• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبدالرحمن الشثريالشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري شعار موقع الشيخ عبدالرحمن الشثري
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات


علامة باركود

طعام وشراب النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)

طعام وشراب النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري


تاريخ الإضافة: 30/10/2025 ميلادي - 9/5/1447 هجري

الزيارات: 917

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طَعَامُ وشَرَابُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم


إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وسلم.


أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و (لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).

 

عباد الله: اتقوا الله تعالى وتَعَلَّمُوا مِن هديِ نبيِّكم صلى الله عليه وسلم ما يَنفعُكم في دينكم ودُنياكم وأُخراكم، فخيرُ الْهَدْيِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وإنَّ معرفتَكَ أخي المسلم لهدي نبيِّك صلى الله عليه وسلم في أمورهِ كُلِّها يدعوك إلى اتِّباعهِ ومَحَبَّتهِ ومَحَبَّةِ ما يُحبُّه وكَراهةِ ما يَكْرَهُه، ويدعوكَ إلى الاقتداءِ به صلى الله عليه وسلم، قال ابنُ عبدِ البرِّ: (ومِن صريحِ الإيمانِ حُبُّ ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُحبُّه، واتِّباعُ ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَفعَلُه؛ أَلا ترَى إلى قولِ أنس: فلم أزَلْ أُحبُّ الدُّبَّاءَ بعدَ ذلك اليوم) انتهى، ومِن التعرُّف على هديه صلى الله عليه وسلم: أنْ نَتَعَرَّفَ في هذه الْجُمُعَةِ على طعامهِ وشَرابهِ صلى الله عليه وسلم.


عباد الله: لقد تَنَاوَلَ صلى الله عليه وسلم مِن الأطعمة النباتية مِن الحبوب:

أولًا: الشعير، قال أبو هريرةَ رضي الله عنه: (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنَ خُبْزِ الشَّعِيرِ) رواه البخاري، وقال ابْنِ عَبَّاسٍ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًَا -أي خالي البطن جائعًا- وأَهْلُهُ لا يَجِدُونَ عَشَاءً، وكَانَ أَكْثَرُ ‌خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ) رواه الترمذي وصحَّحه، و(عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا كَانَ يَبْقَى عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ‌مِنْ ‌خُبْزِ ‌الشَّعِيرِ ‌قَلِيلٌ ولا كَثِيرٌ») رواه الطبراني في الأوسط وحسَّنه المنذري.


ومِن الْحُبوب ثانيًا: الْحِنْطةُ -وهي القَمْحُ والبُرُّ-: قالَ أَبُو حَازِمٍ: (رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ مِرَارًا يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، مَا شَبِعَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًَا ‌مِنْ ‌خُبْزِ ‌حِنْطَةٍ ‌حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا») رواه مسلم.


ثالثًا: الثريد -وهو طعامٌ يُتخذ مِن التمرِ والدقيقِ والسَّمْنِ-: قالَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ: (أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَأْسِ الثَّرِيدِ فَقَالَ: «كُلُوا بِسْمِ اللهِ مِنْ حَوَالَيْهَا، ‌واعْفُوا ‌رَأْسَهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَأْتِيهَا مِنْ فَوْقِهَا») رواه ابنُ ماجه وصحَّحه الألباني.


رابعًا: الْخَزِيرَةُ، قال عِتْبانُ بنُ مالِك في دعوتهِ للنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيتِه: (وَحَبَسْنَاهُ ‌عَلَى ‌خَزِيرٍ صَنَعْنَاهُ لَهُ) الحديث رواه البخاري ومسلم، قال ابنُ الأثير: (الْخَزِيرَةُ: ‌لَحْمٌ ‌يَقَطَّع ‌صِغَارًا ويُصَبُّ عَلَيْهِ ماءٌ كَثِير، فَإِذَا نَضِج ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقيق، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا لَحْمٌ فَهِيَ عَصِيدَة، وَقِيلَ: هِيَ حَسًَا مِنْ دَقِيقٍ ودَسَمٍ، وَقِيلَ: إِذَا كَانَ مِنْ دَقيق فَهِيَ حَرِيرَة، وَإِذَا كَانَ مِنْ نُخَالة فَهُوَ خَزِيرَةٌ) انتهى.


خامسًا: العَصِيدُ -هُوَ دَقيق ‌يُلَتُّ ‌بالسَّمْن ‌ويُطْبخ-: قال عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ: (بَعَثَنِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَدْعُوهُ إِلَى طَعَامٍ، فَجَاءَ مَعِي، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَنْزِلِ أَسْرَعْتُ، فَأَعْلَمْتُ أَبَوَيَّ فَخَرَجَا فَتَلَقَّيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَحَّبَا بِهِ، وَوَضَعْنَا لَهُ قَطِيفَةً كَانَتْ عِنْدَنَا زِئْبِرِيَّةً -أي قطيفة ضخمة- فَقَعَدَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ أَبِي لأُمِّي: ‌هَاتِ ‌طَعَامَكِ، فَجَاءَتْ بِقَصْعَةٍ فِيهَا دَقِيقٌ قَدْ عَصَدَتْهُ بِمَاءٍ وَمِلْحٍ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «خُذُوا بِاسْمِ اللهِ مِنْ حَوَالَيْهَا، وَذَرُوا ذُرْوَتَهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِيهَا»، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَكَلْنَا مَعَهُ، وَفَضَلَ مِنْهَا فَضْلَةٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ، وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ، وَوَسِّعْ عَلَيْهِمْ في أَرْزَاقِهِمْ») رواه الإمام أحمد وصححه محققو المسند.


سادسًا: السويق: ففي حديث خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر: (ثُمَّ ‌دَعَا ‌بالأَزْوَادِ -الطعام الذي يُتخذ للسفر- فَلَمْ يُؤْتَ إِلاَّ بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ -أي بُلَّ بالْماءِ-، فَأَكَلَ وَأَكَلْنَا) رواه البخاري، والسويق هو اسمٌ لصنف من الطعام يُتخذ مِن حَبِّ القمحِ الغضِّ غيرِ الناضجِ، يُحمَّص ويُدق ويُخلط بالتمرِ أو السكر الطبيعي ويُؤكل في السفر حين يصعبُ الطبخ-.


سابعًا: الْجَشِيشةُ- جاء في حديث عِتبان: (وَحَبَسْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ‌جَشِيشَةٍ ‌صَنَعْنَاهَا لَهُ) رواه مسلم، قال ابن الأثير: (جَشِيشَة: هِيَ أَنْ تُطْحَن الحِنْطَة طَحنًا جَلِيلا، ثُمَّ تُجْعَل في القُدُور ويُلقَى عَلَيْهَا لَحْمٌ أَوْ تَمْرٌ وتُطْبَخ، وَقَدْ يُقال لَهَا ‌دَشِيشَة بالدَّال) انتهى.


عباد الله: وأما الثمارُ التي كان يأكلُها صلى الله عليه وسلم.


فأولُها: التمرُ والرُّطَب: فقد كان يأكلها مُفردًا ومقرونًا بغيره، قال أَنَسٌ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ ‌حَتَّى ‌يَأْكُلَ ‌تَمَرَاتٍ) رواه البخاري، وقال عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ: (نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي قَالَ: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ ‌طَعَامًا ‌وَوَطْبَةً فَأَكَلَ مِنْهَا، ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ، فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى) الحديث رواه مسلم، والوَطْبة: هو الحيس يجمع التمر البَرْني والأَقِط الْمَدقوق والسَّمِن، وقالت عائشة رضي الله عنها: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ فَيَقُولُ: ‌«نَكْسِرُ ‌حَرَّ ‌هَذَا بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدَ هَذَا بِحَرِّ هَذَا») رواه أبو داود وحسَّنه الألباني، وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ‌يَجْمَعُ ‌بَيْنَ ‌الرَّطِبِ ‌وَالْخِرْبِزِ) رواه النسائيُّ في الكبرى وصحَّحه ابنُ حَجَر، وقال: (الْخِرْبِزِ.. نَوْعٌ مِنَ الْبِطِّيخِ الأَصْفَرِ) انتهى، وقال عبدُالله بنُ جعفر: («رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ‌يَأْكُلُ ‌الرُّطَبَ ‌بِالْقِثَّاءِ») رواه البخاري ومسلم، والقِثاء نوعٌ مِن الْخِيار، قال ابن القيم: (وإذا كَانَ في أَحَدِ الطَّعَامَيْنِ كَيْفِيَّةٌ ‌تَحْتَاجُ ‌إِلَى ‌كَسْرٍ ‌وَتَعْدِيلٍ، كَسَرَهَا وَعَدَّلَهَا بِضِدِّهَا إِنْ أَمْكَنَ، كَتَعْدِيلِه صلى الله عليه وسلم حَرَارَةِ الرُّطَبِ بِالْبِطِّيخِ) انتهى.


ثانيًا: الرُمَّان، (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ ‌بِرُمَّانٍ ‌يَوْمَ ‌عَرَفَةَ فَأَكَلَ) رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني.


ثالثًا: الكَبَاث -وهو النضيج مِن ثَمَرِ الأراك- قال جَابِرٌ: (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَجْنِي الْكَبَاثَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ‌«عَلَيْكُمْ ‌بِالأَسْوَدِ ‌مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ») رواه البخاري ومسلم.


رابعًا: جُمَّار النخل -وهو الشحم الذي في وسَطِ النخلة- قال ابْنُ عُمَرَ: (كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ‌وَهْوَ ‌يَأْكُلُ ‌جُمَّارًا) رواه البخاري.


خامسًا: الدُّبَّاء -وهو القَرْع ومن أنواعه الصغار: الكوسا-: قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: («إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ، قَالَ أَنَسٌ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوْلِ الصَّحْفَةِ، ‌فَلَمْ ‌أَزَلْ ‌أُحِبُّ ‌الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمَِئِذٍ»، وَقَالَ.. فَجَعَلْتُ أَجْمَعُ الدُّبَّاءَ بَيْنَ يَدَيْهِ) رواه البخاري ومسلم.


سادسًا: وَرَقُ الشجر: قال سَعْدٌ: (رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا ‌طَعَامٌ ‌إِلاَّ ‌وَرَقُ الْحُبْلَةِ أَوِ الْحَبَلَةِ حَتَّى يَضَعَ أَحَدُنَا مَا تَضَعُ الشَّاةُ) رواه البخاري، وعند مسلم: (حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا)، والحُبْلَة: ثَمَر السَّمُر، والحَبَلَة: قضيب شجر العنب.


عباد الله: وأما طعامُ نبيِّكم صلى الله عليه وسلم مِن الزيوت والْخَلِّ والْحَلْوى:

أولًا: الزيت، (عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: «لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعَ ‌مِنْ ‌خُبْزٍ ‌وَزَيْتٍ ‌فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ») رواه مسلم.


ثانيًا: السَّمْنُ والأَقِط، قال ابنُ عبَّاس: (أَهْدَتْ خَالَتِي أُمُّ حُفَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَالأَقِطِ، ‌وَتَرَكَ ‌الضَّبَّ ‌تَقَذُّرًا، وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري ومسلم.


ثالثًا: الزُّبْدُ: (عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلَمِيَّيْنِ قَالَا: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعْنَا تَحْتَهُ قَطِيفَةً لَنَا، صَبَبْنَاهَا لَهُ صَبًّا، فَجَلَسَ عَلَيْهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل عَلَيْهِ الْوَحْيَ فِي بَيْتِنَا، وَقَدَّمْنَا لَهُ زُبْدًا، وَتَمْرًا، ‌وَكَانَ ‌يُحِبُّ ‌الزُّبْدَ صلى الله عليه وسلم) رواه أبو داود وصححه الألباني.


رابعًا: الْخَلُّ، عن (طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ فِلَقًا مِنْ خُبْزٍ، فَقَالَ: «مَا مِنْ أُدُمٍ؟» فَقَالُوا: لا، إِلاَّ شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ، قَالَ: «فَإِنَّ الْخَلَّ نِعْمَ الأُدُمُ»، قَالَ جَابِرٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم». وَقَالَ طَلْحَةُ: مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ جَابِرٍ») رواه مسلم.


خامسًا: أكلُه صلى الله عليه وسلم من الْخَبِيص: وهو معمول من تَمْرٍ وسَمْنٍ وهو من الحلوى، والحديث رواه الحارث في مسنده بسند حسن.


و(عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‌يُحِبُّ ‌الْحَلْوَاءَ ‌وَالْعَسَلَ») رواه البخاري ومسلم، قال ابن القيم: (‌وَكَانَ صلى الله عليه وسلم ‌يُحِبُّ ‌الْحَلْوَاءَ ‌وَالْعَسَلَ، وَهَذِهِ الثَّلاثَةُ - أَعْنِي: اللَّحْمَ وَالْعَسَلَ وَالْحَلْوَاءَ - مِنْ أَفْضَلِ الأَغْذِيَةِ، وَأَنْفَعِهَا لِلْبَدَنِ، وَالْكَبِدِ وَالأَعْضَاءِ، ولِلاغْتِذَاءِ بِهَا نَفْعٌ عَظِيمٌ فِي حِفْظِ الصِّحَّةِ وَالْقُوَّةِ، ولا يَنْفِرُ مِنْهَا إِلاَّ مَنْ بِهِ عِلَّةٌ وَآفَةٌ) انتهى، وانتبه لقوله: (ولا يَنْفِرُ مِنْهَا إِلاَّ مَنْ بِهِ عِلَّةٌ وَآفَةٌ).

 

الخطبة الثانية

أما بعد: فأما أطعمة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، فمنها:

أولًا: اللحم، فقد أكل صلى الله عليه وسلم من لحم الإبل التي أهداها في حَجَّته وشَرِبَ مِن مرقها، كما رواه مسلم، وأكل من لحم البقر، كما رواه مسلم، وأكل من لحم الشاة، كما رواه مسلم، وأكل مِن لَحْمِ الْحُمُر الوحشية -وهي المعروفة بألوانها المخطَّطة بالأبيض والأسود- كما في البخاري ومسلم، وأكلَ صلى الله عليه وسلم مِمَّا شَوى له بلالٌ مِن كَبِد وسنامِ الإبل، كما رواه مسلم، وأكل صلى الله عليه وسلم مِن سواد بطن الشاةِ -وهو كبدها أو كلُّ ما في بطنها مِن كَبِدٍ وغيرِه، كما في البخاري ومسلم، وأكلَ صلى الله عليه وسلم كَتِفَ الشاة، كما في البخاري ومسلم، وأكلَ صلى الله عليه وسلم مِن الذراع وكانت تُعجبه، كما في البخاري، وأكلَ صلى الله عليه وسلم الكُراع، كما رواه الإمام أحمد وصححه الألباني، والكُراع هو مُستدق الساق العاري من اللحم، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل اللحم المتبقي على العظام، كما رواه مسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يأكلُ القديد وهو اللحم المملوح المجفف في الشمس، كما رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.


ثانيًا: الْجُبْن، وأَكَلَهُ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، كما رواه أبو داود وحسَّنه الألباني.


عباد الله: ومما أكله نبيُّنا صلى الله عليه وسلم من الطيور:

أولًا: الدجاج، فقد أكلَهُ صلى الله عليه وسلم، كما رواه البخاري.


ثانيًا: الْجَرَاد، فقد أكلَه صلى الله عليه وسلم، كما رواه البخاري ومسلم.


عباد الله: ومما أكله نبيُّنا صلى الله عليه وسلم من الحيوانات البرية: الحوت، كما رواه البخاري ومسلم.


عباد الله: وأما أشربته صلى الله عليه وسلم: فمنها:

أولًا: اللَّبَن، كما رواه البخاري ومسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يشربه كثيرًا.


ثانيًا: الْماء، وكان صلى الله عليه وسلم يشرب الماء بأنواعه من زمزم وغيره، كما رواه البخاري ومسلم.


ثالثًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب العسل، كما رواه البخاري ومسلم.


رابعًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب الْمَاءَ المخلوط باللبن، والماء الْمخلوط بالسويق وهو المتخذ من مدقوق الحنطة والشعير، كما في البخاري ومسلم.


خامسًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب منقوع التمر، كما في البخاري ومسلم.


سادسًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب منقوع الزبيب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ ‌فَيَشْرَبُهُ ‌الْيَوْمَ، ‌وَالْغَدَ، وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِ فَيُسْقَى أَوْ يُهَرَاقُ»؛ رواه مسلم.


سابعًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب النبيذ، كما رواه مسلم، وهو ما يُعمل من الأشربة من التمر أو الزبيب أو العسل فيُترك عليه الماء ليصير نبيذا.


ثامنًا: كان صلى الله عليه وسلم يشرب الْمَرَق كما تقدَّم.


تاسعًا: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ‌يُعْجِبُهُ ‌الثُّفْلُ)؛ رواه الإمام أحمد وحسنه محققو المسند، والثفل: هو حُثالة الشيء وهو الثخين الذي يبقى أسفل الصافي، وقيل هو ما بقي من الطعام في أسفل الإناء.


عباد الله: إن فيما سمعتم إفادة للمٌتأسين بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتقريب للمقتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتيسير على الباحث عن الجوانب الطبية والعلاجية للنبي صلى الله عليه وسلم، فطعامه وشرابه صلى الله عليه وسلم مُتكامل ومُتنوِّع، يُلَبِّي حاجة الجسم، وغيرُ مُتكَلَّف، فلم يقتصر صلى الله عليه وسلم على نوعٍ واحدٍ من المشتقات النباتية أو الحيوانية، بل كان يتناول هذا وهذا، كما كان صلى الله عليه وسلم يتناول المطاعم والمشارب المفردة والمركبة من أكثر من صنف، والمطعومات البرية والبحرية، والحلو والدسم، والمطبوخ والنيئ، وإن شاء الله نتحدث في إحدى الجمع القادمة عن آدابه صلى الله عليه وسلم في طريقة أكله وشربه، رَزَقَنَا الله جميعًا التأسِّي به صلى الله عليه وسلم في جميع أمورنا، اللهم ارزقنا الاهتداء بهدي نبيك صلى الله عليه وسلم، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة