• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

{أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا}

{أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا}
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 26/10/2025 ميلادي - 5/5/1447 هجري

الزيارات: 176

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا ﴾


لقد جاء القرآن الكريم معجزًا في تناوُله وعرضه وصياغته، فقد نزل القرآن "منجمًا"؛ يعني أنه نزل مفرقًا على فترات، وليس دَفعة واحدة، خلال مدة ثلاث وعشرين سنة، استجابة للأحداث والنوازل المختلفة التي واجهت النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.

 

كان هذا التنزيل التدريجي يهدف إلى تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وتيسير حفظ القرآن على المسلمين، والتدرج في التشريع، ومواكبة الأحداث.

 

فكان يعالج أحداثًا بعينها وقعت في هذه الفترة الزمنبة، ليرشد الله الناس إلى هداه ومنهجه القويم، وسُننه الكونية؛ تعليقًا على تلك الأحداث بحكمة منه وعلم.

 

ويتعامل مع واقع الأمر، وواقع طبيعة السنن، وجدية هذا الواقع الذي لا يحابي أحدًا، لا يأخذ بالسنن، ولا يستقيم مع الجد الصارم في طبيعة الكون والحياة والعقيدة! ومن ثم يقفهم على الأرض الصلبة المكشوفة؛ مما جعله واضحًا بينًا للجميع، لا يحتاج إلى بيان آخر من البشر؛ لذلك قال سبحانه: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16].

 

لذلك جاءت هذه الآية الكريمة التالية وما يتلوها من آيات لتضع لنا سنة كونية لا تتبدل ولا تتحول؛ ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

 

هذه السنة الكونية تحكي ما عليه العالم الإسلامي من هزيمة نفسية وعسكرية أمام دول الكفر، وعلى رأسهم اليهود وأمريكا في كل العالم الإسلامي، وتبعية مهينة لهذا الحلف الشيطاني الذي فرَّق المسلمين، وجعلهم يقاتل بعضهم بعضًا بتوجيه من هذا الحلف الشيطاني.

 

كيف يكون حال أمة إسلامية مترامية الأطراف، لديها الإمكانات والموارد التي وهبَها الله لها، ومعها النور كله يضيء لها الطريق، ومعها معية ربها ووعْده لهم بالنصر وهزيمة أعدائهم، بمنهج الله ونوره، وطاعتهم لربهم؟

 

إنه من عند أنفسهم! ﴿ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

 

ما نراه الآن من إبادة كاملة للمسلمين في غزة على يد اليهود، ودخولهم لبنان وسوريا، وانتهاك حرمات الدول الإسلامية، وقتلهم داخل أوطانهم بكل وقاحة ولا رادعٍ، بدعم من أمريكا.

 

إن كل هذا ما كان ليحدث إلا أننا فرَّطنا في منهج ربنا، وقلَّدنا الكفار في منهجهم المعادي لله ولعباده.

أنفسنا نحن المسلمين هي التي تخلخلت وفشِلت، وتنازعت في الأمر، وأنفسنا هي التي أخلَّت بشروط الله، وأنفسنا هي التي خالَجتها الأطماع والهواجس، وحب المال ومتاع الدنيا، والملك والتملُّك، وأنفسنا التي تخلت عن التمسك والاعتصام بحبل الله، وأنفسنا هي التي تفرَّقت شيعًا وأحزابًا، حتى تخلينا عما سمانا به الله مسلمين، وسمينا أنفسنا بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، هذا شيعي وهذا صوفي، وهذا، وهذا... فهذا الذي تستنكرون أن يقع لكم، وتقولون: كيف هذا؟ هو من عند أنفسكم، بانطباق سنة الله عليكم، حين عرَّضتم أنفسكم لها.

 

فالإنسان حين يعرض نفسه لسنة الله لا بد أن تنطبق عليه، مسلمًا كان أو مشركًا، ولا تنخرق محاباة له، فمن كمال إسلامه أن يوافق نفسه على مقتضى سنة الله ابتداءً!

 

لم يقع لنا ما نحن فيه يا مسلمون الآن مصادفة ولا جزافًا، ولم يقع عبثًا ولا سُدًى، فكل حركة مقدرة، ومقدَّر لها علتها ونتائجها، وهي في مجموعها - ومع جريانها وَفق السنن والقوانين الثابتة التي لا تنخرق ولا تتعطَّل ولا تحابي - تحقِّق الحكمة الكامنة وراءها، وتكمل التصميم النهائي للكون في مجموعه!

 

إن التصور الإسلامي يبلغ من الشمول والتوازن في هذه القضية ما لا يبلغه أي تصور آخر في تاريخ البشرية، هنالك ناموس ثابت وسنن حتمية، وهناك وراء الناموس الثابت والسنن الحتمية، إرادة فاعلة ومشيئة تامة، وهناك وراء الناموس والسنن والإرادة والمشيئة حكمة مدبرة يجري كل شيء في نطاقها، والسنن تجري في كل شيء - ومن بينها الإنسان - والإنسان يتعرض لهذه السنن بحركاته الإرادية المختارة، وبفعله الذي ينشئه حسب تفكيره وتدبيره، فتنطبق عليه، وتؤثر فيه، ولكن هذا كله يقع موافقًا لقدر الله ومشيئته، ويحقق في الوقت ذاته حكمته وتقديره، وإرادة الإنسان وتفكيره وحركته وفاعليته هي جزءٌ من سنن الله وناموسه يفعل بها ما يفعل، ويحقِّق بها ما يحقق في نطاق قدره وتدبيره، فليس شيء منها خارجًا على السنن والناموس، ولا مقابلًا لها ومناهضًا لفعلها، كما يتصور الذين يضعون إرادة الله وقدره في كِفَّة، ويضعون إرادة الإنسان وفاعليته في الكفة المقابلة، كلا، ليس الأمر هكذا في التصور الإسلامي، فالإنسان ليس ندًّا لله، ولا عدوًّا له كذلك، والله - سبحانه - حين وهب الإنسان كينونته وفكره وإرادته وتقديره وتدبيره، وفاعليته في الأرض، لم يجعل شيئًا من هذا كله متعارضًا مع سنته - سبحانه - لا مناهضًا لمشيئته، ولا خارجًا كذلك عن الحكمة الأخيرة وراء قدره في هذا الكون الكبير، ولكن جعل من سنته وقدره أن يقدر الإنسان ويدبر، وأن يتحرك ويؤثر، وأن يتعرض لسنة الله فتنطبق عليه، وأن يلقى جزاءَ هذا التعرض كاملًا من لذة وألم، وراحة وتعب، وسعادة وشقاوة، وأن يتحقق من وراء هذا التعرض ونتيجته، قدر الله المحيط بكل شيء في تناسق وتوازن؛ ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ * وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165 - 180].

 

فأهل الجهاد في غزة إن شاء الله لهم النصر والتمكين طبقًا لمنهج الله وسنته الكونية الباقية إلى يوم القيامة؛ قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوِّهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابَهم مِن لأْواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"، أخرجه أحمد في مسنده، وقال الهيثمي في المجمع: ورجاله ثقات، والله أعلم.

 

كما ستقام دولة الإسلام كما قال رسول الله: (تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة