• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المناهج المعاصرة في التعامل مع النص الشرعي
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
  •  
    العبث بالزمن
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الابتكار في الدرس والتصنيف عند ابن حجر العسقلاني
    د. محمد بن حميد العوفي
  •  
    تشجير قواعد تحقيق المخطوطات (PDF)
    ندى محمد فؤاد مسوتي
  •  
    يوسف بن يعقوب بن إسحاق (3)
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    أوهام سفيان بن عيينة في حديث الزهري لأسامة بن عبد العاطي
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    حرب "المصطلحات" ودور المسلم المعاصر فيها
    خالد بن حسن بن أحمد المالكي
  •  
    المدخل إلى الملكة الأصولية لأحمد بن مسفر العتيبي
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    العبث بالفرص
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    نصائح لتجنب الأخطاء الطبية
    د. صالح بن عطية بن صالح الحارثي
  •  
    يوسف بن يعقوب بن إسحاق (2)
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    كتاب العصا للأمير أسامة بن منقذ تحقيق محمد بن يوسف القاضي
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    الشعوبية
    محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    أهمية الحوار الحضاري
    أ. د. عبدالحليم عويس
  •  
    النوازل المتعلقة بالجنائز في المسجد الحرام والمسجد النبوي ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    وحي الرسالة لأحمد حسن الزيات في طبعة جديدة
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

حوادث دمشق اليومية (8)

حوادث دمشق اليومية (8)
د. محمد مطيع الحافظ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/8/2015 ميلادي - 19/10/1436 هجري
زيارة: 2041

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوادث دمشق اليومية (8)


الخميس 12 آب 1909م

[الجود من العود لا من الموجود] [ص3]

هذه الكلمة كنت أسمعها منذ حداثة سني، واليوم صار لها مناسبة، فأحببت إيرادها؛ لتكون أنموذجًا لمن ألقى السمع وهو شهيد.

 

ليست الأخلاق الممدوحة خاصة بقوم دون آخرين، بل هي طباع أودعها بارئ النسيم فيمن أراد خلقه، ولم يتفرد بها الغني دون الفقير، ولا الأمير دون الحقير، على حد قول القائل: (لله خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص).

 

انصرفنا من حديقة الحرية يوم الاحتجاج وكلُّنا ألسنة شاكرة لما أبداه الدمشقيون من الغيرة الوطنية، فدار البحث بيني وبين أحد أصحابي من التجار فيما أُلقِيَ من الخطب المؤثرة في العواطف السليمة، حتى وصلنا إلى ذكر جميل بك الهمام، وما أبداه من الغيرة والحمية، واستنهاضه الدمشقيين بقوله: (فهل لأهل دمشق أن يجعلوا لهم طرادًا باسم مدينتهم يجعلونه لحماية (كريت) ورفع الأذى عن أهلها؟)، وكان معنا أجير التاجر رفيقي، فلما سمع هذه العبارة أخذت الحمية منه كل مأخذ، والتفت نحو معلمه، وقال له: يا معلمي، أرجوك إذا ابتدأ الناس في الاكتتاب لهذا المشروع أن تدفع عني خمس ليرات، وأنا أوفيكها من راتبي، فعجبت كل العجب من هذه المروءة، وقلت في نفسي: رجل فقير لا يملك أكثر من قوت يومه جاد بهذه القيمة، والأغرب أنها دَيْنٌ ولا يملك بارة، والله إنها لحمية تُذكر، ويا حبذا لو سَرَتْ هذه الغيرة في قلوب المثرين من الدماشقة، لسطرت لهم فخرًا على صفحات التاريخ أبد الآبدين، على أنَّا لو نظرنا في الأمر لوجدناه هينًا جدًّا؛ فإن دمشق تحوي على 300 ألف نفس، ألم يوجد فيهم خمسة آلاف يستطيعون دفع ليرتين من كل شخص؟ بلى، ولكنا نحتاج في ذلك إلى تأليف جمعية من خيار القوم، الغيورين الأحرار، يسعون وراء هذا المشروع بكل نشاط، وأنا الضامن لجمع هذا المبلغ؛ فإن الدمشقيين قوم لا تثني عزائمهم هذه الجزئيات، ولا يهمهم هذا الأمر، وما فعلوا من خير يجدوه.

 

منظر عام لدمشق مأخوذ من الصالحية


سور دمشق من باب شرقي


[الدعوة لإنشاء لجنة تبرع لإنشاء طراد] [ص4]

(المقتبس) إن ما أبداه الدمشقيون من السماح المعقول في مواطن كثيرة، ولا سيما في العهد الأخير، يدعونا إلى الرجاء في كبرائهم وأهل الرأي منهم أن يبادروا، كما يقول صديقنا ميداني، لتأليف لجنة لإنشاء طراد باسم دمشق، يسد فراغًا مهمًّا في الدولة، ويكون قدوة لغيرنا من البلاد.

 

الخميس 12 آب 1909م

[دمشق وأهلها (الوطنية الحقيقية)] [ص1]

جاء في أعداد جريدتي (المقتبس) و(الحقيقة) أن الدمشقيين هبُّوا من سباتهم يسعون في تأسيس بعض المدارس، وتوسيع مدرسة الصنائع؛ فأحببت أن آتي على خلاصة ما كانت عليه هذه المدينة العظيمة، وما آلت إليه اليوم، وما تحتاج إليه للخلاص وسط تيار هذه الحياة الاقتصادية:

يعلم الجميع أن دمشق من أقدم مدن الدنيا، وقد طرأ عليها ما طرأ على غيرها من تقلبات الأدوار القديمة، إلى أن ارتفع شأنها وفخم عمرانها في زمن الرومانيين، فكانت حوران تضاهي بعض جهات أوربا الحالية عمرانًا، ثم كرت عليها العصور وهي بين صعود وهبوط بسبب ما أتاه الرؤساء الغابرون، الذين كان همهم الأكبر اختطاف السلطة من بعضهم البعض، غير ناظرين إلى البلاد عمرت أو خربت، وهكذا، إلى أن أتاح الله هذه الدولة العثمانية، أيدها الله بروح منه، فقتلت الزعامة المخربة، وجمعت الكلمة المتفرقة، وضمت الشعوب الإسلامية، وبينهم إخوانهم في الوطنية أبناء المذاهب الأخرى؛ فأصبح الكل تحت راية واحدة مقدسة، ولولاها لكانت البلاد شذر مذر في أيدي الغير، وقد أثبتت سورية - ما أتته في ماضيها، وما تأتيه كل حين من تقديم الأموال والرجال - أنها عضو قوي من أهم أعضاء هذه الدولة العظيمة، بيد أنه - ويا للأسف - أخذ عمران هذه المدينة يتأخر، بعد أن كانت لها الشهرة العظيمة في الصناعة والزراعة، لما طرأ عليها إبان الدور الماضي من الزهد في أخذ الأسباب العلمية والعمرانية؛ فتعطلت مصانع أهلها، وتحطمت أنوالهم، وتواردت متاجر الغرب إليهم، وأفنى الاستبداد عليهم؛ فأصبح جلهم فقراء يتساءلون عن صنعة تقوم بأَوْدِ عيالهم وأطفالهم.

 

هذا عذرنا في الدور الغابر، وأما في الحاضر - وقد قام فينا الواعظ والموقظ - فآنَ لنا أن نتعظ ونستيقظ، إنا معشر العثمانيين أبناء وآباء ذوي عزيمة واستعداد، أفنرضى بالبقاء بلا قوة ولا زاد؟ كان لآبائنا المصانع والمعامل، فلماذا يومنا زائل وأكثرنا خامل؟ أنستبدل الفخفخة الكاذبة والوجاهة بالكد والنباهة، أم نكتفي بالأقوال وطول الأمل، ونترك الجد والعمل؟ أهكذا كان أسلافنا؟! يأتينا الغرب بالصناعات والمخترعات، وكلما ظهر زي جديد نغير أزياءنا، ولا نفكر في أن أصحاب تلك المخترعات هم بشر مثلنا، ننتظر ورود متاجر الغربي لنبيعها هنا أُجراء، حتى غدا أكثرنا فقيرًا، فبئس الكسب كسبنا، وما أورثنا الجهل والكسل والتباعد حسنًا، والعيشة مع الفقر والضعف مُرَّة، لا تقبلها نفس حرة.

 

والماضي قد فات، فلنجتهد لما هو آت، أيصبح غيرنا في بحر العلم والفن، فيصل إلى رياض السعادة، وفيها يمرح ويرتع، ونسرح في وادي الجهل والكسل، ونقنع بالبطن أن يشبع، أم يشبع الغرب، ونحن جياع ونفتقر ولنا الأرض الطيبة وفينا الصناع؟ ألم يلد هذا الشرق رجالًا ذوي همم شماء؟ أمَا كانوا عائشين في هذا الوسط الذي نحن فيه؟ أما ارتقى العلم على ما كان في ماضيه؟ وأنها لا تنقشع عنا سحابة المحق والكرب ما لم نخض لجةَ العلم والفن إلى الركب، فهلموا نستفيد من كنوز أرضنا الطيبة، ونجدُّ كما جدَّ آباؤنا والغرب، وكما صنعوا نصنع، ولا خلاص من التعاسة الملحة إلا بعلو الهمة، ولا تقوم الحكومة إلا بقيام الأمة.

 

تضغط الحكومة الدستورية على المتشردين من جهال الرجال، فهلَّا نهب بعزم وحزم فنضبط في دار الصناعة اليتيم وابن الفقير المتشرد من الأطفال! وإني لا أرى لكم عذرًا وهذه مدرسة الصنائع عندكم حاضرة، وهي الدار التي أسسها شهيد الوطن لتوسعوها، وخصص لها آباؤكم الواردات المهمة فأضعتموها، بيد أنها بالنسبة لاحتياجنا الحالي صغيرة حقيرة، تحتاج في إصلاحها إلى نفوس كبيرة، فإذا بيعت الدار الحالية، وأقيم أعظم منها بمرات في أطراف دمشق، هناك يجد التلامذة أرضًا يحرثونها، ومياهًا يستخدمونها، لتطبيق العلم على العمل، يؤتى لها بأمهر المعلمين، أجانب كانوا أم عثمانيين؛ فإن أحد الخلفاء استحضر في حينه مائة معماري من مهرة الروم إبان بني مسجد في المدينة المنورة ومسجد بني أمية في دمشق، فهلَّا نستأجر اليوم بعض الأجانب في تشييد بنيان بعض الفنون الحيوية! ثم تعمر المحلات التابعة لمدرسة الصنائع أحسن تعمير وتستثمر، ومنها أن الأرض الكائنة في ضفة نهر بردى من قهوة الجسره فصاعدًا لو عمرت مصانع أو قهاوي وفنادق على طراز حسن، لأتت وحدها بالألوف من الليرات، وإنني أرجو ألا يسعى بعضُ أصحاب القهاوي والفنادق من أرباب النفوذ في تعطيل عمران هذه البقعة اللطيفة؛ لئلا تتعطل محلاتهم إن عمرت، والوطنية الحقيقية تستوجب المفاداة بالنفع الخاص للنفع العام، وقد جاء في الجرائد: أن الوطني الشهير جميل بك رسول جمعية الاتحاد والترقي سعى بجمع ألف ليرة، والوالي الناظم تعهد بجمع ألفي ليرة لإصلاح هذه المدرسة المذكورة، وهي والله حمية وطنية، إلا أنها ماذا تصنع الثلاثة آلاف ليرة في بلدة عظيمة تحتاج في إصلاح حالها الاقتصادية إلى مئات الألوف من الليرات؟ وأن جمعية - ابتلع السمك في سبيل الملة والوطن جثث الكثيرين من أعضائها، وهدم الاستبداد ألوفًا من بيوت رجالها، ويتَّم جمعًا من أطفال أبطالها، حتى وفقت بمشيئة الله لتشييد صرح الدستور فوق رميم عظامها - لهي الجمعية الطاهرة التي قام فرد من أفرادها، وهو جميل بك، فجمع ألف ليرة، ويساعده الوالي بجمع ألفين تخصص لاحتياجكم الوطني، أفلا تقومون لخير أنفسكم وأطفالكم، وأنتم مئات ألوف من المقدمين؟


جمعتم من رسوم البترول (زيت الكاز) نحو ثلاثين ألف ليرة في مدة سنتين؛ لجرِّ ماء الفيجة إلى بلدكم؛ فهلا تقومون باتفاق وطيب خاطر فتطلبون من مجلسي الإدارة والبلدية جمع مثل ذلك المبلغ من الرسم المذكور، فتجرون به كهرباء الذكاء إلى عقول أطفالكم، إن ماء الفيجة ينحصر نفعه في بعض الأجساد، لكن ثلاثين ألف ليرة إذا ضمت وارداتها إلى واردات مدرسة الصنائع الحالية، وتحولت هذه إلى كلية فخيمة كما تقدم، تحيي ألوفًا من البلاد وملايين من العباد، يتعلم فيها ابن الغني بالحساب، واليتيم وابن الفقير بالمجان، ولنفاخر كما يفاخر أغنياء الشعب الإنكليزي بوضع أبنائهم في المدارس الصناعية والزراعية؛ ليتعلموا فيها استثمار الأرض، ولعمر الحق إن مشاريع كهذه هي الوطنية الحقيقية، وإن شرف الأمم على قدر الجد والهمم، وعلوُّ الهمة من الإيمان.

 

بيروت: يحيى كاظم

[الشروع في إزالة القاذورات من نهر بردى] [ص2]


تشرع البلدية في حفر مجرى بردى أمام دائرة الحكومة؛ لتزيل القاذورات والعفن من طريق الماء.

 

نهر بردى في أوائل القرن العشرين


نهر بردى في أوائل القرن العشرين.


[بيع الفحم للفقراء] [ص2]

ابتاعت البلدية لحسابها 300 قنطار فحم لتبيعها من فقراء دمشق، كل قنطار بمائة واثني عشر قرشًا.

 

[قدوم خليل الأيوبي ونجله وجيه دمشق] [ص2]


قدم دمشق خليل أفندي الأيوبي ونجله وجيه أفندي وإسماعيل فائق باشا قائد الفرسان في دمشق.

 

[دفاع مجلة النبراس عن محمد كرد علي صاحب (المقتبس)] [ص3]

(آراء الصحافة العثمانية) في اتهام صاحب المقتبس بالارتجاع [الرجعية]، قال صاحب مجلة (النبراس): صديقي أبا المأمون محمد أفندي منشئ المقتبسين [الجريدة والمجلة]، سلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإن لكل شيء نهاية، كما أن لكل أمر بداية، ألا وإن المتقهقرين قد دنا أجلهم فقضي على كثير منهم، ومن بقي فلا يغتر بطيِّ الكشح عنه، فيظن أن الحق قد نام دون أن يثأر منه، أو أنه جهله فتجاوزه، كلا والله، فإن أهل الرجعى [أي الرجعية] أشهر من نار على علم، وإنما هو الحِلمُ والصفح، فمن أظهر منهم قرنه كسر، ومن أتلع عنقه شنق، ومن مد لسانه قطع، فأولى لهم فأولى، ثم أولى لهم فأولى، أن يقبعوا في كسر معاطفهم، وينزعوا ما في صدورهم، ويقلعوا عن غيِّهم؛ فإن الزمان قد استدار كيوم خلقه الله، وإن زمانهم قد انقضى، ويوم مجدهم وتغطرسهم قد ولى، فلا يطمع منهم (زعنف) بالرجوع في الحافرة، والتقهقر إلى زمن الجور والوشاية؛ فإن لكل شيء نهاية، وقد انصرم أجل دورهم، وانتهى عمر سيطرتهم ومجدهم الباطل.

 

أما ما لم نزل نراه من أعمال أغبيائهم، مما يذكرنا بالدور المنصرم، فهو مما يجب ألا نكترث به، ولا نألم منه؛ لأن عملهم هذا كحركة المذبوح، فلا تلبث أن يسكن.

 

أيها الصديق، إن من اعتاد عملًا يصعب عليه الإقلاع عنه، خصوصًا إذا تأصل في نفسه، ألا وإن هؤلاء (الزعانف) قد اعتادوا الوشاية، والإضرار بالناس، والتقرب من الحكام بمثل هذه الحرف السافلة؛ لذلك يصعب عليهم أن ينزعوا عما ألفوه؛ فلا تأمل أن يصدف بهم ضميرهم عن مثل ما رمَوْك به.

 

أيها الصديق، قد ظنت هذه الطائفة الضالة أن مثل هذه الوشايات تؤثر في أهل الحل والعقد اليوم، كما كانت تؤثر في أهل اللعنة من حكام الأمس.

 

أيها الصديق، إن جواسيس عهد الحرية هم جواسيس عهد الاستبداد، كانوا فيما مضى يَشُون بالأحرار؛ تقربًا من الحكام الأشرار، ويتجسسون اليوم عليهم ويَشُون بهم؛ انتقامًا وتشفيًا؛ لأنهم كانوا السبب في سقوطهم، ومنع ما كانوا يتقاضَوْنه من الأموال في سبيل حرفتهم الخسيسة، فلا لوم عليهم ولا تثريب؛ لأنهم ينتقمون لأنفسهم، ويسعون لإهلاك من أسقطوهم، غير أنهم لو فكروا قليلًا وتريثوا في الأمر، لم يقدموا على ذلك؛ لأن زمن قلب الحقائق قد انقلب، فلا ينفع اليوم إلا الحقائق الراهنة، والأمر الذي لا شبهة فيه ضرورة أن اليقين لا يُزال بالشك، فكيف يزال بالشبهة بل بالباطل؟! إن أهل الرجعى في كل بلدة من البلاد كامنون كمون النار في الحجر والجمر تحت الرماد؛ فهم يترقبون الأحرار، ويتربصون بهم الدوائر، ناسين المحاكم العرفية، غير ناظرين إلى ما حل بإخوانهم، ولا متفكرين بحبال المشانق، فإن لم يطفئوا النار التي في قلوبهم، ويقطعوا الآمال التي لا تزال تختلج في صدورهم، فليستعدوا للموت الزؤام، أو النفي من الأرض، أو القذف بهم في غيابات السجون.

 

أيها الصديق، الحر حرٌّ وإنْ مسَّه الضر، فلا تُلْقِ لما نابك بالًا، ولا تحزن على ما أصابك، فلو قِسْتَ ما حل بك اليوم بما حل بك بالأمس في عهد السفاح الطاغي يوم فررت بأهلك إلى مصر، لهان عليك ما أنت لاقيه في هذا العهد!

 

إن نُسبت إلى الولقانية الحميدية الفسادية، فقد نُسبتُ قبلك إلى إهانة السلطان الدستوري، والكل يعلم أني عرضت بنفسي إلى المخاطر يوم اشتداد الأزمة، وناديت بإسقاط السلطان المخلوع، وأظهرت فظائعه وأعماله المنكرة على ملأ من الناس، عملت كل ذلك حتى صرت هدفًا للموت لأجل السلطان محمد [رشاد] الخامس؛ لأنه متى سقط ذاك الطاغية عن منصب الخلافة والسلطنة، اعتلى هذا المليك المحبوب.

 

أيها الصديق، إني أهنئك بهذه النسبة، وإني مسرور جدًّا بمثل هذه الوشايات؛ لأنها تدل دلالة صريحة على أن بلاد الدولة لم تزل ملأى بالمتقهقرين، فيعمل الديوان الحربي على استئصالهم، ومحو آثارهم من لوح الوجود، في حين لا يصيب الأحرار من سموم وشاياتهم شيء، وإنما يكون الرجعيون كالباحثة عن حتفها بظلفها.

 

أيها الصديق، إني أسوق إليك تهاني الأحرار من إخوانك البيروتيين الذين يحتجون بكل ما لديهم من القوة على عمل ذلك الجاسوس الملعون قاتله الله، فاقبل خالص تهنئتنا، وثابِرْ على ما فُطرت عليه من الدعوة إلى الحرية والمبادئ الصحيحة، غير مبالٍ بأعمال المنافقين الرجعيين، قاتلهم الله أجمعين[1].

 

هذا، وربما آتي دمشق لبثك تهاني الخاصة، والاعتراف بما لك من الأيادي البيضاء على الحرية.

والسلام عليك أولًا وآخرًا.

 

السبت 14 آب 1909م

[انتقال المدرسة الطبية من زقاق رامي إلى البحصة البرانية] [ص3]

انتقل نادي طلبة المدرسة الطبية في دمشق من محلة زقاق رامي إلى البحصة البرانية في دار خاصة.