• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لا تقبله عيني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    علاقتي بأختي سيئة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    فشلت في زواجي مرتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    خطيبتي لم تكمل تعليمها
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الخطوبة ورؤية الخاطب في المنام
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ماذا أفعل؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    حزني أثر على صديقتي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    كيف أخرج من علاقة غير شرعية؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    حواجز اجتماعية تمنع الزواج
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أثر العنف الأسري على الزواج
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أشعر بغل تجاه بعض الأشخاص
    أ. منى مصطفى
  •  
    تخلت عني بعد ارتكاب الحرام
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية
علامة باركود

مشكلتي مع جارتي

أ. عائشة الحكمي


تاريخ الإضافة: 5/5/2010 ميلادي - 21/5/1431 هجري

الزيارات: 27840

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

مُشكلتي تبدو عاديَّةً ولكنْ في الحقيقة هي عَصِيبةٌ ومُعقَّدةٌ؛ لأنَّ جارتي - وهي في الوقتِ نفسِه زوجةُ سِلفي - تُؤذيني بالضَّجيجِ ليلاً ونَهارًا، وهي تَعتبر هذا حقَّها، هي تَسكُنُ فوقي وتقوم بكلِّ شيءٍ يُثير غَضبي واشمِئزازي، وتُحاول بشتَّى الطُّرُقِ أن تُثيرَ مُشكلةً أو شِجارًا، وهي غَيرُ قابلةٍ للحوار أبدًا، حتَّى أولادُها يقومون بنفس الشَّيءِ، أرجو مساعدتي.

الجواب:

سيدتي الفاضلةَ،

حَيَّاكِ اللهُ، وأهلاً وسَهلاً بكِ.

حين وصَّى جبريلُ - عليه السَّلامُ - رَسولَنا الكريمَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالجار: ((ما زالَ جبريلُ يُوصِيني بالجار، حتَّى ظَننتُ أنَّه سَيُورِّثُه))؛ رواه البُخاريُّ.

 

فليس ذلك إلاَّ مِن عِظَمِ حُقوق الجِيرانِ على بعضِهم البعضِ، فما ظنُّكِ إذنْ حين يكون الجارُ مِن ذَوي القُربَى؟!

 

قال الله – تعالى -: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].

 

قال القُرطبيُّ في تفسيره لهذه الآية: "أجمع العُلماءُ على أنَّ هذه الآيةَ مِن المُحكَم المُتَّفقِ عليه، ليس منها شيءٌ منسوخٌ، وكذلك هي في جميع الكتب".

 

ثم فسَّر قولَه - تعالى -: ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾ بقوله: "أمَّا الجارُ، فقد أمر الله - تعالى - بحفظِه، والقيامِ بحقِّه، والوَصاةِ بِرعيِ ذِمَّته في كتابه وعلى لِسان نَبيِّه، أَلاَ تَراه - سبحانَه - أكَّدَ ذِكرَه بعدَ الوالدَينِ والأقربِينَ؟! فقال – تعالى -: ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ﴾؛ أي: القريب، ﴿ وَالْجَارِ الْجُنُبِ ﴾؛ أي: الغريب؛ قالَه ابن عبَّاس، وكذلك هو في اللُّغة".

 

قال البَغَويُّ في تفسيره لهذه الآية: ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ﴾: "أيْ: ذِي القَرَابة".

 

وفي "الدر المنثور"؛ للسَّيوطيِّ: "أَخرجَ ابنُ جَريرٍ وابنُ المُنذرِ، وابنُ أَبي حاتمٍ والبيهقيُّ في "شُعُب الإيمان"، من طُرُقٍ عن ابن عبَّاس في قوله: ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ﴾: يَعني: الذي بَينكَ وبينَه قَرابةٌ".

 

وفي "فتح القدير" للشَّْوكانيِّ: ﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ﴾؛ أي: "القريب جوارُه، وقيل: هو مَن له مع الجِوار في الدَّار قُرْبٌ في النَّسَب".

 

وقال السَّعْديُّ في "تفسيره": "﴿ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ﴾؛ أي: الجار القريب، الذي له حقَّانِ: حقُّ الجُوارِ، وحقُّ القَرابةِ، فله على جاره حقٌّ وإحسانٌ، راجعٌ إلى العُرْفِ".

 

وقد أَخرجَ الطَّبَرانيُّ مِن حديث جابرٍ رَفَعه: ((الجِيرانُ ثَلاثةٌ: جارٌ له حقٌّ، وهو المُشركُ، له حقُّ الجِوار، وجارٌ له حقَّان، وهو المُسلم، له حقُّ الجِوارِ وحقُّ الإسلام، وجارٌ له ثَلاثةُ حُقوقٍ، مسلمٌ له رَحِمٌ، له حقُّ الجِوارِ والإسلامِ والرَّحِمِ)).

 

إذنْ؛ لكِ الحقُّ يا سيدتي حين تشتكِين مِن أَذى جارتِكِ، فقضيةُ الجار المؤذي، وإنْ أصبحتْ في عُرْفِ النَّاس اليومَ "عادية" - كما تقولين - لكنَّها في الميزانِ الشرعيِّ قَضيٌَّة عظيمةٌ، لها وزنُها وأحكامُها، وحقوقُها وأجرُها وَوَعيدُها؛ فعن أَبي شُرَيحٍ: أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((واللهِ لا يُؤْمِنُ، واللهِ لا يُؤْمِنُ، واللهِ لا يُؤْمِنُ))، قيل: ومَن يا رَسولَ الله؟ قال: ((الَّذي لا يَأْمَنُ جارُه بوائقَه))؛ رواه البُخاريُّ.

 

وعن أَبي هُرَيرةَ قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم : ((مَن كان يُؤمِنُ بالله واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَه، ومَن كان يُؤمِنُ بالله واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكرِمْ ضَيفَه، ومَن كان يُؤمِنُ بالله واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقلْ خَيرًا أَوْ لِيَصمُتْ))؛ رواه البُخاريُّ.

 

وعن أَبي هُرَيرَةَ قال:كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((يا نِساءَ المُسلِماتِ، لا تَحْقِرَنَّ جارةٌ لجارتِها ولو فِرْسِنَ شاةٍ))؛ رواه البُخاريُّ.

 

وعن عَبدِ الله بنِ عَمرٍو قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم : ((خَيرُ الأصحاب عندَ الله خيرُهم لصاحبِهِ، وخيرُ الجِيرانِ عندَ الله خيرُهم لجارِهِ))؛ رواه التِّرمذيُّ، وقال: حديثٌ حسنٌ غريبٌ.

 

ثم يَكفي هذا التَّوتُّرُ النَّفْسيُّ الذي تعيشينَه صَباحَ مَساءَ، فالدِّراساتُ الحَدِيثَة تُؤكِّدُ على أنَّ 80% مِنَ الأمراض هي نِتاجٌ للتَّوتُّرِ النَّفْسيِّ المُستمرِّ؛ ولهذا أقولُ لكِ: انتبهي لصحتِكِ؛ فالصحةُ غاليةٌ غاليةٌ، وأنتِ في سِنٍّ تكفيكِ فيه آلامُ مَعاولِ الهَدمِ الداخليَّةِ، فلا تَسمحي لِمَعاولِ الهدم الخارجيَِّة بالتَّأثيرِ عليكِ.

 

سَأكتبُ لكِ في بِضعِ نقاطٍ طُرقًا للتعامُلِ مع الجار المؤذي مِن وَحْيِ الكتاب والسُّنَّة، أتمنَّى أنْ تقرئيها بِتَمعُّنٍ، خذي بها قَدْرَ استطاعتكِ، واحتسبي الأجرَ يا سيدتي، فكلُّ هذا الأذى والألم - إنِ احتسبتِه لله - سيكونُ رصيدًا ثقيلاً وعظيمًا لكِ من الحَسَناتِ والأُجور، ونحن - واللهِ - أحوج ما نكون لمثلِ هذه الحَسَناتِ، حتَّى وإنْ جاءتْنا مِن خِلالِ هذه الأبوابِ المُؤلمةِ للنَّفْس، المُتعبةِ للأعصابِ، المُثقلةِ للتَّفكيرِ.

كَيفِيَّةُ التَّعامُلِ مع الجارِ المُؤْذي:

أولاً: الصَّبرُ والعَفوُ واحتِسابُ الأَجرِ: فهذه وصيةُ المصطَفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأُولَى للرَّجُلِ الذي جاءَه يَشكو جارَه؛ فعن أبي هُرَيرةَ قال: "جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يشكو جارَه، فقال: ((اذهَبْ فاصبرْ))، فأتاه مرَّتَينِ أو ثلاثًا، فقال: ((اذهبْ فاطرحْ متاعَكَ في الطَّريقِ))، فَطَرح متاعَه في الطَّريقِ، فجعل الناسُ يسألونَه فَيُخبرُهم خَبرَه، فجعل الناسُ يَلعنونَه: فَعَلَ الله به، وفَعَلَ، وفَعَلَ، فجاءَه إليه جارُهُ، فقال له: ارجعْ لا تَرى منِّي شيئًا تَكرهُهُ"؛ رواه أبو داودَ، وقال الألبانيُّ: صحيحٌ.

 

وعن يحيى بنِ وثَّاب عن رجلٍ مِن أصحابِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: أظنُّه ابنَ عُمرَ - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((المُؤمنُ الَّذي يُخالطُ الناسَ ويَصبِرُ على أَذاهم أَعظمُ أَجرًا مِنَ الَّذي لا يُخالِطُ الناسَ ولا يَصبِرُ على أَذاهم))؛ رواه الإمامُ أحمدُ، وصحَّحه الألبانيُّ.

 

قال ابن مُفْلحٍ في "الآداب الشرعيَّة" : "فصلٌ في حُسْنِ الجِوارِ: وروى المروذيُّ عنِ الحسنِ: "ليس حُسنُ الجِوارِ كفَّ الأذى؛ حُسنُ الجِوارِ الصبرُ على الأَذى"، ورواه أبو حفصٍ الكعبري في "الأدب" له عن الشَّعبيِّ. اهـ.

 

وأثرُ الشعبيِّ أخرجه ابنُ عَساكِرَ في "تاريخ دمشق".

ثانيًا: الاستعاذةُ باللهِ مِن جارِ السُّوءِ: عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه -: أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول في دُعائِهِ: ((اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن جارِ السُّوء في دارِ المُقامَةِ؛ فإنَّ جار الباديةِ يَتحوَّلُ))؛ حديثٌ صحيحٌ على شَرْطِ مُسلمٍ.

ثالثًا: البحثُ عنِ السببِ: لماذا تَتَعمَّدُ إزعاجَكِ على الرَّغْم مِن أنَّكما تَعيشانِ في بلاد الغُرْبة؟ كان الأَولى بكما أنْ تلتفَّا على بعضِكما البعضِ كالأَغصانِ، لا أن تحاولَ إحداكما إيذاءَ الأخرى!

 

مِنَ المهمِّ - يا أختي الفاضلةَ - أنْ تعرفي الدافعَ الحقيقيَّ وَراءَ مثل هذه التَّصرفاتِ المُزعجةِ، فلعلَّها رسالةٌ غيرُ مباشرةٍ لهدفٍ أو سببٍ مُعيَّنٍ ترمي إليه، رُبَّما – أقول: رُبَّما - صَدر عنكِ تَصرفاتٌ جارحةٌ أو مؤلمةٌ لها مِن قَبلُ، وهي الآنَ إمَّا أنَّها تنتقم لنفسها أو تتصرفُ مِن باب: "لكل فعل ردُّ فعل"، وهذا يَحدُث كثيرًا في الحقيقة، ومتى وقفتِ على السبب فحاولي إصلاحَهُ وتداركِي الأمرَ، فكما أنَّ لنا مشاعرَ وأحاسيسَ، فللنَّاس أيضا مشاعرُهم وأحاسيسُهم، أليس كذلكِ؟!

 

رابعًا: الدَّفع بالتي هي أحسنُ: قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيَّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظَّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34 - 35].

 

وللشِّيرازيِّ حِكمةٌ جميلةْ جدًّا يقول فيها: "كنْ كشجرةِ الصَّندل، تعطِّر الفأس التي تَقْطَعُها"؛ لكن المشكلة الحقيقيَّة هي أنَّنا نَهتَمُّ بقضيةِ واجبِ الجِيرانِ وحقوقِهم علينا، وننسى أنَّنا أيضًا جيرانٌ ويَنطبقُ علينا ما يَنطبقُ عليهم؛ أعني: أنَّ مِن واجبنا جميعًا الالتفاتَ إلى خُطورةِ أَذيةِ الجارِ، وأيضًا ضرورة الإحسانِ إليه؛ خُصوصًا الجارَ ذا القُربَى، الأقرب منَّا بابًا ورَحمًا حتَّى ولو كان مُؤذيًا ومُسيئًا؛ فعن عائشةَ قالتْ: قلتُ: يا رَسولَ الله، إنَّ لي جارَينِ، فإلى أيِّهما أُهدي؟ قال: ((إلى أَقربِهما منكِ بابًا))؛ رواه البُخاريُّ.

وطُرق الدَّفع بالَّتي هي أحسنُ كثيرةٌ، وسَتُثمرُ وُدًّا وخيرًا كبيرًا، فقط لو احتسبْنا الأجرَ، وأصلحْنا النِّيةَ، مِن ذلك مَثلاً:

 

1 - إفشاءُ السَّلام: فعن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَدخلونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤمنوا، ولا تُؤمنوا حتَّى تَحابُّوا، أَلاَ أَدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتُم؟ أَفْشُوا السَّلامَ بينَكم))؛ رواه مسلمٌ، ومن طُرق إفشاءِ السَّلام مبادأتُها بالسؤال عنها وعن أحوالِها، والاتِّصالِ بها هاتفيًّا.

 

2 - التَّبسُّم وطَلاقةُ الوَجهِ: عن عائشةَ: أنَّ رجلاً استأذن على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلمَّا رآه قال: ((بِئسَ أخو العشيرةِ، وبِئسَ ابنُ العشيرةِ))، فلمَّا جلس، تَطَلَّقَ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في وجهِهِ وانبسطَ إليه، فلمَّا انطلق الرجلُ، قالتْ عائشةُ: يا رَسولَ الله، حين رأيتَ الرَّجُلَ قلتَ له كذا وكذا، ثم تطلَّقتَ في وجهه وانبسطتَ إليه! فقال رَسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((يا عائشةُ، مَتَى عَهِدْتِني فَحَّاشًا، إنَّ شَرَّ الناسِ عندَ الله منزلةً يومَ القيامةِ مَن تَرَكه الناسُ اتِّقاءَ شَرِّه))؛ رواه البُخاريُّ

 

3 - طِيبُ الكَلامِ وتَجنُّبِ السِّباب: قال أبو هُرَيرةَ، عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الكلمةُ الطِّيبةُ صدقةٌ))؛ رواه البُخاريُّ، وعن عبدِ الله قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سِبابُ المسلمِ فُسوقٌ، وقِتالُه كُفرٌ))؛ رواه البُخاريُّ.

 

4 - التِماسُ العُذرِ وتَجنُّبُ إساءةِ الظَّنِّ: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات:12].

 

5 - التَّعاونُ: لا تنتظري أنْ تأتيَ وتعاونَكِ؛ بلِ اعرِضي عليها أنتِ تقديمَ العَونِ لَها؛ فعن أبي موسى، عنِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((المُؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بعضُه بعضًا))، ثم شَبَّك بينَ أصابعِهِ، وكان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - جالسًا، إذ جاءَ رجلٌ يَسألُ، أو طالبُ حاجةٍ، أَقبلَ علينا بوجهِه فقال: ((اشْفعُوا فَلْتُؤجروا، ولْيقضِ اللهُ على لِسانِ نَبيِّه ما شاءَ))؛ رواه البُخاريُّ.

 

أنتُما في بلادِ غُربةٍ، وكلُّ واحدةٍ منكما بحاجةٍ لدعم الأُخرى، واللهِ لو أنَّها كانت غَريبةً؛ ولكنَّها كانت فقط مُجردَ امرأةٍ عربيَّةٍ، لكنتِ بِأَمَسِّ الحاجةِ إليها، فكيف إذنْ وبينكما صِلةُ نَسَبٍ؟!

 

6 - عَدمُ التَّقاطُعِ والهَجرِ فَوقَ ثلاثٍ: قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد:22]، وعن أَبي أَيُّوبَ الأنصاريِّ: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا يَحِلُّ لرَجلٍ أَنْ يَهُجرَ أخاه فَوقَ ثَلاثِ ليالٍ، يَلتقِيانِ، فَيُعرضُ هذا ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسَّلام))؛ رواه البُخاريُّ.

 

7 - الهَدِيَّةُ: عن عطاءِ بنِ أبي مُسلمٍ عبدِ الله الخراسانيِّ قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ((تَصافحوا يَذهبِ الغِلُّ، وتَهادَوْا تَحابُّوا وتَذهب الشَّحْناءُ))؛ رواه الإمام مالكٌ في "الموطأ"، ولعلَّ مِن أبسطِ الهدايا تَبادُلَ الأطعمةِ، وشراءَ الهدايا للأطفالِ، واقتسامَ الأشياءِ فيما بينكما ابتغاءَ وجهِ الله؛ فعن أبي ذَرٍّ قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَحْقِرنَّ أحدُكم شيئًا مِنَ المعروفِ، وإنْ لم يجدْ فَلْيلقَ أخاه بوجهٍ طَليقٍ، وإذا اشتريتَ لَحمًا أو طَبختَ قِدرًا، فَأكثِرْ مَرقتَه، واغْرِفْ لجَاركَ منه))؛ رواه التِّرمذيُّ، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

 

8 - العِيادةُ عندَ المرضِ وتَبادُلُ الزِّيارةِ: عن أبي هُريرَةَ قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن عادَ مريضًا أو زارَ أخًا له في الله، ناداه مُنادٍ: أنْ طِبْتَ وطاب مَمشاكَ، وتَبوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنزلاً))؛ رواه التِّرمذيُّ، وقال: حديثٌ غريبٌ، وعن مُعاذِ بنِ جبلٍ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَحكي عن ربِّه - عزَّ وجلَّ - يقول: ((حقَّتْ مَحبتي للمُتحابِّينَ فيَّ، وحقَّتْ مَحبتي للمُتباذِلينَ فيَّ، وحقَّتْ مَحبتي للمُتزاورِينَ فيَّ، والمُتحابُّونَ في الله على مَنابرَ مِن نورٍ في ظِلِّ العرشِ يَومَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّه))؛ رواه أحمدُ.

 

خامسًا: إعادةُ النَّظرِ إلى المُشكلةِ: يقول الفَيلسوفُ اليونانيُّ (أبقطيطس): "ليست الأشياءُ هي التي تجعل البشرَ يَشعُرونَ بالاضطرابِ والألمِ؛ ولكنَّها نَظرتُهم التي يَحملونَها تُجاهَ الأشياءِ"، صَدِّقيني لو نَظرتِ إلى المشكلةِ مِن زَاويةٍ أَوسعَ، وبِقلبٍ أكبرَ، وعَقلٍ أَكثرَ وَعيًا وَنُضجًا - لَوَجدتِ أَنَّ تَصرفاتِ هذه الجارةِ المؤذيةِ - وإنْ كانت بحقٍّ مؤذيةً - إلاَّ أنَّها لا تستحق منكِ كلَّ هذا التَّفكيرِ والألَمِ والتَّعبِ النَّفْسيِّ.

 

يشرح د.محمدٌ الحجارُ ذلك بقوله: "الشَّخصُ الذي يَشتُمني، أليستِ الشَّتيمةُ التي يُظهرُها هي التي تَخلقُ عندي عاطفةَ الكراهيَّةِ ونحوه؟ نقول: تستطيعُ إنْ أعدتَ تأطيرِ هذا السلوكِ، ونظرتَ إليه، أو فسرتَه بطريقةٍ أخرى لا تَشعرُ بالكراهيَّةِ نحوَه، فلماذا إذا شتمكَ مجنونٌ نَزيلُ مستشفى الصِّحةِ النَّفْسيَّةُ لا يَحدُث عِندَكَ الكراهيةُ والعُدوانُ نحوَه؟! الجواب: لأنَّكَ تُفسِّر سُلوكَه هذا بكونه يَصدُر عن شخصٍ غيرِ عاقلٍ، وغيرِ مسؤولٍ، يَستحقُّ الشفقةَ وليس القِصاصَ، أليس كذلكَ؟! إذنْ الحادثةُ الخارجيَّةُ – الشتم - لا تُسببُ لكَ الانزعاجَ والغضب؛ بل أنتَ الَّذي أغضبتَ ذاتَكَ، وخَلقتَ في نَفسكَ العُدوانَ، فالتَّأويلُ والتَّفسيرُ هُمَا المُسببانِ للانفعالِ والعاطفةِ".

 

 

سادسًا: التَّعامُلُ مع مَن لا تُطيقُ: أَتصَدِّقينَ أنَّ هذا عُنوانٌ لكتابٍ؟! بل أصبحتْ هناك عِدَّة كتب تتكلم حولَ هذا الموضوع! (Dealing with People You Can't Stand)؛ بل أكثر مِن ذلك أنَّها تُصنَّفُ ضِمنَ الكُتب الأكثرِ مَبيعًا! إذ ما أكثرَ النَّاسَ الذين لا يُطاقونَ في هذه الدُّنيا!

 

تستطيعين البحثَ في المَكتباتِ أو في الشَّبكةِ العَنكبوتيَّةِ تَحتَ هذا العُنوان؛ لعلَِّك تَجدينَ شخصيَّةَ جارتِكِ مِن بين هؤلاء النَّاس الَّذين لا يُطاقون، وبالتَّالي تَتَمكنينَ مِن التَّعامُلِ معها، جَرِّبي لعلَّ ذلك يُجدي.

 

سابعًا: تعجيلُ الفِراقِ: إنْ أخذْتِ بكُلِّ الأسبابِ، ومع هذا لم يَتحسَّنِ الحالُ، واشتدَّ الأمرُ عليكِ، ونفدتْ قُدرتُكِ على التَّحمُّلِ والاصطبارِ، ثم كان بمقدوركِ الانتقالُ مِن بَيتكِ - فَفِرِّي بِجِلدكِ يا سيدتي ولا تَتأخري، اشتري راحةَ بالكِ، ولو بأغلى الأثمانِ، فالشاعر يقول:

 

وَدَوَاءُ مَا لاَ تَشْتَهِيـ
ـهِ النَّفْسُ تَعْجِيلُ الْفِرَاقْ
وَالْعَيْشُ لَيْسَ يَطِيبُ بَيْـ
ـنَ اثْنَيْنِ مِنْ غَيْرِ اتِّفَاقْ

 

ويقول آخر:

 

يَلُومُونَنِي إِذْ بِعْتُ بِالرُّخْصِ مَنْزِلاً
وَلَمْ يَعْرِفُوا جَارًا هُنَاكَ يُنَغِّصُ
فَقُلْتُ لهُمْ كُفُّوا الْمَلاَمَ فَإِنَّهَا
بِجِيرَانِهَا تَغْلُو الدِّيارُ وَتَرْخُصُ

 

ختامًا:

تَذكَّري أنَّ علاجَ المشكلاتِ يَحتاجُ دَومًا إلى بعض الوقت، فلا تَستعجلي النتيجةَ، اصبري وكُوني على يقينٍ أنَّ الله يراكِ، ومُطَّلِعٌ على نِيَّتِكِ، وعلى استشارتكِ هذه، يعلمُ أنَّك تَبحثينَ عنِ الخيرِ، فَثِقي تَمامَ الثِّقةِ أنَّ اللهَ لن يَخذُلكِ.

 

أَدعو اللهَ لكِ بِرَاحةِ البالِ، وهُدوءِ الحالِ، والسَّعادةِ في الدَّارينِ، وأنْ يَهديَ جارتَكِ هذه، ويرفعَ عنكِ أذاها، ويضعَ كلَّ ذلك في موازين حَسناتكِ.

 

دُمتِ بألفِ خيرٍ، ولا تَنْسَيني مِن صالحِ دُعائكِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 


مختارات من الشبكة

  • حديث: يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • مشكلتي مع خطيبي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلتي مع تصرفات والدي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلتي مع أبي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلتي مع أمي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلتي مع صديقتي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلتي مع أخت زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلتي مع والد زوجي(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • مشكلتي مع ذاكرتي وسلوكي(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلتي مع أختي(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • على خطى أندية إنجليزية: برايتون يقيم إفطارا جماعيا بشهر رمضان
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/9/1444هـ - الساعة: 14:26
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب