• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الندم بعد التوبة

الندم بعد التوبة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

تاريخ الإضافة: 11/1/2018 ميلادي - 23/4/1439 هجري

الزيارات: 8169

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شابٌّ عمره 15 عامًا، كان يتكلَّم مع صديقٍ له عن دولةٍ مسلمةٍ، ثم اغتاب فتيات تلك الدولة غيبة قبيحة، ويسأل: ماذا أفعل حتى يُسامحني الله؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ عمري 15 عامًا، كنتُ أَسير مع صديقٍ لي، وكنا نتحدَّث عن دولة عربية مسلمة؛ مِن حيث معيشتُها ورفاهيتُها، ثم تطرَّق الكلامُ لفتيات تلك الدولة، فقلتُ: أكثرهنَّ إذا رأينَ شبابًا جميلًا قد يقَعْنَ في الحرام، وحسب بعض الإحصائيَّات فإنَّ مُعدَّلات الإيدز فيه مرتفعة، وأغلبُه بسبب الزنا!!


يعلم الله أنني سَهَوْتُ ولم أدرِ خُطورةَ ما قلتُ، ثم انتبهتُ لِمَا قلتُ، وعرَفتُ مدى خطورته، ومِن سَذاجتي أنني ذهبتُ إلى بعض القنوات المنتشِرة على (اليوتيوب)، وعلَّقْتُ فيها طالبًا السماح مِن بنات ذلك البلد!

فماذا أفعل حتى يُسامحني الله؟ فيعلم اللهُ أنني سهوتُ عندما قلتُ ذلك!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فهنيئًا لك - أيها الابنُ الكريم - تلك النَّفس اللَّوَّامةُ التي وَهَبَها اللهُ لك؛ فاللهُ تعالى أوْدَعَ النفسَ البشريةَ الاستعدادَ للإمساك بزمامِه، والانتصار على هوى النَّفس، والانطلاق مِن أَسْر الشَّهوة، وتقويمها ورَفْعها إلى المقام الأَسْنى، وأودَعها أيضًا الاستعدادَ للثوَران للهوى، وانفلات الزمام مِن إرادته.


وما يليق بتكريم الله تعالى للإنسان هو المقامُ الأول؛ فالإنسانُ إنما يكون إنسانًا بنَهْي نفسِه عن الهوى وجهادِها، والارتفاع بها عن الجَواذب الأرضية وتهذيبها.


الابن العزيز، عوِّدْ نفسَك وأنتَ في تلك السنِّ المبكِّرة على أَخْذ نفسِك بالحزم وجهادها، وذلك يحتاج لعلاجٍ شاقٍّ طويلٍ؛ فالهوى هو آفةُ النفس، حتى إنَّ الجهل على خطورتِه سهلٌ علاجُه مقارنةً به، ومَن يترُك نفسه لهواها، يَخرج مِن طَوْر الإنسانية، وتصير البهائمُ أحسنَ حالًا منه؛ بسبب الغفلة عن الإيمان بالله وطاعته وذِكْره.


والعلاجُ الناجع لقَلْع الهوى، الذي هو سببُ كل كلمة أو فِعْل لا يُرضي الله تعالى هو: تحقيقُ تقوى الله؛ فالتقوى هي الضمانةُ الوحيدةُ التي تربط القلوبَ بالله، وتجعلها لا تعتصم بحبلٍ إلا بحَبْلِه، وحين يتَّصل القلبُ بالله، يَهُون عليه كلُّ شيء، حتى لو غلبَتْه الطبيعةُ البشريةُ ووَقَع في الخطأ، فسرعان ما يعود إلى الله بالتوبة الصادقة وينيب إليه.


وجِمَاعُ التقوى - أيها الابنُ العزيز - خوفٌ مِن الله يَعصِم القلبَ مِن الهوى، فقوِّ في قلبك تلك المنزلة؛ فهي الحاجزُ الصُّلْب أمام دفعات الهوى العنيفة، ولا يثبت غيرها أمام دفعات الهوى، وتأمَّلْ بُنيَّ قولَه تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41]، واللهُ تعالى هو خالقُ النفس، والعليمُ بدائِها، والخبيرُ بدوائها، ويعلم سبحانه دُروبَها ومُنحنياتها، وأين تَكمُن أهواؤُها وأدواؤُها، فبَيَّن لنا سبحانه في تلك الآية الكريمة أنَّ كَبْح النفس لا يكون إلا بالخوف مِن مقام الله الجليل العظيم المهيب.


وبعد تلك الوقفة الضروريَّة أعود لأقول لك:

كونُك - رعاك الله - قلتَ ما قلتَه وأنتَ ساهٍ عن نفسك، فلا شيءَ عليك؛ لأنك حينئذٍ لستَ مُكلَّفًا.

أمَّا إن كنتَ تقصد أنك لم تكنْ تُقدِّر خطورةَ كلامك، فهذا لا يَمنَع المؤاخَذة؛ كما دلَّ عليه الحديثُ الذي رواه أحمدُ والترمذيُّ، عن علْقَمة عن بلال بن الحارث المُزَنيِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الرجلَ ليتكلَّم بالكلمة مِن رضوان الله عزَّ وجلَّ، ما يظن أن تبلُغَ ما بَلَغَتْ، يكتب اللهُ عزَّ وجلَّ له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإنَّ الرجلَ ليَتَكَلَّم بالكلمة مِن سخط الله عزَّ وجلَّ، ما يظن أن تبلغَ ما بَلَغَتْ، يكتب الله عزَّ وجلَّ بها عليه سخطه إلى يوم القيامة))، قال: فكان علقمةُ يقول: "كم مِن كلامٍ قد منَعَنِيه حديثُ بلال بن الحارث!".


وفي تلك الحال تَجب عليك التوبةُ النَّصوح، وأنت والحمدُ لله قد ندمتَ ندمًا شديدًا، وقد صحَّ عن عبدالله بن مسعود أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((النَّدَمُ توبةٌ))؛ رواه أحمد.

أسأل الله أن يتوبَ علينا جميعًا، وأن يُثَبِّتَنا على صراطه المستقيم حتى نَلْقَاه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة