صورة ومصير (قصيدة)

صورة ومصير

جمع تدارس منهج القرآنِ

بالحب هلّ وبالهدى الرباني

قد فاض من آي الكتاب وذكرهِ

نور وبِشرٌ زان كل مكانِ

حتى بدا في ذي الوجوه مفتحاً

كالزهر يبسم في رؤى الأكوان

حملوه في القلب الوضيء أمانةً

فحباهم طيباً وفيض حنان

من زين العلمُ الطهور فؤادَه

عرف الإله محصن الإيمان

ما كان حباً خالصاً وأخوةً

يخلد مدى الأعوام والأزمان

فاقرأ من التاريخ أخبار الأُلى

كم طائف في القفر والعمران

يهوى التنقل في سبيل رسالةٍ

كي ينشر الإسلام في البلدان

حتى يؤدي للإله أمانةً

والخير كل الخير في الإتقان

والويل كل الويل في أهل الهوى

كم مهدوا للشر والطغيان

جلبوا التعاسة والشقاء لأمةٍ

وتسابقوا في الكيد والعصيان

ما راقهم نور وهدي قائم

فتسربلوا بالكفر والخذلان

رزئت بجيلٍ أمتي فأضاعها

وغدت تسير على خطى شيطان

فتناثروا كالداء في أرجائها

في الشام في يمني وفي أفغان

تبعوا ضلالات رآها (ماركس)

خيراً من التشريع والقرآن

مالوا على الأفغان في وحشية

واستعمروها بعد تركستان

إن لم نقف صفاً بوجه عدونا

فغداً نراهم في بلاد عمان

يا ويح من دخل النفاق قلوبهم

فلقد أقاموا عمرهم بهوان

من يجلب الشر الخطير يصب به

ويعش ذليلاً فاقداً لكيان

قد باعد المكر الخطير نداءنا

فغدوت تسمع للنداء معاني

كل له حكم يريد رضاءه

ولهم مشارب في رضى السلطان

ربّوا هناك على الأيادي خُلسةً

ولقد أعدوا للفساد الفاني

شربوا حليب الغرب حتى أتخموا

ورعاهم الإفرنج في الأحضان

جعلوا لنا من صلبنا أعدائنا

هذا الجنى من زرعنا العطشان

لم نعطه من وقتنا أو علمنا

فمشى بخطو الضائع الحيران

يبغي الحماية من عدوٍّ خاسرٍ

فهوى مع الخسران في الخسران

من كان يرضى أن يكون موالياً

لخنا اليهود وخسة الصلبان

فله من الإسلام صفعة مارق

وله جحيم من لظى النيران

يا أيها النشء الكريم تماسكوا

وقفوا بكل صلابةً وبيان

ودعوا التقى يسري بكل دمائكم

والذكر والإصلاح في الأبدان

لا خير في جسم إذا لم ترتشف

منه المشارب رشفة الإحسان

فترى القلوب منيرة شفافة

ملئت بحب المبدع الديان

عكست صفاء مؤنساً ونضارةً

هي من سمات المسلم المتفاني

الله غاية كل فردٍ مسلم

فغليه يسعى قلبه النوراني

يا أيها الجيل الأبي تحيةً

من مشفق ومجرب ومعان

سيروا على النهج القويم قناعةً

واستقبلوا الإسلام بالأيمان

وتعاهدوا أن تستقيموا دائماً

فلنعم أهل الخير والإخوان

منا الشباب إذا استقام طريقهم

خرجوا على نهجٍ عظيم الشان

فلذات أكباد فهل نلقي بهم

وسط الدروب لمارق خوان

أم أننا نرعاهم رعي القطا

لصغارها في صحوةٍ وحنان

إن لم نرب الجيل حسب شريعةٍ

غراء تنمو بالنهى الريان

فلنا عقاب عاجل ومؤجل

ذل هنا وهناك دار هوان

ما أعظم التبليغ إن قمنا به

فمن الوجوب دعاية الإنسان

جعلت من التوحيد راية عزها

ودعت إلى الإسلام في الإعلان

فاستمسكوا بالنهج دون تواكل

وتجملوا بالشكر والعرفان

إن الجحود مطية لمهالك

من قابل الإنعام بالنكران

لا تيأسوا مما ترون بعالم

فالنصر مهما طال للإيمان

والصبر في الأزراء شيمة مسلم

وسواه يهوي في الطريق الفاني

إن كنت في نصر فشكر دائم

فيه تفيض سحائب الرضوان

أو كنت في ضيق فصبر ثابت

فبه تزول غمامة الأحزان

ربّوا الصغار على التدين والتقى

وسعوهم بالعطف والتحنان

ولقد علمتم أنكم من أمةٍ

رفعت شعار الدين دون توان

ولئن هدى الرحمن فينا واحداً

فلنا نعيم واسع الأركان

يا جيل أمتنا الأبي تحيةً

هيا انشروا علم الهدى بأمان

كونوا الدعاة إلى الإله بحكمةٍ

ثم اصبروا فالحق في لمعان

وتطاولوا حتى تروا من حولكم

كيف الونى والذل يلتقيان

كيف اختفت أحسابهم أنسابهم

والنشء والأخلاق في ذوبان

ثم انظروا من بدّلوا دين الهدى

ستروهم في التيه والأحزان

يتلمسون الدرب درب نجاتهم

عند العدا فهووا إلى القيعان

لا نصر إلا من إلهٍ قادر

لا هدي إلا الهدى في القرآن

10 /5 /1400هـ

نشرت في مجلة الطالب المسلم

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي