• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من فضائل شهر رمضان ووجوب صيامه رقم (2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    التوبة واستقبال رمضان (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    اسم الله تعالى العليم (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام متفرقة في الصيام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    من أقوال السلف في الصيام
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تنبيه الصائمين بالعناية بالمساجد وكتاب رب ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    أهلا ومرحبا برمضان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر
    السيد مراد سلامة
  •  
    لا تر الناس أنك تخشى الله وقلبك فاجر
    السيد مراد سلامة
  •  
    الصيام وأقسامه
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    أعظم سورة في القرآن
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    أحكام الدية (خطبة)
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    من صفات عباد الرحمن: قيام الليل (خطبة)
    محمد بن أحمد زراك
  •  
    من فضائل شهر رمضان ووجوب صيامه (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    منهج الإمام يحيى بن سعيد القطان في توثيق الرواة ...
    أ. د. طالب حماد أبوشعر
  •  
    جذور طرائق التدريس الحديثة في الهدي النبوي ...
    هبة أحمد مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر)

الشيخ محمد حامد الفقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/2/2015 ميلادي - 21/4/1436 هجري

الزيارات: 208834

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قول الله تعالى:

﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ﴾ [البقرة: 34]

 

قول الله تعالى ذكره: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34].

 

قال الراغب في المفردات: "السجود أصله التطامن والتذلل، وجعل ذلك عبارة عن التذلل لله وعبادته".

 

وقال القرطبي: معنى السجود في كلام العرب: التذلل والخضوع، وعين ساجدة؛ أي: فاترة عن النظر... ثم ذكر كلامًا فيه حديث معاذ بن جبل وسجوده للنبي صلى الله عليه وسلم عند عوده من الشام ورؤيته الذين يسجدون للقسيسين والبطارقة، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

 

ثم قال القرطبي: وهذا السجود المنهي عنه قد اتخذه جُهَّال المتصوفة عادة في سماعهم عند دخولهم على مشايخهم، واستغفارهم، فيرى الواحد منهم إذا أخذه الحال - بزعمه - يسجد للأقدام؛ لجهله؛ سواء أكان للقبلة أم لغيرها لجهلهم، ضل سعيهم، وخاب عملهم. اهـ.

 

وقد ذكر الله تعالى السجود في عدة مواضع من القرآن: في هذه القصة هنا وفي سورة الأعراف والحجر والإسراء والكهف وطه و ص، وقال في سورة الرعد: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [الرعد: 15]، وقال في سورة النحل: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل: 49]، وقال في سورة الحج: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل: 49]، وقال في سورة الرحمن: ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ [الرحمن: 6] وقال في سورة البقرة والنساء والأعراف آمرًا بني إسرائيل: ﴿ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ﴾ [البقرة: 58]، فالسجود في كل هذه الآيات ليس هو المعروف بالاصطلاح الشرعي من وضع الجبهة على الأرض، فإنه ليس لكل ما في السموات والأرض؛ ولا للنجم - الذي هو ما لا ساق له من النبات حين يطلع - والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب: أعضاء كأعضاء الإنسان منها الوجه الذي تسجد به وتضعه على الأرض لربها، كما أنه لا يمكن أن يكون المراد منه فيما أمر الله به بني إسرائيل عند دخول قرية بيت المقدس: وضع جباههم على الأرض؛ لأن ذلك لا يتأتَّى معه دخول القرية والمشي، وكذلك ما في الصحيحين من حديث أبي ذر: ((إن الشمس تذهب كل يوم فتسجد تحت العرش))، لا يُفهم منه السجود الذي يكون من الإنسان على وجهه؛ فليس للشمس ما للإنسان من أعضاء يكون منها الوجه، فكذلك - والله أعلم - نفهم سجود الملائكة؛ التي نعلم يقينًا أن خلقها ليس كخلق الإنسان، وأنها ليس لها أعضاء كأعضاء الإنسان: أنه ليس كسجود الإنسان على وجهه، وإنما هو من جنس سجود الشمس والقمر والنجوم والجبال، والشجر والدواب وغيرها مما في الأرض والسموات يسجد لله طوعًا وكرهًا، وظلالهم بالغدو والآصال.

 

فهو إما سجود بالمعنى اللغوي: التطامن، والذل والخضوع، وتمام الاستسلام والانقياد والطاعة.

 

وإما: من الأشياء التي جاء الخبر الصادق بها من المغيبات التي لا تدركها حواسنا، ولا تقع تحت بصرنا ومشاهدتنا، نؤمن بها على ما وردت، ونسلم حقيقة معناها وكيفياتها إلى الله سبحانه علام الغيوب القادر على كل شيء، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.

 

فيكون ما فرعوا به من أن السجود كان لله وآدم قبله، أو كان لآدم للتحية والإكرام، والعبادة لله بطاعة أمره لا لآدم، وغير ذلك مما فرَّعوه على فهم معنى سجود الملائكة أنه كسجود الإنسان يخرُّ لوجهه وذقنه؛ ويضع جبهته على الأرض. يكون كل ذلك.

 

- والله أعلم - لا محل له، وإطالة للقول في غير مجاله.

 

ثم نقول وبالله التوفيق: لما أظهر الله سبحانه للملائكة فضل آدم بما أعطاه من نعمة العلم، وأبان لهم عن استحقاق آدم للاستخلاف في الأرض، وقيامه فيها وولده بما قضاه الله لهم وعليهم من مختلف الشؤون والأعمال، أمر الملائكة حينئذ أن يسجدوا لآدم، وأن يكونوا تابعين له ولبنيه فيما سيكون منه في هذه الخلافة من شؤون وأعمال دينية ومعاشية، وأن يكونوا جندًا لهم وعونًا لهم على القيام بما وظفهم الله فيه في هذه الحياة الدنيا.

 

فأجاب الملائكة كلهم أجمعون بالرضا والتسليم والطاعة، وسجدوا لآدم على ما أحب ربهم الذي أمرهم ومهد لهم طاعة الأمر بالكشف عن حال آدم؛ ومكانته السامية عنده؛ ومنزلته الرفيعة ﴿ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى ﴾ [البقرة: 34]، وامتنع عن السجود أشد الامتناع ﴿ وَاسْتَكْبَرَ ﴾ أن يخضع لأمر ربه ويطيعه لغلبة هواه وجهله وظلمه وحسده وبغيه، ﴿ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ الذين يحقرون نعمة الله فلا يشكرونها، ويغمطون الحق فلا تخضع نفوسهم له بعد ما تبين، وقال الله عنه: ﴿ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ [الكهف: 50].

 

وجَّه الله تعالى أمره الكريم إلى كل من كان حاضرًا ذلك الوقت، فاستجاب بالطاعة والتسليم، وقابل إبليس عدو الله وعدو نفسه الأمرَ بالاعتراض والإنكار بعد أن فهم تمام الفهم أن أمر الله موجه إليه كما توجه إلى الملائكة، وأنه لا يجد من ذلك الأمر مخلصًا إلا بالاعتراض بأنه خير من آدم؛ ومادتُه أفضل من مادته، ولو فهم أن الأمر كان موجهًا إلى جنس الملائكة فقط لكان ذلك أوضح عذر لإبليس اللعين، ولم يكن ثَمَّ ما يدعوه إلى ذلك التخلص من الطاعة بهذا الاعتراض الذي استحقَّ به اللعن والطرد الأبدي من رحمة الله هو ومن تبعه، وقد أوضح الله سبحانه ذلك كذلك؛ إذ قال: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ﴾ [الأعراف: 12] ، ﴿ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي ﴾ [ص: 75]، ﴿ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 32]، فإبليس توجه إليه الأمر بالسجود بلا شك ولا جدال، وهو من غير جنس الملائكة كذلك بلا شك ولا جدال؛ لأن الله قال: ﴿ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ﴾ [الكهف: 50]؛ ولأن الله سبحانه ذكر عن خلق الملائكة وطبائعهم أنهم: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ [الأعراف: 206]، ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 49، 50]، فغير جائز مع هذه النصوص الواضحة في شأن الملائكة أن يَفهم فاهم أو يخطر في بال أحد: أن إبليس كان من جنس هؤلاء الملائكة الموصوفين في الذكر الحكيم بهذه الصفات؛ التي تتنافى كل التنافي مع جبلة إبليس وطبعه وخلقه، وما يروى عن إبليس وعبادته، وأنه كان طاووس الملائكة وأشباه هذا؛ فلا نجد له في أنفسنا من الاطمئنان واليقين الذي تجده لكلام الله، فإنه ليس من قول الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم، وإنما هي أقوال أكثر ما فيها أن تكون إسرائيليات لا ترتفع أن نحمل بها هذه النصوص الواضحة من الذكر الحكيم ما لا تحتمل، ولا تعلو أن نجعلها حجة على أصدق الحديث وخير القول، والله الموفق.

 

قال العلامة المحقق ابن القيم رحمه الله: فإن الله سبحانه لما أمره بالسجود لآدم عليه السلام، كان في امتثال أمره وطاعته سعادتُه وفلاحه وعزه ونجاته، فسولت له نفسه الجاهلة الظالمة: أن في سجوده لآدم غضاضةً عليه وهضمًا لنفسه؛ إذ كيف يخضع ويقع ساجدًا لمن خُلِق من طين وهو مخلوق من نار، والنار بزعمه أشرف من الطين، فالمخلوق منها خير من المخلوق منه، وخضوع الأفضل لمن هو دونه غضاضة عليه وهضم لمنزلته.

 

فلما قام بقلبه هذا الهوس، وقارنه الحسد لآدم لما رأى ربه سبحانه قد خصَّه به من أنواع الكرامة؛ فإنه خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وعلَّمه أسماء كل شيء، وميزه بذلك عن الملائكة... - إلى أن قال -: فشقَّ الحسود قميصه من دبر، واشتعلت في قلبه نيران الحسد المتين، فعارض النص بالمعقول بزعمه، كفعل أولياؤه من المبطلين وقال: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]، فأعرض عن النص الصريح، وقابله بالرأي الفاسد القبيح، ثم أردف ذلك بالاعتراض على العليم الحكيم، الذي لا تجد العقول إلى الاعتراض على حكمته سبيلاً، فقال: ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 62]، وتحت هذا الكلام من الاعتراض: معنى: أخبرني لِمَ كرَّمْتَه عليَّ؟ وغور هذا الاعتراض: أن الذي فعلتَه ليس بحكمة ولا صواب، وأن الحكمة كانت تقتضي أن يسجد هو لي؛ لأن المفضول يخضع للفاضل، فلِمَ خالفت الحكمة؟... إلى أن قال: فجمع بين الظلم والجهل والكبر والحسد والمعصية، ومعارضة النص بالرأي والعقل، فأهان نفسه كلَّ الإهانة من حيث أراد تعظيمها، ووضعها من حيث أراد رفعها، وأذلها من حيث أراد عزها، وآلمها كلَّ الألم من حيث أراد لذتها، ففعل بنفسه ما لو اجتهد أعظم أعدائه في مضرته لم يبلغ منه ذلك المبلغ، ومن كان هذا غشَّه لنفسه فكيف يسمع منه العاقل ويقبل، ويواليه؟ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ [الكهف: 50] اهـ.

 

فيا مغرورًا بالأماني الكاذبة، هذا إبليس لُعِن وطرد من رحمة الله بتركه سجدة واحدة أمر بها، فأبى واستكبر، فكيف بك وأنت تأبى وتستكبر عن سجود في الصباح والعشي والغدو والآصال؛ والليل والنهار، فكيف بك وأنت تسمع داعي الفلاح ينادي: حي على الفلاح، فتعرض وتولي الأدبار؟ فكيف بك وأنت تسمع لداعي الهوى والشهوات واللهو واللعب، ويلبي قلبك نداءَهم وتستجيب كل جارحة فيك لدعائهم، ثم تزعم بعد هذا خادعًا مخدوعًا، غارًّا مغرورًا - أنك مسلم للملك القهار، كذبت والله ثم كذبت! وغررت بالأماني الباطلة التي يزينها لك حزب الشيطان أعداء الله وملائكته وكتبه ورسله؛ إذ حفروا لك الهاوية؛ وستروها عن عين قلبك بستر ﴿ لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ﴾ [البقرة: 80]، وغشوك بأوهام: ﴿ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾ [المائدة: 18]، وكبوك على وجهك بغرور ﴿ لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ﴾ [البقرة: 111].

 

أيها الخادع المخدوع، احذر ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ [المدثر: 42، 43]، أيها الغاش لنفسه، المصدق لعدوه، تنبَّه اسمع ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ ﴾ [المرسلات: 47، 48]، أيها الغر المفتون بالأماني، ما أوهى حجتَك، وأبطل عذرك لو عقلت وفقهت ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِين ﴾ [الروم: 31].

 

يا بن آدم، دعاك مولاك الذي خلقك وسواك، وبنعمه المتتالية ربَّاك، وبفضله ورحمته تولاك، ووعدك الحق، وضرب لك الأمثال، فاستجب له ولرسوله؛ ففي الاستجابة حياتك وعزتك وسعادتك، ونعيمك ولذتك، واقنت لربك وكن من الراكعين الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.

 

يا بن آدم، دعاك عدوك وحزبه إلى نسيان مولاك، والكفر بأنعمه عليك، وزينوا لك - حسدًا منهم وبغيًا عليك وعلى ربهم - الكفر والفسوق والعصيان، وحسنوا لك مشاقة ربك ونبيك بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وأقسموا لك زورًا أنهم من الناصحين.

 

وقد وعظك ربك أصدق الموعظة بما كشف لك عن خدع الشيطان وحزبه، ونصحك رسولك صلى الله عليه وسلم أصدق النصيحة، فاقطع حبالك من عدوك، وصِلْ قلبك بربك ورسوله؛ وكتابه.

 

واحذر أن تكون من الهالكين؛ فالأمر والله ليس بالدعاوى اللسانية، ولا بالكلام المعسول ولا بالأماني والغرور.

 

المجلة

السنة

العدد

التاريخ

الهدي النبوي

الجزء السادس من السنة الثالثة

الثلاثون

رمضان سنة 1358 هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)
  • تفسير: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)
  • تفسير: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)
  • تفسير: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون)
  • تفسير: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)
  • تفسير: (الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء)
  • تفسير: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله)
  • تفسير: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)
  • تفسير: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات)
  • تفسير: (ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين)
  • تفسير: (فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين)
  • تفسير: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي)
  • تفسير: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا)
  • تفسير: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون)
  • تفسير: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا)
  • تفسير: { إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}
  • وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر
  • تفسير: قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي
  • تفسير: (قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين)
  • تفسير: (قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه...)
  • تفسير: (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون)
  • تفسير: (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا)
  • تفسير: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)

مختارات من الشبكة

  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (135 - 152) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (102 - 134) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (65 - 101) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (1 - 40) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منتقى التفاسير في تفسير سورة البقرة: تفسير الآيات من (40 - 64) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/9/1444هـ - الساعة: 6:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب