تركيا: لجنة تنسيق المسابقة الدولية للغة العربية في جامعة إسطنبول

عقدت أكاديمية "إسطنبول" لتعليم اللغات - ممثلة بلجنة تنسيق المسابقة الدولية للغة العربية في "تركيا" - اجتماعًا يوم السبت الموافق 28 فبراير الماضي في "جامعة إسطنبول".

ترأَّس الاجتماع معالي نائب وزير التربية الوطنية ومدير التعليم الديني في "تركيا" الدكتور "نظيف يلماز"، وبحضور جمع مبارك من أساتذة أقسام اللغة العربية في جامعات "إسطنبول"؛ وذلك للتعريف بالمسابقة الدولية للغة العربية، التي تحتضنها "تركيا" وتنظِّمها أكاديمية "إسطنبول" لتعليم اللغات، ولتدارس السُّبل الكفيلة برفع مستوى تعليم اللغة العربية في البلاد، من خلال المشروع ومشاريع أخرى مقترحة وموجودة على الساحة.

وقد تَم خلال الاجتماع - الذي عَبِقَتْ فيه أجواء من الود والبهجة، والحرص النبيل على خدمة لغة القرآن وعلومها - ما يلي:

• كلمة الأستاذة "سلطان تشيكمك"، رحَّبت فيها بالجمع المبارك، وشكرت لهم حضورهم وهِمتهم النبيلة في خدمة العربية، وأشارت بقولها: لا أعرف إن كان العرب يعيشون ربيعهم أم لا، ولكنني أعرف أن العربية تعيش ربيعها في "تركيا"!

• جرى بعد ذلك عرْض الفيلم التعريفي الخاص بالمسابقة في عامها السادس.

• ثم كلمة البروفيسور "هداية أيدر" - نائب عميد كلية الإلهيات في "جامعة إسطنبول" - والتي أثنى من خلالها على المسابقة، وبيَّن فضل وأهمية تعليم العربية للمسلمين.

• كلمة الدكتور "محمد أغير أقجة"، التي ذكر فيها بدايات وتاريخ المسابقة، والتي اجتمعت فيها 25 مدرسة في مدينة "إسطنبول" فقط يومها، ثم انطلقت الرحلة الجميلة يحفها النجاح والحرص على التطور والزيادة، وتطرَّق الدكتور "أقجة" في حديثه إلى الأرقام المتزايدة؛ من حيث الطلاب والمدارس المشاركة، وأشار إلى الدعم والتشجيع الذي تتلقاه المسابقة من الجهات المهتمة والمجتمع التركي، وأشار إلى أن هناك مشاريعَ عديدة لتعليم اللغة العربية، تقوم بها "أكاديمية إسطنبول" لتعليم اللغات، والمسابقة هي إحدى هذه المشاريع.

• كلمة الدكتور "نظيف يلماز"، وتحدث فيها عن التطورات والنجاحات الكبيرة التي تم تحقيقها من خلال العديد من القرارات الحكومية المهمة، والداعمة لتعليم العربية في مدارس "تركيا"؛ ومنها:

• جعل اللغة العربية مادة اختيارية في المدارس الابتدائية منذ الصف الثاني.

• في بعض المدارس وصل عدد الحصص إلى 11 حصة أسبوعيًّا.

وذكر الدكتور "نظيف يلماز" العديد من المشاريع الأخرى الداعمة، ومنها جعل المناظرات باللغة العربية، وكذلك إنشاء مركز تعليمي لتدريب المعلمين على التحدث باللغة العربية.

وأكد أيضًا حرص الوزارة والمديرية على الاستشارات الدائمة للحصول على طرق أفضل لتعليم وخدمة لغة القرآن الكريم.

وقد شارَك الأساتذة الحضور بآرائهم واقتراحاتهم القيِّمة، ومنها:

الدكتور "خليل إبراهيم" - رئيس قسم اللغة العربية في "جامعة مرمرة" - قال: إن طرقًا أخرى يجب أن تُتَّبَع في تعليم العربية، ومنها ربْط التعليم بالواقع، وأكد أن التعليم الواقعي هو الأنجع والأهم، وأن تنوُّع الجوائز المقدَّمة للطلبة ستكون عاملاً مشجعًا ومُحفزًا.

ونوَّه الدكتور "جمال دمير أوغلو" - من "جامعة أوكان" - أن الأتراك يهتمون كثيرًا بالقواعد والنحو والصرف في طريقة تعليمهم للعربية، وأن اللغة لا تتأتَّى من الصرف والقاعدة اللغوية فقط، وأن السماع كان هو الأساس في التعلم، وحتى ننجح في التعلم لا بد من دراسة النصوص والمتون الأدبية، والكثير من الكتب الأدبية تعلِّم اللغة بشكل سليم، وبخاصةً عندما نختار للمتعلمين نصوصًا تُناسب أعمارهم ومستوى تعلُّمهم للعربية، وأَجِدنا نحتاج إلى منهج لغوي جيد وجديد.

واقترح الدكتور "موفق" - من جامعة "إسطنبول" - أن يتمَّ تشكيل لجنة دائمة التشاور، وتحتضن في عضويتها أساتذة اللغة العربية، فتقوم بمهمة التقييم والتجديد للمناهج حسب المستجدات التي تظهر في الساحة التعليمية، وأوضح أن العديد من المناهج المتَّبعة باتت قديمة وتحتاج إلى التجديد، وأننا نحتاج أولاً إلى رفع مستوى المدرِّس في التعليم اللغوي.

وقدم الدكتور "حسين اليازجي" - نائب عميد كلية الآداب ورئيس قسم اللغة العربية في "جامعة إسطنبول" - عدة مقترحات، مشيرًا إلى المصاعب التي عاناها طلاب مدارس الأئمة والخُطباء سابقًا في عهود مضَت.

وشدَّد الأستاذ "مراد داودوف" - رئيس "شبكة تنمية الشرق الأوسط"، والأستاذ المحاضر بـ"جامعة مرمرة" - على أهمية إيجاد وإنشاء اختصاصات جامعية تُقدَّم باللغة العربية في التخصصات الأخرى، حتى يتسنَّى للطلبة متابعة تعلُّمهم باللغة العربية على مستوى الدراسات العليا، على غرار العلوم الإدارية والتقنية وما شاكَلها.

وأشارت "عبير النحاس" - المنسق الإعلامي للمسابقة - إلى لقاء صحفي جمعها بإحدى المشاركات الفائزات بالجائزة الأولى في مجال الشعر في إحدى السنوات الماضية، فقالت:

- لقد أخبرتْني أنها كانت تتعامل مع العربية كمادة من القواعد والمعلومات، وأن مشاركتها في المسابقة جعلتها تَحفظ الشعر وتَفهمه، وتتذوَّق العربية وجمالها، وأنها أحبتها عندما اختلطت بأهلها وسمِعتها على لسان عرب ساعدوها على تصحيح مخارج حروفها، فقالت:

لقد جعلتني المسابقة أحبُّ العربية، وأرغب في متابعة تعلُّمها في الجامعة، وهذا ما فعلته وأنا سعيدة.

وختم الاجتماع الدكتور "نظيف يلماز" بقوله: ويبقى تعليم العربية لغير الناطقين بها قصة لا تنتهي.