• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الدعاء على الأقارب

الدعاء على الأقارب
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

تاريخ الإضافة: 15/2/2018 ميلادي - 29/5/1439 هجري

الزيارات: 66319

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة كانتْ تدعو على أختِها باستمرار حتى تَوَفَّاها الله، والآن تشعُر الفتاة بالندم، وتدعو على نفسها بالهلاك!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنتُ أدعو على أختي قديمًا دعاءً لا أعرف كيف جَرَى على لساني، وللأسف كما دعوتُ تَحَقَّق دعائي وتُوُفِّيتْ أختي!

أنا في حالةٍ نفسيةٍ سيئة للغاية، وأَلُوم نفسي، وأدعو على نفسي بالهلاك والموت؛ لأني أنا السبب في وفاة أختي، ولن أُسامحَ نفسي.

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فمما لا شك فيه - أيتها الابنة الكريمة - أنَّ دعاءَك على أختك بالموت مِن الظلم، الذي يوجب عليك التوبةَ النصوح، وأنت قد ندمتِ ندمًا شديدًا كما يَظهر من رسالتك، والندمُ هو الركنُ الأعظم في التوبة؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمدُ وغيره عن عبدالله بن مسعود، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((الندم توبة)).


لكن إن كان الحال كما ذكرتِ، أنك دعوتِ على أختك بغير حقٍّ، فإنَّ هذا الدعاءَ لا يَستجيب الله له؛ كما وَرَدَ في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعة رَحِم، ما لم يستعجل))، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: ((قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويَدَعُ الدعاء))، وروى الترمذيُّ عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه مِن السوء مثله، ما لم يَدْعُ بإثم، أو قطيعة رحم))، قال سبحانه: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [يونس: 11].


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (4/ 220): "يُخبر تعالى عن حِلمه ولطفه بعباده: أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضَجَرِهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشرِّ إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفًا ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم أو لأولادهم بالخير والبركة والنماء؛ ولهذا قال: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾ [يونس: 11]... الآية، أي: لو استجاب لهم كلما دعوه به في ذلك لأهلكهم، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك".


أيضًا فإنَّ الله تعالى جَعَل لكل عبد أجلًا مسمًّى لا يتقدَّم ولا يتأخَّر؛ قال تعالى: ﴿ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 38، 39]، وقال سبحانه: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [يونس: 49]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ﴾ [فاطر: 11]، وقال سبحانه: ﴿ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ﴾ [الأنعام: 2]، فالأجَل الأول هو أجَل كلِّ عبد، الذي ينقضي به عمره.


قال الإمام القرطبيُّ في تفسيره (7/ 202): قوله تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ﴾ [الأعراف: 34]؛ أي: وقت مؤقَّت، ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ ﴾ [الأعراف: 34]؛ أي: الوقت المعلوم عند الله عز وجل، وقرأ ابن سيرين: ﴿ جَاءَ آجَالُهُمْ ﴾ - بالجمع - لا يستأخرون عنه ساعة، ولا أقلَّ مِن ساعة، إلا أنَّ الساعة خُصَّتْ بالذِّكر؛ لأنها أقلُّ أسماء الأوقات، وهي ظرف زمان، ولا يستقدمون؛ فدَلَّ بهذا على أن المقتول إنما يُقتل بأجله، وأجل الموت هو وقت الموت، كما أنَّ أجَل الدَّيْنِ هو وقتُ حُلوله.


وكل شيء وقِّت به شيءٌ فهو أَجَلٌ له، وأجل الإنسان هو الوقتُ الذي يعلم الله أنه يموت الحيُّ فيه لا محالة، وهو وقت لا يجوز تأخير موته عنه، لا من حيث إنه ليس مقدورًا تأخيرُه".


وتأمَّلي - أيتها الابنة الكريمة - الحديثَ العظيم الذي رواه مسلم عن أم حبيبةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنها قالت: اللهم أمتعني بزوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، قال: فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((قد سألتِ الله لآجال مَضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجِّلَ شيئًا قبل حِلِّه، أو يُؤخِّر شيئًا عن حِلِّه، ولو كنتِ سألتِ الله أن يعيذك مِن عذاب في النار، أو عذاب في القبر، كان خيرًا وأفضلَ)).


وأيضًا فإن الله تعالى ((قدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلقَ السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء))؛ كما في الحديث الذي رواه مسلم، وفي صحيح البخاريِّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الله ولم يكنْ شيءٌ قبلَه، وكان عرشُه على الماء، وكتَب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض)).


فاطوي تلك الصفحة، وأَقبِلي على الله تعالى بالطاعة، واستبدلي الدعاءَ بالخير بالدُّعاءِ على نفسك، وأكثري مِن الدعاء لأختك بالرحمة، وأكثري مِن الاستغفار والأعمال الصالحة لها؛ فهذا أفضلُ مِن ضياع العمل والعمر فيما لا ينفع؛ بل يضرُّ.

وفَّقك الله وألْهَمك رُشدك، وأعاذك مِن شرِّ نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة