• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    100 قاعدة في المودة والرحمة الزوجية
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    "إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سبهللا لا في عمل ...
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    ملخص كتاب: كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    القدوة وأثرها في حياتنا
    أ. محاسن إدريس الهادي
  •  
    "إن كره منها خلقا رضي منها آخر"
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي في المجتمع ...
    بدر شاشا
  •  
    إدمان المواقع الإباحية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    بين الحب والهيبة..
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    سلسلة دروب النجاح (10) الحافز الداخلي: سر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أثر التفكير الغربي في مراحل التعليم في العالم ...
    بشير شعيب
  •  
    التعليم المختلط ومآلات التعلق العاطفي: قراءة في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملامح تربية الأجداد للأحفاد
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    الاتجاه الضمني في تنمية التفكير بين الواقع ...
    د. خليل أسعد عوض
  •  
    الرياضة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

اكتساب الآداب والقيم الاجتماعية والسلوكية

اكتساب الآداب والقيم الاجتماعية والسلوكية
محمد سلامة الغنيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/1/2014 ميلادي - 4/3/1435 هجري

الزيارات: 22923

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اكتساب الآداب والقيم الاجتماعية والسلوكية


وضع القرآن الكريم جملة من القيم، التي لا غنى للمجتمع بدونها، وتعد معايير للحكم على السلوك، فبدون هذه القيم يقف المجتمع بلا تقدم.

 

قِيَمٌ يَحيا بها الفرد والجماعة، تدفع إلى سلامة الفرد ووحدة الجماعة وتماسكها، بما تبثه من تعاون، وتلقيه من محبة ومودة تُذكي روح الأخوة والمساواة، وتقضي على الحقد والكراهية، وتذهب بالغضب والحسد والأنانية أدراج الرياح.

 

وإليك هذه القيم والآيات التي تشير إليها:

1- التواضع:

التواضع هو ذلك السلوك الفعال في كسب القلوب وأسر العقول، لذلك لا تجد نبيًّا إلا متواضعًا، وقد بيَّن الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين أن التواضع هو السر في إمالة القلوب واستقطابها، وأن الغلظة والتعالي سبب البعد والنفور؛ قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].

 

وقد مدح الله تعالى المتواضعين وذم المستكبرين، وتوعدهم بالعذاب الأليم، قال تعالى: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [المائدة: 82]، وقال تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 32]، وقال تعالى: ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 48- 49].

 

أما الكبر وهو الترفع والتعالي واعتقاده أنه فوق الناس، فقد قال تعالى فيه: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37]، وقال تعالى على لسان لقمان: ﴿ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18].

 

فالتواضع ترسيخ وتدعيم للأخوة والمساواة التي وضعها الإسلام، أما الكبر فهو المرض العضال الذي ينال من الأخوة، فيقضي عليها ويضع بدلًا منها الكره والحقد والحسد، فلا أحد يرضى أن يتعالى عليه أحد، لذلك حرمه الله بأشد الألفاظ وأبشع الأوصاف، حتى ترتعد منه النفوس، وتتجنبه العقول.

 

ومما يدل على أهميته في تربية الأولاد أنه يدخل ضمن ما وصى به لقمان الحكيم ولده، فاحرص أيها المربي على التواضع وغرسه في نفوس أولادك وحذرهم من الكبر، وبطش الله للمتكبرين، وعليك بقصة " قارون وفرعون " فيهما من العظات ما يكفي.

 

2- الصدق:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]، وقال تعالى: ﴿ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21].

 

أما الكذب، فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ [النحل: 105]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [الأنعام: 11]، وقال تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفي بِهِ إِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 50].

 

وقد عرف العلماء الصدق بأنه مطابقة ما ينطق به اللسان، لما هو مستكن في القلب والوجدان، أما الكذب فهو ضده، وهو الغش الاجتماعي، وتور الحقائق على الناس.

 

والصدق منهج تربوي إسلامي، فعن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قال لصبي: تعالَ هاك، ثم لم يعطه، فهي كذبة"[1]، فهكذا نرى نبينا - صلى الله عليه وسلم - يحرص تمام الحرص على تربية الأولاد على هذه الصفة الحميدة والخلق القويم، وكيف لا، فإن الصدق في الأقوال يؤدي إلى الصدق في الأفعال؛ مما يؤدي إلى صلاح الأحوال، وانتشار البركات والرحمات، وزيادة المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، فيتقدم المجتمع ويعمه الرخاء والازدهار، وعلى النقيض إذا انتشر الكذب انتشر معه الفساد والاضمحلال والكساد، بما يؤدي بضعف المجتمع وزوال هيبته؛ لأن الكذب يؤدي إلى الفجور؛ كما أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - وكما قيل: "رأس المأثم الكذب"، وهو من أقوى أسلحة إبليس في الإغواء وتسهيل ارتكاب المعاصي، فالكذوب يتعمد الكذب؛ ليغطي ويمحو معصية ارتكبها أو ليتجمل سنية فعلها، أو ليبرز ما يقوم به من أعمال الشيطان، لذلك يجب أن نصون أبناءنا عنه ونحميهم منه.

 

3- التعاون على البر والتقوى:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]، تشير الآية الكريمة إلى نوعين من التعاون.

 

النوع الأول: هو الذي ارتضاه الإسلام، وحرص عليه وحث عليه المسلمين، وهو التعاون في كل وجوه الخير التي تعود على الأفراد والجماعات بالنفع، التعاون على طاعة الله ونصرة دينه، التعاون لنصرة المظلوم، التعاون لردع الظالم، التعاون من أجل المصلحة العامة، التعاون للارتقاء بالمجتمع ونشر العلم والثقافة، وهكذا.

 

أما النوع الآخر، فهو النوع المذموم الذي حاربه الإسلام، وهو ما كان عليه العرب في الجاهلية، وهو التعاون على الإثم والعدوان وظلم الناس، والإفساد ونشر الرذيلة والفاحشة، فقد كان العرب يقولون: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا.

 

والإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لا يستطيع العزلة عن المجتمع، فهو يحتاج إلى غيره لإشباع حاجاته الأساسية من كساء وغذاء ودواء، وغير ذلك من متطلبات الحياة، وغيره كذلك يحتاج إليه، ومن ثم كان التعاون ضرورة ملحة لا بد منها؛ لذا حث الإسلام عليه وقنَّنه وضبطه، ومن ثم ينبغي أن يتعود الطفل على التعاون المثمر والفعال منذ الصغر، وأن التعاون ضرورة من ضرورات الحياة، فكثيرًا من الأنبياء الصالحين طلب من الله أن يعينهم بغيرهم؛ مثل: موسى - عليه السلام - و ذي القرنين، وغيرهم، حتى يتقدم بهم المجتمع.

 

4- أداء الأمانة:

قال تعالى:  ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 58]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72].

 

فالمجتمع الذي تضيع فيه الأمانة، هو مجتمع لا أمان فيه، تضيع فيه الحقوق، تنتشر فيه أمراض القلوب من الحقد والكره والغضب، وهو من علامات قيام الساعة؛ كما أخبرنا بذلك المعصوم - عليه الصلاة والسلام - ومن علامات النفاق، ويرتبط بالخيانة العديد من الرذائل التي تحط من قدر الإنسان أمام نفسه وأمام مجتمعه.

 

5- الاتحاد:

قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103]، يأمر الله - تبارك وتعالى - في الآية بالاعتصام وهو التمسك والتشبث بشريعته، وشبه الشريعة بالحبل؛ زيادة في الإيضاح، وحثًّا على التمسك بها، فهي وسيلة الاتحاد والتجمع التي يستمد منها المسلمون قوتهم بالالتفاف حولها، وتنهانا عن التفرق؛ لأن التفرق يأتي الضعف والهوان، وإذلال الأمم والشعوب.

 

وينبغي للمربين أن يبثوا في نفوس أولادهم قيمة الاتحاد وأثرها على الفرد والمجتمع، والفُرقة والشتات وأثره على الفرد والمجتمع، ويعظوهم ويحثوهم بآيات الله، وقصص القرآن؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105]، وقال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].

 

كما ينبغي أن يروي لهم ما فعله الاستعمار والغرب قديمًا وحديثًا؛ حيث لم يستطيعوا الهيمنة على أرض الإسلام، ونهب ثرواتها قديمًا لاتحاد المسلمين، فأدركوا أن قوة المسلمين تكمُن في عقيدتهم التي تمدهم بالاتحاد، فحاولوا إضعاف العقيدة، وتمزيق الوحدة، فحال المسلمين اليوم كما نراه، لا يسر عدوًّا أو صديقًا، ومنها فهناك علاقة طردية بين ارتباط المسلمين بعقيدتهم وبين قوتهم، وازدهار حضارتهم ورقيها.

 

كما ينبغي خلق المواقف التي تتطلب الاتحاد والتعاون من الأطفال وحثهم عليه ودفعهم إليه، حتى يعتادوا عليه.

 

6- الوفاء:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ [المائدة: 1]، من القيم الهامة التي لها أثر عميق في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، فهو يعمق الاحترام بين الأفراد والجماعات، وينمي المحبة ويوسع دائرة العلاقات الاجتماعية، والإخلال به، يجلب اختلال العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع.

 

وقد جاء استعماله في القرآن الكريم بصِيَغ مختلفة ومتنوعة، فتارة يأتي الوفاء بعهد الله؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40]، وتارة يأتي بعموم الوفاء، كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2- 3]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، وقال تعالى:  ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾  [الانعام: 152].

 

وهكذا يأتي اهتمام القرآن الكريم في تربيته للمسلمين بالوفاء، والحث عليه، وتنوُّع الآيات القرآنية المختصة به، توحي بعموم المعنى، فلا يقتصر فقط على الوفاء بالمواعيد، والعهود، والكيل والميزان فقط، بل المعنى أشمل من ذلك، وهكذا تتجلى عظمة التربية القرآنية ورُوحها، ولكى يحث ويدفع الله - تبارك وتعالى - المسلمين إلى الوفاء، لم يحذرهم من الإخلال به فقط، بل ضرب لنا أروع وأسمى نموذج في الوفاء؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَوْفي بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 111].

 

فاحرص أيها المربي على تربية أبنائك عليه، وإذا لم تفعل فاعلم أن أول من يعاني من ضده هو أنت.



[1] [رواه أحمد وحسنه الألباني في الترغيب والترهيب " 2942 "] .





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحث على لزوم الآداب الإسلامية
  • الحث على لزوم الآداب والأخلاق الحسنة
  • ربانية المنبع القيمي
  • الشخصية والسلوك

مختارات من الشبكة

  • الموسوعة الندية في الآداب الإسلامية -آداب الجنائز - (ط) الآداب الخاصة بالعدة والإحداد (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الموسوعة الندية في الآداب الإسلامية -آداب الجنائز - (ز) الآداب الخاصة بدفن الميت (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الموسوعة الندية في الآداب الإسلامية -آداب الجنائز - (حـ) الآداب الخاصة بالتعزية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الموسوعة الندية في الآداب الإسلامية - آداب الجنائز - (ج) الآداب الخاصة بتغسيل الميت (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الموسوعة الندية في الآداب الإسلامية - آداب الجنائز - (ب) الآداب التي ينبغي أن تفعل بعد الوفاة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الموسوعة الندية في الآداب الإسلامية - آداب الجنائز - (أ) الآداب التي ينبغي أن تفعل قبل الوفاة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سلسلة الآداب الشرعية (آداب البشارة والتهنئة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منزلة الأخلاق في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اتباع الحق معيار للأدب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نموذج مقترح للأهداف السلوكية لتدريس المواد الدراسية المختلفة (عرض تقديمي)(كتاب - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • للسنة الخامسة على التوالي برنامج تعليمي نسائي يعزز الإيمان والتعلم في سراييفو
  • ندوة إسلامية للشباب تبرز القيم النبوية التربوية في مدينة زغرب
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/5/1447هـ - الساعة: 10:8
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب