نقود لغوية ومعرفية على بعض موضوعات مقرر اللغة العربية للصف الثالث الابتدائي

نقود لغوية ومعرفية

على بعض موضوعات مقرر اللغة العربية

للصف الثالث الابتدائي

(1)

إن تأمَّلتَ مقرر الصف الثالث الابتدائي وجدتَ هنَات لغويَّة ومعرفيَّة في أكثر من موضوع.

ما هي؟

تتركَّز جُلُّ هذه الهَنات في الموضوع الثالث في الوَحْدة الثانية المعنون بـ "نشيد مصر"؛ للشاعر أحمد معروف شلبي.

كيف؟

(2)

كسَر كتاب الوزارة ميم كلمة "الكرم"، وكسرَتها الكتبُ الخارجيَّة تبعًا له، من قول الشاعر في البيت الأول:

مصر يا مهد الكرمِ ♦♦♦ مصر يا أرض الهرم

/ 0/ / 0/ 0 / 0/ / / 0 = / 0/ / 0/ 0 / 0/ / / 0

وهذه الصورة ليست من أعاريض الرمَل، ولا مِن أَضربه.

ما الصحيح في ذلك؟

الصحيح أن تسكن.

لم؟

لأنَّ هذا النَّشيد من مجزوء الرمل، فيكون الكَسر مقيمًا وزنه كالآتي:

مصر يا مهد الكرمْ ♦♦♦ مصر يا أرض الهرمْ

/ 0/ / 0/ 0 / 0/ / 0 = / 0/ / 0/ 0 / 0/ / 0

(3)

وأشير إلى استِحسان حَذف نُقطتي التاء المربوطة من كلمات «الحضارة، والمنارة، والبشارة»، وهو أمر مُستحسَن في السَّجع والقافية المقيدة؛ مثل هذه الحالة في الأبيات التالية البيتَ السَّابق:

أنتِ بدءٌ للحضارَه

أنتِ للعلم مَناره

أنتِ للدِّين البشاره

(4)

وفي المقطع الثاني حدث مقابل ما حدث في الأول.

كيف؟

هناك ظهرَت الحركة فكسرَت الوزن، وهنا اختفَت الحركة التي كان يَجب إظهارها لإقامة الوزن.

كيف؟

ضبطت أحرف الكلمات إلَّا حرف الرَّويِّ؛ ممَّا قد يوحي بسكونه، فيوهِم تَقييد القافية، وهذا ما يَفعله المعلِّمون والتلاميذ:

نهرك النيل الجميل

حوله يسمو النخيل

وَهْوَ بالخير يسيل

والصحيح إظهار الضمَّة فتكون القافية مُطْلَقة؛ أي: محرَّكة كالآتي:

نهرك النيل الجميلُ

/ 0/ / 0/ 0 / 0/ / 0/ 0

حوله يسمو النخيلُ

/ 0/ / 0/ 0 / 0/ / 0/ 0

وَهْوَ بالخير يسيلُ

/ 0/ / 0/ 0 / / / 0/ 0

(5)

وظهرَت ضمَّة هاء الضَّمير في البيت قبل الأخير من المجموعة الثَّانية في كتاب الوزارة والكتب الخارجيَّة ممَّا كسر الوزنَ، كالآتي:

نهرك النيل الجميل

حوله يسمو النخيل

وَهُوَ بالخير يسيل

/ / / / 0/ 0

والصواب أن تسكن؛ إقامة لوزن بَحر الرَّمل:

نهرك النيل الجميل

حوله يسمو النخيل

وَهْوَ بالخير يسيل

/ 0/ / 0/ 0

(6)

وكل السَّابق يوجِب إعادة النَّظر في هذا النَّشيد في الطبعة القادِمة إن شاء الله، فهل اقتصر الأمرُ على هذه الأمور؟

لا.

كيف؟

نجد خطأ تَسكين جيم شجرة في عنوان موضوع "شجرة القطن" الدرس الأول في الوحدة الثالثة؛ فقد أظهر كتابُ الوزارة السكونَ في الكلمة في عنوان الدَّرس، وتَبِعه كتابٌ خارجي، وصحَّحها كتابٌ خارجي آخر.

لم هي خطأ؟

لأنَّ شَجَرٌ اسم جنس جمعي، يفرَّق بينه وبين واحده بالتاء المربوطة، فيقال في مفرده: "شَجَرَة" مفتوحة الجيم، وعلى الرغم من ذلك أَوردها كتاب اللُّغة العربيَّة للصف الثالث الابتدائي ساكنة الجيم في العنوان ص 50، وتبعه كتابٌ من الكتب الخارجيَّة في هذا الضبط الخطأ، وصحَّحها كتابٌ خارجيٌّ آخر؛ كما بيَّنتُ آنفًا، وقد وردَت مرَّة أخرى 51 في الموضوع صحيحة الضبط بفتح الجيم.

ومن أدلَّة ذلك قوله تعالى: ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾ [طه: 120]، وقوله: ﴿ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ﴾ [النور: 35]، وقوله: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27]، وقوله: ﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ﴾ [الصافات: 62]، وقوله: ﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 64]، وقوله: ﴿ وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ﴾ [الصافات: 146].

وعندما تَستعرض المعاجمَ تجد لكلمة "الشجرة - ساكنة الجيم - معاني ليسَت من بينها دلالة الكلمة ذاتها مفتوحة الجيم".

(6)

وفي الدرس الثاني من الوحدة الثالثة في موضوع "الأديب الصغير" ص 56 - 57 نجد الكتابَ يَستخدم مصطلح "قصر ثقافة القرية" خطأ - وحدث ذلك في الصفِّ الرابع أيضا في موضوع "القرية ملك للجميع"؛ حيث ورد: "وفي المساء أجلِس مع أصحابي في قصر الثقافة".

لِمَ كان مصطلح "قصر ثقافة القرية" خطأ؟

لأنَّ واقع هذا الأمر في هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثَّقافة يوضح أنَّ الأمر يَدور مع الترتيب الإداري للدولة.

كيف؟

في عاصمة المحافظة يكون "قصر الثقافة"؛ مثل قصر الثقافة بطنطا عاصمة محافظة الغربيَّة، وفي الإدارة يكون "بيت الثقافة"؛ مثل بيت الثقافة بزفتى إحدى إدارات محافظة الغربيَّة الثمانية، وفي القرية أو الوحدة الإداريَّة المناظرة في المدينة تكون "المكتبة"؛ مثل مكتبة دكتورة سميرة موسى بسنبو الكبرى، التابعة لمركز زفتى، التابع لمحافظة الغربية.