• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

مشاهد من همة الصحابة في القيام بحق القرآن

مشاهد من همة الصحابة في القيام بحق القرآن
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: البُرْهَانُ فِي حَقِيقَةِ حُبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ لِلقُرْآنِ (بحث محكم) (PDF)

تاريخ الإضافة: 7/10/2025 ميلادي - 15/4/1447 هجري

الزيارات: 243

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مشاهد من همة الصحابة في القيام بحق القرآن


إذا أردنا نتأمَّل ونُطالع الهمة العالية عند شباب الصحابة، وتنافسهم في هذا الميدان الفسيح، فلننظر ونتدبَّر ما ثبت عند النسائي وغيره من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: جمعت القُرْآن، فقرأت به في كل ليلة، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لي: ((اقرأ به في كل شهر))، فقلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي، قال: ((اقرأ به في كل عشرين))، قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي، فقال: ((اقرأ به في كل عشر))، قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي، قال: ((اقرأ به في كل سبع))، قلت: أي رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي، فأبى[1].

 

وثبت في الصحيحين عن طريق قتادة، من حديث أنس - رضي الله عنه - قال: جمع القُرْآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعة كلهم من الأنصار: أبيُّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وزيد بن ثابت، قلت لأنس: مَن أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي[2].

 

وثبت عند البخاري من أنس بن مالك قال: مات النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يجمع القُرْآنَ غيرُ أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد (قيس بن السكن)، قال: (ونحن ورثناه)[3].

 

قال الحافظ ابن حجر (ت: 852هـ) - رحمه الله - في الفتح:

"هذا الحصر الموجود في هذا الحديث حصر نسبي، وليس حصرًا حقيقيًّا؛ حتى ينفي أن يكون غير هؤلاء الأربعة قد جمعه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

 

قال القرطبي (ت:671هـ) - رحمه الله - تعليقًا على حديث أنس بن مالك:

قُتل يوم اليمامة سبعون من القراء، وقُتل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ببئر معونة مثل هذا العدد، وإنما خَصَّ أنس الأربعة بالذكر لشدة تعلُّقه بهم دون غيرهم، أو لكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم".

 

ويقول - رحمه الله - أيضًا: قال المازري (ت: 536هـ) - رحمه الله -: لا يلزم من قول أنس- رضي الله عنه -: لم يجمعه غيرهم أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك؛ لأن التقدير أنه لا يعلم أن سواهم جمعه، وإلا فكيف الإحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرُّقهم في البلاد، وهذا لا يتم إلا إن كان لَقِيَ كل واحد منهم على انفراده، وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له جمع القُرْآن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا في غاية البعد في العادة، وإذا كان المرجع إلى ما في علمه لم يلزَم أن يكون الواقع كذلك[4].

 

ويتابع الحافظ (ت: 852هـ) - رحمه الله - ويقول: "الذي يظهر من كثير من الأحاديث أن أبا بكر كان يحفظ القُرْآن في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففي بداية بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - بنى أبو بكر مسجدًا بفناء داره، فكان يقرأ فيه القُرْآن، وهو محمول على ما كان نزل منه إذ ذاك، وهذا مما لا يرتاب فيه، مع شدة حرص أبي بكر على تلقي القُرْآن من النبي - صلى الله عليه وسلم - وفراغ باله له وهما بمكة، وكثرة ملازمة كل منهما للآخر، حتى قالت عائشة في الهجرة: إنه - صلى الله عليه وسلم- كان يأتيهم بكرةً وعشيةً، وقد صحح مسلم حديث: ((يؤمُّ القومَ أقرؤُهم لكتاب الله))[5]، وأمر - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر أن يؤم في مكانه لَما مرِض، فيدل على أنه كان أقرأهم، وتقدم عن عليٍّ بن أبي طالب أنه جمع القُرْآن على ترتيب النزول عقب موت النبي - صلى الله عليه وسلم[6].

 

وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من السابقين والمسارعين إلى الخير، وإلى كل عمل صالح وبرٍّ، وكان من أعظم مشاهد تنافُسهم وتسابُقهم إلى الخير، وعُلو هِمتهم في ذلك - حفظهم القرآن الكريم، والحرص على تعلُّمه وتعليمه، والعمل بأحكامه.

 

فكان تعلمهم أولًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم صار بعضهم يعلمه بعضًا، فمن فاته شيء من القرآن لم يتمكن من تلقِّيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأي سبب عارض من انشغاله بجهاد أو نحوه من أعمال البر، سارع لتعلُّمه من غيره.


واشتَهر بتعليم القرآن من الصحابة بداية جمعٌ، من أبرزهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب - رضي الله عنهم أجمعين - فعلَّموا الكثير من صغار الصحابة، كما علموا من جاء من بعد جيل الصحابة ممن أدركهم من جيل التابعين.


وكان هذا دأب الصحابة - رضي الله عنهم - حال انتشارهم في الأمصار تعليم كتاب الله؛ يقول سُوَيْدُ بْن عَبْدِالعَزِيزِ التنوخي الدمشقي (ت: 200هـ) - رحمه الله -:

"كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق، اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة عشرة، وعلى كل عشرة عريفًا، ويقف هو في المحراب يرمُقهم ببصره، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه، فإذا غلط عريفهم، رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك".


وعن مُسْلِم بن مِشْكَم الْخُزَاعِي [7] قال: "قال لي أبو الدرداء: اعدُد من يقرأ عندي القرآن، فعددتهم ألفًا وستمائة ونيفًا، وكان لكل عشرة منهم مقرئ"[8].

 

والحفاظ من الصحابة جمع غفير وكثير، وهم لا يحصون كثرة، ولكن أهل العلم ذكروا أبرز الحفاظ من الصحابة، وكان ذكرهم لأبرز الحفاظ منهم على سبيل الاشتهار لا على سبيل الحصر.


وفي نحو ذلك يقول الحافظ ( ت: 852هـ) - رحمه الله - في الفتح:
"ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقُرَّاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَعَدَّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْخُلَفَاءَ الْأَرْبَعَةَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وابن مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةَ، وَسَالِمًا وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّائِبِ وَالْعَبَادِلَةَ، وَمِنَ النِّسَاءِ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَلَكِنَّ بَعْضَ هَؤُلَاءِ إِنَّمَا أَكْمَلَهُ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم.


وعد ابن أَبِي دَاوُدَ (ت: 316هـ) - رحمه الله - فِي "كِتَابِ الشَّرِيعَةِ" مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَيْضًا:

تَمِيمَ بْنَ أَوْسٍ الدَّارِيَّ وَعُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، وَمِنَ الْأَنْصَارِ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَمُعَاذًا الَّذِي يُكَنَّى أَبَا حَلِيمَةَ وَمُجْمِّعَ بْنَ حَارِثَةَ، وَفَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ وَمَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ وَغَيْرَهُمْ، وَصَرَّحَ بِأَنَّ بَعْضَهُمْ إِنَّمَا جَمَعَهُ بَعْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَمِمَّنْ جَمَعَهُ أَيْضًا: أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَعَدَّ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنَ الْقُرَّاءِ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَسَعْدَ بْنَ عَبَّادٍ وَأُمَّ وَرَقَةَ[9].

 

وقد ذكر أبو عبيدٍ القاسمُ بن سلَّام (ت: 224هـ) - رحمه الله - القراءَ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فعَدَّ مِن المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعدًا وابن مسعود وحذيفة، وسالِمًا وأبا هريرة وعبدالله بن السائب والعبادلة، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة، ولكن بعض هؤلاء إنما أكمله بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يرد على الحصر المذكور في حديث أنس، وعَدَّ ابنُ أبي داود مِن المهاجرين أيضًا تميم بن أوس الداري وعقبة بن عامر، ومن الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذًا وَمُجْمِّعَ بْنَ حَارِثَة، وَفَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ وَمَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ وَغَيْرَهُمْ، وصرَّح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وممن جمعه أيضًا أبو موسى الأشعري، ذكره أبو عمرو الداني"[10].

 

والصحابة - رضي الله عنهم - لم يفصِلوا بين الحفظ والفهم والعمل والتعليم بأي فاصل، بل قاموا بحق كتاب ربِّهم خيرَ قيام، وأخذوه جملة، ولازموا بينه، تعلمًا وتعليمًا، علمًا وعملًا، عقيدة وعبادة، سلوكًا وأخلاقًا، ولذا ظهرت آثار تثور القرآن على عقائدهم وعباداتهم وأعمالهم وسلوكهم وأخلاقهم، فتمكن الإيمان من نفوسهم، وسكن سويداءَ قلوبهم، واستقرَّ في أرواحهم، فانتفعوا به وعمَروا به حياتهم، وملأوا به أوقاتهم، وأناروا به دروبهم، فأحيوا به ليلهم، وآنَسُوا بتلاوته وتدبُّره في نهارهم، وجعلوه أنيسهم في مجالسهم ومحاريبهم، وفي حِلِّهم وتَرحالهم، فصاغ ذاك العمل العظيم والأمر الجليل حياتهم، وأثمر جيلًا كان في طليعة خير أمة أُخرجت للناس.

 

والحقيقة فإن العزة والرفْعةَ، والنصر والتمكين، كل ذلك لم يتحقَّق لجيل الصحابة الكرام -رضي الله عنهم - إلا بعد أن تمسَّكوا بدين الله علمًا وعملًا، وتمسكوا بِكتابِ ربهم حقَّ التمسك، واعتصموا به حقَّ الاعتصام، فكان هذا هو منهجهم في تعلُّم القرآن وتلقيه وتدبُّرِه، وقد عرفوا لكتاب الله مكانته وقدروه حقَّ قدره [11].



[1] فتح الباري لابن حجر العسقلاني: (8 / 668)، وأصل الحديث أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب في كم يستحب يختم القرآن، سنن ابن ماجه ج1- ص 428، واللفظ له، وأحمد (6873)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8064)، وصحَّحه الألباني في صحيح ابن ماجه: (1114)، وقد سيق تخريجه في مطلع هذا الفصل، عند المطلب الثاني: مفهوم الجمع في الاصطلاح.

[2] البخاري:( 3810)، مسلم: (2465).

[3] البخاري: (5004).

[4] فتح الباري لابن حجر العسقلاني (9 / 52).

[5] صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب من أحق بالإمامة رقم: 1534.

[6] فتح الباري لابن حجر العسقلاني (8 / 668).

[7] كان كاتب أبي الدَّرداء، وروى عن أبي الدرداء، ومعاوية، وروى عنه عبد الله بن العلاء بن زَبْر، تُنظر ترجمته في التهذيب (138/ 10) ترجمة (254)، تقريب التهذيب (247/ 2)، الكاشف (5524/ 3).

[8] معرفة القراء الكبار (ص: 20).

[9] فتح الباري: (9/ 52)، ويُنظر: الإتقان للسيوطي: (1/ 248-249).

[10] فتح الباري: (8 / 669).

[11] يُنظر: عَرَفةُ بْنُ طَنْطَاوِيِّ، الشُّفْعَةُ بَيِنَ الجَمْعِ العُثْمَانِيِّ وَالأَحْرُفِ السَّبْعَةِ، بحث مجاز للنشر من مجلة: البحوث والدراسات الشَّرْعِيةِ: (مجلة محكمة) برقم: (143179/ 1)، بتاريخ: 2/ 3/ 1443هـ، (1/ 143-149).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة