إدمان المواقع الإباحية

إدمان المواقع الإباحية

تُعَدُّ مقاطع الأفلام الإباحية نوعًا من وسائل الترفيه عند بعض الشباب والفتيات، وهي عبارة عن مشاهد جنسية فادحة أو مبالغ فيها بهدف إثارة المُشاهد جنسيًّا، وقد حرم الله سبحانه هذا السلوك وأمر عباده بالغضِّ من أبصارهم، وإقصار الطَّرف عن كلِّ ما حرَّمه الله تعالى، قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 30، 31]، وقال صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ))؛ رواه البخاري، وغاية هذا التوجيه أنْ يحفظ المرء نفسه من الانسياق وراء الشَّهوات والنَّزوات التي تُفضي به إلى الوقوع في الفاحشة.

والأفلام الإباحية، هي مقاطع مصورة لأشخاص يقومون بممارسة الفاحشة من زنا أو لواط من خلال مقطع فيديو، أو بث مباشر، أو ما شابه ذلك، أما مفهوم إدمان المواقع الإباحية هو الرغبة الشديدة وغير المسيطر عليها لمشاهدة المواد الإباحية، ويشكل هذا الإدمان مشكلة حقيقية على الفرد والمجتمع، خاصة أن الوصول إلى المواد الإباحية أصبح متاحًا بسهولة في عصر الإنترنت؛ لهذا لا بد من معرفة ما العوامل والأسباب المؤدية إلى إدمان المواد الإباحية؟ وكيف نعالج هذه المشكلة وكيف نتخلص منها؟

إن هذا النوع من الإدمان يؤدي بصاحبه إلى ضعف مراقبة الله سبحانه والتجرُّؤ على محارمه، وتدهور العلاقات الاجتماعية والشخصية، وإلى تكرار المشاهدة وقضاء أوقات طويلة بشكل يومي في مشاهدة المقاطع الإباحية، وقد يصاب صاحبه بتقلُّبات مزاجية وشعور بالذنب والخجل عند المشاهدة، وشعور بالتوتر والقلق وقلة النوم بسبب الإدمان.

وعند البحث عن أهم أسباب إدمان الشباب والفتيات للمواقع الإباحية نجد التالي:

• سهولة الوصول؛ حيث إن هذه المواد تتوفر بسهولة عبر الإنترنت والأجهزة الذكية؛ مما يزيد من التعرُّض لها.

• ضعف الوازع الديني، وقلة مراقبة الله، وسوء التربية من قبل الوالدين.

• عند مشاهدة هذه المواقع تبدأ هذه المواد بتحفيز الدماغ لإفراز الدوبامين، وهو هرمون يسبب الشعور بالمتعة؛ مما يجعل الفرد يرغب في تكرار المشاهدة للحصول على نفس الشعور.

• قد يلجأ بعض الأفراد إلى المواد الإباحية كوسيلة للهروب من المشاعر السلبية أو من المشاكل الأسرية.

• التعرض مسبقًا للاعتداء الجسدي أو الجنسي في الصغر.

• الصحبة السيئة، وتبادل المقاطع والروابط بين الأصدقاء.

• الحديث بها في المجالس، وذكر القصص والمغامرات والتنافس على إرسال مثل هذه المقاطع بين الشباب والفتيات.

ولعلاج هذه المشكلة، علينا أولًا أن نتقي الله سبحانه ونقوي إيماننا به، وأن نبتعد عن أسباب غضبه بما في ذلك مشاهدة المقاطع الإباحية، وأن نحدد الأسباب التي تدفع الشباب والفتيات لهذا السلوك سواء كان نفسيًّا أو اجتماعيًّا أو صحيًّا، ثم تجنبها وعلاجها، وأنصحكم بالتالي:

• ملء وقت الفراغ بأنشطة مفيدة وممتعة، مثل: ممارسة الرياضة، قراءة الكتب، الاهتمام بالهوايات وتنمية القدرات.

• تجنب العزلة لأنها تزيد من خطر الوقوع في المعاصي؛ لذا على الشاب المسلم أن يكون اجتماعيًّا، ويقضي وقتًا مع الأهل والأصدقاء.

• إذا كان الشخص غير قادر على التغلُّب على إدمان الإباحية بمفرده، يجب عليه طلب المساعدة من أهل العلم والخبرة والاختصاص، سواء كانوا من العلماء أو الأطباء النفسيين، والذين يمكنهم تقديم الدعم النفسي والمعنوي.

• التوبة النصوح إلى الله والمسارعة إلى الاستغفار من الذنوب من أهم الأمور التي تُعين على ترك الإباحية والرجوع إلى الله.

• الإكثار من الدعاء إلى الله بأن يعين على ترك هذا السلوك السيئ والثبات على الحق.

• حذف جميع المقاطع الإباحية من الأجهزة الإلكترونية والابتعاد عن مصادرها.

• الابتعاد عن الأماكن التي تُعرض فيها المواد الإباحية، مثل: بعض التطبيقات والمواقع الإلكترونية أو بعض القنوات الفضائية، والأفضل حذفها نهائيًّا من جميع الأجهزة.

• تعلم كيف تتحكم في الرغبات والشهوات والابتعاد عن المثيرات التي قد تدفع الشخص إلى مشاهدة الإباحية.

• قد يشعر الشخص بأعراض انسحابية عند تركه للمقاطع الإباحية، مثل القلق والاكتئاب، وهنا يجب عليه التحلي بالصبر والذهاب إلى الطبيب لمساعدته.

• يجب على الشخص ألَّا ييأس إذا انتكس أو عاد إلى مشاهدة الإباحية، بل يجب عليه أن يستمر في محاولة التغلب على الإدمان، وأن يثق برحمة الله وقدرته على الشفاء.

• لا تستخدم الإنترنت إلا لهدف معين، مثل: الاتصال بالبريد، أو البحث عن كتاب معين، أو شراء أغراض محددة؛ لأن الفراغ قد يسحبك لزيارة موقع إباحي.

• حاول التعرف على المحفزات التي تدفعك لمشاهدة المواد الإباحية، مثل شعورك بالملل أو التوتُّر أو الإجهاد، أو للتعامل مع ضغوط الامتحانات، وطوِّر وسائل صحية أخرى بديلة للتعامل مع هذه المحفزات.