• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الوصية بالمراقبة
    السيد مراد سلامة
  •  
    الخلاف في الأفضل في مكان قيام رمضان
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الفاتحة والصراط المستقيم
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    الوصية بالإكثار من الاستغفار
    السيد مراد سلامة
  •  
    الوقت في حياة الدعاة إلى الله تعالى
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    مبطلات الصيام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    من سلسلة أحاديث رمضان حديث: لا تزالون بخير ما دام ...
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يأتي على الناس زمان، ...
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مكروهات الصيام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    هم الرزق (خطبة)
    الشيخ مشاري بن عيسى المبلع
  •  
    الوصية بذكر الله
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: رمضان... ودأب الصالحين (القيام)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    الفاتحة وشرط المتابعة
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    خطبة: الستر على المسلمين
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    مظاهر اليسر في الصوم (2): الفطر لأهل الأعذار
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    الخلف وسوء الأخلاق في رمضان
    هيام محمود
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

بشرى للحافظين فروجهم والحافظات (خطبة)

بشرى للحافظين فروجهم والحافظات (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/2/2023 ميلادي - 15/7/1444 هجري

الزيارات: 2381

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بُشْرَى لِلْحَافِظِينَ فُرُوجَهم والْحَافِظَات

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

الزِّنَا قَبِيحٌ شَرْعًا وعَقْلاً؛ قبلَ ورودِ النَّهْي وبعدَه. قال ابن القيم رحمه الله: (والزِّنَا يَجْمَعُ خِلالَ الشَّرِّ كُلِّها: مِنْ قِلَّةِ الدِّينِ، وذَهَابِ الوَرَعِ، وفَسَادِ المُروءةِ، وقِلَّةِ الغَيْرَةِ، فلا تَجِدُ زانِيًا معه ورَعٌ، ولا وفَاءٌ بِعَهْدٍ، ولا صِدْقٌ في حَدِيثٍ، ولا مُحافَظَةٌ على صَدِيقٍ، إذِ الغدرُ، والكذبُ، وقِلَّةُ الحياءِ، وعدَمُ المُراقبةِ، وذَهابُ الغَيرةِ مِنْ شُعَبِهِ، ومُوجِباتِهِ).

 

ومِنْ أدِلَّةِ قُبْحِ الزِّنا: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]. فاللهُ تعالى سَمَّاه فاحِشَةً؛ لأنه يُسْتَفْحَشُ في الشَّرعِ والعَقْلِ والفِطَرِ؛ لِتَضَمُّنِهِ الجُرْأَةَ على الأَمُورِ المُحَرَّمَةِ في حَقِّ اللهِ تعالى، ثمَّ حَقِّ المرأةِ، وحَقِّ أهلِها، أو زَوجِها، وإِفْسَادِ الفِراشِ، واخْتِلاطِ الأَنْسَابِ، وغَيرِ ذلك من المَفاسِدِ.

 

ومِمَّا يدلُّ على قُبْحِ الزِّنا: أنَّ الطَّبائِعَ السَّليمةَ تَأْبَاهُ حتى قبلَ ورودِ النَّهي عنه؛ فهذا رسولُنا الكريمُ صلى الله عليه وسلم يقول: «خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي؛ لَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ» حسن – رواه الطبراني في "الأوسط". وهذه هندُ بنتُ عُتْبَةَ تقولُ – وهي تُبايعُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مُسْتَنْكِرَةً مُتَعَجِّبَةً: (وَهَلْ تَزْنِي الْحُرّةُ؛ يَا رَسُولَ اللهِ!).

 

والزِّنَا مِنْ أكبرِ الكبائر، ومِنْ أعظَمِ الذُّنوب: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴾ [الفرقان: 68].

قال السعدي رحمه الله: (نَصَّ – تعالى - على هذه الثلاثةِ؛ لأنَّها من أكبرِ الكبائر: فالشِّرْكُ فيه فَسادُ الأَدْيانِ، والقَتْلُ فيه فَسادُ الأَبْدانِ، والزِّنا فيه فَسادُ الأعراضِ).

وقال الإمام أحمدُ رحمه الله: (لَيْسَ بَعْدَ قَتْلِ النَّفْسِ أَعْظَمُ مِنْ الزِّنَا).

 

والزِّنا اعتداءٌ على الأعراضِ؛ كالاعتداءِ على الأموالِ بالسَّرِقة، وعلى الأنفسِ بالقتل، وكلُّ ذلك حرَّمَه الإسلامُ؛ «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» رواه مسلم.

 

وقد أوجبَ الإسلامُ على الرِّجالِ أنْ يُحافِظوا على أعراضِ نسائِهم، حتى إنَّ مَنْ قُتِلَ مُدافِعًا عن عِرْضِ أهلِه فإنه يُعتبرُ شهيدًا؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» صحيح – رواه الترمذي. وفيالمقابل:فإنَّ الدَّيُّوثَ - الذي يَرى السُّوءَ في أهلِه، ثم يَسكتُ ولا يُدافعه – لا يَدْخُلُ الجنةَ، ولا يَنْظُرُ اللهُ تعالى إليه يومَ القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَلاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ، وَالدَّيُّوثُ» صحيح – رواه أحمد.

 

ومِنْ أعظَمِ الآثارِ السَّيِّئةِ على الزُّناةِ في الدُّنيا والآخِرَةِ: خُروجُ الإيمانِ من الزَّاني حالَ ارتكابِه جريمةَ الزِّنا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزْنِي الْعَبْدُ حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ». قَالَ عِكْرِمَةُ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ يُنْزَعُ الإِيمَانُ مِنْهُ؟ قَالَ: هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ؛ ثُمَّ أَخْرَجَهَا، فَإِنْ تَابَ عَادَ إِلَيْهِ هَكَذَا؛ وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. رواه البخاري.

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا؛ إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» صحيح – رواه ابن ماجه.

قال ابن القيم رحمه الله: (الزِّنَا مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ، وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ. وَلَمَّا اخْتَلَطَ الْبَغَايَا بِعَسْكَرِ مُوسَى عليه السلام، وَفَشَتْ فِيهِمْ الْفَاحِشَةُ: أَرْسَلَ اللَّهُ إلَيْهِمْ الطَّاعُونَ، فَمَاتَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلْفًا).

 

عِباد الله.. لقد جاءَت البُشْرَى – في القُرآنِ والسُّنةِ - لِلْحافِظِينَ فُرُوجَهم والحَافِظاتِ؛ ومن ذلك:

1- لَهُمُ الفَلَاحُ في الدُّنيا والآخِرَةِ: قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ وذَكَرَ من صِفاتِهم: ﴿ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ [المؤمنون: 1-5]. فهذا تنويهٌ من الله، بِفلاحِ الحافِظِينَ فُروجَهم والحافِظاتِ، وسَعادتِهم، ونَجاحِهم في الدُّنيا، ونَجاتِهم في الآخِرةِ، وفيه الحَثُّ على الاتِّصافِ بِصِفاتِهم، والتَّرْغِيبِ فيها.

 

2- لَهُمُ البُشْرَى بإجَابَةِ الدُّعاءِ، وتَفْرِيجِ الكُرُبَاتِ: فمَنْ حَفِظَ فرجَه عن الحرام؛ فإنَّ اللهَ تعالى يُفَرِّجُ كَرْبَه، ويَسْتَجيبُ دُعاءَه عند الشَّدائِدِ، ويدلُّ عليه: قِصَّةُ أصحابِ الغارِ الثلاثة، والتَّوَسُّل بصالح الأعمال.

 

والشَّاهِدُ منه: قوله صلى الله عليه وسلم: «وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ، أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا، فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ، فَجِئْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا؛ قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! اتَّقِ اللَّهَ، وَلاَ تَفْتَحِ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ؛ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً، فَفَرَجَ لَهُمْ» رواه مسلم.

قال النووي رحمه الله: (يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ فِي حَالِ كَرْبِهِ بِصَالِحِ عَمَلِهِ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِ؛ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ فَعَلُوهُ، فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ، وَذَكَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَعْرِضِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ، وَجَمِيلِ فَضَائِلِهِمْ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ فَضْلُ الْعَفَافِ وَالِانْكِفَافِ عن المُحرَّمات، لاسيما بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا، وَالْهَمِّ بِفِعْلِهَا، وَيُتْرَكُ لِلَّهِ تَعَالَى خَالِصًا).

 

واسْتَجابَ اللهُ تعالى دُعاءَ سَارَةَ زوجِ إبراهيم عليه السلام؛ حينما راوَدَها جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ عن نَفْسِها، فتَوَسَّلَـتْ إلى الله تعالى بالإيمانِ به، وحِفْظِ فَرْجِها؛ فنَجَّاهَا منه.

 

والشَّاهِدُ من الحديث: أنها: «قَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلاَّ عَلَى زَوْجِي؛ فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ [أي: أُخِذَ بِمَجارِي نَفَسِه وخُنِقَ، حتى سُمِعَ له غَطِيطٌ، وضَرَبَ بِرِجْلِه]» رواه البخاري.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. ومِمَّا يُبَشَّرُ به الحافِظُون فُرُوجَهم والحافِظَاتُ:

 

3- يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ» وذَكَرَ منهم: «وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ» متفق عيه. فقَلَّ مَنْ يَجْتَمِعُ فيها الجَاهُ والجَمَالُ من النِّساء، وهي الدَّاعِيَةُ له إلى الفاحشة، ومع ذلك لم يُجِبْها إلى ما دَعَتْهُ إليه؛ خوفًا من الله تعالى؛ فترتَّبَ على ذلك أنْ يُظِلَّه اللهُ في ظِلِّه يوم القيامة - إِذَا قَامَ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَدَنَتْ مِنْهُمُ الشَّمْسُ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ حَرُّهَا.

 

4- لَهُمُ البُشْرَى بِالْمَغْفِرَةِ والأَجْرِ العَظِيمِ: قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ ﴾ ماذا أعدَّ اللهُ لهم؟ ﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]. ففي الآية تأكيدٌ على أنَّ حِفْظَ الفُروجِ لا يَخْتَصُّ به الرِّجالُ دون النِّساءِ، ولا العَكْس، وإنَّما الأمْر على السَّواء، وكذلك الجزاءُ والأَجْرُ على السَّواء، نسألُ اللهَ تعالى من فَضْلِه العَظِيمِ.

 

5- لَهُمُ البُشْرَى بِدُخولِ الجَنَّةِ: فقد أخبَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأنَّ مَنْ يَحْفَظُ فرجَه فله الجنَّةُ: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ» رواه البخاري. ففيه إشارةٌ إلى وجوب حِفْظِ اللِّسان والفَرْجِ. والمرادُ بالضَّمان هنا: تَرْكُ المعاصي بهما. وقال أيضاً: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ؛ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» حسن – رواه أحمد. وقال عليه الصلاة والسلام: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا؛ قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ» حسن لغيره – رواه أحمد.

 

وامتدحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الشَّبابَ الحافظين لِفُروجِهِم، ووَعَدَهم الجنةَ؛ كما في قوله: «يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ! احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، لاَ تَزْنُوا، أَلاَ مَنْ حَفِظَ فَرْجَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ» حسن - رواه الحاكم والبيهقي. ولَمَّا ذَكَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أهلَ الجَنَّةِ - ذَكَرَ منهم: «عَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ» رواه مسلم.

 

6- لَهُمُ البُشْرَى بِالْفِرْدَوسَ الأَعْلَى مِنَ الجَنَّةِ: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 5-11]. وجاء في صِفَةِ الفِرْدَوسِ - الذي يَرِثُه الحافِظُون فروجَهم والحافِظاتُ – أنه أَعلى الجَنَّةِ؛ كما في الحديث: «إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ؛ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ» رواه البخاري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • والذين هم لفروجهم حافظون
  • تفسير: (والذين هم لفروجهم حافظون)
  • تفسير: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)
  • تفسير آية: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... }
  • { والذين هم لفروجهم حافظون }

مختارات من الشبكة

  • بشرى لقرب الفرج(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الحفاظ الأربعون: تراجم مختصرة لأشهر حفاظ السنة النبوية (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سورة الضحى، مواساة وبشرى.. (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البشرى للمؤمنين والمؤمنات (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • بشرى العوالم أنت يا رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة بشرى رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • البشرى لمن؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجانب البشري في حياة النبي (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • الهجرة النبوية بين التخطيط البشري والتأييد الرباني (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • البشرى بالأجر الكبير لمن صبر على فقد الولد الصغير(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو بروكلين يطعمون المحتاجين خلال شهر رمضان
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/9/1444هـ - الساعة: 13:4
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب