الألوكة.. لغة سماوية

الألوكة.. لغة سماوية

الخلقُ بفطرتهم السويَّة متوجِّهون للسماء، يظنون بها خيرًا، ويظنون فيها رزقًا، معتقدون واثقون في توجيهاتها وإرشاداتها.

قال لها: ((أين الله؟)).

قالت: في السماء.

السماءُ في جهة العلو، والحقُّ يعلو ولا يُعلَى عليه، فالمرتبط بالسماء متمسِّك بسببٍ يعليه، وبقدر جهدك بالاستمساك بقدر حظِّك من العلو.

حتى سُعاةُ الأوامر فيها (الملائكة) لا يأتون إلا بخير، ولا يجتمعون إلا على خير.

أعظمُ رسالة يحملُها أعظمُ ساعٍ، هي الرسالة السماوية؛ فكلُّها حقٌّ محض، وحامل الرسالة (الملائكة) طاعتهم لربِّهم، وعدم إشراكهم به، تعتبر طاعةً خالصة محضة لا شائبة فيها.

فتظافر الحق واجتمع من الجهتين: ( الرسالة)، (وحاملوها عليهم السلام).

ومما لفت انتباهي في كتب المعاجم اللغوية، أن كلمة "ألوكة" من معانيها: (الرسالة)، وأن لفظ الملائكة مشتقٌّ منها أيضًا.

وكأنها رسالة واضحة جليَّة أن مسمى (الألوكة) لا يكاد يسقط إلا على رسالة حقٍّ وصدق محضٍ، وأن حاملها لا يكون إلا صادقًا أمينًا، وهكذا هو وحي السماء وما ينزل منه من أقدارٍ، وهكذا هم الملائكة الكرام الأمناء.

أما سُعاةُ البريد، وناقلو الرسائل في حياتنا فقد يحملون حقًّا وزورًا، وصدقًا وكذبًا، وعدلًا وظلمًا، وخليطًا بين ذلك.

أما وإنكم قد اخترتم هذا الاسمَ العظيم (الألوكة) لهذا المنتدى المبارك، فلا غَرْو أن اختيار المرء قطعةٌ من عقله، والمسمَّيات لها نصيب من أسمائها.

وظنِّي: أن رسالتَكم رسالةُ حقٍّ، وأنكم قومُ صدقٍ أمناء.

فلا أملكُ إلا التهنئة والإعجاب بمن كان هذا اختياره وذوقه في التسمية، ولا أختم إلا بالدعاء لكم جميعًا بالتوفيق والسداد، وأنتم تعملون تحت مظلَّة هذا الاسم الشاقِّ التَّبِعة فيما تبقَّى من الدهر.