• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ملخص كتاب: كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    القدوة وأثرها في حياتنا
    أ. محاسن إدريس الهادي
  •  
    "إن كره منها خلقا رضي منها آخر"
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي في المجتمع ...
    بدر شاشا
  •  
    إدمان المواقع الإباحية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    بين الحب والهيبة..
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    سلسلة دروب النجاح (10) الحافز الداخلي: سر ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    أثر التفكير الغربي في مراحل التعليم في العالم ...
    بشير شعيب
  •  
    التعليم المختلط ومآلات التعلق العاطفي: قراءة في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملامح تربية الأجداد للأحفاد
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    الاتجاه الضمني في تنمية التفكير بين الواقع ...
    د. خليل أسعد عوض
  •  
    الرياضة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    سلسلة دروب النجاح (9) الإبداع.. مهارة لا غنى عنها ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    وقفات تربوية مع سيد الأخلاق
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

ملخص كتاب: كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة

ملخص كتاب: كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة
د. شيرين لبيب خورشيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/10/2025 ميلادي - 4/5/1447 هجري

الزيارات: 319

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص كتاب:

كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

منافذُ النَّفسِ:

قبلَ البدءِ بالتعرُّفِ على الأمورِ الغيبيَّةِ يجبُ أن نتعرَّفَ على منافذِ النَّفسِ؛ ألا وهي:

في داخلِ الإنسانِ قوةٌ إدراكيَّةٌ كبيرةٌ ولكنَّ مدركاتِها لا تنبعُ من داخلِها؛ وإنَّما تأتيها من العالمِ الخارجيِّ عنها.


ولهذه القوة الإدراكيةِ في الإنسانِ منافذُ تطلُّ منها على العالمِ الخارجيِّ؛ ألا وهي الحواسُّ الخمسُ:

حاسَّةُ البصر، وحاسة السمع، وحاسة الشم، وحاسة الذوق، وحاسة اللمسِ، كما أن لها صلاتٍ أخرى تطلُّ منها على عالمِ النَّفسِ، وهي تتمثَّلُ بحاسَّةِ الانفعالاتِ: كالرِّضا والغضبِ، والحبِّ والكراهيةِ، وحاسَّةِ الألمِ، وحاسَّةِ التَّوازنِ، وحاسَّةِ الشَّهَواتِ...إلخ.

 

فبمقدارِ ما تنقلُ هذه الحواسُّ من حقائق للقوَّةِ الإدراكيَّةِ تستطيعُ أنْ تتخيَّلَ وتدركَ وتحلِّلَ وتركِّبَ وتستنتجَ القواعدَ العامَّةَ، وتقيسَ الأشباهَ والنظائرَ على بعضِها البعضِ، ولا تستطيعُ شيئًا غيرَ ذلك.


ونستخلصُ أنَّ النفسَ إنَّما تدركُ الأشياءَ المنتشرةَ في هذا الكونِ الكبيرِ عن طريقِ منافذِها التي تطلُّ على العالمِ، ولولاها لم تدركْ من الوجودِ الخارجيِّ عنها شيئًا، ولبقيَتْ في جهلٍ كاملٍ.

 

حدودُ النَّفْسِ:

أمَّا حواسُّنا التي هي السبيلُ الوحيدُ لنا لنتعرَّفَ على الوجودِ من حولِنا؛ فهي منافذُ محدودةٌ كَمًّا وَكَيْفًا.


مثالُ النفسِ بالنِّسْبةِ للحواسِّ:

سجينٌ وضعَ في قلعةٍ عاليةٍ، وأُغلقَتْ عليه جميعُ النوافذِ والأبوابِ، ولم يبقَ له منفذٌ إلى الخارجِ إلا بعض الشقوقِ والثقوبِ في الجدرانِ، فنظرَ من ناحيةِ الشرقِ مثلًا فرأى نهرًا، ونظرَ من ناحيةِ الغربِ فرأى سهلًا وما شابه ذلك من الأمورِ.


عندَما نظر من الثقبِ ووجدَ نهرًا هو لم يشاهدْ جميعَ النهرِ إنَّما يرى جزءًا منه فلا يستطيعُ أن ينكرَ بقيَّةَ النهرِ، ولا يستطيعُ أن ينكرَ وجودَ هذه الأشياءِ؛ لأنَّ المكانَ الذي هو فيه مغلقٌ من جميعِ المنافذِ إلا هذه الشقوق البسيطة، كذلك النفسُ وضعَت داخلَ سجن الجسدِ، وما هذه الشقوقُ إلا منافذُ الحواسِّ؛ فلذلك ما تدركه الحواسُّ فهو محدود قليل بالنسبة إلى ما لا تدركه.

 

الخيالُ وحدودُه:

لدينا في مركبِ قدرةِ الإدراكِ زاويةٌ خاصَّةٌ قادرةٌ على أشياءَ غيرِ موجودةٍ أمامَنا وفقَ هذا التركيبِ التخيُّليِّ.


لكنَّنا مهما حاولْنا أنْ نتخيَّلَ صورةً ما من الصورِ، ومهما تخيلنا صورةً ما من الصورِ، ومهما سبحنا فيها معَ الأوهامِ الخرافيَّةِ، فإنَّنا لا نستطيعُ أن نفعلَ أكثرَ من أن نضمَّ أجزاءً موجودةً فعلًا في الكونِ بعضَها إلى بعضٍ، وهذه الأجزاءُ قد أدركْناها فعلًا عن طريقِ حواسِّنا، ولكنَّنا بهذا التخيُّلِ ضَمَمْنا هذه الأجزاءَ الموجودةَ بشكلٍ متباعدٍ فتخيَّلْناها على شكلِ وحدةٍ متماسكةٍ في صورةٍ.


لذا فإنَّ خيالَنا محصورٌ حصرًا تامًّا فيما تدركُه حواسُّنا، فنحنُ مهما أوتينا من قدرةٍ خياليَّةٍ فلا نستطيعُ أن نتخيَّلَ حقيقةً ما من الحقائقِ ما لم ندركْ نموذجًا عنها بحواسِّنا، ومن ذلك يستحيلُ علينا تخيُّل الأمورِ الغيبيَّةِ مهما وصلَ بنا التخيُّلُ.


من أجلِ ذلك يعسرُ علينا أن نتخيَّلَ حقيقةَ تكوينِ الملائكةِ والجنِّ وأمثالِ ذلك من مخلوقاتٍ بعيدةٍ عن مجالِ حِسِّنا.

 

العقلُ وحدودُه:

العقلُ مقيَّدٌ بعالمِ الحسِّ لا عملَ له في الحكمِ على عالمِ الغيبِ؛ ذلك لأنَّ القوَّةَ العاقلةَ فينا التي تجمعُ بينَ المصوِّرةِ والذاكرةِ والمخيِّلةِ والذكاءِ تقومُ بعملِها الجبَّارِ من التحليلِ والتركيبِ، والجمعِ والتفريقِ واستنتاجِ القواعدِ العامَّةِ والكلِّيَّاتِ، وقياسِ الأشباه والنظائر على بعضها؛ بعد أن تنقل الحواس المختلفة إلى المصورة أشرطة مشاهدتها في الكون: شريط المرئيات، شريط المسموعات، شريط المذوقاتِ، شريطُ المشموماتِ، شريطُ الملموساتِ، وشريطُ الوجدانيَّاتِ الدَّاخلةِ في الإنسانِ، ثمَّ تكونُ مقيَّدةً بحدودِ هذه الأشياءِ التي جاءَتْها عن طريقِ الحسِّ.

 

فعالمُ الغيبِ لا تستطيعُ عقولُنا أن تحكمَ على شيءٍ فيه بإثباتٍ أو نفيٍ استقلالًا ذاتيًّا، إلا أن يأتيها خبرٌ يشهدُ العقلُ بإمكانِ وجودِه، وبصدقِ ناقلِه، وعندَ ذلك تسلِّمُ بمضمونِه تسليمًا تامًّا دونَ مناقشةٍ أو اعتراضٍ.

 

وحيثُ أنَّ عالمَ الحسِّ فينا محدودةٌ؛ فالعقلُ فينا محدودٌ أيضًا من وجهين:

 

الوجهُ الأوَّلُ: محدودٌ بينَ شيئين، هما الزمانُ والمكانُ؛ لذلك يسألُ العقلُ دائمًا: متى؟ وأينَ؟


الوجهُ الثَّاني: محدودٌ حينَما يعلنُ عجزَه عن التسليمِ بواحدٍ من احتمالين في الكونِ لا ثالثَ لهما؛ مثال: هل للكونِ نهايةٌ أو لا نهاية؟


قالَ الإمامُ الشَّافعيُّ رضيَ اللهُ عنه في بيانِ أنَّ العقلَ محدودٌ: "إنَّ للعقلِ حدًّا ينتهي إليه، كما أنَّ للبصرِ حدًّا ينتهي إليه، إنَّ اللهَ جعلَ للعقولِ في إدراكِها حدًّا تنتهي إليه لا تتعدَّاه، ولم يجعلْ لها سبيلًا إلى الإدراكِ في كلِّ مطلوبٍ، ولو كانَت كذلك لاستوتْ معَ الباري تعالى في إدراكِ جميعِ ما كانَ وما يكونُ وما لا يكونُ؛ إذ لو كانَ كيفَ كانِ يكونُ؟ فعلمُ اللهِ لا يتناهى، وعلمُ العبدِ محدودٌ.


وقدْ دخلَ في هذه الكلِّيَّةِ ذواتُ الأشياءِ جملةً وتفصيلًا، وصفاتُها وأحوالُها وأفعالُها وأحكامُها جملةً وتفصيلًا، فالشيءُ الواحدُ من جملةِ الأشياءِ يعلمُه الباري تعالى على التمامِ والكمالِ بحيثُ لا يعزبُ عن علمِه مثقالُ ذرّةٍ لا في ذاتِه، ولا في صفاتِه، ولا في أحوالِه، ولا في أحكامِه، بخلافِ العبدِ، فإنَّ علمَه بذلك الشيءِ قاصرٌ ناقصٌ سواءً كانَ في تعقُّلِ ذاتِه أو صفاتِه أو أحوالِه أو أحكامِه، وهو في الإنسانِ أمرٌ مشاهدٌ محسوسٌ لا يرتابُ فيه عاقلٌ تخرجُه التجربةُ إذا اعتبرَها الإنسانُ في نفسِه، وممَّا سبقَ تتخلَّصُ لدينا الحقائقُ التاليةُ:

1- إنَّ الحواسَّ محدودةٌ.


2- إنَّ قدرةَ التخيُّلِ فينا محدودةٌ.


3- إنَّ عقولَنا محدودةٌ لا تستطيعُ أن تدركَ جميعَ الحقائقِ.


وبما أنَّ العالمَ من حولِنا مقسومًا إلى عالمٍ مادِّيٍّ مشهودٍ ومحسوسٍ، وعالمٍ غيبيٍّ مجرَّدٍ لا يمكنُ أن تراه العيونُ، ومع ذلك لا يمكنُ أنْ ننكرَها لعدمِ رؤيتنا لها، ولا يمكنُ أنْ نتصوَّرَها كما نريدُ، ولا يمكنُ أن نتفكّرَ فيها من خلالِ الخيالِ أو العقلِ؛ لأجلِ ذلك فإنَّ الوحيَ هو الطريقُ الوحيدُ لتعريفِنا بحقائقِ الأشياءِ الداخلةِ في عالمِ الغيبِ، من أجلِ ذلك أرسلَ اللهُ جلَّ وعلا الرُّسلَ، اتَّصلوا بالوحيِ من عالمِ الغيبِ، فالوحيُ يبلِّغُهم بعضَ الحقائقِ المغيَّبةِ عنَّا، وهم يبلِّغونا ما نقلوه عن الوحيِ بشكلٍ يقينيٍّ واضحٍ أيضًا.


وما علينا إلا أن نُصَدِّقَهم بما أخبروا من عندِ اللهِ تعالى.


لذا يجبُ أن نؤمنَ جازمين ومسلِّمين بما جاءَنا عن الوحيِ الصادقِ، دونَ أن تزيدَ عليه شيئًا من التخيُّلاتِ أو التصوُّراتِ، ودونَ أن نتلاعبَ فيه بتأويلاتٍ.


إذًا لا يمكنُنا معرفةُ الأمورِ الغيبيّةِ إلَّا عن طريقِ الخبرِ الصادقِ.


لمعرفة الهدف من دورةِ "كيفَ تقودُ نفسَك للنَّجاحِ في الدُّنيا والآخرةِ".

 

لا بدَّ بدايةً من طرحِ أسئلةٍ مهمَّةٍ جدًّا:

من أنا؟ ما طبيعةُ عملي؟ إلى من أُقدِّمُ رسالتي؟ ما الذي سأقدِّمُه؟ كيفَ وصلْت إلى هنا؟ إلى أين أريدُ أنْ أذهبَ؟ ماذا يقفُ في طريقي؟ كيفَ أتغلَّبُ عليه؟ ما الصِّراطُ؟ وهل جهَّزْت نفسي له؟ ومن أجلِ الإجابةِ عن هذه الأسئلةِ والكثيرِ غيرِها كانَ لا بدَّ لي بدايةً من التَّعرُّفِ على الإنسانِ وممَّ يتكوَّنُ؟ وعلى النَّفسِ البشريَّةِ وخطوات النَّجاحِ.


وللتَّعرُّفِ على الإنسانِ كانَ لا بُدَّ من معرفةِ مراحل خلقِه للإنسانِ من آدمَ عليه السَّلامُ بالاعتمادِ على قولِه تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 59].


أي: فاسألْ يا محمَّدُ خبيرًا بالرّحمنِ، خبيرًا بخلقِه، فإنَّه خالقُ كلِّ شيءٍ، ولا يخفى عليه ما خلقَ.


لقدْ بدأَ اللهُ خلقَ آدمَ، من حفنةِ ترابٍ، ثمَّ من طينٍ، تلاه طينٌ لازبٌ وصلصالٌ من حمإٍ مسنونٍ، إلى أنْ أصبحَ صلصالًا كالفخَّارِ، وبعدَ حينٍ من الزَّمنِ نفخَ اللهُ فيه الروحَ.


ولنفهم الوجودَ حقيقةً لا بدَّ من الحديثِ عن خلقِ الكونِ ذي العلاقةِ الوثيقةِ واللصيقةِ بوجودِ الإنسانِ.


وأوَّلُ ما يجبُ معرفتُه هنا هو علمُ اللهِ الأزليِّ؛ حيثُ لا يخفى عليه شيءٌ، ويعلمُ الأشياءَ كلَّها علمَ إحاطةٍ، وانكشافُ السّرِّ عندَه علانيَّةٌ، والغيبُ عندَه شهادةٌ.

 

للكونِ نشأتان:

الأولى: قبلَ عرضِ الأمانةِ كانَ في وضعِ الرَّتْقِ والدُّخانِ، تلاها عرضُ الأمانةِ على السماواتِ والأرضِ وعلى الإنسانِ، وقد عرَفوا أنَّ الأمانةَ هي أن يكونَ لهم إرادةٌ حرَّةٌ وسلطةٌ للتَّصرُّفِ بما يمتلكون على سبيلِ الاستعارةِ والانتفاعِ فيما حولَهم من الكونِ ممَّا تصلُ قدراتُهم إليه أو إلى مفاتيحِه.


حيثُ منحَ اللهُ حاملَ الأمانةِ هويَّةً داخليَّةً ممكَّنةً بتمكينِ اللهِ وإقدارِه من التَّصرُّفِ الإراديِّ، ولهذه الهويَّةِ الداخليةِ الصِّفاتُ الأساسيَّةُ المؤهّلةُ لتحمُّلِ الأماناتِ والمسؤوليَّةِ عنها.


فما كانَ من السماواتِ والأرضِ والجبالِ إلَّا الرَّفْضُ خوفًا من عدمِ الالتزامِ، وقبلَها الإنسانُ معلنًا مسؤوليَّتَه عن تحمُّلِها فمُنِحَت له الأمانةُ بشروطٍ وقيودٍ.

 

الثَّانيةُ: كانَت بعدَ قبولِ آدمَ للأمانةِ:

تلا كلَّ ذلك وجوبُ معرفة الفطرةِ؛ حيثُ جمعَ اللهُ جميعَ من سيخلقُ من البشرِ فجعلَهم أرواحًا، ثمَّ صوَّرَهم فاستنطقَهم، وأخذَ عليهم العهدَ، وأشهدَهم على أنفسِهم: ألسْت بربِّكم؟


وهنا لا بدَّ لنا من معرفةِ أنَّ الإنسانَ بكلِّ ما منحَه اللهُ يتكوَّنُ من جسدٍ، وعقل ونفس وروح وحواس وقلب، ولها أدوات.


نتعرَّفُ في هذا المحورِ على القلبِ وفيه مشكلتُنا بعدمِ معرفةِ الأمورِ الغيبيَّةِ، فاللهُ هو خالقُنا، وهو أعلمُ بالمقوِّماتِ التي أنعمَ بها على الإنسانِ ليكونَ خليفةً في الأرضِ، وخاصَّةً أنَّ الشَّيطانَ توعَّدَ بغوايتِه. هذه العضلةُ المعقَّدةُ والمتينةُ والقويَّةُ هي التي تتحقَّقُ فيها مقوِّماتُ الاختيارِ في الإنسانِ، وفيه محلُّ العلمِ، والتقوى، والإخلاصِ، والذِّكرِ، والحبِّ، والبُغْضِ، والإيمانِ والكفرِ، والإنابةِ، والإصرارِ، والطُّمَأْنينةِ والاضطِّرابِ؛ لذلك هو المخاطبُ والمطالبُ والمعاتبُ، وهو بذلك ينقسمُ إلى:

- مركز الخواطرِ وحديث النَّفْسِ.


- منطقة الكسبِ وأعمال القلوبِ والحكمةِ في خلقِ مقوِّماتِ الاختيارِ في الإنسانِ.


ولا بدَّ هنا من الوقوفِ عندَ مركزِ الخواطرِ؛ حيثُ هو منطقةُ حديثِ النَّفْسِ، ومصدرُ الخواطرِ والأفكارِ، وفيه ركنان أساسيَّان:

النازعان:

- نازعُ الخيرِ والتَّقْوى.


- نازعُ الشَّرِّ والفجورِ.


الهاتفان:

- لمّةُ قرينٍ.


- لمّةُ ملكٍ.


وأحبُّ أن أشيرَ هنا إلى أنَّ الخواطرَ والأفكارَ في منطقةِ حديثِ النَّفسِ لا حسابَ لها على ما يدورُ من خواطرَ أيًّا كانَت.


ولا بُدَّ من التأكيدِ على وجودِ غريزتين متقابلتين، ونازعين نفسيين متضادَّين مغروزين في قلبِ كلِّ إنسانٍ على وجهِ الابتلاءِ وتحقيق الحكمةِ في الاختيارِ للإنسانِ معَ العلمِ أنَّ لمّةَ الملك ولمّةَ الشَّيطانِ يتعاقبان على القلبِ تعاقبَ الليلِ والنَّهارِ.


كما يتضمَّنُ منطقةَ حديثِ النَّفْسِ ويحتوي على غريزةِ العقلِ كوسيلةٍ للمعرفةِ والتَّمْييزِ، ويحتوي على منطقةِ الكسبِ، وهي منبعُ الاختياراتِ والإراداتِ والقصودِ والنِّيَّاتِ، وجميعِ أعمالِ القلبِ التي يحاسَبُ عليها الإنسانُ.


ونضيفُ هنا أنَّ الفطرةَ شاهدةٌ على أنَّ الإنسانَ حريصٌ كلَّ الحرصِ على دفعِ الأذى والمضرَّةِ التي تقعُ من كسبِ الآخرين عليه، وسعيهم، وحرصهم على إلقاءِ المسؤوليةِ على عواتقِهم بأدنى فعلٍ، فلا حجَّةَ لنا يومَ القيامةِ لما منحَنا من نعمِ الاختيارِ والكسبِ.


ومن صفاتِ القلبِ السليمِ الأساسيةِ، من سلمَ أنْ يكونَ لغيرِ اللهِ فيه شريكٌ بوجهٍ ما، بل خلقَت عبوديَّتَه للهِ تعالى إرادةً ومحبَّةً وتوكُّلًا وإنابةً وخشيةً ورجاءً، وفيما يتعلَّقُ بالعقلِ، فهو ذلك الفكرُ والإحساسُ الذي يجعلُ الإنسانَ العاقلَ يحبسُ نفسَه ويردُّها عن هواها.

 

أمورٌ مهمَّةٌ يجبُ معرفتها للمحورِ الثالثِ:

هذا وقدْ أثبتَ العلمُ الحديثُ أنَّ العقلَ كائنٌ في القلبِ، وأنَّ القلبَ هو المهيمنُ على المشاعرِ والسُّلوكِ، ففي آخرِ الأبحاثِ العلميَّةِ حولَ الخلايا العصبيَّةِ وعلم الأعصابِ ظهرَت تفسيراتٌ علميَّةٌ محضةٌ عن محفِّزاتِ السُّلوكِ الإنسانيِّ وبواعثِه كمسألةِ إخلاصِه وولائِه، والثِّقة والالتزام، والتَّغير السُّلوكي أكثرُ من أيِّ وقتٍ مضى في تاريخِ البشريَّةِ، وكلُّ هذه التَّفْسيراتِ عادَتْ لتصبَّ في بوتقةِ الدليلِ النَّصِّيِّ الظاهرِ من نصوصِ القرآنِ والسُّنَّةِ.


إضافةً لاكتشافٍ آخرَ أدهشَ الكثيرين؛ وهو أنَّ دقَّاتِ القلبِ ليسَت نبضاتٍ ميكانيكيَّةً لمضخَّةٍ، بل لديها لغةٌ ذكيَّةٌ بالغةُ الذَّكاءِ تؤثِّرُ على كيفيَّةِ فهمِنا وتفاعلِنا مع العالمِ الخارجيِّ، وإنَّ الدَّراساتِ الحديثةَ في علمِ الأعصابِ تؤكِّدُ أنَّ كلَّ خفقةٍ للقلبِ يتدفَّقُ معها هرمونٌ للتَّوازنِ هو الباعثُ الأساسيُّ للسُّلوكِ الدَّاخليِّ لجميعِ أعمالِ القلوبِ؛ كالإخلاصِ والنِّيَّةِ والمحبَّةِ والولاءِ والقبولِ والبغضِ والحسدِ والحقدِ وغيرِ ذلك.


فالعقلُ غريزةٌ وضعَها اللهُ تعالى في قلوبِ الممتحنين من عبادِه، يتعرَّفون به على ربِّهم ومعبودِهم، فيُوحِّدونه ويستقيمون على شريعتِه ويصدقون مع ربِّهم ونبيِّهم.


أمَّا النَّفْسُ الممتحنةُ المكلَّفةُ في الحياةِ الدُّنيا وما فيها من إبداعِ الخالقِ في تسويتِها يجعلُها كاملةَ الصِّفاتِ التي تؤهِّلُها لأداءِ وظيفتِها في الحياةِ.


هذه النَّفْسُ بخصائصِها الفكريَّةِ وغرائزِها، ودوافعِها، وعواطفِها، وآمالِها، وآلامِها، ولذَّاتِها، وطموحاتِها، وانفعالاتِها، وأخلاقِها من أعجبِ العجبِ، وهذا الإبداعُ من أقوى الأدلَّةِ في ذاتِ المخلوقِ على الخالقِ العظيمِ.


إنَّ من خصائصِ النَّفْسِ أنَّها موجودةٌ ضمنَ خليَّةٍ صغرى داخلَ جسدِ المخلوقِ من الإنسِ والجنِّ، ونفسُ الإنسانِ أكملُ وأعظمُ إبداعًا.


والإلهامُ هو ما يُلْقيه اللهُ في النَّفْسِ فيجعلها تستحسنُ الحسنَ وتستقبحُ القبيحَ.

 

ومن صفاتِ النَّفْسِ:

الهوى، الشَّهْوةُ، حاجاتٌ ومطالبُ، تشعرُ بالمشقَّاتِ فيها الصَّبْرُ وضدُّه الجودُ والشُّحُّ، الحسدُ وضدُّه الخوفُ والطُّمَأْنينةُ، الكِبْرُ والتَّواضِعُ، الضِّيقُ والحرجُ وضدُّها الاتِّساعُ والانشراحُ، التَّأثُّرُ بالقولِ البليغِ، التحسُّرُ والنَّدمُ، الإدراكُ إلى حدِّ الاستيقانِ، القدرةُ على إخفاءِ المطالبِ والمشاعرِ.

 

أمَّا أحوالُ النَّفْسِ فهي:

المطمئنَّةُ، اللَّوَّامةُ، الأمَّارةُ بالسُّوءِ.

 

تلخيصُ المحورِ الرابعِ:

في هذا المحورِ نتعرَّفُ إلى طريقةِ قيادةِ النَّفْسِ التي تنقسمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

الأوَّلُ: تحديدُ العدوِّ ومعرفتُه بما فيه أعداءٌ داخليَّةٌ وخارجيَّةٌ.


علمًا أنَّ أعداءَ النَّفْسِ الدَّاخليةِ فيها:

- نفسٌ أمَّارةٌ بالسُّوءِ.


- هوى.


- شيطانٌ.


أعداءُ النَّفسِ الخارجيّةِ: هم الدُّنيا المذمومةُ ورفيقُ السُّوءِ.


ولا بدَّ إذنْ لقيادةِ النَّفْسِ من التَّعرُّفِ على الصِّراطِ المستقيمِ ومعرفةِ الأولويَّاتِ كما وصفَها اللهُ تعالى، ومن أكبرِ الأولويَّات التَّوحيدُ، وأصغرُها إماطةُ الأذى عن الطَّريقِ؛ لذا أهمُّ شيءٍ في قيادةِ النَّفْسِ هو: معرفةُ هذا الطَّريقِ، معرفةُ الهدفِ الرئيسيِّ من السَّيْرِ على هذا الطريقِ، ومعرفةِ الوسائلِ التي تساعدُني على السَّيْرِ، ومعرفةِ الأولويَّاتِ وتعلّمنا الوسائل عن طريقِ العلمِ.


أمَّا إدارةُ النَّفْسِ فإنَّنا بعدَ التَّعلُّمِ ننفِّذُ، وبذلك نكونُ قد عرَفْنا كيفَ نديرُ هذه النَّفْسَ للسَّيْرِ على هذا الطَّريقِ.


كما أنَّه لا بُدَّ من الحديثِ عن النَّفْسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ التي إن سيطرَت على الإنسانِ وظَّفَت مستشارين ووزيرين هما الشَّيطانُ والهوى والأمرُ بالسُّوءِ عادتُها ودَأْبُها لذلك، فإنَّ أصحابَ النَّفْسِ الأمَّارةِ بالسُّوءِ قومٌ لا يقومون إلَّا بما يناسبُ أهواءَ نفوسِهم، فلا يرضون إلَّا بتحقيقِ ما يشتهون ولا يغضبون إلَّا عندَما يحرمون ممَّا يشتهون، فإذا أُعطيَ أحدُهم ما يشتهيه من الشَّهواتِ زالَ غضبُه وحصلَ رضاه.


وفي هذه النَّفْسِ داعي الظُّلْمِ لغيرِها بالعلوِّ عليه، والحسدِ له، والتَّعدِّي عليه في حقِّه، وداعي الظُّلْمِ لنفسِها بتناولِ الشَّهَواتِ القبيحةِ؛ كالزِّنا وأكلِ الخبائثِ، فهي تظلمُ من لا يظلمُها، وتؤثرُ هذه الشَّهواتُ وإن لم تفعلْها.


قلنا إنَّ النَّفْسَ الأمَّارةَ بالسُّوءِ وظَّفَت الشيطانَ والهوى؛ لذا قلْنا: أوَّلُ طريقٍ للسَّيرِ على الصِّراطِ المستقيمِ وأوَّلُ طريقٍ للتَّغْييرِ بعدَ معرفةِ النَّفْسِ وما تهواه ألَّا نستسلمَ لها ونجاهدَها، فالإنسانُ لا يستطيعُ أن يطردَها من ذاتِه، كما أنَّه يحبُّها ويسعى إلى دلالِها، وهي تسعى إلى إذلالِه وسوقِه إلى الهاويةِ، فالإنسانُ الكيِّسُ الفطنُ هو الذي يتحكَّمُ بها فيأمرها أن تلتزمَ منطقةً محدودةً في ممتلكاتِها ولا تخرجَ عندَ إعطائِها حقوقَها كاملةً، ويصدر أوامرَ بعدمِ تجوالِها في أنحاءِ الجسدِ إلَّا في حدودِ نظامِ وقوانين الذَّاتِ وحدودِ تجوالِها (وإنَّ لنفسِك عليك حقٌّ).


وتحدَّثْنا عن الهوى وهو شعورٌ إلى ما تحبُّ تحقيقَه من مطالبَ وحاجاتٍ، أو متعٍ، ولذَّاتٍ وشهواتٍ، أو عواطفَ وانفعالاتٍ، وقدْ يكونُ ما تهواه شرًّا لها أو أذى أو ضررًا مع ذلك تحبُّ وتفضِّلُ تحقيقَه وتسعى لذلك.


ووصلْنا إلى التَّعرُّفِ على العدوِّ الأساسيِّ؛ ألا وهو الشَّيْطانُ، وسنتعرَّفُ عليه بالتفصيلِ.


معلوماتٌ مهمَّةٌ يمكنُ الاستفادةُ منها للمحورِ الرابعِ:

وتحدَّثْنا أنَّ إبليسَ من الجنِّ وليسَ من الملائكةِ، وكانَ إبليسُ مثلَهم مأمورًا بالسُّجودِ، لكنَّه رفضَ وعصى وتمرَّدَ، وكانَ ذلك بسببِ استعلائِه واستكبارِه كما تعرَّفْنا على أسلحةِ الشَّيطانِ فيشاركهم في أولادِهم وأموالِهم، فالأموالُ من الحرامِ والأولادُ لا يراعون منهجَ اللهِ في الزَّواجِ والتَّناسُلِ.


وللعلمِ: القلبُ كالحصنِ، وعليه أسوارٌ، وفيه نوافذُ، وساكنُه العقلُ، والملائكةُ تتردَّدُ عليه وإلى جانبيه ربضٌ فيه الهوى والشَّياطين، والحربُ قائمةٌ بينَ أهلِ الحصنِ وأهلِ الرَّبضِ، وهذا الحصنُ مستنيرٌ بالذِّكرِ، واعلمْ أنَّ الشيطانَ لا يدخلُ إلَّا على القلبِ الخالي من الذكرِ والتَّقْوى والإخلاصِ واليقينِ.

 

أمَّا عن مراتبِ الإغواءِ:

1- الكفرُ والشِّركُ، ومعاداةُ اللهِ عزَّ وجلَّ فإذا ظفرَ وصلَ إلى مُبْتغاه.


2- البدعةُ وهي أحبُّ إليه من الفسوقِ والمعاصي؛ لأنَّ ضررَها في نفسِ الدِّينِ، وهي ذنبٌ لا يُتابُ منه.


3- الكبائرُ على اختلافِ أنواعِها؛ وهي 73 كبيرةً.


4- الصَّغائرُ.


5- إشغالُه بالمباحاتِ التي لا ثوابَ، ولا عقابَ، بل عاقبتُها فواتُ الثَّوابِ.


6- يشغلُه بالعملِ المفضولِ عن الفاضلِ وإن أعجزَه بعدَ كلِّ هذا سلَّطَ عليه حزبَه من الإنسِ والجنِّ.


7- وطرقُه في الإضلالِ:

- تزيينُ الباطلِ.


- تسميةُ المعاصي بأسماءَ محبّبةٍ.


- تسميةُ الطَّاعاتِ بأسماءٍ منفِّرةٍ.


- دخولُه إلى النَّفْسِ من أحبِّ الطرقِ إليها.


- إظهارُ النُّصْحِ للإنسانِ.


- الاستعانةُ بشياطينِ الإنسِ والجنِّ.


أمَّا مداخلُ الشَّيطانِ فأوَّلُها الجهلُ، يتلوه الغضبُ، ثمَّ البخلُ والكِبْرُ، إضافةً إلى ذلك الرِّياء والعُجب والجزع والهلع.

 

وفي الختامِ:

تعرَّفْنا إلى القلبِ وحديثِ النَّفسِ، وأنَّ الخواطرَ تدبُّ في القلبِ، وأنَّ منطقةَ حديثِ النَّفسِ كائنة في قلبِ كلِّ إنسانٍ، وأنَّ الرّكنَ الأوَّلَ من منطقةِ حديثِ النَّفسِ النَّازعانِ؛ وهما اثنانِ: الأوَّلُ ويسمَّى نازعَ الخيرِ وفطرةَ الإنسانِ، ومبعثَ التَّقوى والإيمانِ، والثاني: يسمَّى نازعَ الشرِّ والهوى، وهو مبعث الفجورِ والعصيانِ في الإنسانِ.


واللهُ عزَّ وجلَّ ابتلى الإنسانَ بإيجادِ نازعَيْن في النَّفسِ: أحدُهما للفجورِ، والآخرُ للتَّقْوى، وأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ألهمَهُ التَّقوى والتَّوبةَ والاستغفارَ، أمَّا إلهامُ الشرِّ فهو من الشَّيطانِ، وهوَ النَّفْسُ الأمَّارةُ بالسُّوءِ.


فحينَ تتملَّكُ النَّفْسُ الأمَّارةُ بالسُّوءِ يكونُ لها سلطةٌ على الإنسانِ أقوى من سلطةِ الشَّيطانِ، والآنَ نسألُكِ بصدقٍ وصراحةٍ:

- هلْ وقفتِ أيَّتها المرأةُ وقفةً معَ نفسِكِ؟


- هلْ سألتِها يومًا: ماذا تريدُ؟


- هلْ سألتِ نفسَكِ: من أنتِ؟ وما هي هُوِيَّتُكِ؟ وما هي وظيفتُكِ؟ وما هدفُكِ في الحياةِ؟


- هلْ سألتِ نفسَكِ مرَّةً واحدةً وقلتِ: هلْ نلتُ السِّعادةَ التي أريدُ؟


- ألمْ تلاحظي حالةَ الاكتئابِ التي أحاطتْكِ؟ لِمَ لا تحرّكين ساكنًا لكي تُغيِّري حياتِكِ؟


- هلْ لا حظتِ أنَّكِ تكبرين يومًا بعدَ يومٍ، وأنَّ الزّمنَ يسيرُ سريعًا فتقولين إلى أينَ المسيرُ؟


- هلْ جهَّزتِ نفسَكِ ليومِ المصيرِ؟


- هلْ جهَّزتِ إجابتَكِ للمولى العليِّ القديرِ؟


- ماذا ستجيبينَ بعدَ أنْ عرَفتِ ما أنعمَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليك وأكرمَكِ بجميعِ النِّعَمِ؟


- قفي الآنَ وقفةً معَ نفسِكِ للإجابةِ عن هذهِ الأسئلةِ


أولًا: ما هدفُكِ في هذهِ الحياةِ؟

ما هُوِيَّتُكِ الحقيقيَّةُ كإنسانٍ؟


ما وظيفتُكِ في هذهِ الحياةِ القصيرةِ؟


وهل أدَّيتِها كما يحبُّ اللهُ ويرضى؟


ثانيًا: هلْ جلسْتِ معَ نفسِكِ مرَّةً وسألتِها: ماذا تريدُ هذهِ النَّفْسُ التي بينَ جنبيكِ؟

وهل تعرَّفتِ عليها وعلى أسرارِها وأهوائِها؟


ثالثًا: ماذا أريدُ؟ وأنا لمن أنتمي؟

- هلْ تريدينَ أنْ تولدي من جديدٍ؟


- وهل سألتِ نفسَكِ: كيفَ أولدُ من جديدٍ؟


- وهلْ يمكنُني بعدَ هذا العمرِ أنْ أعيدَ ولادتي من جديدٍ؟


- متى يكونُ التَّغييرُ؟ وهل فاتَ الأوانُ؟


- وما هوَ التَّغييرُ؟ ولماذا التَّغييرُ؟


التَّغييرُ: هوَ التَّحوُّلُ منْ حالةٍ إلى حالةٍ أخرى.


هلْ التَّغييرُ ظاهرةٌ طبيعيَّةٌ؟


وهلْ التَّغييرُ ضرورةٌ لهذهِ الحياةِ؟


نعمْ التَّغييرُ ظاهرةٌ طبيعيَّةٌ وضرورةٌ لهذهِ الحياةِ.


الجسمُ يتغيَّرُ وخلاياك شئتِ أمْ أبيتِ في عمليَّةِ تغييرٍ مستمرٍّ.


الزَّمنُ: يتغيَّرُ وهو ظاهرةٌ طبيعيَّةٌ.


فالزَّمنُ هوَ وحدةُ الحركةِ بين جسمينِ متحرّكينِ: القمر والأرض، والشَّمس والأرض.


لذا الزَّمنُ متغيِّرٌ بسننِهِ الكونيَّةِ والجسدُ متغيِّرٌ، والأصلُ أنَّ الإنسانَ في نعمةٍ.


أولًا: فاقدُ الشَّيءِ لا يعطيهِ.


ثانيًا: متى يكونُ التَّغييرُ؟


ثالثًا: أينَ يكونُ التَّغييرُ؟


هلْ يكونُ التَّغييرُ بأنفسِكم؟

كيفَ يكونُ التَّغييرُ؟


بمعرفةِ أنَّ الفطرةَ السَّليمةَ هي (التَّلقي والاستفهام).


وأسئلتُها: ماذا؟ لماذا؟ متى؟ أينَ؟ وكيفَ؟


ولا تكونُ إلَّا عن طريقِ العلمِ والمعرفةِ.


لذلك أختي المسلمة، أدعوك أن تسمعي بأحاسيسِك الدَّقيقةِ ومشاعرِك الجيَّاشةِ إلى كلِّ ما يحبُّه اللهُ ويرضاه منك بذلك تفوزين بالطُّمَأْنينةِ؛ إذ تشعرين أنَّ اللهَ القويَّ معك وعودي بعقلِك وإحساسِك للانتماءِ لمعرفةِ التَّكليفِ وفهمِ الكلامِ المشتملِ عليه، ولا بدَّ من معرفةِ أهمّ القواعدِ الأساسيَّةِ للاستماعِ:

التحضُّرُ البدنيُّ للقراءةِ – التَّأنِّي والهدوءِ – القراءة بذهنٍ منفتحٍ وصدرٍ رحبٍ – كبح الأنا والتَّحلِّي بالشَّجاعةِ اللازمةِ لنقدِ النَّفْسِ الأمَّارةِ بالسّوءِ – التّركيز على الكلماتِ للوصولِ إلى مفهومِ الفكرةِ – التفكُّر في أوامرِ اللهِ ونواهيه – تحديد مسارِ الشخصيةِ مع رجاءِ تحقيقِ (اللهُ – أنا – الآخرين).

 

المحورُ السادسُ:

الحمدُ للهِ الذي أنعمَ علينا بنعمِه الجليلةِ، ومنها الفكرُ المدركُ للمعرفةِ والإرادةُ الممكّنةُ في حريّةِ الاختيارِ، والحواسُّ الظاهرةُ والباطنةُ، والرِّزقُ والصحةُ، وتسخيرُ المسخَّراتِ في الكونِ؛ كالشَّمسِ والقمرِ والنُّجُومِ والبحارِ والأنهارِ والجبالِ واللَّيلِ والنَّهارِ والأنعامِ والمراكبِ وغيرِها، واصطفى لنا الدِّينَ، وبعثَ لنا الرُّسُلَ الأكرمين وخاتمَهم سيِّدَنا محمَّدًا عليه أفضلُ الصلاةِ والتسليمِ، وأنزلَ القرآنَ الحاويَ ما فيه هداية البشرِ، وإرشادهم إلى الصراطِ المستقيمِ لأجلِ سعادتِهم العاجلةِ والآجلةِ، وما أعدَّ اللهُ للمؤمنين المتَّقين من جنَّاتِ النَّعيمِ يدخلونها يومَ الدِّينِ بفضلِ اللهِ تعالى ورحمته بهم، ومنها عفوُه وغفرانُه.


هذا وقد أكَّدَت نصوصٌ كثيرةٌ أنَّ الصِّراطَ المستقيمَ واحدٌ لا تعدُّدَ فيه، وهو الدِّين الذي بيَّنَه اللهُ لآدمَ عليه السلامُ ولسائرِ النَّبيِّين والمرسلين من ذرِّيَّتِه.


ونظرًا إلى وحدةِ صراطِ اللهِ لعبادِه جعلَ أتباعَ جميعِ الرُّسلِ أمَّةً واحدةً تتلاحقُ مواكبُها بقيادةِ المرسلين حتَّى خاتمةِ الرِّسالاتِ الربانيَّةِ التي جعلَ اللهُ قائدَها محمَّد بن عبدِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلّمَ.


لكنَّ أهواءَ الناسِ هي التي كانَت السببَ في التفرُّقِ والتمزُّقِ إلى فرقٍ وأحزابٍ شتَّى.


فأعداءُ النَّفْسِ من الخارجِ والدَّاخلِ ولا يمكنُ لهذا الإنسانِ الدِّفاع عن نفسِه إلَّا بمعرفةِ العدوِّ، ولقدْ تعرَّفْنا سابقًا على القلبِ والنَّفسِ والعقلِ والحواسِّ، والسببُ في انحرافِ الإنسانِ عن الصراطِ المستقيمِ، وتعرَّفْنا على كيدِ إبليسَ حينَ شطنَ عن رحمةِ اللهِ فأصبحَ ملعونًا مرجومًا، والشَّيطانُ في حياةِ الإنسانِ لا يعدو أنَّه مخلوقٌ باستطاعتِه أنْ يوسوسَ في صدرِ الإنسانِ بالشرِّ ويُزيِّنَ له ارتكابَ الخطيئةِ، ثمَّ إنَّ الإنسانَ هو الذي يرتكبُ الخطيئةَ بإرادتِه الحرَّةِ، ويعتبرُ مسؤولًا عنها مسؤوليةً تامَّةً.


وتحقَّقْنا أنَّ الشَّيطانَ ليسَ له سلطانٌ على حياةِ الإنسانِ ولا على إرادتِه إلَّا مَنْ سلَّمَ قيادةَ نفسِه للشيطانِ، وتبعَه مختارًا لنفسِه طريقَ الغوايةِ.


ووجودُ الشَّيطانِ في حياةِ الإنسانِ اقتضَته حكمةُ التَّوازنِ بينَ طرفَي الخيرِ والشرِّ في امتحانِ إرادةِ الإنسانِ؛


ومن ثمَّ وصلْنا إلى أهمِّ أمرٍ وهو تحديدُ الأهدافِ.


ولكي أحدِّدَ هدفي عليَّ أوَّلًا معرفةُ معنى الهدفِ: وهو ما يسعى الإنسانُ لتحقيقِه برسمِ غايةٍ عُلْيا للوصولِ إليه، وهو الموجِّهُ لسلوكي على الصِّراط ِالمستقيمِ، وهو النتيجةُ النهائيةُ التي أحاولُ الوصولَ إليها، وهو المرشدُ لسلوكٍ معيّنٍ أودُّ الوصولَ إليه من خلالِ رسمِ طريقٍ للسَّيرِ عليه لأصِلَ لقيادةِ نفسي على الطريقِ المستقيمِ.

 

ذلك كانَ لا بدَّ من وضعِ شروطٍ لوضعِ الأهدافِ:

- أنْ يكونَ الزَّمانُ محدَّدًا.


- أنْ يكونَ واقعيًّا.


- أنْ يكونَ قابلًا للتحقيقِ.

 

أمَّا تحديدُ الأولويَّاتِ فيكونَ:

- ترتيبُ الأولويَّاتِ والبدءُ بالأهمِّ فالأهمِّ.


الاقتداءُ بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلّمَ.


ترتيبُ الأولويَّاتِ سُنَّة ربَّانيَّة.

 

مفاتيحُ تقودُكِ للنَّجاحِ:

من خلالِ معرفةِ الحقوقِ والواجباتِ.

الأوَّلُ: الإيمانُ.


الثاني: الإرادةُ.


الثالثُ: أنْ يكونَ لديك طموحٌ.


الرابعُ: أنْ تحدِّدي هدفَك.


الخامسُ: تمرَّني لكي يصبحَ لديك مهارةٌ.


السادسُ: تطبيقُ ما تعلَّمْتِ.


السابعُ: المرونةُ وقوَّةُ الليونةِ.


الثامنُ: الصَّبْرُ.


التاسعُ: تحكُّمٌ في ضبطِ النَّفْسِ.


العاشرُ: تعرَّفي على السَّعادةِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • واجباتك في العقيدة
  • الدور التربوي للمسجد
  • القيم المقترحة للمرحلة الإعدادية
  • تعدد الزوجات
  • من هم أهل الحديث؟ وما هي عقيدتهم؟

مختارات من الشبكة

  • ملخص كتاب كيف تقرأ كتابا: الطريقة المثلى للاستفادة من القراءة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • ختام دورة: كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف تقود نفسك للنجاح في الدنيا والآخرة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ملخص كتاب: كيف يكون قلبي سليما؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تزيل الهموم والغموم والقلق والأكدار؟ (ملخص كتاب "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة" للشيخ عبد الرحمن السعدي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لبحث: كيف نقدم لأطفالنا إعلاما هادفا؟(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • إشكالية اختيار الثغر: كيف يجد الشاب المسلم دوره في نصرة دينه؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قراءات اقتصادية (65) رأس المال في القرن الحادي والعشرين(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • أذكار المساء والصباح (تلخيص كتاب "الأذكار" للإمام النووي (ت/676 هـ))(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قراءة في كتاب الموجز في تاريخ البلاغة لمازن المبارك: ملخص لأهم معطيات الكتاب(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي
  • مسلمو ألميتيفسك يحتفون بافتتاح مسجد "تاسكيريا" بعد أعوام من البناء
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية
  • مدينة كلاغنفورت النمساوية تحتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد
  • اختتام مؤتمر دولي لتعزيز القيم الأخلاقية في مواجهة التحديات العالمية في بلقاريا
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/5/1447هـ - الساعة: 14:34
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب