• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / مختارات الحج
علامة باركود

من ذكريات الحج (3) مقال نادر عن الحج

الشيخ طه محمد الساكت

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/9/2015 ميلادي - 6/12/1436 هجري

الزيارات: 3806

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من ذكريات الحج (3)


نشر هذا المقال في مجلة الإسلام

السنة العاشرة - العدد 21 - 25 جمادى الأولى 1360هـ - 20 يونية 1941م


كان من فَضل الله على البعثة الأزهريَّة أن نجحَت في هذا الموسم نجاحًا موفَّقًا، شَهِدَه العامُّ والخاصُّ، ولا زال النَّاس يتحدَّثون بأثره حتى اليوم، وتستطيع أن ترجِع أسبابَ هذا النجاح مِن بَعد توفيق الله تعالى إلى أمور ثلاثة، هي مِن حِكَم الحجِّ وأسراره، وهي العِماد من بعد عون الله تعالى في نجاح كلِّ مَشروع، وفي رَاحة الظَّاعن والمقيم؛ تِلك هي سدُّ أبواب الجدَل، والأَناة والاحتمال، واللِّين والتواضع.

 

أمَّا الجدل فقد أعانَنا الله عليه، نفَرنَا منه وتجهَّمنا له، وأحكمنا سدَّ أبوابه ومنافِذه، فلم يجِد له مسربًا، وكلَّما هيَّأ له شيطانُه أو جذبه طريقًا، قطعناه عليه قبل أن يشقَّه، وأفسدناه له قبل أن يختطَّه.

 

كان فضيلة الأستاذ الجلِيل الشيخ سالم طلبة يقومُ كعادته كلَّ سنة بالقِسط الأَوفر من الوَعظ في الباخرة وإرشاد الحجَّاج إلى مَناسك الحجِّ وحِكَمِه وأسرارِه، وأحكامِه وآثاره[1]، وكان يرجِّح (التمتُّع) ويرغِّب فيه، وكنتُ أعاوِنه في هذه المهمَّة، إلاَّ أنِّي كنتُ أميل إلى (الإفراد) وأرغِّب فيه، وأراد أن نَحمل الناسَ جميعًا على اختيار التمتُّع وحادَثني في هذا، فقلتُ: قد يكون من الصَّعب حَمل الناس كلِّهم على خطَّة واحدة، وهي طرقٌ ثلاثٌ أقرَّها النبيُّ صلى الله عليه وسلم فلنبيِّنها للنَّاس ولندَعهم ومَا يَختارون، وكان أن وَقع ما توقَّعه الأستاذ حفِظه الله من جَدل العامَّة واختلافهم ونِزاعهم في أيِّ الطُّرق أفضل؛ حتى كاد بعضُ مَن لا خَلاق له يَسعى بيني وبينه، يَأتي إلى كلٍّ منَّا فيقول: ما بال صاحِبك يخالِفك وأنتَ على الحقِّ؟! ويريد أن يفتح بابًا من الشرِّ والحِقد، إلاَّ أنَّ الله تعالى أعانَني وأعانه.

 

فلم نسمع لأحدٍ كلامًا، ولم نُعِره اهتمامًا، واجتمعنا في مجلسٍ واحدٍ، وأفهمنا النَّاس جلية الأَمر، وحِكمة كلِّ طَريقة من الطُّرق الثَّلاثة، وأنَّهم أحرار فيما يَختارون.

 

كانت وجهة الأستاذ حَكِيمة في قَطع باب المناقَشات والمنازعات، إلاَّ أنَّها كما يَبدو لي نظريَّة أكثر منها عمليَّة، وليس الخوف من الاختلاف في العمَل إذا كان مشروعًا؛ وإنَّما الضَّرر كلُّ الضَّرر من الخلاف للهوى والتنازُع للغرض، وقد اختلفَت وجهات نَظر الصَّحابة والأئمَّة رضوان الله عليهم، مع اتِّفاقهم جميعًا في الإخلاص للحقِّ والسَّعي إليه ما استطاعوا سبيلاً، ولمَّا كان الجدل وخِيمَ العاقبة سيِّئَ الأثر، حرَّمه الله تعالى في الحجِّ وحذَّر مِنه.

 

وأمَّا الاحتمال، فقد منَّ الله تعالى بقِسطٍ منه يَسَع القريبَ والبعيد، والمتعلِّم والجَاهِل، على تنافر الطِّباع، واختلافِ الأهواء، وأقول بدون مغالاة: إنَّ حلَّ أكثر المشكلات إنَّما هو في صَبر سَاعة، ويدخل في باب الأناة والاحتمالِ الإغضاءُ والتغافل، حتى ليسمع المرءُ ما يُؤذيه وكأنه لم يَسمعه، وقديمًا قيل: ما زال التَّغافُل من شِيَم الكرام، وقيل: الأَريب العاقِل هو الفَطِن المتغافِل.

 

وقيل:

ليس الغبيُّ بسيِّد في قومهِ ♦♦♦ لكنَّ سيِّد قومه المُتغابي

 

لكن هذا لا يَنبغي أن يصل إلى إضاعة الحقِّ أو إقرار المنكَر، وإلاَّ كان جُبنًا ومَنقصة، وجحودُ الحقِّ والسكوت على الباطل بمنزلةٍ سواء، وما انتقمَ صلَّى الله عليه وسلم لنفسه قطُّ إلاَّ أن تُنتهَك حرماتُ الله، فينتقم لله بها.

 

قلتُ في إحدى الخُطب لي بمنًى بأحد المحافل الجامعة: إنَّ هذه الجامِعة العالميَّة الإسلاميَّة الكبرى التي وَضع الله تعاليمَها، وشرَّف خليلَه إبراهيم ثمَّ حبيبَه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالقِيام عليها - تختلف عن جَميع الجامعات في حدودِها وقوانينها، ورسومِها وامتحانها، وفي كلِّ ما يتصل بها:

أمَّا حدودها، فهي واسِعة الأرجاء، مُترامية الأنحاء، وحَسبكم أنَّها تتسِع للوافِدين من الدُّنيا بأقطارها وأمثالهم معهم.

 

وأمَّا قوانينها، فليسَت مِن وَضع البشَر؛ وإنَّما هي من شَرع خالِق القُوى والقُدَر.

 

وليست رسومُها درهمًا ولا دينارًا؛ وإنَّما هي الذلَّة والخشوع، والضَّراعة والخضوع لِمَلِك المُلوك عزَّ سلطانه وتعالى شأنُه.

 

ومِن عجيبِ أَمر هذه الجامعة أنَّ دراستها وامتحانها في هذه الأيَّام القلائل، ولكن نتيجة الامتحان لا تَظهر إلاَّ في دَار القرار، يوم لا يَنفع امرأً إلاَّ ما قدَّمَت يداه، غير أنَّ للناجحين علامةً على القبول، تبشِّر بنيل المأمول؛ هي أن يَكون المرء بعد حجِّه خيرًا مِنه قبل حجِّه، توفيقًا للصَّالحات، ومسارَعة إلى الخيرات، وتِلك علامة الحجِّ المبرور، وليس للحجِّ المبرور جزاء إلاَّ الجنَّة.

 

قلتُ: ومِن لطائف هذه الجامعة أن تَقبل انتسابَ الطائفتين على شَرطٍ واحد؛ وهو أن يَلبسوا جميعًا لِباس التَّقوى، ذلك خَير، وكان هذا من الطَّرائف المستحسَنة الوَاضحة المعنى في حجِّ النساء والرِّجال جميعًا على شَريطة الحِشمة والوقار، حتى إنَّه ليجِب على المرأة أن تَستر وجهَها إذا خشيَت الفتنَة.

 

انتهَت الخطبة على هذا النَّحو، وكانَت بحمد الله موفَّقة مؤثِّرة، ولكن أراد الله لِحكمَة عالِية أن يَشتبه في الفِقرة الأخيرة عالِمٌ جليل حجَّ غير مرَّة؛ إذ ظنَّ أنِّي أُبيح اختلاطَ الجنسين، وأنَّ الجامعة الإسلاميَّة لا تأبى ذلك.

 

اعتَرَض على بعض الخطبَة، وتكلَّمَ في السُّفور والحِجاب وتشديدِ الإسلام وعنايته بستر المَرأة، وفي أضرار الاختلِاط وآثارِه، فقل لي بربِّك (وهنا موضع الشاهد): كيف يَكون أَثر السُّكوت على اعتراض الشيخ؟

 

أليس تسجيلاً على البعثة الأزهرية بل على الأزهر نفسِه ممثَّلاً في البعثة لإباحة السُّفور والقول به؟ في تلك السَّاعة العصِيبة يكون الاحتمال جُبنًا ومَنقصة، ويكون السكوت على هذه الشُّبهة إقرارًا للباطل ونصرًا له، غير أنَّ الردَّ قد يثير جدلاً، وهو الذي نتحاشاه، وقد يوقِظ فتنةً، وهي التي نَستعيذ بالله منها.

 

وانظر في العدد التالي - إن شاء الله - كيف كان المَخرج بعَون الله من هذا المَأزق الحرِج، واعلم عِلمًا لا شكَّ فيه أنَّ وجهتك ما دامَت هي الحق للحقِّ، فإنَّ الله وليُّك، وكفى بالله وليًّا وكفَى بالله نصيرًا.

 


[1] من الاعتراف بالجميل، ومن إقرار الحقِّ في نصابه أن أُعلِن هنا أنِّي كنتُ أَرجع إلى الأستاذ فيما اشتبَه عليَّ، وأن الباخرة لا تَستغني عن مثل الأستاذ في عِلمه وحِلمه وسياسته ونجارته.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • من ذكريات الحج (1) مقال نادر عن الحج
  • من ذكريات الحج (2) مقال نادر عن الحج
  • من ذكريات الحج (4) مقال نادر عن الحج
  • من ذكريات الحج (5) مقال نادر عن الحج

مختارات من الشبكة

  • ذكريات في الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • من ذكريات الحج(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • من ذكريات الحج والعيد(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • ذكريات مدرسية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فلسطين .. وعبق ذكريات الطفولة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الحياة الذكريات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ذكريات ورحلات في ربوع بلادي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فوائد من كتاب ذكريات للشيخ علي الطنطاوي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ذكريات شموع الروضة (4) ما لا تعرفه عن الشيخ المقرئ أحمد بن جبريل السيسي - رحمه الله(كتاب - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • ذكريات شموع الروضة (3) ركام الحاذية ومزنة رحمها الله(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • على خطى أندية إنجليزية: برايتون يقيم إفطارا جماعيا بشهر رمضان
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/9/1444هـ - الساعة: 14:26
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب