• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ فيصل آل مباركالشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك شعار موقع الشيخ فيصل آل مبارك
شبكة الألوكة / موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك / بحوث ودراسات / أقوال العلماء الأعلام على أحاديث عمدة الأحكام


علامة باركود

حديث: إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل

حديث: إنه لا يأتي بخير، وإنما يُستخرج به من البخيل
الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك

تاريخ الإضافة: 12/2/2022 ميلادي - 10/7/1443 هجري

الزيارات: 10162

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث: إنه لا يأتي بخير، وإنما يُستخرج به من البخيل

 

عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن النذر وقال: "إنه لا يأتي بخير، وإنما يُستخرج به من البخيل".

 

قوله: (نهى عن النذر)، في رواية عن ابن عمر: "أو لم ينهوا عن النذر؟ إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن النذر لا يقدم شيئًا ولا يؤخره، وإنما يستخرج به من البخيل"، وفي حديث أبى هريرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قدِّر له".

 

قال ابن الأثير في "النهاية": تكرر النهي عن النذر في الحديث، وهو تأكيد لأمره وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه، ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يُفعل، لكان في ذلك إبطال حكمه وإسقاط لزوم الوفاء به؛ إذ كان بالنهي يصير معصية فلا يلزم، وإنما وجهُ الحديث أنه قد أعلَمهم أن ذلك أمرٌ لا يَجر لهم في العاجل نفعًا ولا يصرف عنهم ضرًّا، ولا يغير قضاءً، فقال لا تنذِروا على أنكم تدركون بالنذر شيئًا لم يقدره الله لكم، أو تصرفوا به عنكم ما قدره عليكم، فإذا نذرتم فأخرجوا بالوفاء فإن الذي نذرتموه لازمٌ لكم، معناه أنه لا يرد شيئًا من القدر.

 

قال الخطابي: هذا باب من العلم غريب، وهو النهي عن فعل شيء حتى إذا فُعِلَ كان واجبًا.

 

وقال النووي: معنى قوله: "لا يأتي بخير" أنه لا يرد شيئًا من القدر كما بيَّنته الروايات الأخرى.

 

قال الحافظ: وقد ثبت النهي عن النذر بخصوصه، فيكون مكروهًا، وإني لأتعجب ممن انطلق لسانه بأنه ليس بمكروهٍ مع ثبوت الصريح عنه، فأقل درجاته أن يكون مكروهًا كراهةَ تنزيه.

 

قال القرطبي: هذا النهي محله أن يقول مثلًا: إن شفى الله مريضي فعلي صدقة كذا، ووجه الكراهة أنه لما وقف فعل القربة المذكور على حصول الغرض المذكور، ظهر أنه لم يتمخض له نية التقرب إلى الله تعالى لِما صدر منه بل سلك فيها مسلك المعاوضة، ويوضِّحه أنه لو لم يشف مريضه لم يتصدق بما علَّقه على شفائه، وهذه حالة البخيل، فإنه لا يخرج من ماله شيئًا إلا بعوضٍ عاجل يزيد على ما أخرج غالبًا، وهذا المعنى هو المشار إليه في الحديث؛ لقوله: وإنما يستخرج به من البخيل ما لم يكن البخيل يخرجه.

 

قال ابن العربي: فيه حجة على وجوب الوفاء بما التزمه الناذر؛ لأن الحديث نص على ذلك بقوله: يُستخرج به.

 

وفي الحديث الرد على القدرية، وأما ما أخرجه الترمذي من حديث أنس أن الصدقة تدفع ميتة السوء، فظاهره يعارض قوله أن النذر لا يرُد القدر، ويجمع بينهما بأن الصدقة تكون سببًا لدفع ميتة السوء والأسباب مقدَّرة كالمسبَّبات، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله عن الرقى: هل ترد من قدر الله شيئًا، قال هي من قدر الله؛ أخرجه أبو داود والحاكم، ونحوه قول عمر: نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله، ومثل ذلك مشروعية الطب والتداوي، وقال ابن العربي: النذر شبيه بالدعاء؛ فإنه لا يرد القدر، ولكنه من القدر أيضًا، ومع ذلك فقد نهى عن النذر وندب إلى الدعاء، والسبب فيه أن الدعاء عبادة عاجلة، ويظهر به التوجه إلى الله والتضرع له والخضوع، وهذا بخلاف النذر فإن فيه تأخير العبادة إلى حين الحصول، وترك العمل إلى حين الضرورة؛ والله أعلم.

 

قال الحافظ: وفي الحديث أن كل شيء يبتدئه المكلَّف من وجوه البر، أفضل مما يلتزمه بالنذر، قاله الماوردي، وفيه الحث على الإخلاص في عمل الخير وذم البخل، وأن مَن اتَّبع المأمورات واجتنب المنهيات لا يُعد بخيلًا[1].



[1] فتح الباري: (11 /578-580).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • السيرة الذاتية
  • مراسلات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة