أسرار التفوق الدراسي

أسرار التفوق الدراسي

♦ تحبيب العلم إلى الطفل، فلكون الطفل تلك النبتة الصغيرة، أو لنقُل: الصفحة البيضاء، لذلك يمكن اغتنام فرصة صغره لتوجيهه لأفضل ما يمكن من آفاق، ونضع أمامه قدوة ناجحة في مجال العلم أو الدراسة كأحد الأقارب مثلًا، ونوضِّح له أن العلم والدراسة طُرق يتخذها الناس الواعية والشخصيات الراقية والقدوات في المجتمع.

♦ تَحبيبه في الكتابة وتعليمه إياها من حين لآخر، ويكون كل ما ذكرناه قبل دخوله المدرسة، وصنع رُوح المنافسة لديه.

♦ عند دخول الطفل للمدرسة، ولنقل: القسم تحديدًا، فيمكن التركيز على أن يجلس مع أو بقُرب مَن هو أذكى وأحب للدراسة منه.

♦ إشعاره بأهمية المنافسة وتحقيق المرتبة الأولى، وضَخ جرعات من التشجيع فيه، ومحاولة جعله يذوب في عجلة ودائرة: أعيش وألعب وأسعد دائمًا ما دمت ملتزمًا بدراستي محبًّا لها.

♦ التحفيز دون مبالغة، فكم هو جميل تحفيز الطفل؛ لأنه يُحقق نتائج وعلامات إيجابية في الفصل، ولكن لا بد أن يكون الأمر مدروسًا وغير مبالغ فيه.

♦ يمكن شراء بعض الأشياء التي تناسب سنَّه، وسيشعر أن ما يقوم به أمر مهم، وتزيد ثقته بنفسه، وهذه الأمور من شأنها أن تتركه يركِّز أكثر على معاودة الكَرَّة، وعند تحقيق نتائج أفضل يمكن مفاجأته بالهدية، ولا بد من تفادي وعده بها وعدم الإيفاء بالوعد.

♦ مكافأته بعطلة صيفية، فالطفل يحتاج منَّا أيضًا إلى مراعاة لإعادة شحن بطارياته؛ نظرًا لما بذله من مجهودات أثناءفترة الدراسة، لذا يمكن أخده مثلًا للبحر أثناء فترة الصيف؛ ليشعر بمدى ما حقَّق وقيمة الحياة، ثم إن البحر مكان رائع يجدِّد فيه الطفل طاقته، ويستريح من روتين السنة الدراسية، وفي نفس الوقت يستغل الفرصة؛ لتعلُّم مهارات ورياضة جديدة وهامة، ألا وهي السباحة مما يزيد من ثقته بنفسه، وبعدها يشتعل حماسه وتزداد رغبته للرجوع لمقاعد الدراسة.

♦ تطوير التفكير الإبداعي لدى الطفل، فيمكن تطوير طريقة تفكير الطفل، والعمل على تنمية الإبداع لديه، بالاعتماد على بعض مِن الآليات والتقنيات المساعدة على ذلك: كقراءة القصص الصغيرة التي تمزج بين المتعة والتشويق، واختيار القصص التي تحمل معها رسومات بألوان تجلب الطفل لربط الحدث مع الصورة، ومن الأحسن اختيار تلك القصص التي تهدف لرفع رُوح التحدي وزرع الثقة والإرادة لديه، ومن شأن العملية تحبيبه في المطالعة ورفع مستواه الثقافي والفكري موازاةً ببرنامجه الدراسي.

الطفل والراحة النفسية:

تلعب الراحة النفسية للطفل دورًا مهمًّا في نجاحه، سواء داخل القسم وخارجه، فعلى الأولياء محاورة ابنهم لمعرفة ما يدور في ذهنه، أو ما يزعجه أو يخفيه في محيطه، مع الحرص على راحته النفسية داخل المدرسة والقسم، والاتصال شبه المتواصل مع المربي أو المدرس للوقوف على النقائص وتصحيحها، وإشعاره بأن المنظومة كاملةً تسعى لنجاحه، وتقدِّر حجم طموحه وشغفه.

وللمعلم دورٌ مهم:

يلعب المدرس أو المعلم - وقد نقول: حتى المربي - دورًا مهمًّا في نجاح وتفوُّق الطفل في دراسته، ذلك أنه يُعد قدوة أمامه، ومن المهم عدم الضغط أو تخويف الطفل من قبل المدرس، فلا بد أيضًا ألا يشعر بأنه أقل من زملائه في شيء، ولا بأس أن يشجعه ويشعره أنه مهم وفعال، ويمكن أن يقدِّم أفضل في كل المواد.

عدم الحكم المبكر على المدرس:

لكل معلم أو أستاذ طريقةٌ في التدريس، وشخصية تنفرد أو ينفرد بها عن أي زميل، وبالتالي سيكون لزامًا على التلميذ المحب للتفوق والنجاح التعامل مع الأمر، والمرونة في التعامل مع الطريقة التي يحبها المدرس، والالتزام بالأدب والأخلاق أولًا وقبل كل شيء، وتحديد أهم النقاط والسلوكيات التي يحبها المدرس، لمراعاتها وتفادي الخروج عن الإطار أو الطريقة التي تساعد المدرس في توصيل أفكاره أو برنامجه.

التلميذ وضرورة الإرادة والانضباط:

بعض العوامل على بساطتها تلعب دورًا مهمًّا في عمل تفوق ونجاح التلميذ في الدراسة، والاستمرار في التعلم والتقدم، فالإرادة وقوة اشتعالها، والرغبة في إنهاء السنة بنتائج مرضية للصعود للسنة المقبلة، شيءٌ مهم في العملية.

يكون الفضول الآتي من حب الدراسة دافعًا لاستطلاع الفصول المقبلة والسنوات الآتية، في حين أن الانضباط في حضور الدروس ومتابعة الدروس أمرٌ لا بد منه، كما يلزم المراجعة والقيام بالواجبات المنزلية، ومحاولة فهم كل شيء يدرس.

النتائج مهمة ولكن الاستفادة أهم:

من الممكن لأي تلميذ يعي الدرس أو المحور جيدًا - أن يحصِّل نتائج إيجابية، ولكن هذا ليس مربط الفرس الوحيد؛ إذ إن الحرص على الفهم والوعي، وإدراك المعلومات أمر مهم، فمن المهم أن يصل التلميذ لربط ما درس في القسم بواقعه، أو ببرنامج مفيد ليعي أكثر!

♦ من شأن مطالعة الكتب وسؤال المتعلمين مساعدة التلميذ في رحلته الدراسية، ثم إن ربط التلميذ بما يدرسه في القسم بواقعه وحياته، أمر مهم دال على أن الدراسة تلعب دورًا مهمًّا في حياته، ودليل على أنه يحبها، فلم يتركها في ساحة المدرسة، بل حاول التنقل بها في جميع ميادين حياته، ويكون الأمر أو العملية، ليس على حساب صفائه وراحته النفسية، بل يأخذ الأمر من جانب الترويح والتسلية أكثر.

الاقتناع بإمكانية التمكن وإدراك كل المواد:

من المهم جدًّا أن نقنع الطفل أو التلميذ، ونفهمه أن بإمكانه فَهْم وإدراك، والتفوق في كل المواد، ليس هذا فقط، بل وجب تنبيهه؛ لأنها كلها مفيدة ومهمة في حياته ومستقبله، لذا وجب الحرص على التواصل مع المعلم، للتأكد من تمام العملية مثلًا، وكذا التأكد من أن مَن يجالسهم في القسم لا يزرعون فيه أفكارًا سلبية وانهزامية.

♦ المرافقة المستمرة والمتابعة مهمة للطفل أو التلميذ، في حين يمكن أو يجب الحرص الدائم على عدم وجود نوع من الضغط الزائد عليه.

تقنيات الحفظ والمراجعة:

جميل ومهم أن يكون التلميذ مهتمًّا ومركزًا على الاتصاف بصفة متابعة الدروس ومراجعتها، وعدم جعلها تتراكم عليه، وللحفظ والمراجعة تقنيات نذكر بعضًا منها:

• الخرائط الملونة مثلًا تزيد من نسبة استيعاب مادة مثل الجغرافيا؛ نظرًا لما تلعبه الصورة الملونة من تأثير سلس يستقبله العقل، ويتذكره أكثر، مع اختيار المكان والزمان المناسب حسب الحالة والمزاج للتلميذ، وسؤال الأصدقاء أو الأستاذ عن أهم الأمور التي لا بد من تسجيلها دائمًا.

• عند المراجعة أو الحفظ من الأفضل وضع رسم تخطيطي ذهني مجرد لكل شيء تراجعه، وتفكر فيه؛ ذلك أن ربط الفكر وبرسم تجريدي سيسهل من عملية التذكر.

كانت هذه بعض التقنيات المساعدة على الإدراك والحفظ والمراجعة، والتي من شأنها مساعدة التلميذ في طريقه نحو التفوق أو النجاح.

الآباء ومراقبة النتائج والمسار:

اهتمام الآباء بمشوار ابنهم الدراسي أمر جميل ومهم في نفس الوقت، ولكن يمكن أن تراعى في العملية بعض النقاط التي من شأنها تعبيد وتسهيل طريق مواصلة المشوار بأمان، وإظهار أن نقاطه ونتائجه مهمة بالنسبة لهم، وجعله يأخذ أفضل النتائج، من خلال تفادي إظهار فرحة كبيرة لما يأخذ أصدقاؤه علامات أكبر منه. وعندما يأخذ أفضل العلامات يحسُن تشجيعه بهدايا تليق بسنِّه، وإشعاره دائمًا بأن بإمكانه التفوق وأخذ أُولى المراتب في الصف على طول السنين.