• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد  فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمدالشيخ عبدالقادر شيبة الحمد شعار موقع فضيلة الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد / مقالات


علامة باركود

قصة صالح عليه السلام (1)

قصة صالح عليه السلام (1)
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد

تاريخ الإضافة: 30/1/2023 ميلادي - 8/7/1444 هجري

الزيارات: 1287

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة صالح عليه السلام (1)

 

نتحدَّث في هذا الفصل عن صالح نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو ثاني رسول عربي بعد هود صلوات الله وسلامه عليهما، بعثه الله في جزيرة العرب، وقد أرسله الله عزَّ وجل إلى قومه ثَمود، وقد ذكر علماء النسَب أنه صالح بن عبيد بن أسيف بن ماشخ أو ماسح بن عبيد بن حاجر أو حادر بن ثمود بن عابر أو عاثر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام.

 

وكان قومه يَسكنون الحِجر؛ وهي الأرض المعروفة باسم ديار ثمود أو مدائن صالح، وتقع على بُعد نحو ثمانين وثلاثمائة "كيلومتر" شمال غرب المدينة المنورة، ويقع في جنوبها الآن مدينة العلا، ولا يزال بعض آبارها ولا سيَّما البئر المعروفة ببئر النَّاقة باقية إلى الآن، كما لا تزال آثار ثَمود من البيوت والمقابر موجودة حتى الآن، وبخاصة البيوت التي كانوا ينحتونها في الجبال.

 

وكان قوم ثمود يعيشون آمنين في بساتين وارفة الظِّلال كثيرة العيون، وزروع ونَخْل طلعها هَضيم، يتَّخذون في سهول الأرض قصورًا، وينحتون من الجبال بيوتًا آية في الحذق والمهارة والزِّينة، وقد يسَّر الله عز وجل لهم أسبابَ رغد العيش، وكانوا أقرب الأمم التي جاءت بعد قوم هود عليه السلام، وكانوا على علم بخبرها وما أوقعه اللهُ بهم من سوء العذاب لَمَّا كفروا بربهم وعبدوا الأصنامَ والأوثان، غير أنَّ ثمود أطغتهم النِّعمة، فجحدوا بآيات ربهم وكفروا بآلائه، فبعث الله عز وجل إليهم رسولًا منهم هو صالح صلوات الله وسلامه عليه، فدعاهم إلى توحيد الله عزَّ وجل وإفراده بالألوهيَّة، والربوبيَّة، والإقرار بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وذكَّرهم نِعَم الله عليهم وخوَّفهم من عقوبته، ونبَّههم إلى أن استمرارهم في الشِّرك بالله وجحودهم نعمَ الله قد يُنزل بهم ما نزل بقوم هود، وقد أجابه إلى الله عز وجل المستضعفون منهم، وأبى المستكبرون أن يُنيبوا إلى الله، و﴿ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾ [هود: 62].

 

وطلبوا منه آيةً، فأخرج الله عزَّ وجل لهم الناقةَ من الصخر، وقال لهم صالح عليه السلام: ﴿ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ﴾ [هود: 64].

 

وكان من آيات الله في آية الناقة أنها كانت تشرب من الماء ما يكاد يَقضي على مياههم، فاتَّفق صالح عليه السلام معهم على اقتسام الماء بينهم وبين الناقة، فتشرب يومًا لا يشاركونها في الماء، ويشربون يومًا لا تشاركهم الناقة في شربهم، ومع أنَّ هذه الآية تبهر العقول، وفيها الدَّليل القاطع والبرهان الساطع على صِدق صالح عليه الصلاة والسلام؛ فهي آية مبصرة، وحجَّة قاهرة - مع ذلك فقد استمرَّ المستكبرون على عِنادهم، وأصرُّوا على كفرهم وضلالهم، وحاولوا أن يَحولوا بين المؤمنين وبين صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعملوا على إثارة الشُّبه في دعوة صالح عليه السلام، وقد منع الله عنهم المطر تخويفًا وإنذارًا، فقال المستكبرون: "إن صالحًا سبب جدب بلادنا، ومجيئه شؤم علينا، واتِّباع المؤمنين به له مَحقٌ لبركة أرضنا ومياهنا، وقالوا لصالح: ﴿ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [النمل: 47]، وسبب شؤمِكم منكم، فرُسل الله هم وجوه البِر والخير، وهم أسباب سعادة الإنسانية إن استمسكت بمنهجهم وعملت بتعاليمهم، وأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ توبتهم إلى الله والاستغفار من السيئات يجلب لهم خيرَ الدنيا والآخرة، وقال: ﴿ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النمل: 46]، فلم يستجيبوا له وقالوا للمؤمنين: ﴿ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الأعراف: 75]، قال المستضعفون: ﴿ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 75]، ﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴾ [الأعراف: 76]، ﴿ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ﴾ [الأعراف: 77]، وعصوا رسلَه، واجتمع زعماؤهم على أنْ يعقروا النَّاقةَ، فانبعث لها أشقى ثَمود؛ وهو رجل عارم عزيز مَنيع في رهطه، فعقرها، واستعجلوا العذابَ، ﴿ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأعراف: 77]، ﴿ فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾ [هود: 65]، وأصرَّ تِسعةُ رهط منهم من المفسدين في الأرض على قَتْل صالح وإلحاقه بالناقة، و﴿ تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴾ [النمل: 49]، أي: لنكبِسنَّه في داره بالليل مع أهله فلنقتلنَّه ولنجحدنَّ قتله، فلنقولنَّ لأولياء دمه مِن المشركين: ما شهدنا مَهْلكه ولا ﴿ مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴾، ودبَّروا ودبَّر الله، فنجَّاه ومن معه من المؤمنين، وأرسل الله عز وجل عليهم الصيحةَ من فوقهم ورجفةً من تحتهم على حد قوله عز وجل: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النمل: 50، 51]، وكما قال عز وجل: ﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ ﴾ [هود: 66 - 68]، وكما قال الله عز وجل: ﴿ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 77 - 79]، وكما قال عز وجل: ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الحجر: 83، 84]، وكما قال عز وجل: ﴿ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ * إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ﴾ [القمر: 29 - 31]، وكما قال عز وجل: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾ [الشمس: 11 - 15].

 

هذا، ولا وجود لذِكر عاد وثمود في الكتب التي بيَدِ اليهود والنَّصارى؛ ممَّا يُشعر بأنهم حرصوا على إزالة كل ذِكْر للنبوَّة في الأمَّة العربية حسدًا للعرب وكراهية أن تكون النبوَّة في غير بني إسرائيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ومؤلفات
  • صوتيات ومرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة