تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر تأليف أبي العباس أحمد بن يوسف الكواشي المتوفى سنة 680هـ دراسة وتحقيقا من أول سورة الأعراف إلى آخر سورة إبراهيم

ملخص الرسالة

تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر

تأليف

أبي العباس أحمد بن يوسف الكواشي المتوفى سنة 680هـ

دراسة وتحقيقًا

من أول سورة الأعراف إلى آخر سورة إبراهيم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فإن العيش مع كتاب الله تعالى والاشتغال بخدمته من أحسن الأعمال وأسماها، وقد اهتدى بذلك العلماء قديمًا وحديثًا، فزودوا المكتبة القرآنية أنواعًا من البحوث المختلفة في المجالات المتنوعة، وبناء على هذا فإنه لما امتن الله عليّ بالالتحاق بقسم التفسير بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية رغبت أن أشارك بهذه الخدمة القرآنية بتحقيق جزء من تفسير الإمام الكواشي المسمى (تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر) إكمالًا لعمل الإخوة الذين بدؤوا بتحقيق هذا التفسير، وكان أولهم الدكتور/عبد الله العمري الذي حقق سورتي الفاتحة والبقرة، ثم الزميل حمزة موسى الذي شارك معنا وحقق من أول سورة آل عمران إلى آخر سورة الأنعام، وكان عملي تحقيق الكتاب من أول سورة الأعراف إلى نهاية سورة إبراهيم ثم واصل بعدي الزملاء وائل الحجلاوي وضياء الدين العطيات وحمد العنزي.

أسباب اختيار الموضوع:

1- طلب الأجر من البارئ - عز وجل- في خدمة كتابه المجيد.

2- إتحاف المكتبة القرآنية بهذا التفسير حتى يستفيد منه العلماء وطلبة العلم.

3- قدم عصر المؤلف وشخصيته الفذة وجهوده في خدمة كتاب الله العزيز.

4- ثناء العلماء عليه، قال عنه الذهبي - رحمه الله تعالى-: (أبو العباس الكواشي الشافعي المقرئ المفسر الزاهد بقية الأعلام تقدم في معرفة القراءات والعربية، وكان منقطع القرين، عديم النظير زهدًا وصلاحًا وصدقًا وتبتلًا وورعًا، صاحب أحوال وكرامات)[1].

وقال اليونيني - رحمه الله تعالى-: (الشيخ العالم صاحب التفسير الكبير والتفسير الصغير، كانت له اليد الطولى في التفسير والقراءات ومشاركة في غير ذلك من العلوم)[2].

وقال ابن الجزري - رحمه الله تعالى-: (الإمام أبو العباس الكواشي الموصلي المفسر عالم زاهد كبير القدر)[3].

وقال ابن قاضي شهبة - رحمه الله تعالى-: (الإمام العلامة، الزاهد الكبير، المفسر اشتغل وبرع في القراءات والتفسير والعربية والفضائل)[4].

خطة البحث:

يشتمل البحث على مقدمة وقسمين وفهارس.

المقدمة: تشمل على ما يلي:

أسباب اختيار الموضوع - خطة البحث - منهج كتابة البحث - كلمة شكر وتقدير.

القسم الأول: الدراسة: وفيه فصلان:

الفصل الأول: دراسة موجزة عن المؤلف، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته.

المبحث الثاني: مولده ونشأته ووفاته.

المبحث الثالث: حياته العلمية وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: رحلاته العلمية

المطلب الثاني: شيوخه.

المطلب الثالث: تلاميذه.

المطلب الرابع: مؤلفاته.

المطلب الخامس: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.

المبحث الرابع: عقيدته ومذهبه الفقهي.

الفصل الثاني: دراسة الكتاب بإيجاز، وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأول: التعريف بالكتاب، ويتضمن

1/ اسم الكتاب

2/ توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف

3/ موضوعه وأهم ما تميز به.

4/ سبب التأليف.

5/ مصطلحات المؤلف في كتابه.

المبحث الثاني: منهج المؤلف في تفسيره.

المبحث الثالث: مصادر المؤلف في كتابه.

المبحث الرابع: قيمة الكتاب العلمية.

المبحث الخامس: النسخ الخطية للكتاب.

القسم الثاني: النص المحقق، من أول سورة الأعراف إلى آخر سورة إبراهيم.

(55لوحة) حسب لوحات النسخة الأزهرية.

الفهارس اللازمة.

• فهرس الآيات القرآنية.

• فهرس الأحاديث النبوية.

• فهرس الآثار.

• فهرس الشواهد الشعرية.

• فهرس الأعلام.

• فهرس المصادر والمراجع.

• فهرس المحتويات.

منهج كتابة البحث:

1- قارنت بين النسخ الصالحة للتحقيق.

2- كتبت النص حسب القواعد الإملائية المعاصرة، وترقيمه بعلامات الترقيم؛ ليسهل على القارئ فهم تراكيب الكتاب مما قد لا يستوعبه بدونها.

3- التزمت بكتابة الآيات القرآنية بخط المصحف الشريف.

4- أثبت الفروق بين النسخ.

5- عزوت الآيات المستشهد بها إلى سورها مع بيان رقم الآية من السورة.

6- خرجت الأحاديث والآثار من مظانها الأصلية، فما كان في الصحيحين أو في أحدهما اكتفيت بالعزو إليه، وإن كان في غيرهما من كتب السنة والصحاح والمسانيد والمصنفات وغيرها عزوته لمصدره مع بيان درجته من أقوال أهل العلم المعتبرين حسب الاستطاعة.

7- عزوت القراءات إلى مصادرها على اختلاف أنواعها، مشيرًا إلى ما قد يخالف فيه المؤلف منهجه في ذلك.

8- وثقت الأبيات الشعرية ونسبتها إلى قائليها ما أمكن، وذلك بالرجوع إلى دواوين الشعر الأصيل وكتب اللغة.

9- ترجمت الأعلام الواردة ذكرهم في المخطوط ترجمة موجزة مع الإحالة إلى مصادرها باختصار.

10- عرّفت للأماكن والطوائف التي وردت في المخطوط بقدر ما يُحتاج إليه.

11- نسبت الأقوال التي حكاها المؤلف مصدرًا لها بكلمة (أو) إلى قائليها حسب القدرة والاستطاعة.

12- ناقشت القضايا التي لا تسلم من النقد، وخاصة في المسائل العقدية مع الاعتماد على أقوال أهل العلم المعتبرين.

13- شرحت المفردات والكلمات الغريبة بالاعتماد على كتب اللغة والمعاجم.

أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

شكر وتقدير:

أحمد الله تعالى وأشكره على نعمه الكثيرة وآلائه التي لا تعد ولا تحصى، أولها: نعمة الإسلام والإيمان، وثانيها: على ما يسره لي من إكمال هذا العمل، فله الحمد دومًا وأبدًا.

ثم أتقدم بالشكر الجزيل والدعاء الخالص إلى والديّ الكريمين الذين تعبا في تربيتي ورعايتي وتعليمي، أسأل الله تعالى أن يرحم من انتقل إلى الدار الآخرة، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظ ويرعى من كان في قيد الحياة.

ثم أشكر حكومة هذه البلاد المباركة، بلاد الحرمين الشريفين - حرسها الله تعالى - التي هيئت هذه الجامعة المباركة لأبناء المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها ﴿ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122] أسأل الله العظيم أن يجعل ما يقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين في ميزان حسناتهم، وأن يحفظ هذه البلاد المباركة من عبث العابثين وحسد الحاسدين ومكر الماكرين.

ثم أتوجه بالشكر على القائمين بأمر هذه الجامعة المباركة على ما قدموا ويقدمونه من جهد على سبيل تعليم شباب المسلمين ورعايتهم، كما أشكر على القائمين بأمر كلية القرآن الكريم من مسئولين ومدرسين على جهودهم الجبارة وسعيهم المشكور لمساعدة أبنائهم طلاب الكلية، أسأل الله تعالى أن يجعل عملهم هذا خالصًا نافعًا مباركًا.

ثم أخص الشكر والتقدير بمشرفي على هذه الرسالة فضيلة الشيخ الدكتور/ ملفي بن ناعم الصاعدي الأستاذ المشارك في قسم التفسير بكلية القرآن الكريم على ما أسعفني به من نصح وتوجيه وإرشاد وتشجيع لتحقيق هذا العمل، فشكر الله سعيه، وباركه في عمره وعلمه وعمله وذريته، وجزاه عني خيرًا.

كما أشكر الأستاذين الكريمين: فضيلة الأستاذ الدكتور السيد إسماعيل علي سليمان عضو هيئة التدريس في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، وفضيلة الدكتور محمد بن عبد العزيز العواجي وكيل كلية القرآن الكريم اللذين تحملا قراءة هذه الرسالة الطويلة وتقويمها مع كثرة أشغالهما، فجزاهما الله خيرًا، وجعل ذلك في ميزان حسناتهما.

والشكر موصول على كل من ساعدني في إنجاز هذا البحث بعلم أو عمل أو غير ذلك فجزى الله الجميع خيرًا ووفقنا لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

فهرس الموضوعات