دورة مقدمة الإمام مسلم في صحيحه
كتب الإمام مسلم مقدمة صحيحه ووضح فيها سبب تأليفه لكتاب الصحيح، ولم يشترط الصحة فيما ذكره من الأحاديث والآثار فيها.
وقد ذكر فيها بعض المباحث الهامة في أصول الحديث،
فبدأ بوجوب الرواية عن الثقات، وترك الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم،
ثم ذكر بعض الصور التي قد تعتبر من الكذب عليه: كالرواية عن الكذابين، أو التحديث بكل ما تحمل، وعدم الاحتياط في الرواية عن الضعفاء.
ثم عقد فصلاً عن الإسناد ونشأته وأهميته، وفيه إشارة إلي أن الحكم على الحديث منصب أصلاً على الإسناد والمتن تابع له.
ويتفرع من هذا الباب الكلام في الرواة جرحاً وتعديلاً وجوازه، لأنهم أساس الرواية وعليهم العهدة فيه.
ثم ذكر بعد ذلك مسألة فرعية - قام عليها الجدل في عصره وحتى عصرنا هذا - ألا وهي مسألة الحديث المعنعن، والعنعنة بين المتعاصرين. ورجح أن المعاصرة - مع إمكان اللقاء وانتفاء المانع - كافية لصحة الحديث ولو لم يثبت السماع.