• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

لا نستطيع العيش معا

لا نستطيع العيش معا
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

تاريخ الإضافة: 29/9/2016 ميلادي - 26/12/1437 هجري

الزيارات: 8067

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

شابٌّ تزوَّج مِن ابنة عمِّه مُجبرًا، وهي كذلك كانتْ مُجبرةً، وبعد أن أنْجَبَا، أصبحت الحياةُ بينهما لا تُطاق، ويسأل: هل أطلقها أو لا؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ عربي أعيش في دولة أجنبية منذ 14 عامًا، متزوجٌ ولديَّ ولد عمره 12 عامًا، وفتاة عمرها 6 سنوات!


مشكلتي أنني عندما كنتُ أعيش في بلدي طلَب جدي مِن عمي أن يُزوجني ابنته (ابنة عمي)، لكنها رفضتْ أن تتزوَّجني، وكان والدُها رافضًا أيضًا، لكن العائلة أجبرتْها وأجبَرَتْني على الزواج!


أحسستُ بضيقٍ شديدٍ في صدري جراء ما يَفعلونه، لكن للأسف كنتُ مُجبَرًا أيضًا على الموافقة، وبعد الزواجِ منها حصلتْ مشكلات كثيرة بيني وبينها، وذهبتُ لأبيها للشكوى منها، لكنه قال: ليس بيدي شيء، فقد أَجبرت العائلةُ ابنتي على الزواج، ولا أستطيع أن أفعل لك شيئًا!


فكَّرتُ في الانتحار لكنني أخاف الله تعالى، والمشكلة أن الفتاةَ لا تُطيع أَمري، وتَسبني، وإذا طلبتُ منها التفاهُم تقول: أنت ضيعتَ حياتي، ولا أُريدك ولا أحبُّك، فماذا أفعل؟! أنا أعيش في جحيمٍ، ولا أستطيع فراقها لأنني أحبُّ أولادي، والله غالبٌ على أمره!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقد صدقتَ أخي الكريم، فاللهُ غالبٌ على أمره، وإذا شاء الله شيئًا كان، ولكن هذا لا يَرفعُ عنك المؤاخذة مِن الإقبال على الزواج بامرأةٍ ترفُض الزواج منك، حتى أجبَرَتْها العائلةُ على الزواج، وإخالك تعلَم أنَّ رضا المرأة شرطٌ في صحة الزواج، وأن زواجَ المُجْبَرَة باطل.


والواجبُ عليك الآن هو التوبةُ النصوح مِن الإقدام على زواج باطلٍ، ومِن شرط التوبة أن تحلَّ وثاق تلك المرأة وتطلَّقَا، وحتى إن كنتَ تجهَل وقتها ذلك الحكمَ، فهذا يَرفع عنك المؤاخذة الشرعية، ولكنْ طلاقُ امرأةٍ لا تُريد العيش معك، وتَرفُض أي تفاهم طيلةَ هذه الأعوام الطويلة - هو أمرٌ متعين، فقد جاوز الأمرُ مسألة الحب والكره، والنشوز والنفور، وهناك ما لا تستقيم معه هذه الحياة، ولا يستقرُّ لها قرارٌ، وإمساكُ الزوجيةِ على هذا الوضع محاولةٌ فاشلة، وضررٌ محضٌ، وضررٌ مجرد، ومِن الحكمةِ التسليمُ بالواقع، وإنهاء هذه الحياة، وهل يقول عاقلٌ بحبس المرأة مع سوء العشرة والخصومة الدائمة من غير فائدةٍ؟! والله تعالى إنما شرَع الطلاق ليُزيلَ الضرر، والمفسدة الحاصلة منه، وفي ذلك مِن الحِكَم الكامنة والرحمة والنعمة التي تتجلى فيها نعمة التيسير والسماحة، مع الحسم والصرامة، ونعمة السلام الذي يفيض منها على الحياة.


كن قويًّا، ولا تستمر في الخطأ للنهاية، فالطلاقُ هو الحلُّ بعد مخالفة الشرع ابتداءً، ثم كل هذا السيل مِن السب والإهانات والتطاول، ولا تظن أنك بهذا تُحقِّق شيئًا لأبنائك، فكيف وهم مُطَّلِعون على نفرة أمهم ويسمعون السبَّ صباح مساء؟!


نعم الإسلامُ حرَص على سلامة الأسرة مما يُهَدِّدها ويُقَوِّض أركانها، غير أنه شرع الطلاقَ كحلٍّ أخيرٍ لحِكَمٍ جليلةٍ إذا كان هناك ما لا تَستقيم معه الحياة، ولا يَستقر لها قرارٌ، فالمنهجُ الإسلاميُّ منهجٌ واقعيٌّ يضَع الحلول الناجعة لجميع الأحوال التي لا يُجدي معها الإنكار، ولا هزُّ الكتفين، ففسادُ الحالِ بين الزوجين، وسوء العشرة، واللددُ في الخصومة من غير فائدةٍ - يجعل البقاء مفسدةً خالصةً وضررًا مجردًا، فاقضتْ حكمةُ العليم الخبير أن يشرعَ الطلاق لتزولَ المَفْسدةُ.


وتأمَّلْ رعاك الله كلام الإمام أبي عبدالله بن القيم في كتابه "زاد المعاد في هدي خير العباد" (5/ 219) وهو يقول: "قد يكون الطلاقُ مِن أكبر النِّعَم التي يَفك بها المطلق الغلَّ مِن عنُقِه، والقيدَ مِن رجله، فليس كلُّ طلاقٍ نقمةً، بل مِن تمام نعمة الله على عباده أن مَكَّنهم مِن المفارقة بالطلاق إذا أراد أحدُهم استبدال زوجٍ مكان زوجٍ، والتخلص ممن لا يُحبها ولا يُلائمها، فلم يُر للمُتحابَّينِ مثلُ النكاح، ولا للمُتباغضينِ مثل الطلاق، ثم كيف يكون نقمة، والله تعالى يقول: ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ ﴾ [البقرة: 236]، ويقول: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ﴾ [الطلاق: 1]؟!".


وأبشِرْ بالخير؛ فإن الله تعالى قد وَعَدَ كِلا الزوجينِ أن يُغنيه مِن فضله ومما عنده سبحانه ويُوَسِّع عليهما بما يشاء، قال عزَّ وجل: ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130].


والطلاقُ مهما كان مُرَّ المذاق، شديدَ الوقع على النفس، إلا أنه دواءٌ لبعض الحالات المَيئُوس مِن علاجها، وأحسَبُ أنه في حالتك أهونُ بكثير من الجحيم الذي تعيشان فيه.


وفقك الله وقدَّر لك الخير حيث كان





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة