من أنماط التراكيب الشرطية في كتاب "لا تحزن" للدكتور عائض القرني

من أنماط التراكيب الشرطية في كتاب "لا تحزن" للدكتور عائض القرني

أجمع النحاة على أن جملة الشرط تتكون من ثلاثة عناصر هي: الأداة، وفعل الشرط، وجواب الشرط، وأن كل من فعل الشرط، وجواب الشرط له عدة أنماط وصور، وبيانًا لهذه الأنماط والصور يتناول هذا المقال أنماط التراكيب الشرطية في كتاب "لا تحزن" للدكتور عائض القرني؛ حيث يعرض لأبرز الأنماط التي جاء عليها فعل الشرط وجوابه في كتاب "لا تحزن"، وهي:

• الأداة + ( فعل الشرط) + (جواب الشرط).

• الأداة + ( فعل ماض) + (فعل ماض).

ويمثله استشهاد عائض القرني بقول الشاعر:

ألم تر أني كلما زرت زينبا    ***   وجدت بها طيبًا وإن لم تطيب[1]

كلما + زرت زينبا + وجدت بها طيبًا.

ومنه قول عائض القرني: "كلما انزعجتُ أو حزنتُ، قلت لنفسي: ألست مؤلف كتاب (لا تحزن) فيهدأ غضبي ويسكن قلبي" [2]..

كلما + انزعجتُ أو حزنتُ + قلت لنفسي ألست مؤلف كتاب (لا تحزن).

ومنه أيضًا: إذا ضل الحادي في الصحراء، ومال الركب عن الطريق، وحارت القافلة في السير، نادوا:يا ألله [3]..

ومنه: كلما خرج من كربة زارته كربة أخرى، وهو متترس بالصبر، متدرع بالثقة بالله:

كلما + خرج من كربة + زارته كربة.

إذا + ضل الحادي في الصحراء..... + نادوا: يا ألله.

ويمثله أيضًا: إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال نادوا: يا ألله [4].

إذا + بارت الحيل... + نادوا: يا ألله.

وقوله: "وإن فقدت الإيمان به فقدت كل شيء"[5]..

وإن + فقدت الإيمان به + فقدت كل شيء.

ومنه: كان (صلى الله عليه وسلم) إذا حزَبه أمر قال: "أرحنا بها يا بلال"، فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته[6]..

إذا + حز به أمر + قال.

وقول القرني: "وقد طالعت سير قوم أفذاذ كانت إذا ضاقت بهم الضوائق، وكشَّرت في وجوههم الخطوب، فزعوا إلى صلاة خاشعة، فتعود لهم قواهم وإرادتهم وهِممهم" [7]..

إذا + ضاقت بهم الضوائق، وكشرت في وجوههم الخطوب + فزعوا إلى صلاة خاشعة.

وقوله: إذا خرج الماء من الإناء ملأه الهواء[8]..

إذا + خرج الماء من الإناء + ملأه الهواء.

ومنه قول القرني: "ومن غاص في أخباره، ودقَّق في أعماق حياته، واستجلى أيامه، عرف أنه جاء لإزهاق الباطل ودحْض القلق والهم والغم"[9]..

ومن + غاص في أخباره، ودقَّق في أعماق حياته واستجلى أيامه+ عرف أنه جاء لإزهاق الباطل، ودحض القلق والهم والغم.

وفيما يلي أبرز العبارات التي ورد بها هذا النمط:

• فمن دخل مسابقة مائة متر شعر بالتعب [10].

• وإذا اعتقدت أنك مخلوق لعظائم الأمور، شعرت بهمة تكسر الحدود والحواجز [11].

• إذا رأتها أكبرتها واستصغرت همتها [12].

وغيرها عشرات العبارات وردت في كتاب لا تحزن وردت على نمط "-الأداة +( فعل ماض)+(فعل ماض)".

• الأداة + (فعل ماض) + لـ + (فعل ماض).

ولو كان هذا صحيحًا لقطع (صلى الله عليه وسلم) حياته بالأحزان، وصرفها بالهموم، كيف وصدره منشرح ووجهه باسم، وقلبه راضٍ، وهو متواصل السرور؟![13].

الشاهد في قوله: ولو + كان هذا صحيحًا لـ+ قطع (صلى الله عليه وسلم) حياته بالأحزان.

• الأداة + (فعل ماض) + (فعل ماض ناسخ ومعموليه).

كقوله: فلما طرَّ شارب هذا الابن وقوي ساعده، أصبح لوالده كالكلب العقور [14].

فلمَّا + طرَّ شارب هذا الابن وقوي ساعده + أصبح لوالده كالكلب العقور.

• الأداة + ( فعل ماض) + ف + إنما + جملة اسمية.

ومنه قول القرني: "وإذا حصل كسر في قلوب الصالحين، فإنما هو لما فاتهم من الخيرات"[15].

وإذا + حصل كسر في قلوب الصالحين فـ + إنما + هو لما فاتهم من الخيرات.

• الأداة + (فعل ماض مبني للمجهول) + (فعل ماض).

ومن نماذجه: إذا أُوصدتِ الأبواب أمام الطالبين، وأُسدلت الستور في وجوه السائلين صاحوا: يا ألله [16].

إذا أُوصدتِ الأبواب أمام الطالبين، صاحوا: يا ألله.

وقوله: ورسولنا (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه لَمَّا هُددوا بجيوش الكفار وكتائب الوثنية، قالوا: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران:173- 174][17].

لما + هُددوا بجيوش الكفار وكتائب الوثنية + قالوا.

• الأداة + ( فعل ماض مبني للمجهول ) + لـ + (فعل ماض).

ومن نماذجه قول القرني: لو خُيِّرتُ بين مال كثير أو منصب خطير، وبين نفس راضية باسمة، لاَخترتُ الثانية[18].

لو + خُيِّرتُ بين مال كثير أو منصب خطير، وبين نفس راضية باسمة + لـ اَخترتُ الثانية.

• الأداة + (فعل ماض) + فـ + (جملة فعلية "طلبية: أمر).

ومنه على سبيل المثال: قول عائض القرني: "إذا ضاقت عليك الأرض بما رَحُبتْ، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف: يا ألله"[19].

إذا + ضاقت عليك الأرض... فـ + اهتف: يا ألله.

فإذا طاف بك طائف من همٍّ، أو ألَمَّ بك غمٌّ، فامنح غيرك معروفًا[20].

فإذا + طاف بك طائف من همٍّ أو ألَمَّ بك غم + فـ + امنح غيرك معروفًا.

ومثله قوله: إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد، فاعلم أن وراءها رياضًا خضراء وارفة الظلال[21].

إذا رأيت الحبل يشتد، يشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع [22].

ومنه قول عائض القرني: "إذا نزلت بك النوازل، وألَمَّت بك الخطوب، فالْهَج بذكره، واهتف باسمه" [23].

إذا + نزلت بك النوازل، وألمت بك الخطوب + فـ + الهج بذكره، واهتف باسمه.

ومثله أيضًا قوله: "إذا داهمك الخوف، وأخذ الهم بتلابيبك، فقم حالًا إلى الصلاة، تثبت لك روحك، وتطمئن نفسك"[24].

إذا + داهمك الخوف، وأخذ الهم بتلابيبك + فـ + قم حالًا إلى الصلاة، تثبت لك روحك، وتطمئن نفسك.

ومنه قول عائض القرني: "إذا خفت من عدو... فاهتف: حسبنا الله ونعم الوكيل" [25].

إذا + خفت من عدو... + فـ + اهتف: حسبنا الله ونعم الوكيل.

ومنه قوله: "إن جعت في هذه الدار أو افتقرت، أو حزنت أو مرضت ... فذكِّر نفسك بالنعيم"[26].

إن + جعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو مرضت... فـ + ذكِّر نفسك بالنعيم.

ومنه قوله: "فإن أردت الابتسام، فحارب اليأس"[27].

ف + إن أردت الابتسام فـ + حارب اليأس.

وقد تكرر هذا النمط في عدة جمل متتالية في قول القرني إذا داهمتك داهية، فانظر في الجانب المشرق منها، وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون، فأضف إليه حفنة من سُكَّر، وإذا أهدى لك ثعبان فخذ جلده الثمين واترك باقيه، وإذا لدغتك عقرب، فاعلم أنه مصل واقٍ ومناعة حصينة ضد سم الحيات"[28].

وغيرها عشرات العبارات وردت في كتاب لا تحزن وردت على نمط "الأداة +( فعل ماض)+فـ +(جملة فعلية "طلبية: أمر)".

• الأداة + ( فعل ماض ناسخ ومعموليه ) + ( فعل ماض).

ومنه قول القرني: "إن المكروه الذي يرد على القلب إن كان لِما يُستقبل أورثه الهم، إن كان لما مضى أورثه الحزن"[29].

الشاهد في قوله: إن + كان لما يُستقبل + أورثه الهم.

إن + كان لما مضى + أورثه الحزن.

• الأداة + (فعل ماض ناسخ ومعموليه) + فـ +(جملة فعلية "طلبية: أمر).

ومنه قول عائض القرني: "فإن كنت تريد الحياة المستقرة، فواجه الأمور بشجاعة وجلد"[30].

فإن + كنت تريد الحياة المستقرة + فـ + واجه الأمور بشجاعة وجلد.

ومنه قوله: "إن كنت تريد السعادة، فارضَ بصورتك التي ركَّبك الله فيها"[31].

إن + كنت تريد السعادة، فـ + ارض بصورتك.

• الأداة + ( فعل ماض ناسخ ومعموليه) + (فعل ماض ناسخ ومعموليه).

ويمثله قول القرني: "فإذا كان العمل طيبًا، والفكر نظيفًا والبواعث طاهرة، كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقيًّا" [32].

فإذا + كان العمل طيبًا، والفكر نظيفًا والبواعث طاهرة، +كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقيًّا.

• الأداة + ( فعل ماض ناسخ ومعموليه) + فـ + لـ + (فعل مضارع).

إذا كان المصير إلى هذه الدار، فلتخف المصائب على المصابين [33].

إذا + كان المصير إلى هذه الدار فـ + لـ + تخف المصائب على المصابين.

• الأداة + (فعل ماض ناسخ ومعموليه) + فـ + قد + فعل ماض.

ويمثله قول القرني: "إن كنت تريد أن تكون مقبولًا عند الجميع، محبوبًا لدى الكل، سليمًا من العيوب عند العالم، فقد طلبت مستحيلًا، وأمَّلت أملًا بعيدًا[34].

إن كنت تريد أن تكون مقبولًا عند الجميع....... ف + قد + طلبت مستحيلا وأملَّت أملًا بعيدًا.

• الأداة + ( فعل ماض ) + ف + جملة اسمية.

ومنه قول القرني: فإذا حلَّ الحزن وليس للنفس فيه حيلة، وليس في استجلابه سبيل، فهي مأجورة [35].

فإذا + حلَّ الحزن وليس للنفس فيه حيلة، وليس في استجلابه سبيل + فـ + هي مأجورة.

الأداة + (فعل ماض) + لا + فعل مضارع.

ومنه قول القرني: إذا وقعت على زهرة لا تكسرها [36].

إذا + وقعت على زهرة + لا + تكسرها.

• الأداة + (فعل ماض) + فعل مضارع مجزوم بلم.

ما أصابك لم يكن ليخطئك[37].

ما + أصابك + لم يكن ليخطئك.

ومنه قوله: "إذا اعتقدت أنك مخلوق للصغير من الأمور، لم تبلغ في الحياة إلا الصغير"[38].

إذا + اعتقدت أنك مخلوق للصغير من الأمور +لم تبلغ في الحياة إلا الصغير.

ومن دخل مسابقة أربعمائة متر لم يشعر بالتعب من المائة والمائتين [39].

ومن + دخل مسابقة أربعمائة متر + لم يشعر بالتعب من المائة والمائتين.

• الأداة +(فعل ماض) + ف + لـ + فعل مضارع مؤكد بنون التوكيد.

استشهاد القرني بقوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97][40].

من + عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن + فـ + لـ + نحيينه حياة طيبة.

• الأداة + ( فعل ماض) + فـ + لا الناهية + فعل مضارع.

ومن نماذجه قول القرني: إذا أصبحت فلا تنتظر المساء[41].

إذا + أصبحت(فعل ماض تام) + فـ + لا + تنتظر المساء.

• الأداة + (فعل ماض ناسخ) + فـ + لا الناهية + فعل مضارع.

ومن نماذجه قول القرني: فإن كنت كالموز، فلا تتحول إلى سفرجل [42].

فإن + كنت كالموز+ فـ + لا + تتحول إلى سفرجل.

• الأداة + ( فعل ماض) + فـ + هل + فعل مضارع.

ويمثله قول القرني: إذا أكلت خبزًا حارًّا شهيًّا هذا اليوم، فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء، أو خبز غد الغائب المنتظر [43]..

إذا + أكلت خبزًا حارًّا شهيًّا هذا اليوم + فـ + هل + يضرك خبز الأمس...

• الأداة + (فعل ماض) + فـ + لـماذا + فعل مضارع.

ومن نماذجه قول القرني: إذا شربت ماءً عذبًا زلالًا هذا اليوم، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج، أو تهتم لماء غد الآسن الحار [44].

إذا + شربت ماءً عذبًا زلالًا هذا اليوم + فـ + لماذا +تحزن من ماء أمس....

الأداة + فعل ماض + ف + ل + حرف ناسخ ومعموليه.

فإن فعلت ذلك، فلعله يرضى على مضض [45].

فإن + فعلت ذلك + فـ + لعله يرضى على مضض.

إن + لم + فعل مضارع + ف + ما الاستفهامية (جملة اسمية).

ومنه قول القرني: "وإن لم أصبر أنا وأنت فماذا نصنع؟![46].

وإن + لم أصبر + أنا وأنت فـ + ماذا نصنع؟!

• الأداة + ( فعل ماض) +فـ + (جملة اسمية:جار ومجرور + مصدر مؤول).

ومن أراد السعادة، فعليه أن يضبط عواطفه واندفاعاته[47].

ومن+ أراد السعادة +فـ+عليه أن يضبط عواطفه واندفاعاته.

أنماط قُدم فيها جواب الشرط:

فعل مضاع + الأداة + فعل ماض.

ويمثله قول القرني: "يجيب المضطر إذا دعاه "[48].

يجيب المضطر + إذا + دعاه.

ف + لا الناهية + فعل مضارع مبني للمجهول + الأداة + (فعل ماض).

فلا تُصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك [49].

فـ + لا + تُصدم + إذا + وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك (جواب الشرط تم تقديم على أداة الشرط وفعل الشرط).

وكذلك قوله: لا تُفاجأ إذا أهديت بليدًا قلمًا، فكتب به هجاءك [50].

لا + تُفاجأ + إذا + أهديت بليدا قلمًا فكتب به هجاءك، (لم تُسبق لا الناهية بالفاء).

فعل مضارع + الأداة + (فعل ماض).

مثل قول القرني: نعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد [51].

نعوذ بالله من شر حاسد + إذا + حسد.

ومنه قوله: يقول أهل الجنة إذا دخلوها: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾ [فاطر: 34][52].

يقول أهل الجنة + إذا + دخلوها: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾ [فاطر: 34].

فـ + لـ + فعل مضارع + الأداة + (فعل ماض).

مثل قول القرني: فليهدأ بالك إذا فعلت الأسباب [53].

فـ + لـ + يهدأ بالك + إذا + فعلت الأسباب.

ف + جملة اسمية + الأداة + (فعل ماض مبني للمجهول).

فهو قريب إذا دُعي، مجيب إذا سُئل [54].

ف + هو قريب + إذا + دُعي.

مجيب + إذا + سُئل.

ف + ما الاستفهامية (جملة اسمية) + الأداة + فعل الشرط.

مثل قول القرني: فما حيلة هذا العبد الفقير إذااحتوشته المصائب وأحاطت به النكبات[55].

فـ + ما حيلة هذا العبد الفقير + إذا + احتوشته المصائب.

ف + جملة اسمية: "خبر مقدم + مبتدأ مؤخر" + الأداة +فعل ماض.

مثل قول القرني: فعلى العبد أن يدافعه إذا نزل بالأدعية والوسائل الحية الكفيلة بطرده[56].

فـ + على العبد أن يدافعه + إذا + نزل بالأدعية والوسائل الحية الكفيلة بطرده.

وختامًا فإن ما تَمَّ ذِكره من أنماط وأمثلة هو على سبيل المثال لا الحصر؛ حيث هناك أمثلة وأنماط أخرى للتراكيب الشرطية وردت في كتاب "لا تحزن"، لمن أراد دراستها والوقوف عليها.

المراجع:

عائض القرني، لا تحزن، ط9، ، الرياض، مكتبة العبيكان، 1424هـ.