بين أيدينا كتاب جديد في موضوعه وجرأته، وحساسية هذا الموضوع الهام وعدم تقبل الكثيرين له تنسحب على كتابة تقديم له، فنحن أمة تؤثر فينا تقاليدنا، وموروثاتنا الاجتماعية وأعرافنا تأثيرًا كبيرًا؛ حسنُها وسيئُها، فقد ورثنا -إلى جانب المروءة، والشجاعة، والكرم- العصبية القبلية؛ التي تكاد تعصف بكل موروثاتنا الحميدة الأخرى.
وهي في الواقع لم تعد عصبية بالمعنى الذي كان سائدًا قبل توحيد الجزيرة، بل أضحت تصنيفًا اجتماعيًّا قاسيًا، يؤخذ به أكثر من العدالة الاجتماعية الإسلامية؛ في الزواج، والعمل، والتعليم، بل وحتى في التعامل اليومي بين أفراد المجتمع.
وهذا البحث يناقش هذه القضية بأسلوب علمي مدروس.