• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من مناهج المحدثين... (منهج الإمام مسلم)-الحلقة ...
    الشيخ أ. د. سعد بن عبدالله الحميد
  •  
    خطب الاستسقاء (15) أسباب الغيث المبارك
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    من مناهج المحدثين... (سنن الإمام النسائي)-الحلقة ...
    الشيخ أ. د. سعد بن عبدالله الحميد
  •  
    من مناهج المحدثين... (منهج الإمام الذهبي) - ...
    الشيخ أ. د. سعد بن عبدالله الحميد
  •  
    من مناهج المحدثين... (منهج الامام مسلم)-الحلقة ...
    الشيخ أ. د. سعد بن عبدالله الحميد
  •  
    قراءات اقتصادية (70): "رأسمالية الشوگر دادي"
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    إثبات النبوة (2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    الإسلام العظيم رحمة للعالمين (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    مواقف الغرب من الحضارة الإسلامية
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الدجال.. خطره وزمانه
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    حديث في العدة والإحداد
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    قوانين برايانت في الإدارة الأكاديمية
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    قراءات اقتصادية (69) انهيار الاقتصاد العالمي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    إجلال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - للقرآن ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    خطبة (أين الله)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    إثبات النبوة (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. محمود بن أحمد الدوسري / خطب
علامة باركود

ثمرات المداومة على العمل الصالح (خطبة)

ثمرات المداومة على العمل الصالح (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/11/2022 ميلادي - 22/4/1444 هجري

الزيارات: 96638

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثَمَراتُ المُدَاوَمَةِ على العَمَلِ الصَّالِح


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ المُداوَمَةَ على العَمَلِ الصَّاِلح؛ عن مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَيُّ العَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتِ: «الدَّائِمُ» رواه البخاري. قال النوويُّ رحمه الله: (بِدَوَامِ القَلِيلِ تَدُومُ الطَّاعَةُ، وَالذِّكْرُ، والإِخْلَاصُ، وَالإِقْبَالُ عَلَى الخَالِقِ سُبحانه. وَيُثْمِرُ القَلِيلُ الدَّائِمُ؛ بِحَيْثُ يَزِيدُ عَلَى الكَثِيرِ المُنْقَطِعِ أَضْعَافًا كَثِيرَةً).

 

وكان صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُداوِمَ على الصَّلاة؛ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى» حسن – رواه أبو داود. أي: إذا نَزَلَ به أمْرٌ مُهِمٌّ، أو أصَابَه غَمٌّ؛ صَلَّى. ولذا قال صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ» صحيح – رواه النسائي. فالصَّلاةُ مِنْ أحبِّ المَحْبوباتِ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.

 

وعن رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ؛ أنه قال: لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ! فَكَأَنَّهُمْ عَابُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ؛ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَا بِلَالُ! أَقِمِ الصَّلَاةَ؛ أَرِحْنَا بِهَا» صحيح – رواه أبو داود. فكان صلى الله عليه وسلم يَعُدُّ غيرَها من الأعمالِ الدُّنيوية تَعَبًا، فكان يَسْتَرِيحُ بالصَّلاة؛ لِمَا فيها مِنْ مُناجاةِ اللهِ تعالى؛ ولهذا قال: «جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ» وما أقربَ الرَّاحةَ من قُرَّةِ العَين.

 

وكان صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يُداوِمَ على الصِّيام؛ فعن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّكَ تَصُومُ حَتَّى لاَ تَكَادَ تُفْطِرُ، وَتُفْطِرُ حَتَّى لاَ تَكَادَ أَنْ تَصُومَ، إِلاَّ يَوْمَيْنِ، إِنْ دَخَلاَ فِي صِيَامِكَ، وَإِلاَّ صُمْتَهُمَا. قَالَ: «أَيُّ يَوْمَيْنِ؟». قُلْتُ: يَوْمَ الاِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الخَمِيسِ. قَالَ: «ذَانِكَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيهِمَا الأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» حسن صحيح – رواه النسائي. ففيه فضيلةُ المُداومَةِ على العملِ الصَّالح؛ ومنه الصِّيام.

 

عباد الله.. ولِلمُداوَمَةِ على العَملِ الصَّالِحِ ثَمَراتٌ كَثِيرةٌ، ومن أهمِّها:

1- نَيْلُ مَحَبَّةِ اللهِ تعالى:جاء في الحديث القدسي: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ؛ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ» رواه البخاري. وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ العَمَلِ إِلَى اللَّهِ؛ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ» رواه مسلم. قال ابنُ الجوزيِّ رحمه الله: (إِنَّمَا أَحَبَّ الدَّائِمَ لِمَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ التَّارِكَ لِلْعَمَلِ بَعْدَ الدُّخُولِ فِيهِ، كَالْمُعْرِضِ بَعْدَ الوَصْلِ، فَهُوَ مُتَعَرِّضٌ لِلذَّمِّ. الثَّاني: أَنَّ مُدَاوِمَ الخَيْرِ مُلَازِمٌ لِلخِدْمَةِ، وَلَيْسَ مَنْ لَازَمَ البَابَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَقْتًا مَّا، كَمَنْ لَازَمَ يَوْمًا كَامِلًا ثُمَّ انْقَطَعَ).

 

2- الاقتداءُ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ [أي: دَاوَمَ عَلَيه]» رواه مسلم. وقالتْ - رضي الله عنها: «كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُطِيقُ؟» رواه البخاري. وفي روايةٍ لِمُسلم: «وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَطِيعُ؟».

 

3- تَنْظِيمُ الوَقتِ، وعَدَمُ المَلَلِ مِنْ تَكْرَارِ عَمَلٍ وَاحِد: عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالتْ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ، وَمَا صَامَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا إِلاَّ رَمَضَانَ» رواه البخاري. فالتَّنويع في العمل الصالح – قَوْلاً وفِعْلاً – يُبْعِدُ المَلَلَ والسَّآمَةَ؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ [الإنسان: 25، 26].

 

وكان صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عن قَطْعِ العَمَلِ وتَرْكِه؛ كما قال لعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما: «لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ؛ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ» رواه البخاري. وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟» قَالَتْ: فُلاَنَةُ؛ تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا. قَالَ: «مَهْ! عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ؛ فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا، وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ؛ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ» رواه البخاري. وقالت عائشةُ رضي الله عنها: «أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا دُووِمَ عَلَيْهِ؛ وَإِنْ قَلَّتْ. وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً دَاوَمَ عَلَيْهَا» رواه البخاري. وقالتْ أيضًا: «كَانَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلُوا عَمَلاً أَثْبَتُوهُ» رواه مسلم. إذاً؛ المَلَلُ والسَّآمَةُ للعمل؛ يُوجِبُ قَطْعَه وتَرْكَه. ومَنْ تَرَكَ عَمَلَه؛ انْقَطَعَ عنه ثوابُه وأجْرُه - إذا كان قَطَعَه لغيرِ عُذْرٍ؛ من مَرَضٍ، أو سَفَرٍ، أو هَرَم.

 

4- المُداوَمَةُ على النَّوافِلِ تَجْبُرُ نَقْصَ الفَرائِضِ: فمِنْ جُمْلَةِ مَا شُرِعَتْ لَهُ النَّوَافِلُ جَبْرُ الفَرَائِضِ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقْبَلُ مِنَ النَّوافِلِ عِوَضًا عَنِ الصَّلَوَاتِ المَفْروضَةِ؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ؛ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ؛ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ» صحيح – رواه الترمذي.

 

فالمداومةُ على النَّوافِلِ والتَّطَوُّعاتِ والسُّنَنِ شأنُها عظيم، وفائِدَتُها كبيرة؛ لأنَّها تكون وِقايةً لِلفرائِضِ، وبها تَتِمُّ الفرائضُ – عند المُحاسبة - إذا كان فيها نَقْصٌ؛ لأنَّ النَّقْصَ والخَلَلَ والسَّهْوَ والغَفْلَةَ أمورٌ مُلازِمَةٌ للإنسان، مَهْمَا بَذَلَ، وحَرَصَ على الكَمَال. وما يَحْصُلُ في الصَّلاة، يَحْصُل في سائرِ التَّكالِيف الشَّرْعِيَّة؛ كالزَّكاةِ، والصِّيامِ، والحَجِّ، وسائِرِ العبادات.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. ومِنْ ثَمَراتِ المُداوَمَةِ على العَملِ الصَّالِحِ:

5- سُهُولَةُ العَمَلِ الصَّالِحِ بِالمُدَاوَمَةِ عليه: قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]؛ وقال سبحانه: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا} [مريم: 76]. وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ» رواه البخاري. فالأعمالُ الصَّالحةُ قد تَثْقُلُ على النَّفْسِ ابتداءً؛ ولكنْ مع الاعْتِيادِ والمُجاهَدَةِ يَسْهُلُ فِعْلُها، وتَسْهُلُ المُداومَةُ عليها.

 

وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الخَيْرُ عَادَةٌ» حسن – رواه ابن ماجه. والعادَةُ: مُشْتَقَّةٌ من العَودِ إلى الشَّيءِ مَرَّةً بعدَ أُخْرَى، حتى يسهل عليه فِعْلَ الخير، والمداومةَ على الأعمالِ الصَّالِحَة. والمؤمِنُ مَجْبولٌ على فِعْلِ الخيرات، وتَرْكِ المُنكرات. والعاقِلُ مَنْ جاهَدَ نَفْسَه، والعاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفْسَه هواها، وتَرَكَ المُجاهدةَ.

 

6- اسْتِمْرارُ أَجْرِ العَمَلِ الصَّالِحِ المُعْتَادِ عليه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ؛ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» رواه البخاري. قال ابنُ حَجَرٍ رحمه الله: (هُوَ فِي حَقِّ مَنْ كَانَ يَعْمَلُ طَاعَةً، فَمُنِعَ مِنْهَا، وَكَانَتْ نِيَّتُهُ - لَوْلَا المَانِعُ - أَنْ يَدُومَ عَلَيْهَا). ويشهد له قولُه صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ تَكُونُ لَهُ صَلاَةٌ بِلَيْلٍ، فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا نَوْمٌ، إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ صَلاَتِهِ، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ» صحيح - رواه النسائي.

 

7- اسْتِدْراكُ ما فاتَ: جَعَلَ اللهُ تعالى اللَّيلَ يَخْلُفُ النَّهارَ، والنَّهارَ يَخْلُفُ اللَّيلَ؛ لِيَتَدارَكَ المُسْلِمُ ما فاته في أحدِهما؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62].

 

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ [المقصود بالحِزْب: العَمَلُ الصَّالِحُ المُعْتادُ عليه]، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ الظُّهْرِ؛ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ» رواه مسلم. أَيِ: أُثْبِتَ أَجْرُهُ فِي صَحِيفَةِ عَمَلِهِ؛ إِثْبَاتًا مِثْلَ إِثْبَاتِهِ حِينَ قَرَأَهُ مِنَ اللَّيل. وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ، أَوْ مَرِضَ؛ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً» رواه البخاري. فمِنْ أعظمِ ثمراتِ المُداومةِ على العملِ الصَّالح اسْتِدْراكُ ما فاتَ مِنَ الأَجْرِ.

 

8- النَّجَاةُ مِنَ الشَّدَائِدِ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ؛ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» صحيح – رواه الطبراني والحاكم. وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكُرَبِ؛ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ» حسن – رواه الترمذي. فالمُداومَةُ على العملِ الصَّالِحِ في حَالِ الصِّحَّةِ، وَالفَرَاغِ، وَالعَافِيَةِ، والرَّخاء؛ يُنْجِي صاحِبَه عند الشَّدائِدِ والكُرَب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المداومة على العمل الصالح
  • محاضرة المداومة على العمل الصالح
  • من أسباب محبة الله تعالى عبدا ( المداومة على العمل الصالح، والإكثار منه )
  • صيام الست والمداومة على العمل الصالح (خطبة)
  • اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح (خطبة)
  • المداومة على العمل الصالح بعد رمضان (خطبة)
  • المداومة على العمل الصالح لماذا وكيف؟

مختارات من الشبكة

  • ثمرات قوة الإيمان بقوله سبحانه (والله على كل شيء قدير) والأسباب الجالبة له(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ثمرات العمل الصالح في عشر ذي الحجة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • المواظبة على العمل الصالح (درس)(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • فقه العمل الصالح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: ثمرات وفضائل حسن الخلق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: ثمرات التوحيد على الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعوة إلى العمل الصالح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: يا شباب عليكم بالصديق الصالح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعمال يسيرة وراءها قلب سليم ونية صالحة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة لأئمة زينيتسا تبحث أثر الذكاء الاصطناعي في تطوير رسالة الإمام
  • المؤتمر السنوي التاسع للصحة النفسية للمسلمين في أستراليا
  • علماء ومفكرون في مدينة بيهاتش يناقشون مناهج تفسير القرآن الكريم
  • آلاف المسلمين يجتمعون في أستراليا ضمن فعاليات مؤتمر المنتدى الإسلامي
  • بعد ثلاث سنوات من الجهد قرية أوري تعلن افتتاح مسجدها الجديد
  • إعادة افتتاح مسجد مقاطعة بلطاسي بعد ترميمه وتطويره
  • في قلب بيلاروسيا.. مسجد خشبي من القرن التاسع عشر لا يزال عامرا بالمصلين
  • النسخة السادسة من مسابقة تلاوة القرآن الكريم للطلاب في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/5/1447هـ - الساعة: 17:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب