المعرفة، وليس في تعاليمِ الإسلام ما لا يُمكِن تحقيقُه عمليًّا، وهي معجزة عظيمة يتميَّز بها عن سواه؛ فالإسلام دينُ الذهن المستنير، وسيكون الإسلام معتقد الأحرار".

 

"لقد تمنيتُ أن أَعِيش مائةَ عام؛ لأحقِّق كلَّ ما أرجوه لخدمة لغة القرآن الكريم، فدراسةُ لغة الضادِ تحتاج إلى قرنٍ كامل من الترحال في دروب جمالها وثقافتها".



[1] انظر: عبدالمعطي الدلاتي: ربحتُ محمَّدًا ولم أخسر المسيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • التواصل الحضاري
  • الاستشراق
  • خزانة التراث
  • أندلسيات
  • صدام الحضارات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة