• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الممنوع من الصرف
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    عطاء أمي (قصيدة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
  •  
    وراء الجدران (قصة قصيرة)
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الأدب العربي وحفظ الهوية في زمن العولمة
    ريحان محمدوي
  •  
    أبو ذر (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أثر التناقض اللفظي في المعنى
    صباح علي السليمان
  •  
    الأدب بين نفس المروءة ولهاث الإثارة
    دحان القباتلي
  •  
    أبو الدرداء (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    الواو هي الميزان الفصل بين الحال والمعية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أبرز آفاق الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    الشعرة البيضاء - قصة قصيرة
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية: تداولية الخطاب القانوني
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان الفصل والوصل
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    اللغة العربية في بنغلاديش: جهود العلماء في النشر ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    من علامة الجر: الياء نيابة عن الكسرة والفتحة ...
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    الأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم عالم الأدب ...
    أ.د. بكر إسماعيل الكوسوفي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

نهر العسل

نهر العسل
بسام الطعان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/11/2011 ميلادي - 5/12/1432 هجري

الزيارات: 6697

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لَم تَمنحه فرحة، ولَم ترشه بدِفْئها، أو تُهدهده في يوم من الأيام، وفي النهاية حوَّلته إلى فزَّاعة ترتدي العتمة والخراب، ولكن هل كانت قاسية عليه؟ أو كان قاسيًا عليها وعلى زوجه وأطفاله؟ يا لها من حياة قاسية، في الصباح يصحو على وقْعِ المِحَن والكروب، يَنتعل تفاصيل مريرة، يُرسل لزوجه كلمات عجولة، ويمشي على أرصفة العثرات، وهناك يطير الأحلام، وفي الليل يتحوَّل إلى أطلال بائدة يلفُّها الظلام.

 

إنه شبيه بعجوز مُثقل بالبكاء، لغة الهَذيان يعرفها، ولا يَعرف كيف يَصحو أو على أيِّ خدٍّ ينام، جسده نهر يَصخب بالأسى، ويَصُب في وديان الهموم، وجهه بريَّة ذليلة تتزيَّن بالأشواك والندوب، عيناه مرايا معشقة بغيوم داكنة، وتطير طيورًا لا تعرف لغة العيوب، ونفسه كائن له عشرات البطون، لا تَمتلئ ولا يبدو عليها التعب.

 

كانت خيوط الصباح ما زالت بعيدة وهو يُفكِّر في نهر العسل، ابتعَد قليلاً عن زوجه النائمة إلى جانبه، وبعد أن عبَّأ صدره بسموم الدُّخَان تمدَّد فوق شواطئ مثيرة: "اصبر يا صابر؛ حتى تتحقَّق الأُمنيَة وتصل إلى هناك، فكل دولة أوروبيَّة هي نهر من عسل".

 

هل له غير الصبر يَلجأ إليه؟ وهل سيتلو للشواطئ تَمْتماته؛ حتى يتفجَّر نَبْعُ الحسرة من البصر والبصيرة؟ أحيانًا كان يشعر بأنَّ أيَّامه تَنزف دمعًا، وأحيانًا تبدو مثل الدهور المُجحفة، كان كلما يحوم من حوله البومُ، يتفجَّر أساه المكبوت، ولا يُمَيِّز بين البرد والدِّفء، الغناء والنحيب، ويدور في الجهات؛ لتُحاصره وحوش الكآبة.

 

حين صحا على تعب جاب به الدُّروب، تصادَق مع حائط مزيَّن بكلمات الصغار، أسنَد ظهره إليه، وشَرِب الصمت الرهيب، راقَب ما حوله، فرأى وجوهًا ضاحكة وأياديَ مليئة، عندئذ ملأ صدره بالحسرة، ونادى والده الذي غادَره وترَكه يتآخَى مع الجوع والحِرمان.

 

مدَّ يده إلى جيبه، بحث عن سيجارة أو قطعة نقود، لكنَّ اليد عادَت تجرُّ أذيال الخيبة، فقال كلامًا لا يجب أن يُقال، وقبل أن يَحترق بنيران لا تعرف الانطفاء، انطلَق كجدول ثرثار دون وجهة محدَّدة.

 

عصَفت به ريح خرابية، فأدرَك أنه سيبقى كما هو، "الحقل لَم يعد يكفي أسرتي، كثيرون باعوا حقولهم، أراضيهم، بيوتهم، وحتى أثاثهم، وهاجروا وغيَّروا حياتهم وعقولهم، وجُلودهم العتيقة، وصاروا يمتلكون العمارات والمحلات، والأرصدة في البنوك، فلماذا لا أفعل مثلهم؟

 

هيَّأ نفسه ليرتمي في أحضان الراحة الموعودة، ومثل حصان يحن للماء والعُشب، دار على أثرياء البلدة، فهو يريد بَيْع حَقْله وهو في عجلة من أمره؛ لأن نهر العسل يُناديه بوُروده، بعذوبته، وبملايينه، وبعد أسبوع واحد اتَّفق مع أحد السماسرة الذين يتوَّلون تسفير أمثاله إلى المجهول.

 

غزَل كلامًا دافئًا لزوجه، قوامه الحب الدائم والشوق الذي لا يَنضب، الفرح القادم بقوَّة والسعادة الكبيرة، الأمل الموجود في البعيد والمستقبل الذي يَفتح أبوابه وينادي.

 

ترَك عينيه تَحتضن عينيها وقال بجديَّة:

- ليَكُن سفري مجرَّد تجربة، ولن نَخسر شيئًا.

 

نظَّفت عينيها من تقرُّحات الهموم:

- لكننا سنخسر حقْلَنا الذي لا نَملِك غيره، ثم كيف سنعيش ونحن لا مُعيل لنا؟!

 

- مَن لا يجرِّب لا يَصِل إلى نتيجة، سأترك لكم مبلغًا من المال، وسوف أُرسل لكم كلَّ ما أحصل عليه؛ فلا تخافي.

 

عند أطراف الوداع ارتسَم الهمُّ على جسده، فهو لن يرتاح حتى يصل إلى النهر، احتضَن زوجه وأطفاله الثلاثة معًا، ملأَهم بحرارة أنفاسه، غسَلهم بجداول دموعه، وابتسَم على الرغم من كل وسائل التعذيب التي تُحيط به، وحين سَمِع لَحْنَ (بابا) من ابنه الصغير وهو يهمُّ بالخروج، سيْطَر عليه شعور بأنه سيَفقده إلى الأبد، خيَّط جراحه الكثيرة واقترَب منه، مسح دموعه، زنَره بباقات القُبل، ووعَده أن يعود إليه في أسرع وقتٍ، وأن يَجلب الألعاب والهدايا، ثم صبَّر نفسه وصبَّرهم وانطلَق، تاركًا صيحات ابنه الباكية على الرصيف.

 

في المطار بدا وكأنه يُشَيِّع نفسه إلى مثواه الأخير، وفي الطائرة فرَش همومه على امتداد واسع، دون أن يَنسى أنه قَلِقٌ خائف، وأنَّ أحلامًا جميلة تُنسج في مُخَيِّلته.

 

- تفضَّل.

 

أخرَجته المُضيفة من دائرة الأحلام وهي تُقدِّم له الضيافة المعتادة، تناوَل كأس الشاي وتطلَّع من النافذة، فشاهد حمام ذاكرته يحلِّق في ارتفاعات عالية، ويَطير إلى حيث زوجه وأطفاله، وعبر إغفاءةٍ مُصطنعة وصَل على أجنحة شروده إلى عالَمه الجديد.

 

ثلاثة شهور مرَّت على وجوده في نهر العسل، تصادَق خلالها مع الخيبة والبرد، في النهار كان يشتغل، وفي الليل يعود إلى مسكنه؛ ليجدَ زوجه وأطفاله في انتظاره، كان يراهم في كل لحظة، وكل مكان يذهب إليه، في الشهر الرابع أرسَل لزوجه كلَّ ما حصَل عليه مع رسالة تَقطر منها أشواق وأُمنيات، مرَّت شهور عدة ونقوده ورسائله تصل بانتظام، ولكن بعد السنة الأولى شحَّت إلى أن انقطعَت تمامًا.

 

أنهار الكحول التي شَرِبها أنْسَته عائلته وبلده وبلدته التي ما عادَت تتذكَّره، وكان قد تزوَّج امرأة من جحيم، تَكبره في السن، امرأة سَلَبت لُبَّه وماله، وأدارَت مفتاح ذاكرته باتجاه آخر.

 

أولاده ترعْرَعوا مع المرارة والانكسار، لكنَّهم لَم يَعرفوا الحِرمان، فأُمُّهم ضمَّتهم إلى صدرها الحنون، وظلَّت تَنحت في الصخر وتبني، في الصيف تبيع الخضار، وفي الشتاء تعمل في الخياطة، وككل المتعبين المعذَّبين، الذائبين في الوحدة رغمًا عنهم، كانت تجلس في الليالي حول أطفالها مثل شمعة تُنيرهم وتَحرسهم إلى أن ابتسَمَت لها الدنيا، وتخرَّج أبناؤُها في الجامعة، وبرغم كل سنوات البعاد لَم تَنس الذي كان زوجها، ولأنها أصيلة أرسَلت ابنها الكبير؛ ليبحث عنه، ومع الحزن الذي خيَّم فوق سفوح أُمِّه وإخوته، كرَّر المحاولة مرة أخرى، ثم أخرى، لكنه لَم يكن يدري أنَّ والده قد امتهَن الذلَّ وصار يهذي على الأرصفة التي تركَته بلا قلب، بلا عيون، بلا أمل، وبلا ذاكرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وتسيل الأنهار
  • الإسلام وعلم التغذية
  • نهر اﻷسئلة

مختارات من الشبكة

  • التقنيات الجديدة لنقد القصة القصيرة جدا (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وراء الجدران (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الشعرة البيضاء - قصة قصيرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خمسون سرا من أسرار القصص القرآني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قصص رويت في السيرة ولا تصح (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوسطية منهج وقيمة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من قصص الأنبياء (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة الهمزة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سحر مرور الأيام(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المنكرات الرقمية: فريضة الحسبة في زمن الشاشات(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/3/1447هـ - الساعة: 16:42
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب