• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مرحبا ألفا (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    التأريخ الهجري (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    السبيل اقتحام العقبة (قصيدة)
    عامر الخميسي
  •  
    أنا متـرجم إذا أنا مبدع!
    أسامة طبش
  •  
    يوم الحصاد (قصيدة للأطفال)
    أ. محمود مفلح
  •  
    بلعام بن باعوراء (قصيدة)
    عامر الخميسي
  •  
    اللهم بلغنا رمضان (بطاقة أدبية)
    رياض منصور
  •  
    علم اللغة الحاسوبي - المفهوم والتاريخ (PDF)
    أ. د. أحمد مصطفى أبو الخير
  •  
    الرومانسية في الشعر الموريتاني "دراسة في التيارات ...
    محمد عبدالرحمن ولد أب
  •  
    قضية أثر الإسلام في الشعر
    المصطفى المرابط
  •  
    الكلام المعسول
    أ. د. هاني علي سعيد
  •  
    مواقف أهل اللغة من الاحتجاج بالقراءة الشاذة (PDF)
    عمر السنوي الخالدي
  •  
    شواهد ومشاهد (4)
    عامر الخميسي
  •  
    خلت الديار (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    وهذا الشاب لا نحبه (قصيدة للأطفال)
    أ. محمود مفلح
  •  
    مفتاح الكنز
    محمد ونيس
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / من روائع الماضي
علامة باركود

مواعظ وحكم من كتاب روح الأرواح لابن الجوزي (2)

مواعظ وحكم من كتاب روح الأرواح لابن الجوزي (2)
أحمد أبو زيد كامل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/2/2017 ميلادي - 16/5/1438 هجري

الزيارات: 23600

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مواعظ وحكم

من كتاب "روح الأرواح" لابن الجوزي (2)


71- الحرام نفط في جوف خشبة الجسم، فإذا هبَّتْ عواصف المَنون التهب وفات التدارك.

72- أكل الحرام كالكلب الشَّرِه لأكل الجيفة.

73- الحرام سهم سمٍّ يدب في جسم الروح، فيُميت القلب، والعين جامدة العين، والأذنان أذن لهما بالصمم، والعقل عقل عن الحكمة، واللسان خرس عن الذِّكر، والأقدام قيدت عن التقدم، والمجنون لا يفرِّق بين الحياة والموت!

74- الحرام كِبريت في حراق القلب، ينتظر قادح الحساب، إلا أن الغافل لا يُحِسُّ به؛ ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾ [ص: 88].

75- يا حبيبي، إذا استأثر الأسد الذيب، فاعلم أنها خدعة، وإذا رأيت أسدَ العقل مأسورًا في يد ذيب الشهوة، فاعلم أنها حيلة؛ ففكِّرْ في خلاصه في حيلة.

76- أنت يا جوهرة الوجود ما تعرف قدر قدرك، ويحك! لو سافرت من ظلمة طبعك إلى إقليم عقلك لرأيتَ قيمة جوهرتك، لا يقوم لها ثمن، ما نودي على موجود في سوق إيجاد بأبدع: ﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75].

77- واعجباه! أراد إبليس خروجك من دار المَلِكِ، وطرَده بسببك، فتبعتَ المطرودَ وتركت الملِك، ومع هذا يناديك: يا عبدي، أقبِلْ إليَّ؛ لئلا تطول الغَيبة، فتعظم الوحشة.

78- يا من يجول قلبه في أراضي الغفلة، إذا خربت أرض المعاملة، فعلى مَن يضرب الخراج؟!

79- صبر الخضِر على موسى عليهما السلام في ثلاث مخالفات، ثم قال: ﴿ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ﴾ [الكهف: 78]، فكم لك في لحظة من مخالفة لمولاك؟!

80- يا متمسكًا بحبل الهوى وقد وهى، واهًا عليك! كيف طابت لك صحبةُ إبليس ونبذتَ صحبة الملائكة؟! جاز عليك البهرج حين عدمت نقاد العلم، إذا رأيت العقل يؤثر الخسيس على النفيس، فاعلم أنه عكس، لو ظهر لك هذا عند تحصيل الشهوة لرأيت شوهة، وحياتك ما يبلغ المراد مَن لزم الرقاد، ولا ينظم في سلك الأجواد إلا مَن استعد الزاد، ولا يحظى بشرف القبول إلا مَن أطاع الرسول.

81- يا مَن أرض قلبه سبخة، متى تعشب أرض قلبك بصلاحك، متى يستحيل حال حالك؟! متى يصفو لون قلبك الحالك؟ متى يطلق مأسور عزمك الهالك؟! يا مقتولُ بسيف سوفَ، يا مَن همه في ملء الفرج والجوف!

82- إذا استحكم عقد الصدق، انحلَّ عقد الهوى.

83- ويحك! ضيعت ماء أنفاسك في سباخ الغفلة، فمتى ترده إلى زرع المعاملة لعله يثمر عود عسى!

84- شجرة العمل بالعلم ﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ﴾ [إبراهيم: 24]، لا تهتزُّ لعاصف من عمل شيئًا تبعه، وشجرة السمعة لبلاب ترى سقوطها عند هبوب: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].

85- يا حبيبي، دمعُ العين عنوان كتاب الندم، وإسبال العبرات دليل الاعتبار بالعِبَر.

86- جعل عساكر الدنيا ثلاثة ما تعاقب الجديدانِ الليل والنهار: فعسكر الأصلاب مستقرُّه الأرحام، وعسكر الأرحام مستقرُّه الدنيا، وعسكر الدنيا مستقرُّه القبور والدثار، ثم تجمع العساكر وتقسم عسكرين: فواحد في نعيم الجنة، وواحد في عذاب النار، وهزم عساكر الجديدين، وهدم دار الدنيا، وعمر دار القرار، بهذا جرى القلم في اللوح المكرم، فسبحان مَن كل شيءٍ عنده بمقدار!

87- قد ولَّتْ ركائب الأعمار وأنت في أعقاب الساقة، فما أقربك للانقطاع! إن لم تَدارَكْ فوت سيرك بعزيمة عزم فاستغِثْ، ويحك، لُذْ بالواصلين، لعل عطفة عطف عسى يحمل همك!

88- كم عقدت الدنيا لمحبها عقد عهد، فعند أمنه بها غدرت، ما أمسى أحد منها على رفع أمل إلا وأصبح في خفض أجل، مواعيدها مواعيد عرقوب، كم حريص عليها أخرسه الموت؛ فأسلبه حياته وماله، وما بلغ آماله!

89- لا تعجب من قول المرسلين: لا أسألك إلا نفسي، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهب النفس لصاحب النفس، فيقول: ((لا أسألك إلا أمتي))، ما كب محبوب له ذل، العصافير تطير لطلب العش، والدرة[1] تتملق أن تأكل، لله دره مِن محبوب! ما أعذب ذِكره!

90- ما توجت أمة بتاج أشرف من تاج: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110].

ما حُلِّيَ أصحاب بمثل حديث: ﴿ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29]، دير الليل عامر برهبان المجتهدين من أصحابه، كتائب الجهاد غصَّت بهم في النهار، فهم في الليل رهبان، وفي النهار فرسان.

91- كم زرع حصد قبل التمام وما بلغ، لا يغتر باستصحاب الصحة مَن عرَف مقدار السنين، كيف لا ينكر إحالة أحواله ابن الستين؟! كيف لا يعاين منازل المَنون ابن السبعين؟! كيف لا يُحِسُّ بالهبوط ابن الأربعين[2]؟!

92- كم انبسَط على بساط الآمال من الغافلين ﴿ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ ﴾ [سبأ: 45].

وحياتك إن أمهلت من الدهر برهة، فسيأتيك الأمرُ فجأة.

93- كل يوم منزل، والقبر أول منازل الآخرة، أنت مِن أول خروجك مِن كنِّ الرحم إلى صحراء الدنيا مسافرٌ، إلا أن الغافلَ لا يتزود لسفره.

94- يا حبيبي، مَن ضرب في عسكر المجاهدة بسهم ضرب له في قسمة الغنيمة بسهم، مَن عمر ربوع أوقاته بالذكر كثرت فوائدُه يوم الفقر من المال، من بذل همَّ همته في طلب الرضا احتمل التقلُّب على جمر الغَضَا.

95- يا هذا، هَبْ أنه صرفك عن بابه، إلى باب مَن تروح؟! وإلى أي طريق تذهب؟! وإلى أي جهة تقصِد؟! الزمِ الوقوف بالباب؛ فلعل أو عسى يثمر عود عسى!

96- واعجبًا، أهز أغصان وعظ وما تساقط ثمرات وجد، ما أظن شجرة القلب إلا ماتت، يا حيرة المنقطع! ويا حزن مَن قطع! أفٍّ لقالبٍ بلا قلب.

97- يا قاتلًا نفسه بالمعاصي، بئس ما اخترتَ لنفسك! كم وعَظك نذير الشيب فما قبلت ولا أقبلت، إذا كان العمر في إدبار، والموت في إقبال، فما أسرعَ الملتقى!

98- يا مَن أقعدته العوائق، لو شممت نشر[3] خزام العقيق، لهان عليك طيُّ السرى!

99- يا مَن يستضيق به سجن الفقر، لو علمت أنه أوسع من قفر، كنتَ شكرت وما شكوت.

100- يا مبهرج الباطن، كيف بك عند النقاد؟!

101- يا نائمًا في ليل الغفلة، رحل الركبُ وقطعت، سرَتِ الرفاقُ وما انتبهت.

102- واعجباه! قيَّدك النوم عن القوم وما نبهتك أبواق الرحيل، قد رحل الركب وطاب ترنُّم الحادي.

103- البقاء في الآخرة حقيقة، وفي الدنيا زور: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

104- صحراء الليل لا يقطعها إلا كلُّ ضامر، النَّجيب في أول الركب، والثقيل يحمل الحمول في الآخر.

105- ما زالت حداة أشواقهم تحدو برواحل قلوبهم حتى بلغوا المنزل ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ ﴾ [القمر: 55].

106- يا حبيبي، أنت في طلب الدنيا فما تجد، فكيف تجد الآخرة وما تطلب؟! إذا كنت كسلان في طلب الدنيا، كيف تجد الآخرة؟! إذا كنت عاجزًا عن شهوات نفسك، فكيف تطلب مرافقة الصِّدِّيقين؟!

107- إذا كان نور الشمس يحجبه حجابُ ساعة، فكيف بمن شمس عقله محجوبة أربعين سنة؟!

108- ما صح ليوسف الصِّدِّيق سَعة قول: ﴿ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ﴾ [يوسف: 54] إلا بعد ضِيق: ﴿ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﴾ [يوسف: 42].

ما وصل الخضر وإلياس، إلا بقطع الأمل بمُدْية الياس.

109- اجذِبْ نصل ذنبك بالتنصل؛ لعلك تلحق بالصحاح.

110- ويحك! كم تبارز بالمعاصي مَن خوَّلك، يا عبد السَّوء كم تعدل عن طريق من عدَّلك، أظننت أنه أهملك؟! بل أمهلك، إن مشيت إلى الطاعة أبطأتَ وللمعاصي ما أعجلَك، يا مأسورًا في سجن الغفلة لا يدري حيث سلك، أعمَتْ بصيرتَك الشهواتُ فأنت هالكٌ فيمَن هلَك.

111- يا حاملًا لقبره حمل الخطايا، بئس ما حملت، يا عاملًا لنفسه ناصبة الرزايا، بئس ما عملت، كم أسكرك ساقي التسويف بكأس سوف، كم عوقك من دخول حمى التوبة؟! تجمع المال لغيرك وأنت المسؤول، تزعم أنك به قاتلٌ وأنت المقتول، ينعَم غيرك وأنت المعذَّب، رب ساعٍ لقاعدٍ لا يتعب.

112- يا طالب الفاني وهو بالباقي مطلوب، يا يوسف الأسف متى ترى يعقوب؟! تدَّعي أنك تطلب الدنيا كاسبًا وأنت بالفناء مكسوب، كم تسلبك الأيام نفائس عمرك وأنت مسلوب، يا موثقًا بالقدر أنت مَن أُسر الهوى في أسلوب، أما علمتَ أن كل نفَس عليك مكتوب، تمشي سويًّا وقلبك في غيها مكبوب، جسم حي وقلب ميت، والظاهر غلاب، والباطن مغلوب، إلى متى يناديك المولى ولا تتوب، إن فاتك محمل المجتهدين، فالتحِقْ بساقة السحر؛ عسى عطفة من المحبوب!

113- يا تائهًا في الشباب، أما ترى فجر المشيب؟! تسوف بالمتاب وغصن شبابك غض رطيب، فإذا عسى قلت: عسى[4]، وكم دعيت فلا تجيب، أقعدتك أخلاط الخطايا عن النهوض إلى الحبيب، لا لركائب المجتهدين ترافق، ولا لنغمات المستغفرين تستجيب، مارستان قلبك ما فيه مِن ذخائر الأعمال طيب ولا طبيب، بيت وصلك خراب، وبيت هجرك عامر، وعقلك حزين عليك كئيب، كم أطير بك إلى الفردوس وأنت في دوس من البعاد سليب، هذا صباغ المشيب استوفى مِن القوة أوفرَ نصيب.

114- إخواني، عزلة الجاهل عزلة، وعزلة العالم عزٌّ له، نفس الجاهل في السلوك تحتاج إلى دليل وإلا تلِف، ونفس العالم في السلوك معها حِذاؤها وسِقاؤها.

115- ويحك! إذا عصيتَ المغيث فالمستغاثُ بمن؟!

116- يا أخي، كم تسعى في غير الطريق والحق واضح، غلبك طرش الغفلة فلا تعي لنصح ناصح، تبيع الباقي بالفاني ولا تدري خاسر أنت أم رابح، ويحك! كم إصرار كم تماسي الذنب كم تصابح!

117- قلبك في مجلس الصلوات غائب، وفي السوق قائم على ساق، أين أنت إذا قلت: وجهتُ وجهي؟!

118- ويلاه! ركب الهوى مقيم، وركب الرشد خاطر، فمتى يقيم الخاطر ويرحل المقيم.

119- إلى متى تبيع الجوهر النفيس بالثمن الخسيس؟! متى يثبت رشدك عند قاضي التوبة، وتقبض مال العقل من دموع الحكمة، فتنفقه في واجب العمل.

ويحك! اطلب صدفة الهدى في قعر بحر الليل؛ فلعل جوهر إجابة!

120- ما يفي تضييع الوقت بتحصيل الفوت، ما يفي قوتك بقدر ما تعمل، كيف إذا طلبت بالشكر؟! أفٍّ لظهرٍ لا يشبع لعمله البطن، أفٍّ للقمةٍ بعدها نقمة، إذا غلب على الطائر حب الحبة وقع في الفخ، لو تكلفت لما كُلِّفت كُفيت!

121- يا هذا، لا تنظر إلى المتقلِّبين في الشهوات: ﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 16].

122- إذا ذُكرت الدنيا تحرَّك قلبك للعتاب، وإذا ذكرت الآخرة سكن عزمك عن المتاب، جوَادُ عزمك كثير العِثار، وبصر بصيرتك فيه رمد، وجدك ليس على الجادة؛ فكيف تطلب اللَّحاق بالسباق؟!

123- واحسرتاه كم جازت على الجادة مِن رفاق ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16]، وما أنت فيهم.

كم أدلج ركب: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾ [الذاريات: 17] وما أنت معهم.

كم دخلت للعزيز مِن قصص للمستغفرين وما لك معهم قصة.

124- لله درُّ أقوام قيام على أقدام التهجد، تطوى سباسب الدجى حتى يلحقوا بالمنزل، وعند الصباح يحمد القوم السرى، لله تلك الهمم العالية، طلبت أعلى المراتب العالية، وهمة الناقص شهوة البطن والفَرْج.

125- إخواني، المدامع على القلوب تُنبت ما يبقى، وقطر المطر على الأرض يُنبت ما يفنى.

126- كل عمرك ليلُ غفلة، متى يتلمح من فجر يقظتك لائح، متى يتلمح من فجر الفرج لامح، هواك في الفاني مجد وفي الباقي متَّهَم فكيف يستوي الصالح والطالح؟!

127- يا مَن جعل سور المدينة موضع اعتباره، أخطأت، إنما تدخل المدينة من الباب ﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾ [البقرة: 189]، لو رافقت عالم المعاني في ركب الفكر لرأيت أعلام المدينة في أقرب مدَّة.

128- إخواني، مَن أتعب نفسه وهو راحل، أما شاهد حادي الجديدين يطوى من العمر المراحل؟! أما الليل والنهار يحملان الأعمار بالرواحل؟! أما ترى مَن قال تحت ظلها، كيف تستر بظلها الزائل؟! أما ترى من عمر ألف عام إذا سئل قال: لبثت أيامًا قلائل.

129- واعجباه! لما سرت ركائب المجتهدين المتهجِّدين في الدياجي، ضرب على أذنك بعدم الإذن، وختم على سجل قلبك بخاتم: ﴿ وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ ﴾ [التوبة: 46]، تناولت خمر الحرام فغلَبك سُكْر النوم، فحبسك شرطي القدر عن القوم في سجن النوم.

130- يا حبيبي، طيب المعاملة ما طاب، ما صفا عيش القوم حتى قلبهم تقلب كف الكف، سكن قلوبهم بسكينة المسكنة، وقطع منهم الآمال بسكين السكون، ونادى عليهم في سوق الابتلاء: ﴿ أَتَصْبِرُونَ ﴾ [الفرقان: 20]؟! فقال لسان عزمهم: بلى، فسقاهم مِن رحيق التوفيق: ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ [المطففين: 26].

131- أما تخاف باب العمر يغلق؟! تطلب أرباح الصين وأنت في ريف الشهوات، هيهات غيرك سبق، أما تستحي أن تعصي مَن صورك مِن علق، همَّتك أبرد من كانون، متى تعود أحرَّ من كانون[5]؟! وشيطان تسوُّفك احترق.

132- يا بائعًا نفيسَ أنفاسه بأبخسِ ثمن، يا مَن يسكن الدنيا وليست له سكن، بعتَ ما يفنى بما يبقى وما فطنت الغبن، ظاهر بطال وباطن مراءٍ استوى في الظلمة السر والعلن، ما تمشي إلا في ظلمة الشهوة، يا أعمى البصيرة يا مَن هو بالغفلة ممتحن، كم بنار الشهوة تحرق نفسك كأنك فَراش، ألزم نفسك ويحك فراش الحزن، أتنسج على نفسك خيوط الخطايا، وأنت تفرح كدود القز يموت وسط ما حصن.

133- إذا جنَّ الليل تصافَّ عسكر النوم وعسكر السهر، فيتقدم عسكر السهر طلائع: ﴿ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ ﴾ [آل عمران: 113]، وفي مقدمة عسكر النوم طلائع: ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ﴾ [الأنفال: 23]، فعند ظهور راية الفجر ينهزم جند الكسل والنوم، فما تطلع الشمسُ إلا والغنيمة مقسومة، وما لك مع القوم سهم؛ لأنك ما ضربت معهم بسهم.



[1] الدرة: الببغاء الصغيرة.

[2] كذا بالمخطوط، وكتب على هامش مخطوطة الفاتح: ولعلها ابن الثمانين!

[3] النشر: الريح الطيبة.

[4] الأولى: عسى النبات؛ أي: غلُظ وصلُب، والثانية: فعل يفيد الرجاء.

[5] كانون الأولى: أي شهر ديسمبر (كناية عن البرد والصقيع)، وكانون الثانية: أي الموقد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • مواعظ وحكم من كتاب "روح الأرواح" لابن الجوزي (1)
  • تسعون موعظة وحكمة من الكتاب النادر (صبا نجد) لابن الجوزي
  • مقامة "وداع رمضان" لابن الجوزي
  • مجلس شهر رمضان من كتاب "المرتجل" لابن الجوزي
  • منتقى من "نسيم السحر ومنظوم الدرر" لابن الجوزي
  • حكم من أوصله اجتهاده إلى مخالفة أمر معلوم من الدين بالضرورة
  • الأرواح جنود مجندة

مختارات من الشبكة

  • مواعظ ورقائق من كتاب "التبصرة" لابن الجوزي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عشر مواعظ من كتاب تنوير الغبش لابن الجوزي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عشر مواعظ من كتاب اللآلئ لابن الجوزي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عشر مواعظ من كتاب اليواقيت لابن الجوزي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مواعظ ووصايا وفوائد من كتاب البداية والنهاية لابن كثير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مواعظ القرآن الكريم أعظم المواعظ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تسعون موعظة وحكمة من كتاب "الخواتيم" لابن الجوزي رحمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مائة وعشرون موعظة جديدة من كتاب "موافق المرافق" لابن الجوزي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عشرون موعظة من كتاب المنثور لابن الجوزي رحمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خمس وعشرون موعظة من كتاب "رؤوس القوارير" لابن الجوزي رحمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 6/9/1444هـ - الساعة: 13:21
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب