• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسىأ. د. فؤاد محمد موسى شعار موقع الأستاذ الدكتور فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / موقع أ. د. فؤاد محمد موسى / مقالات


علامة باركود

مناهجنا التعليمية وبيان بعض القوى المؤثرة في العلاقات الدولية وأساليبها

مناهجنا التعليمية وبيان بعض القوى المؤثرة في العلاقات الدولية وأساليبها
أ. د. فؤاد محمد موسى


تاريخ الإضافة: 14/9/2025 ميلادي - 22/3/1447 هجري

الزيارات: 128

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مناهجنا التعليمية وبيان بعض القوى المؤثرة في العلاقات الدولية وأساليبها

 

أولًا: الصليبية الغربية:

في ظل الأحداث العالمية الجارية يتبيَّن لأي مسلم مدى تآمُر أعداء الإسلام على الإسلام والمسلمين؛ لذلك يجب أن يعيَ أبناء الإسلام خطورة هؤلاء على دُولنا الإسلامية لأخذ الحيطة من تلك القوى، وكيفية تجنُّب أساليبها الخفية التي تسللت في عظام ونخاع جسد المسلمين، وبيان دور مناهجنا التعلمية في مراحلها المختلفة بهذا الخصوص، ومن هذه القوى المعادية للإسلام: الصليبية الغربية:

لقد أدَّى تدخُّلُ رجال الدين المسيحي في حياة الناس في أوروبا ونَهْب ثرواتهم، ومعارضتهم للاكتشافات العلمية، وتكفير العلماء - إلى ثورة أوربا على الكنيسة، وعزلها عن ممارسة سلطانها ومكانتها القديمة، وتدخُّلها في شؤون الحياة، ومن أجل أن تستعيد الكنيسة دورها ومكانتها مرة أخرى، تفتَّق عقل رجال الكنيسة إلى توجيه أنظار شعوب أوربا إلى العالم الإسلامي، عن طريق إثارة مشاعرهم وحقدهم وتعصُّبهم الديني ضد المسلمين، فحرَّضوا النصارى أشدَّ تحريضٍ على تخليص مهد المسيح من أيدى الكفار - أي المسلمين - وجاءت هذه الأحقاد متلاقية مع طموحات حكام أوربا وأمرائها لاستعمار بلاد المسلمين ونَهْب ثرواتها، فجاؤوا يقودون جيوشهم باسم المسيح والصليب إلى بلاد المسلمين، يقتلون ويسفكون الدماء بوحشية ليس لها مثيلٌ، ويذكر التاريخ أن الحملة الصليبية - على سبيل المثال لا الحصر - عند دخولها بيت المقدس في 15 مايو 1099، قد ذبحت أكثر من سبعين ألف مسلم، حتى سبَحت الخيل إلى صدورها في الدماء، وفي أنطاكية قتلوا أكثر من مائة ألف مسلم.

 

ومن المعروف أن أوربا شنَّت ثماني حملات صليبية على الشرق الإسلامي؛ حيث بدأت الحروب الصليبية منذ منتصف القرن الحادي عشر، واستمرت حتى نهاية القرن الثالث عشر، وبعد مُضي أكثر من قرنين من الحروب الدامية، اشتد حَمْيُ وطيسِها بين المسلمين وجحافل الشر الصليبي، ارتدَّت الحروب الصليبية، وقد باءت بالإخفاق والهزيمة، ثم عادت القوات الصليبية الأوربية مرة أخرى لتغزو العالم الإسلامي بعد أن أُسقطت الخلافة الإسلامية في تركيا، واحتلت معظم العالم الإسلامي، ونهبت ثرواته، واستعبدت شعوبه، وبعد كفاح طويل لهذه الشعوب نالت استقلالها وعادت القوات الصليبية الأوربية مدحورة، إلا أنها زرعت في المنطقة دولة لليهود حتى يستمر لها وجود في المنطقة.

 

لقد عانى عالمنا العربي الإسلامي من "الاستبداد الغربي" الذي غلبت عليه السمة العسكرية الاقتصادية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعدها دخل "الاستبداد الغربي" مرحلة جديدة نسبيًّا تعمد الدلوج إلى العقل العربي المسلم قبل التسلل إلى الأرض والاقتصاد، انطلاقًا من مسلمة أساسية، مفادها أن احتلال العقل يسهل احتلال الأرض التي يعيش عليها هذا العقل، ولكن العكس ليس صحيحًا.

 

لقد وجد الصليبيون أن خير طريق لغزو العالم الإسلامي وإخضاعه، هو سلوك الفرد الفكري، بتغيير فكر المسلمين، والتشكيك في عقيدتهم وشريعتهم، وكل ما له صلةٌ بالإسلام، حضارة وثقافة، ولاشك أن الغزو الفكري أعمق أثرًا وأشد فتكًا في حياة الأمة من الغزو المسلح؛ لأنه يتسلل إلى عقولها وقلوب أبنائها، ويمضي بين الناس في صمت ونعومة وخفاء؛ مما يجعل الناس يتقبلون كل جديد تدريجيًّا، ولو خالف قِيَمَهم وعقائدهم وأفكارهم.

 

من هنا بدأت الإستراتيجية الغربية (الأوربية الأمريكية) تخطِّط لعملية تحكُّم واسعة النطاق في العقل السياسي والثقافي العربي الإسلامي، مستخدمة خبرتها الطويلة في استعمار العالم، وأحدث هذه الوسائل سيطرة ما يسمى بالبحوث الميدانية المشتركة بين علماء البحث العلمي ومؤسساته الغربية ذات الصلة الوطيدة بأجهزة المخابرات وصناعة القرار السياسي الغربي والإسرائيلي من جهة، وبعض العلماء العرب ومؤسسات البحث السياسية والاجتماعية من جهة أخرى، لتمثل أنجح وسائل الإستراتيجية الغربية للتحكم والسيطرة والتغلغل في العقل العربي الإسلامي، داخل كل قطر على حِدَة، ووَفق خطة مبرمجة ومتعددة الأدوار والأدوات، وأصبَح البحث العلمي والعلم، والمشتغلون به مجرد أدوات طبيعية للسيطرة داخل هذه الأقطار وخارجها، وفي ظل غياب السياسات الواعية تجاه موجات الغزو الثقافي وأدواتها الكثيرة داخل هذه الأقطار وقع الاحتلال العقلي.

 

وكان من أهداف هذا الغزو الفكري:

1- تطبيق مناهج التربية والتعليم الغربية في المجتمعات الإسلامية، وبذلك يُحال بين أبناء الأمة الإسلامية وبين تاريخها وماضيها، وسِيَر الصالحين من أسلافها، ليحل محلها تاريخ تلك الدول الغربية وسير أعلامها وقادتها، كما يتم تهميش اللغة العربية وتدريس اللغات الأوربية، وما دام الإنسان لا يفكر إلا باللغة، فإن إضعاف لغة الأمة الإسلامية هو إضعاف لفكرها وإسلامها.

 

2- إضعاف قيم الإسلام ومُثله العليا، والعمل على أن تسود مجتمعاتنا الأخلاق والعادات والتقاليد الغربية، وإثبات تقدُّمها وتحضُّرها، وإظهار التمسك بالإسلام على أنه رجعية وتخلُّف.

 

3- تصوير تراث الأمة الإسلامية بصورة التخلف والرجعية، وعدم قدرته على إمداد الحضارة بشيء مفيد، وتشكيك المسلمين بقيمة تراثهم الحضاري، بدعوى أن الحضارة الإسلامية منقولة عن حضارة الرومان، ولم يكن العرب والمسلمون إلا نَقَلَةً لفلسفة تلك الحضارة وآثارها.

 

4- إحياء الجوانب الضعيفة في التراث الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالخلافات السياسية التي وقعت بين المسلمين أنفسهم، والتركيز على دعوات الحركات الباطنية، وإخراجها بصورة جميلة مضيئة، ووصف هذه الدعوات بأنها كانت تَحمِل فكرًا عالَميًّا متحررًا.

 

5- إثارة الخلافات والثغرات القومية بين شعوب الأمة الإسلامية، عن طريق إحياء القوميات التي كانت لهم قبل الإسلام، وبذلك يتم تفريقُ الأمة، ويدب بين أبنائها الشقاقُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب وأبحاث
  • عروض تقديمية
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة