• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

التقاط صور السيلفي في الحج

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

تاريخ الإضافة: 1/3/2018 ميلادي - 14/6/1439 هجري

الزيارات: 10688

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

سائل يسأل عن تصوير الحاج لنفسه (سيلفي) أثناء تأدية المناسك، مِن باب توثيق تلك الذكريات.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما رأيكم في تصويرِ الحاجِّ لنفسه (سيلفي) أثناء تأدية المناسك، مِن باب توثيق تلك الذِّكريات؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاك الله خيرًا - أيها الابن الكريم - على هذا السؤال المهمِّ، خصوصًا أنَّ تلك المسألةَ قد عَمَّتْ بها البَلوى، حتى غَدَتْ مُلِحَّةً وجديرةً أن تُبحَثَ وتُعالَج بعمقٍ وجدِّيةٍ، وأن تُقَرَّب لحجَّاج بيت الله الحرام، وأَجِدني مُضطرًّا أن أقفَ عدَّةَ وَقَفات تأمُّلية؛ لعلها تُساعدنا نحن ومَن طالَع الجوابَ على الرجوع إلى النفس، ومعرفة القول الصحيح.


الوقفة الأولى: الحجُّ عبادة العمر:

مَنْ تأمَّلَ نُصوص السُّنَّة المُشَرَّفة الخاصة بالحجِّ، وَجَدَها دائرةً حول ابتعاد الحاج عن كلِّ ما فيه شُبهةٌ؛ لتهيئة الأجواء لأنواع العبادة؛ مِن الطواف، والسَّعْيِ، والوقوف بعرَفة، ورميِ الجِمار، والمبيت بمنًى ومُزدلفة، والدعاء، والذكر، والصلاة، وتلاوة القرآن، وغيرها.


• الوقفة الثانية:

لا يخفى عليك - أيها الابن الكريم - أنَّ مَدار الحجِّ على الإحرام، والتَّلبية، وطواف الورود، والسعيِ بين الصفا والمروة، والخروج إلى منًى وعرفات، ثم الإفاضة مِن عرفات إلى المزدلفة، ثم المقام بمنى للرمْيِ، ثم يوم النَّحْر والحَلْق وطواف الزيارة.


• الوقفة الثالثة:

تعلم أنَّ بالإحرام يَتَجَرَّد الحاجُّ مِن اللباس، ويرفُض الزينة، وترك الملاذِّ، ويمضي إلى الله ممتَهَنَ النفس، مستكينًا متقشِّفًا، أشعثَ أغبرَ تَفِل، فجُمَّاعُ الإحرام نبذُ الدنيا، والانقطاع إلى الله عز وجل، والرضا بخدمته، وطلبُ القُرب مِن الله، والمُسارَعة في رضاه، والشوق إليه؛ كما قال تعالى على لسان رسوله موسى عليه وعلى نبيِّنا الصلاة والسلام: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84]، فالحاجُّ عاجلٌ إلى ربه، تائبٌ إليه، مجيبٌ دعوتَه له بالتبتُّل إليه، والتعرُّض لعَفْوِه وصفحه ورضاه بحجِّ بيته.


ومِن ثَمَّ؛ فالحاجُّ يفعل وظائفه على أفضل الوجوه، ويجمع قلبه لتحقيق الظنِّ بالله تعالى؛ حيث دعا عباده لحجِّ بيته؛ ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 26، 27].


• الوقفة الرابعة:

في حجِّ بيت الله تعالى تحقيقٌ لكمال التوحيد، والإخلاصُ لله تعالى، والتبرِّي مِن الشرك، ومِن ثَمَّ استحقَّ الحاجُّ تلك العاقبة المحمودة، والبِشْر والفرح، والفوز بالأمان، والعودة بغير ذنبٍ، حتى يصيرَ طاهرًا من ذنوبه كلها؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ حَجَّ هذا البيت ولم يَرْفُث ولم يفسقْ، خَرَجَ مِن ذنوبه كيومِ وَلَدَتْهُ أمُّه))، ووَعَده اللهُ تعالى بالمغفرة ومحو الذنوب والآثام؛ فقال عز وجل: ﴿ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾ [البقرة: 203]، وقد بَسَطْنا تلك الوقفةَ في مقال على شبكة الألوكة بعنوان: الحج.. وتوحيد الله تعالى.


• الوقفة الخامسة:

أنَّ تحقيق ما ذكرناه في الوقَفات السابقة، يَجْعل الحاجَّ لا يُفَرِّط في لحظةٍ مِن لحظاته في غير طاعةٍ وقربة، ولن يكونَ إلا بإدراك عظيمِ مَنْزلة ذاك المقام، ومقدار ما تتضاعَف فيه العبادات والطاعات.


وإذ قد بدا لك - بُنَيَّ الكريمَ - بعضُ حِكَم وأحوال الحج؛ أدركتَ يقينًا أنَّ الأَوْلَى والأحرى بالمؤمن مِن حين أن يُحرمَ ويُهلَّ بالحجِّ ويلجَ المناسك: أن ينقطعَ عن الدنيا، ولا يُفَكِّر في سوى خالقه؛ رجاءَ أن يَتَقَبَّله ويرحمه، ومِن ثَم يمنُّ الله عليه بلذَّة المناجاة، وحتى لا يكون مِن المحرومين عياذًا بالله.


ومَن تأمَّل انشِغال الحاجِّ بتصوير نفسه، أَدْرَكَ بغير شكٍّ أنَّ ذلك يتعارَض مع ما ذكرناه، مِن أن جُمَّاع الحج هو: الانقطاعُ إلى الله تعالى، وعدم الانشغال بسواه، ولا شك أنَّ اشتغالَ المسلمين بالتصوير بالهواتف النقَّالة فتنةٌ كبيرة؛ حتى غدا التصويرُ مِن لوازم وأدبيات الحج، فلا تكاد تجد مِن يَطوف أو يسعى أو يقرأ القرآن أو يذكر الله أو حتى يصلِّي، إلا هو يُصَوِّر تلك اللحظات، أو يصوِّره غيره؛ فيَتَلَهَّى بالتصوير بدلًا مِن الاشتغال بما هو فيه مِن الإقبال على مناجاة الله عز وجل، ويتشاغل بغيره، وهو في بيته الحرام؛ وفي صحيح البخاريِّ عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ في الصلاة لشُغْلًا))، والطوافُ كالصلاة كما قال ابن عبَّاس: الطواف بالبيت صلاة، إلا أنَّ الله أَحَلَّ فيه المنطق، فمَنْ نَطَقَ فلا ينطق إلا بخيرٍ، ورُوِيَ مرفوعًا، وروى أحمدُ وغيره عنْ عائشة أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما جُعل الطواف بالبيت، وبالصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذِكْرِ الله عز وجل)).


والمشتغلُ بالتصوير تاركٌ للاشتغال بالمناسك، التي هي عبادةُ الله وطاعتُه؛ فالمصوِّرُ لا يُداوم على طاعة الله، والحكمةُ التي مِن أجلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ في الصلاة لشُغلًا)) - موجودةٌ في مناسك الحج؛ أعني: دوامَ الطاعة، وتدبُّر ما يقوله ويفعله، وعدم التعريج على غيرها.


أمرٌ آخَرُ لا يَقِلُّ أهميةً عما ذكرناه سابقًا، وهو: أن الانشغال بتصوير (السِّلفي) في المسجد الحرام وغيره مِن أماكن النُّسُك - يجعل تلك الأماكنَ المقدَّسة أشبهَ بالأماكن السياحية والمتنَزَّهات التي تُلتقَط فيها تلك الصور، كما أنَّ رَفْعَ أصحاب تلك الصور صورَهم على مواقع التواصل الاجتماعيِّ يُخشَى على إخلاص صاحبها، كما يُخشى عليه مِن الوقوع في العُجْب والرياء.


وِمن ثَمَّ؛ فالقولُ بالمنع مِن تلك الصور، ومِن رفعها على مواقع التواصل الاجتماعيِّ - هو الأقربُ لمقاصد الشريعة، خصوصًا أنَّ الحجَ مِن الأعمال التي لا يَسلَم صاحبها غالبًا مِن الوقوع في الرياء، والتي يَصْعُب فيها تحصيل الإخلاص.


فاجتِنابُ ذلك يَحْفَظ الحاجَّ مِن أن يُحبِطَ أجره؛ فالأَوْلَى والأَسْلَم للحاجِّ الحرصُ والإخلاصُ، وتجنُّب الرياء والسُّمعة، وضياع ثمين الأوقات الفاضلة.


هذا؛ وأحبُّ أن أختمَ الجواب بما كتبَه أبو عبدالله بنُ القيِّم في كتابه "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة" (2/ 4): "وأما الحجُّ فشأنٌ آخر، لا يُدركه إلا الحنفاء، الذين ضربوا في المحبة بسهمٍ، وشأنُه أجَلُّ مِن أن تحيطَ به العبارة، وهو خاصةُ هذا الدين الحنيف؛ حتى قيل في قوله تعالى: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ ﴾ [الحج: 31]؛ أي: حجَّاجًا، وجعل الله بيته الحرام قيامًا للناس؛ فهو عمودُ العالم الذي عليه بناؤه، فلو ترك الناس كلهم الحجَّ سنةً لَخَرَّت السماء على الأرض، هكذا قال تُرجمان القرآن ابن عبَّاس.


فالبيتُ الحرام قيامُ العالم، فلا يزال قيامًا ما زال هذا البيت محجوجًا، فالحجُّ هو خاصة الحنيفية ومعونة الصلاة، وسرُّ قول العبد: لا إله إلا الله؛ فإنه مُؤَسَّس على التوحيد المحضِ، والمحبَّة الخالصة، وهو استزارة المحبوب لأحبابه، ودعوتهم إلى بيته ومحل كرامته؛ ولهذا إذا دخلوا في هذه العبادة فشِعارهم: لبيَّك اللهمَّ لبيَّك، إجابة محبٍّ لدعوة حبيبه؛ ولهذا كان للتلبية موقعٌ عند الله، وكلما أكثر العبدُ منها، كان أحبَّ إلى ربِّه وأحظى؛ فهو لا يملك نفسه أن يقول: لبيَّك لبيَّك حتى ينقطع نفَسُه".

أسأل الله أن يصلح أعمال المسلمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة