• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

ارتداء الحجاب والتوبة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

تاريخ الإضافة: 27/2/2018 ميلادي - 11/6/1439 هجري

الزيارات: 17167

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

سيدة في الأربعينيات مِن عمرها، ارتدت الحجاب، وتسأل: هل يقبل اللهُ توبتي؟ وكيف أخبر أهلي بقراري؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة في الأربعينيَّات مِن عمري، أرغب في ارتداء الحجاب، فهل يُقْبَل مني بعد هذا العمر؟ علمًا بأني أُصلِّي، فكيف أتوب؟ وهل تجب عليَّ كفَّارة أو ذهاب للحجِّ؟

وما نصيحتكم لإخبار عائلتي بقَراري؛ حيث إنَّهم مُتَحَرِّرون جدًّا، ولا يُصلُّون

وأخشى أن يُقاطعوني

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فهنيئًا لك أيتها الأخت الكريمة توفيق الله لك للهداية، ورغبتك في ارتداء الحجاب؛ انقيادًا لله، واستسلامًا لأوامره سبحانه، أسأل الله أن يثبِّتَ قلبك على الإيمان، وأن يوفِّقك إلى كل خير.


وقد أحسنتِ - بارك الله فيكِ - باغتنام تلك الأَوْبَة الصادقة، التي تحتاج لمزيدٍ مِن الاجتهاد في الطاعات؛ فإحسانُ العمل لله هو سبيل الهداية الصادقة.


أما قولُكِ - سلَّمكِ الله -: (فهل يُقبل مني بعد هذا العمر؟)، فالله تعالى غفور رحيم، لا يَتعاظمه ذنبٌ أن يغفره لِمَنْ تاب؛ بل ولا يكبر عليه عيبٌ أن يَستُره، حتى الشِّرك يغفره للتائبين؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، وقال تعالى: ﴿ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ﴾ [التوبة: 5]، وقال في الآية الأخرى: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ [التوبة: 11]، وقال: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 73، 74].


وقد بَيَّن الله تعالى في كتابه وسنَّة رسوله أنه يتوب على أئمَّة الكفر؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10]، قال الحسن البصريُّ: "انظروا إلى هذا الكرم، عذَّبوا أولياءه وفتنوهم، ثم هو يدعوهم إلى التوبة".


فيقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وهو سبحانه وتعالى غافرُ الذنب، وقابلُ التَّوب، شديدُ العقاب، والذنبُ وإن عَظُم، والكفرُ وإن غلُظ وجَسُم، فإنَّ التوبة تَمْحو ذلك كله.


والحاصل - أيتها الأخت الكريمة - أنه لا يَحُول بينك وبين الله ذنبٌ مهما عَظُم، وتأمَّلي - رعاكِ الله - الحديث الذي قصَّهُ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن خبَرِ مَن قَبْلَنا: أنَّ رجلاً قتَل تسعة وتسعين نَفْسًا، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ، فقال: إنه قتَل مائة نفس، فهل له مِن توبة؟ فقال: نعم، ومَن يَحُول بينه وبين التوبة؟!


قال النوويُّ في شرحه على مسلم (17/ 83): "قال العلماء في هذا: استحبابُ مفارقةِ التائبِ المواضعَ التي أصاب بها الذنوبَ، والأخدانَ المساعدين له على ذلك، ومقاطعتِهم ما داموا على حالهم، وأن يستبدلَ بهم صُحبةَ أهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبِّدين الوَرِعين، ومَن يقتدي بهم، وينتفع بصُحبَتِهم، وتتأكَّد بذلك توبته".


وسؤالكِ عن حُكم الشرع، وطلب النصيحة، وخوفك من الذنب، واستعظامه في نفسك - دليلٌ على صحة توجُّهك، فبادري إلى التوبة؛ فأبواب التوبة أمامَكِ مفتوحة، وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله عز وجل يَقْبَلُ توبة العبد ما لم يُغَرْغِر))؛ رواه الترمذيُّ.


فاستعيني بالله، واصدُقي اللجوء إليه، واستمدِّي العون منه سبحانه، فلا حولَ ولا قوَّة إلا به، ولا تجعلي المستوى الاجتماعيَّ لأسرتك، أو خوف المقاطَعة، أو التعرُّض للأذى - سببًا في تأخيرك عن الفِرار إلى الله، وأصْلِحي بينك وبين الله يُصلِحْ لك الناس؛ عسى الله أن يجعلك سببًا في هداية الجميع، وكوني قويَّةً مُسْتَعْلِيةً بإيمانك، وأخبريهم أنك فعلتِ ما يُمليه عليك دينُك من الاستجابة لله ورسوله، وأن الحجابَ فريضة شرعية على المسلمة، ولا يجوز لها أن تخلعَه أو تتنازَل عنه، وقد أمر الله تعالى بالتستُّر والحجاب حِفْظًا للمرأة مِن التعرُّض للأذى، ودرءًا للفتنة الحاصلة للرجال والنساء؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]، وقال سبحانه: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31].


أمَّا ما يجب فِعْله، فإنَّ الله تعالى أخبرنا أنه سبحانه بمِنَّتِه ونعمته يَغفِر ذنوبهم، ويُكفِّر سيئاتِهم بالحسنات؛ فقال عز وجل: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 7].


فلُزوم الاستقامة على صراط الله المستقيم، وعدمُ مُجاوزتِه وتعدِّيه، والإيمانُ والعمل الصالح، بها يُكَفِّر الله السيئاتِ، وأداءُ الصلوات الخمس والسنن الرواتب مِن أكبر الحسنات التي تُقرِّب إلى الله، وتُوجِب الثواب، وتُذهِب السيئات وتمحوها، والأحاديثُ في هذا المعنى مَشهورةٌ، وكذلك جميع الطاعات، ومنها الحجُّ والعُمرة؛ ففي الحديث الذي رواه أحمدُ وأصحاب السُّنَن عن عبدالله، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنهما يَنفيان الفَقر والذنوب، كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والذهب والفِضَّة، وليس للحجَّة المبرورة ثواب دون الجنة))، وفي صحيح البخاريِّ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَن حجَّ هذا البيت، فلم يَرْفُثْ، ولم يَفْسُقْ، رجَع كيومٍ وَلَدَتْهُ أمُّه))، وهو دليلٌ على أنَّ الحج يَغفِر الكبائر.

وفَّقكِ الله لكل خير، وألْهَمَك رُشدك، وأعاذَك مِن شَرِّ نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة