• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي رحمه الله الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي شعار موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات


علامة باركود

كثرة تلاوته صلى الله عليه وسلم القرآنَ على فراشه وفي بيته

كثرة تلاوته صلى الله عليه وسلم القرآنَ على فراشه وفي بيته
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: البُرْهَانُ فِي حَقِيقَةِ حُبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ لِلقُرْآنِ (بحث محكم) (PDF)

تاريخ الإضافة: 15/7/2025 ميلادي - 20/1/1447 هجري

الزيارات: 239

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كثرة تلاوته صلى الله عليه وسلم القرآنَ على فراشه وفي بيته


لقد كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - مع القرآن شأن عظيم، فهو الوحي الذي أوحاه إليه ربُّ العالمين، وهو الذي تلقاه مِن فِي جبريل، لذا فقد ملأ القرآن حياته ووقته وعمره الشريف، فقام بحقه لله خيرَ قيام بحبٍّ وشغف وترقُّب؛ لتجدُّد الوحي وتتابُع نزول القرآن.

 

فالقرآن في حياته - صلى الله عليه وسلم - كان يتمثل في عمله به، ومما يدل على ذلك نزول قول الله تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 3]، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمتثل ذلك[1]، كما أخبرت عائشة - رضي الله عنها -: يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ؛ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)، يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ[2].

 

وكان - صلى الله عليه وسلم - يُكثر من دعاء ربه قائلًا:

"......أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي......"[3].

 

فاستجاب الله دعاءه، فكان القرآن ربيع قلبه، ونور صدره، وجلاءَ حزنه، و ذَهابَ هَمِّه.

 

ولقد كان لرسوله الله - صلى الله عليه وسلم - مع القرآن في بيته - خاصة - هديُ ودلٌ وسمتٌ، مصحوبًا بتحنث وتعبد وطول قراءة بتُؤَدة واطمئنان، وأزواجه المطهرات المبرَّءات أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - أقرب الناس إليه يَنقلنَ للأمة حاله - صلى الله عليه وسلم - مع القرآن في بيته.

 

فعن أم المؤمنين حفصة بنت عمر (ت: 41هـ) - رضي الله عنهما - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بالسورة فيرتِّلها حتى تكون أطول من أطول منها[4].

 

والمعنى: أي: يرتل السورة التي يقرأها بتُؤدة واطمئنان وتأنٍّ في القراءة وتَمهُّل دون إسراع، حتَّى تَكونَ السورة التي يقرأها أطولَ مِن أطولَ مِنها، يعني من مثيلاتها في الطول، وذلك بسبب قراءته بتأنٍّ وتُؤدة واطمئنانٍ وتَمهلٍ.


وعن أم المؤمنين أم هانئ فاختة بنت أبي طالب (ت: 50هـ) - رضي الله عنها - قالت: كنت أسمع صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي، يرجع القرآن[5].

 

والمعنى: الترجيع الوارد هنا في الحديث: هو تحسين الصوت والتغني بتلاوة القرآن عند مواضع المدود، وذلك بترديد الصوت بالحلق وإشباع المدود باعتدال واتزانٍ على حدها المعروف، بلا تكلف ولا تعسُّف، ولا إفراط ولا تفريطٍ.

 

قال الحافظ (ت: 852هـ) في الفتح - رحمه الله -: الترجيع: هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله الترديد، وترجيع الصوت: ترديده في الحلق[6].

 

قال ابن أبي جمرة الأزدي الأندلسي (ت: 699هـ) - رحمه الله -:

معنى الترجيع: تحسين التلاوة، لا ترجيع الغناء؛ لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة[7]، وقال المناوي: وذلك ينشأ غالبًا على أريحية وانبساط[8]، يعني: ينشأ عن انشرح صدر، وطمأنينة نفس، وأنس بتلاوة كلام رب العالمين.

 

وعن عائشة أم المؤمنين (ت: 58هـ) - رضي الله عنها - قالت: كانَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - يُصَلِّي وأَنَا رَاقِدَةٌ مُعْتَرِضَةٌ علَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أرَادَ أنْ يُوتِرَ أيْقَظَنِي فأوْتَرْتُ[9].

 

وكان لصدره - صلى الله عليه وسلم - أزيز إذا قام صلى بالقرآن؛ عن عَبْدِ اللّهِ بن الشِّخِّير - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله وهو يصلي، وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء[10].

 

ولقد شابت مفارقه - صلى الله عليه وسلم - تأثرًا بتلاوة القرآن؛ حتى قال: شيبتني هود وأخواتها قبل المشيب[11].

 

كل هذا استجابة منه - صلى الله عليه وسلم - لأمره ربه له بقيام الليل؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 1 - 4]، ولأمره سبحانه: ﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [النمل: 91، 92].



[1] فتح الباري لابن رجب (7/ 272).

[2] رواه البخاري في الأذان، باب التسبيح والدعاء في السجود (ح: 817)، ومسلم في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، (ح 484).

[3] أخرجه أحمد: (3712) واللفظ له، وابن حبان (972)، والطبراني (10/ 210) (10352) باختلاف يسير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: (199).

[4] رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، رقم 1212.

[5] إسناده صحيح قال الحافظ في الفتح، ج1، باب الترجيع، رواه الترمذي في الشمائل والنسائي وابن ماجه وابن أبي داود، واللفظ له، وقال الشيخ الأرناؤوط: أخرجه أيضًا أحمد وإسناده صحيح.

[6] فتح الباري، ج1، باب الترجيع ص 341.

[7] فتح الباري: (9/ 92).

[8] المناوي، فيض القدير 76/ 2.

[9] رواه البخاري: (512).

[10]إسناده صحيح: رواه أبو داود والترمذي في الشمائل، وقال النووي في الأربعين النووية، وقال الألباني في التراويح: إسناده صحيح على شرط مسلم.

[11] صحيح: أخرجه ابن مردويه عن أبي بكر وحسَّنه السيوطي، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع رقم 3615، والصحيحة رقم 955.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • كتب
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة