الإعاقة الجسدية

الإعاقات الظاهرة، أولًا: الإعاقة الجسدية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد الأمين، ورضيَ الله عن صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فقد سبق الحديث عن الإعاقات الباطنية؛ وهي الإعاقات التي تؤثر على القلب والنفس من شُبهات، وشهوات، وعن الإعاقة النفسية؛ وهي اضطراب داخلي يؤثر على الفرد، وسلوكه، وتوافقه الشخصي، والأسري، والاجتماعي، وأتناول في هذه المشاركة الحديثَ عن نوع من أنواع الإعاقات الظاهرة؛ وهي الإعاقة الجسدية.

والفرق بين الإعاقات الباطنية، والإعاقات الظاهرة "أن ‌مرض ‌القلوب أكثر من مرض الأبدان لثلاث عِللٍ؛ إحداها: أن المريض به لا يدري أنه مريض، والثانية: أن عاقبته غير مشاهَدة بخلاف مرض البدن... والثالثة: وهو الداء العُضال؛ فقدُ الطبيب، فإن الأطباء هم العلماء"[1].

ويهدف هذا المقال إلى توعية الجميع بفهم طبيعة الإعاقات الجسدية، وأسبابها، واحتياجات ذوي الإعاقة، وتقديم توجيهات تسهم في دعمهم نفسيًّا، واجتماعيًّا، وتعزز الثقة بقدراتهم للمشاركة الإيجابية في المجتمع.

الإعاقات الجسدية:

المعاق جسديًّا هو: الشخص الذي لديه عائق جسدي يمنعه من القيام بوظائفه الحركية بشكل طبيعي؛ نتيجة مرض، أو إصابة أدت إلى ضمور في العضلات، أو فقدان القدرة الحركية، أو الحسية، أو كليهما، في الأطراف السفلى أو العليا، أو اختلال التوازن الحركي، أو بتر في الأطراف[2].

والفرد المُعاق هو: من يعاني من عجز عظمي، أو عضلي، أو عصبي، أو إصابة صحية مزمنة، تُضعف وتحُد من القدرة على استخدامهم لأجسامهم بشكل اعتيادي وطبيعي، مما يؤثر سلبًا على مشاركاتهم الحياتية، مما يستدعي توفير خدمات تربوية وطبية ونفسية خاصة لمساعدتهم[3].

وتجدر الإشارة إلى أنه من أسباب الإعاقة الجسدية: قصور أو عجز في الجهاز الحركي أو البدني؛ نتيجة لحالات الشلل الدماغي، أو شلل الأطفال، أو بتر طرف من أطراف الجسم نتيجة مرض، أو حادث يؤدي إلى تشوه في العظام أو المفاصل، أو ضمور ملحوظ في عضلات الجسم[4].

وتختلف الخصائص السلوكية للمعاقين حركيًّا تبعًا لاختلاف مظاهرها ودرجتها، وتعتبر مشاعر القلق، والخوف، والرفض، والعدوانية، والدونية من المظاهر المميزة لسلوك ذوي الاضطرابات الحركية، وتتأثر هذه الخصائص السلوكية بمواقف الآخرين، وردود فعلهم نحو مظاهر الاضطرابات الحركية[5].

ومن الأمثلة على الإعاقات الحركية أو الجسدية ‏للشخص:

‌• الفالج وهو: ‌شلل ‌يصيب ‌أحد ‌شقي الجسم طولًا، و(قزل) قزلًا: ‌عرج أسوأ ‌العرج ودقت ساقه لذهاب لحمها فهو أقزل، و(القزم) الضئيل الجسم القصير القامة[6].

• الشلل، وهو: سقوط أصل ‌الحركة، ومن علاماته: أن ينقبض ‌العضو ولا ينبسط، أو ينبسط ولا ينقبض[7].

فالشلل فقدان القدرة على الحركة في جزء من الجسم، وقد يكون نتيجة لإصابة في العمود الفقري أو الدماغ.

والعرج: آفة في القدم تمنع من مشي الشخص ‌مستقيمَ ‌القامة، وبتر الأطراف نتيجة لحادث أو مرض.

‌خلاصة ‌القول:

• الشخص المعاق جسديًّا هو من يعاني من عائق جسدي، وذلك بفقدان جزء من أجزاء الجسم أو أكثر يمنعه من أداء وظائفه الحركية بشكل طبيعي؛ بسبب مرض أو إصابة.

• تشمل الإعاقة الجسدية: فقدان القدرة الحركية أو الحسية أو كليهما في الأطراف، أو اختلال التوازن، أو البتر، أو الضمور العضلي.

• من أسباب الإعاقة الجسدية: الشلل الدماغي، وشلل الأطفال، والبتر، والتشوهات العظمية، أو إصابات الأعصاب والعضلات.

• تتطلب حالة الإعاقة رعاية تربوية وطبية ونفسية خاصة، تساعد الفرد على التكيف والمشاركة المجتمعية.

• الخصائص السلوكية للمعاقين جسديًّا تتنوع، وغالبًا تتسم بالقلق، والخوف، والعدوانية، والدونية.

• ردود فعل الآخرين ومواقفهم نحو الشخص المعاق تؤثر في سلوكه، وتوازنه النفسي والاجتماعي.

• من أمثلة الإعاقات الجسدية: الفالج (الشلل النصفي)، الشلل الكامل أو الجزئي؛ مثل العرج، أو البتر.

الدروس المستفادة:

‏• ضرورة تعزيز الإيمان والرضا بالقضاء والقدر، والتذكير بأن الإعاقة ليست نهايةَ العطاء، بل ‏يمكن تحويلها إلى طاقة إنجاز وتميز بالرعاية والتأهيل المناسبين.‏

• ضرورة تفهُّم الطبيعة الجسدية والنفسية للمعاق، وعدم الحكم عليه من مظهره أو قدرته البدنية.

• وجوب تهيئة الدعم الأسري والطبي والتربوي؛ لمساعدته على الاندماج في الحياة اليومية.

• أهمية الجانب النفسي والاجتماعي في علاج آثار الإعاقة، وتحقيق التوازن الداخلي للمعاق.

• التأكيد على أن نظرة المجتمع الإيجابية تسهم في تعزيز ثقة المعاق بنفسه، وتطوير قدراته.

‌وختامًا:

اللهم عافِنا ‌في ‌أبداننا، وأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا أبدًا ما أبقيتنا، واجعله الوارثَ منا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، واحفظ على المسلمين أمنهم، وإيمانهم، واستقرارهم، واكفِهم شرَّ أعدائهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.