صانع النجاح (قصيدة)

ربيع شملال بن حسين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/7/2012 ميلادي - 4/9/1433 هجري

الزيارات: 14205

صانع النجاح[1]

أشقَّاءُ عاشوا عظاماً وماتُوا

كراماً كما يتمنَّى الرِّجالْ

فأمَّا الصغيرُ فكانَ رئيساً

عظيماً، وحازَ كريمَ الخِلالْ

وأمَّا الكبيرُ فكان طبيباً

شهيراً يعيشُ حياةَ النِّضالْ

وأوسطُهم كانَ أكثرَ مالاً

يتاجرُ فيما اقتَنى مِن حلالْ

ثلاثتُهم طَمَحوا للنجاحِ

فقادُوه طوعاً بغيرِ قتالْ

وما الفضلُ في ذاك إلاَّ لشخصٍ

حريٍّ بهِ يُحتذى كمثالْ

نصيحتهُ صنعَتهمْ رجالاً

ومَنطقهُ كان نِعمَ المقالْ

• • •

أتسأل: مَن هوَ؟ دعني أجيبُ

سريعاً فإني انتظرتُ السؤالْ

أبوهُم له فضلُ ذاكَ، أبوهمْ

أرادَ المُحالَ فكانَ المحالْ[2]

أبوهم أرادَ لهمْ أن يكُونوا

كباراً، ودبَّر أمراً، فنالْ

تقرَّبَ مِنهم فصارَ صديقاً

يقاسِمُهمْ وِجهاتِ الخيالْ

ونقَّب عن رغباتِ الجميعِ

فلمَّا رآها وقاسَ وكالْ

دعاهُم إليهِ فُرادَى فرادى

رأى أنَّ ذلكَ عينُ الكَمالْ

فأوصَى الصغيرَ فقال: بُنيَّ

رئيسٌ عزيزٌ، وإلاَّ فَوَالْ

وأوصى الكبيرَ فقال: بُنيَّ

طبيبٌ يداوي الوباءَ الوبالْ

وأوسطَهم كان أوصى، فقالَ:

بنيَّ عليكَ بجاهٍ ومالْ

تتاجرُ حتى تصيرَ غنيًّا

نديَّ اليمينِ كثيرَ النَّوالْ

وشجَّعهم قائلاً: يا بَنيَّ

صَداقُ المعالي اللَّيالي الطِّوالْ

فلا تيأَسُوا إن كبَوتُم قليلاً

فإنَّ قتال الحياةِ سِجالْ

بَنيَّ أبشِّرُكم إن صبرتُم

بنَيلِ الأماني وحُسن المآلْ

• • •

سَرَتْ كلماتُ أبيهِمْ دماً في ال

عروقِ وعزماً يضاهِي الجبالْ

فلَم يمضِ إلاَّ زمانٌ قصيرٌ

وكان الذي لَم يُوسوسْ ببالْ

أتَتهُم أيادي الزَّمان بسَعْدٍ

تجرُّ مُناهم كجَرِّ الحبالْ

وما ذاك إلا لأنَّ أباهُم

تنزَّهَ عن سَيِّئٍ في الرجالْ

أرادَ مُناهم وليسَ مُناهُ

أراد النَّجاح على أيِّ حالْ.

[1] من ديواني قوانين النجاح (قصص شعرية في التنمية البشرية)، لم يطبع بعد.

[2] أي: صار واقعاً ذاك الذي يظنه الناس محالاً.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي