بقيت منية (قصيدة)

د. حيدر الغدير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/2/2013 ميلادي - 18/4/1434 هجري

الزيارات: 9169

بقيت مُنْية

أكرمني الله تعالى بعشرة أيام في المدينة المنورة، لم تفتني فيها صلاة واحدة في حرمها الشريف. إنها نعمة لا تقدر بثمن.

سامريني في حبها يا خزامى

واجمعي لي من كل روض ندامى

ومن الحب ما يجلّ ويعلو

ويجوز الأهواء والأجساما

هو حب مطهر لم يلوّث

بأذاة ولم يقارف حراما

وهو حب أدمنته في مشيبي

فاستباني وحين كنت غلاما

سوف يبقى ما عشت عشْقي وتَوْقي

لا يبالي من عاذليه ملاما

• • •

سكنت طيبة فؤادي فأضحى

حيث ولّى بحبها مُسْتهاما

فهي فيه أشواقه زاهياتٍ

يرتدين العفاف والإسلاما

جئتها ألبس الخشوع المصفّى

مثلما يلبس الفتى الإحراما

جئتها للقِرى فكان قراها

ديمةً بلّت الثرى والأُواما

أغرقتني بجودها جعلتني

فرحة جابت المدى والغماما

فهي تسقي أكوابها تتوالى

يتنافسن روعة وانتظاما

وخوان النبيل يبقى نبيلاً

وعطايا الكرام تبقى كراما

إن للفرحة السنية ريّاً

كل من ذاقه يعاف الفِطاما

إنه الشمس حين تبعث دفئاً

إنه البرء إذ يزيل السقاما

يستقيه الورى فيسخو عليهم

باسم الوجه يستطيب الزحاما

أتراني أنسى لها ما حبتني

وهو سَيْبٌ أفضاله تتنامى

لا وربي فإن فيّ وفاءً

أُشْرِبته الضلوع جاماً فجاما

• • •

بقيت منية تجول بصدري

أن يكون البقيع فيها مقاما

حينما أنطوي فيغدو ثراه

شارةً للرضا ويغدو وساما

وأرى العفو سابغاً يتهادى

والبشارات تسبق الإكراما

وأُلَقَّى المنى حساناً وضاءً

وأُلَقَّى تحيةً وسلاما

إنه الفوز فوق ما أرتجيه

طاب مسكاً لرحلتي وختاما

وإذا فاتني البقيع فروحي

في سناه وإن غدوت رِماما

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي